مجلس المذاكرة الثامن : مذاكرة دروس القسم الأول من حلية طالب العلم

[قاسم بن محمد الرمضان]

س1: ما سبب تأليف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله لكتاب "حلية طالب العلم"؟
ما يعايشه المسلمون من يقظة فكرية تتهلل لها سبحات الوجوه, وما يراه من اندفاع شباب الأمة إلى طلب العلم بهمة عالية وطموح كبير, وجامعية واطلاع مدهش على دقائق المسائل, ولكن كما قال الشيخ: "لا بُدَّ لهذه النَّواةِ المبارَكَةِ من السَّقْيِ والتَّعَهُّدِ في مَساراتِها كافَّةً ؛ نَشْرًا للضماناتِ التي تَكُفُّ عنها العِثارَ والتعَثُّرَ في مَثانِي الطلَبِ والعمَلِ ؛ من تَمَوُّجَاتٍ فِكرِيَّةٍ وعَقَدِيَّةٍ ، وسُلوكيَّةٍ ، وطائِفِيَّةٍ وحِزْبِيَّةٍ ."
ولهذا السبب تم تأليف هذه الرسالة لتكون الصفة الكاشفة لحلية طالب العلم التي يتزين بها في طلبه وحياته.
س2: العلم عبادة ، كيف يتعبد المسلم إلى الله بطلب العلم ؟
بتحقيق شرطي قبول العبادة في العلم ألا وهما الإخلاص والمتابعة, وبذا يتم للمسلم التعبد بالعلم, وذلك بأن يكون الهدف من طلب العلم هو إرضاء الله سبحانه, ورفع الجهل عن النفس, وتعليم الناس, وحفظ الشريعة مع البعد عن الرياء, والشهرة, والتسميع, والطبوليات, والنأي بالنفس عن الأغراض والأعراض الزائلة كأموال السلاطين, وحب الظهور الذي يقسم الظهور يصحابه تمحيض المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, وقفو أثر المعصوم, وبه يتحقق للمسلم محبة الله تعالى له؛ إذ لا تتم محبة الله له إلا باتباع رسوله {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}, ومحبة الله ومحبة رسوله هي الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة.
س3: ما أثر تحلي طالب العلم بالحلم والتواضع؟
1- تحمل ذلة التعلم لعزة العلم.
2- الاعتدال في المشي, وترك الخيلاء فيه.
3- الحذر والبعد عن داء الجبابرة وهو الكبر, وذلك بترك التطاول على المعلم, وعدم الاستنكاف عن الانتفاع ممن هو دونه, والعمل بالعلم.
4- اللصوق بالأرض, والإزراء على النفس, ومراغمتها عند الاستشراف للكبر أو الطيش أو الغطرسة, وكلما ازداد الطالب علما وجب عليه لزوم ذلك, وشدة التمسك به.
س4: ما هي المروءة ؟ وما هي خوارمها ؟
هي فعل ما يجمل ويزين, واجتناب ما يدنس ويشين.
خوارمها كثيرة, منها: حرفة مهينة, وخلة رديئة كالعجب, والرياء, وبطر الحق, والخيلاء, وغشيان مواطن الريب والظنون !
س5: قال الشيخ بكر أبو زيد لطالب العلم: "تحل بالثبات والتثبت ..." فما الفرق بينهما؟
الثبات في الطلب, ويعني به الصبر والمصابرة, وطول النفس في تلقي العلم, وسماعه, وعدم الضجر أو الملل, والاستمرار فيما بدأ به من دراسة متن أو كتاب أو لزوم شيخ أو جماعة شيوخ؛ فإن (من ثبت نبت) كما قيل !
أما التثبت فهو التأكد مما ينقل من الأخبار, وتحري الصواب فيها قبل المسارعة إلى الحكم على قائلها؛ فلربما كانت غير صحيحة عنه أو نقلت محرفة أو مبتورة من سياقها, وربما جهلنا الأصل الذي انبنت عليه فكان حكمنا عليها خطأ, ولذا وجب التثبت في المنقول أولا, وفي الحكم عليه ثانيا!