إِذَا :
- عَرَفْتَ ما قُلْتُ لَكَ مَعْرفَةَ قَلْبٍ، وَعَرَفْتَ الشِّرْكَ باللهِ الَّذِي قَالَ اللهُ فِيهِ: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
- وَعَرَفْتَ دِينَ اللهِ الَّذي بعث بِهِ الرُّسُلَ مِنْ أَوَّلهِم إِلى آخِرِهِمُ الَّذي لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ أَحَدٍ ديناً سِوَاهُ.
- وَعَرَفْتَ ما أَصْبَحَ غَالِبُ النَّاسِ فِيهِ مِنَ الجَهْلِ بِهَذا أَفَادَكَ فَائِدَتَيْنِ:
الأُولَى: الفَرَحُ بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ ؛كَما قالَ تَعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
وَأَفَادَكَ أَيْضاً: الخَوْفَ العَظِيمَ، فَإِنَّكَ إِذَا عَرَفْتَ أَنَّ الإِنسانَ يَكْفُرُ بِكَلِمَةٍ يُخْرجُها مِنْ لِسَانِهِ دون قلبه، وَقَدْ يَقُولُها وَهُوَ جَاهِلٌ فلا يُعْذَرُ بِالجهْلِ، وَقَدْ يَقُولُها وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّها تُقَرِّبُهُ إِلى اللهِ زُلْفَى كَما ظَنَّ الكفّارُ.
خُصُوصاً إِنْ أَلْهَمَكَ اللهُ ما قَصَّ عَنْ قَوْمِ مُوسى عليه السلام مَعَ صَلاحِهِمْ وَعِلْمِهِمْ أنَّهُمْ أَتَوْهُ قَائِلينَ: {اجْعَل لَنَا إِلهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}، فَحِينئذٍ يَعْظُمُ خَوْفُكَ وَحِرْصُكَ عَلى ما يُخَلِّصُكَ مِنْ هذا وَأَمْثَالِهِ.