14- بَابُ صِفَةِ صَلاَةِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فقُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قالَ: ((أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْني وبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِن الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ)).
عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنهَا قالَتْ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَسْتَفْتِحُ الصَّلاَةَ بِالتَّكْبِيرِ، وَالْقِرَاءَةَ بـ: {الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وَكَانَ إِذَا رَكَعَ لَمْ يُشْخِصْ رَأْسَهُ وَلَمْ يصَوِّبْهُ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِن الرُّكُوعِ، لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يَسْتَوِيَ قَائِمًا، وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِن السَّجْدَةِ، لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يَسْتَويَ قَاعِدًا، وَكانَ يَقُولُ فِي كلِّ رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّةَ، وَكانَ يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى، وَكان يَنْهَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ، وَيَنْهَى أَنْ يَفْتَرِشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ، وَكَانَ يَخْتِمُ الصَّلاَةَ بِالتَّسْلِيمِ.
عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا، أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوع، وَإِذَا رَفَعَ رَأَسَهُ مِن الرُّكُوعِ رفعهُمَا كَذَلِكَ، وَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَكَانَ لاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ في السُّجُودِ.
عن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ، عَلَى الْجَبْهَةِ –وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَنْفِهِ- وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ )).
عن أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إِذَا قَامَ إلى الصَّلاَةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ: ((سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَهُ)) حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِن الرُّكوعِ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: ((رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ))، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلاَتِهِ كُلِّهَا حتَّى يَقْضِيَهَا، وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِن الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ.
عن مُطَرِّفِ بنِ عبدِ اللهِ قالَ: صَلََّيْتُ خَلْفَ عَلِيِّ بن ِ أبِي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ أَنَا وعِمْرَانُ بنُ حُصينٍ فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ، وَإِذَا نَهَضَ مِن الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ أَخَذَ بِيَدِي عِمْرَانُ بنُ حُصَيْنٍ، فقالَ: قد ذَكَّرَنَي هَذَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، أَو قَالَ: صلَّى بِنَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
عن البَرَاءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: رَمَقْتُ الصَّلاَةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ والانْصِرافِ: قَرِيبًا مِن السَّوَاءِ.
وفي روايَةِ البخاريِّ: مَا خَلاَ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ: قَرِيبًا مِن السَّوَاءِ.
عن ثابتٍ البُنـانِيِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: إِنِّي لاَ آلُو أَنْ أُصَـلِّيَ بِكُمْ كَما رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصَلِّي بنَا. قالَ ثابتٌ: فَكانَ أَنَسٌ يَصْنَعُ شَيْئًا لاَ أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ، كانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِن الرُّكُوعِ، انْتَصَبَ قَائِمًا، حتَّى يقولَ الْقائِلُ:قَدْ نَسِيَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِن السَّجْدَةِ مَكَثَ، حتَّى يَقُولَ القائِلُ: قَدْ نَسِيَ.
عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَـلاَةً، ولاَ أَتَمَّ صَـلاَةً مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
عن أبِي قِلاَبَةَ – عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ- الْجَرْمِيِّ البَصْرِيِّ قالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرثِ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فقالَ: إِنِّي لأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلاَةَ، أُصَلِّي كَيْفَ رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصَلِّي، فَقُلْتُ لأَبِي قِلاَبَةَ: كَيْفَ كَانَ يُصَلِّي؟ قالَ: مِثْلَ صَلاَةِ شَيْخِنَا هذَا، وكانَ يَجْلِسُ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِن السُّجُودِ قَبْلَ أَنْ يَنْهَضَ.
عن عبدِ اللهِ بنِ مالكٍ - ابنِ بُحَيْنَةَ- رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ إِذَا صلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ، حتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ.
عن أبِي مَسْلَمَةَ - سعيدِ بنِ يزيدَ - قالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: أَكانَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ.
عن أبِي قتادةَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
ولأبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ بنِ عبدِ شمسٍ فَإِذا سَجَدَ وَضَعَهَا، وَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا.
عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: ((اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ)).