1- بَابُ دُخولِ الْخَلاَءِ والاسْتِطَابَةِ
- عن أَنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ إذا دَخَلَ الْخَلاَءَ قالَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِن الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ)).
[الْخُبُثُ بِضَمِّ الْخَاءِ والباءِ: جَمْعُ خَبِيثٍ، والْخَبَائِثُ: جَمْعُ خَبِيثَةٍ. اسْتَعَاذَ مِن ذُكْرَانِ الشَّيَاطِينِ وإِنَاثِهِمْ].
- عن أبِي أَيُّوبَ الأنصارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((إِذَا أَتَيْتُمُ الغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ وَلاَ بَوْلٍ، وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَو غَرِّبُوا)). قالَ أبُو أيُّوبَ: (فَقَدِمْنَا الشَّامَ، فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَد بُنِيَتْ نَحْوَ الكَعْبَةِ، فنَنْحَرِفُ عنهَا، ونَسْتَغْفِرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ).
قالَ المُصَنِّفُ: الْغَائِطُ: الْمَوْضِعُ الْمُطْمَئِنُّ مِن الأرضِ كانُوا يَنْتَابُونَهُ لِلْحَاجَةِ فَكَنَّوْا بهِ عن نَفْسِ الْحَدَثِ كَرَاهيةً لِذِكْرِهِ بخاصِّ اسمهِ. والمراحيضُ جمعُ مِرحاضٍ، وهو المُغتسلُ، وهوَ أيضاً كنايةٌ عن مَوضِعِ التَّخَلِّي.
- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: رَقِيتُ يومًا عَلَى بَيْتِ حَفْصَةَ، فرأَيتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَقْضِي حَاجَتَهُ مُستَقْبِلَ الشَّامِ، مُسْتَدبِرَ الْكَعْبَةِ.
- عن أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: كانَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَدْخُلُ الخَلاءَ، فأَحْمِلُ أَنَا وَغُلاَمٌ نَحْوِي إِدَاوَةً مِن مَاءٍ، وَعَنَزَةً، فَيَسْتَنْجِي بِالمَاءِ.
الْعَنَزَةُ: الحَرْبةُ.
- عن أبِي قتادةَ الحارثِ بنِ رِبْعِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: ((لاَ يُمْسِكَنَّ أَحدُكُمْ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَهُوَ يَبُولُ، وَلاَ يَتَمَسَّحْ مِن الْخَلاَءِ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ)).
- عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا قالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِقَبْرَيْنِ، فقالَ: ((إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبانِ في كَبِيرٍ، أَمَّا أحَدُهُمَا، فَكانَ لا يَسْتتِرُ مِن البَوْلِ، وأَمَّا الآخَرُ فَكانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ)) فَأَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبةً، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، فَقَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قالَ: ((لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبسَا)).