أبو إسحاقَ سعدُ بنُ أبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ
واسمُ أبي وَقَّاصٍ: مالكُ بنُ أُهَيْبِ بنِ عبدِ مَنافِ بنِ زُهرةَ بنِ كلابٍ. يَلتقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كِلابِ بنِ مُرَّةَ.
وأمُّهُ حَمْنَةُ بنتُ سُفيانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافٍ.
وأَسْلَمَ قَديمًا. وكانَ يَقولُ: لقدْ رَأَيْتُنِي وإنِّي لَثُلُثُ الإسلامِ [1].
وشَهِدَ بَدْرًا والْمَشاهِدَ كُلَّها معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وهوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سبيلِ اللَّهِ.
وكانَ رَمْيُهُ ذلكَ في جيشٍ فيهم أبو سُفيانَ، لَقَوْهُم بِصَدْرِ رَابِغٍ [2] في أَوَّلِ سنةٍ قَدِمَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينةَ [3].
ولهُ من الوَلَدِ:
مُحَمَّدٌ: قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.
وعمرُ: قَتَلَهُ الْمُختارُ بنُ أبي عُبَيْدٍ [4].
وعامرٌ ومُصْعَبٌ: وَرُوِيَ عنهما الحديثُ.
وعُمَيْرٌ وصالحٌ وعائشةُ، بنو سَعْدٍ.
ماتَ بقَصْرِهِ في العَقيقِ على عَشَرَةِ أميالٍ من المدينةِ.
وحُمِلَ على رِقابِ الرجالِ إلى المدينةِ سنةَ خمسٍ وخمسينَ، وهوَ ابنُ بِضْعٍ وسبعينَ، فكانَ آخِرَ العَشَرَةِ وَفاةً.
تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] يعني: أنَّهُ ثالثُ امرئٍ مُسْلِمٍ، انْظُرْ: (صحيحَ البخاريِّ) (3766)، و(فَتْحَ البارِي) (7/ 84).
[2] رَابِغٌ: مدينةٌ على ساحِلِ البحرِ الأَحْمَرِ غربِيِّ الْمَملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ حَرَسَها اللَّهُ.
[3] نَقَلَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ في الفَتْحِ (7/84) عن الزُّبيرِ بنِ بَكَّارٍ، أنَّ ذلكَ كانَ في سَرِيَّةِ عُبيدةَ بنِ الحارثِ بنِ عبدِ الْمُطَّلِبِ، وكانَ القِتالُ فيها أوَلَّ حَرْبٍ وَقَعَتْ بينَ المشرِكينَ والمسلِمينَ، وهيَ أَوَّلُ سَرِيَّةٍ بَعَثَها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، في السَّنَةِ الأُولَى من الهجرةِ، بَعَثَ أُناسًا إلى رابِغٍ، لِيَلْقَوْا عِيرًا لقُريشٍ، فتَرَامَوْا بالسهامِ، ولمْ يكُنْ بينَهم مُسايَفَةٌ، فكانَ سعدٌ أَوَّلَ مَنْ رَمَى.
[4] روى مسلِمٌ في (صحيحِهِ) (2545) عنْ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنها، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((إِنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا))، وقالَتْ للحَجَّاجِ: أمَّا الكَذَّابُ فرَأَيْنَاهُ، وأَمَّا الْمُبِيرُ فلا إِخَالُكَ إلَّا إيَّاهُ. اهـ والْمُبِيرُ: هوَ الْمُهْلِكُ.
وكانَ الْحَجَّاجُ قدْ أَعْمَلَ السيفَ في الْمُسلمينَ قَتْلًا، وأمَّا المُخْتَارُ بنُ أبي عُبَيْدٍ فكان كَذَّابًا، ويَزْعُمُ أنَّ جِبريلَ يَأْتِيهِ بالوَحْيِ.