بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و العاقبة للمتقين، و لا عدوان إلا على الظالمين كالمبتدعة و المرتدين و المشركين، و أصلي و أسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، و على آله و أصحابه أجمعين، و بعد:
فلما كانت مذاكرات الكتب التي ندرسها في هذا المعهد من الأمور المهمة التي يثبت بها العلم في قلب الطالب إن شاء الله، أحببت أن تكون مذاكرتي لهذه الرسالة عبارة عن شرح مقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية فيها، و هي تبدأ من بداية الرسالة إلى قوله رحمه الله: "ثم كيف يكون خير قرون الأمة أنقص في العلم و الحكمة ـ لا سيما العلم بالله و أحكام آياته و أسمائه ـ من هؤلاء الأصاغر بالنسبة إليهم؟ أم كيف يكون أفراخ المتفلسفة أتباع الهند و اليونان و ورثة المجوس و المشركين و ضلال اليهود و النصارى و الصابئين و أشكالهم و أشباههم أعلم بالله من ورثة الأنبياء و أهل القرآن و الإيمان؟".
و قد استفدت من بعض شروحات هذه الرسالة و من أخص ما استفدت منه شرح الشيخ حمد بن عبد المحسن التويجري الذي استمعته قبل أربع سنوات، و شرح الشيخ يوسف بن محمد الغفيص الذي استمعته مرتين.
هذا و أسأله الله تعالى أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم، فإنه الذي لا يستحق أن يراد بعمل وجها سواه، و قد قال الله تعالى: {كل ما عليها فان.و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكوام}.