إِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ، وَعَرَفْتَ أَنَّ الطَّرِيقَ إِلى اللهِ لابُدَّ لَهُ مِنْ أَعْدَاء قاعِدِينَ عَلَيْهِ، أَهْلِ فَصَاحةٍ وَعِلْمٍ وَحُجَجٍ، فَالواجِبُ عَلَيْكَ: أَنْ تَعلَّمَ مِن دِينِ اللهِ ما يَصِيرُ سِلاحاً تُقَاتِلُ بِهِ هَؤُلاءِ الشياطينَ الَّذِينَ قَالَ إِمَامُهُمْ ومُقَدَّمُهُم لِرَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أكْثَرَهُمْ شَاكِرِيْنَ}وَلَكِنْ إن أَقْبَلْتَ إلى اللهِ تعالى، وَأَصْغَيْتَ إِلى حُجَجِ اللهِ وَبَيِّنَاتِهِ فَلا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيْفاً} .وَالعَامِّيُّ مِنَ المُوَحِّدِينَ يَغْلبُ أَلفاً مِن علماءِ هؤلاءِ المُشرِكِينَ؛كما قالَ تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الغَالِبُونَ} .فَجُنْدُ الله تعالى هُمُ الْغَالِبُونَ بِالحُجَّةِ وَاللِّسَانِ، كَمَا أنهم هُم الغَالِبُونَ بِالسَّيْفِ وَالسِّنَانِ.وَإِنَّما الخَوْفُ عَلى المُوَحِّدِ الَّذي يَسْلُكُ الطَّرِيقَ وَلَيْسَ مَعَهُ سِلاحٌ.