تفسير سورة النبأ
(1) " عم يتساءلون "
- لما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأخبرهم بتوحيد الله والبعث بعد الموت ، جعلوا يتساءلون بينهم : ماذا حصل لمحمد ، وما الذي أتى به ؟ فأنزل الله هذه الآية .
(2) " عن النبأ العظيم "
- هو الخبر الهائل ، وهو القرآن العظيم ؛ لأنه ينبئ عن التوحيد ، وتصديق الرسول ، ووقوع البعث والنشور .
(3) " الذي هم فيه مختلفون "
- أي : مختلفون في الفرآن ، فجعله بعضهم سحراً ، وبعضهم شعراً ، وبعضهم كهانة .
(4) " كلا سيعلمون "
- أي : سيعلمون عاقبة تكذيبهم ، وهو ردع وزجر .
(5) " ثم كلا سيعلمون "
- للمبالغة في التأكيد والتشديد .
(6) " ألم نجعل الأرض مهاداً "
- المهاد : الوطاء والفراش .
(7) " والجبال أوتاداً "
- أي : جعلناها كالأوتاد للأرض لتسكن ولا تضطرب .
(8) " وخلقناكم أزواجا "
- أي : الذكور والإناث .
(9) " وجعلنا نومكم سباتاً "
- السبات : أن ينقطع عن الحركة والرح في بدنه ليستريح .
- أي : راحة لأبدانكم.
(10) " وجعلنا الليل لباساً "
- أي : نلبسكم ظلمته ، ونغشيكم بها كما يغشيكم اللباس .
(11) " وجعلنا النهار معاشاً "
- مضيئاً ليسعوا فيما يقوم به معاشهم وما قسمه الله لهم من الرزق .
(12) " وبنينا فوقكم سبعاً شداداً "
- أي : سبع سماوات قوية الخلق محكمة البناء .
(13) " وجعلنا سراجاً وهاجاً "
- المراد به الشمس ، والوهج يجمع النور والحرارة .
(14) " وأنزلنا من المعصرا ماءً ثجاجاً "
- المعصرات : هي السحب التي تنحصر بالماء ولم تمطر بعد .
- الثجاج : المنصب بكثرة .
(15) " لنخرج به حباً ونباتاً "
- الحبّ : كالحنطة والشعير ونحوهما .
- النبات : ما تأكله الدواب .
(16) " وجنات ألفافاً "
- أي : بساتين ملتفاً بعضها ببعض ؛ لتشعب أغصانها .
(17) " إن يوم الفصل كان ميقاتا "
- أي : وقتاً وميعاداً للأولين والآخرين ، ينال كل فيه ما وعد به من الثواب والعقاب .
- سمي يوم الفصل ؛ لأن الله يفصل فيه بين خلقه .
(18) "يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا "
- الصور : هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل ، أفواجاً : زمراً زمراً .
- أي : تأتون إلى موعد العرض زمراً .
(19) " وفتحت السماء فكانت أبوابا "
- أي : فتحت لنزول الملائكة فصارت ذات أبواب كثيرة .
(20) " وسيرت الجبال فكانت سرابا "
- أي : سيرت عن أماكنها في الهواء ، وقلعت عن مقارّها ، فكانت هباء منبثاً يظن الناظر أنها سراب .
(21) " إن جهنم كانت مرصادا "
- أي : يرصد فيها خزنة النار الكفار ليعذبوهم فيها .
(22) " للطاغين مئابا "
- مئاباً : مرجعاً يرجعون إليه .
(23) " لابثين فيها أحقابا "
- لابثين : ماكثين ، الحقبة : القطعة الطويلة من الزمان .
- أي : ماكثين في النار ما دامت الدهور .
(24) " لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا "
(25) " إلا حميما وغساقا "
- الحميم : الماء الحار ، الغسّاق : صديد أهل النار .
(26) " جزاء وفاقا "
- أي : وافق العذاب الذنب .
(27) " إنهم كانوا لا يرجون حسابا "
أي : كانوا لا يطمعون في ثواب ، ولا يخافون من حساب ؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث .
(28) " وكذبوا بآياتنا كذابا "
(29) " وكل شيء أحصيناه كتابا "
- أي : كتبناه في اللوح المحفوظ ، وقيل : ما كتبه الحفظة على العباد من أعمالهم .
(30) " فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا "
(31) " إن للمتقين مفازا "
- المفاز : الفوز والظفر بالمطلوب ، والنجاة من النار .
(32) " حدائق وأعنابا "
(33) " وكواعب أترابا "
- نساء كواعب : أي أثداؤهن قائمة على صدورهن لم تتكسر .
- أتراباً : أي متساويات في السن .
(34) " وكأسا دهاقا "
- أي : مترعة مملوءة بالخمر .
(35) " لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا "
- اللغو : الباطل من الكلام .
- أي : لا يسمعون في الجنة لغواً ، ولا يكذب بعضهم بعضاً .
(36) " جزاء من ربك عطاء حسابا "
- أي : بقدر ما وجب لهم في وعد الرب سبحانه ؛ فقد وعد بعضهم للحسنة عشراً ، وغيرهم سبعمائة ضعف ، وآخرون وعدهم جزاء لا نهاية له ولا مقدار .
(37) " رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا "
- لا يملكون منه خطاباً : أي : لا يقدرون أن يبتدئوا الكلام معه إلا متى أذن لهم ، ولا يملكون الشفاعة إلا بإذنه .
(38) " يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا "
- الروح : ملك من الملائكة ، وقيل : هو جبريل ، وقيل : أنه جند من جنود الله ليسوا ملائكة .
- صفاً : أي : مصطفين .
- لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن : أي : من أذن له بالشفاعة ، أو لا يتكلمون إلا في حق من أذن له الرحمن .
- وقال صواباً : أي : كان ذلك الشخص ممن شهد بالتوحيد في الدنيا .
(39) " ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا "
- ذلك اليوم الحق : أي : يوم قيامهم كائن واقع متحقق ولا بد.
- اتخذ إلى ربه مئاباً : أي : مرجعاً بالعمل الصالح .
(40) إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا "
- أي : يشاهد الإنسان ما قدمه من خير أو شر ، ويتمنى الكافر أن يكون تراباً ؛ لما يشاهده مما أعده الله له من أنواع العذاب .