قال المؤلفون : ( وأمَّا النداءُ، فهوَ طَلَبُ الإقبالِ بحرْفٍ نائبٍ مَنَابَ (أَدْعُو)، وأدواتُه ثمانيةٌ: (يا)، والهمزةُ، و(أيْ)، و(آ)، و(آي)، و(أيا)، و(هيا)، و(وا).
فالهمزةُ و(أَيْ) للقريبِ، وغيرُهما للبعيدِ.
وقدْ يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلةَ القريبِ فَيُنَادى بالهمزةِ و(أيْ)، إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضِرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:
أسُكَّانَ نَعْمانَ الْأَرَاكِ تَيَقَّنُوا ..... بأنَّكم في رَبْعِ قَلْبيَ سُكَّانُ
وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنزلةَ البعيد،ِ فيُنادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ له، إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ، رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ درجتِه في العِظَمِ عنْ درجةِ المتكلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ، كقولِك: (أيا مولايَ)، وأنت معَهُ.
أوْ إشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِك: (أيا هذا)، لِمَنْ هوَ معكَ.
أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحْوِ نوْمٍ أوْ ذهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلِسِ، كقولِكَ للساهِي: (أيا فلانُ).)(دروس البلاغة)