أبو عُبيدةَ عامرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ الجرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ
ابنِ هِلالِ بنِ أُهَيْبِ بنِ ضَبَّةَ بنِ الحارثِ بنِ فِهْرِ بنِ مالِكٍ.
وأمُّهُ: أمُّ غُنْمٍ بنتُ جابرِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ عامرِ بنِ عُمَيْرَةَ بنِ وَديعةَ بنِ الحارثِ بنِ فِهْرٍ.
وقيلَ: أُمَيْمَةُ بنتُ غُنْمِ بنِ جابرِ بنِ عبدِ العُزَّى.
يَلتقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فِهْرِ بنِ مالكٍ.
أَسْلَمَ قديمًا قَبْلَ دُخولِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دارَ الأَرْقَمِ.
وشَهِدَ بَدْرًا والْمَشاهِدَ معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ونَزَعَ يومَ أُحُدٍ الْحَلْقَتَيْنِ اللَّتَيْنِ دَخَلَتَا في وَجْهِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْمِغْفَرِ، وانْتُزِعَتْ ثِنْيَتَاهُ فحَسَّنَتَا فَاهُ، فقيلَ: ما رُؤِيَ هَتْمٌ قَطُّ أحسَنَ منْ هَتْمِ أبي عُبَيْدَةَ [1].
وكانَ لهُ من الوَلَدِ:
يَزيدُ وعُمَرُ.
وقد انْقَرَضَ وَلَدُ أبي عُبيدةَ فلمْ يُعْقِبْ.
وماتَ بطاعونِ عَمْوَاسَ [2] سنةَ ثمانِ عشرةَ.
وقَبْرُهُ بِغُورِ بَيْسَانَ بقريَةِ عَمْتَا، وهوَ ابنُ ثمانٍ وخمسينَ، وصَلَّى عليهِ مُعاذُ بنُ جَبَلٍ، وقدْ قِيلَ: عمرُو بنُ العاصِ.
وقدْ قَتَلَ أبو عُبَيْدَةَ أَبَاهُ يومَ بدرٍ كافرًا [3].
وفيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة المجادلةِ، الآيَة: 22].
تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] انظُر (المستَدْرَكَ (3/266) و(السيرةَ) لابنِ كثيرٍ ص (79).
والْهَتْمُ: كَسْرٌ في الثنايا منْ أُصولِها.
ومَناقِبُ أبي عُبيدةَ شَهيرةٌ جَمَّةٌ، فهوَ أحَدُ السابقينَ الأَوَّلِينَ، وقدْ سَمَّاهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمينَ الأُمَّةِ، وشَهِدَ لهُ بالْجَنَّةِ، وكانَ مَوصوفًا بِحُسْنِ الْخُلُقِ وبالْحِلْمِ الزائدِ والتواضُعِ الْجَمِّ والزهْدِ الخالِصِ.
[2] عَمْوَاسُ: موضِعٌ بفِلسطينَ بالقُرْبِ منْ بيتِ الْمَقْدِسِ، اشْتُهِرَتْ بِمَرَضِ الطاعونِ حيثُ ابْتَدَأَ منها، وماتَ بهِ خَلْقٌ كثيرٌ من الصحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم ومنْ غيرِهم.
انظُرْ: (مُعْجَمَ البُلدانِ) (4/157).
[3] انظُر: (الإصابةَ) (5/286)، قالَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: أَخْرَجَهُ الطبرانيُّ بسَنَدٍ جَيِّدٍ.