من تفسير ابن كثير قوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)
قوله: {وهو ألدّ الخصام} الألدّ في اللّغة: [هو] الأعوج، {وتنذر به قومًا لدًّا} [مريم:97] أي: عوجًا. وهكذا المنافق في حال خصومته، يكذب، ويزورّ عن الحقّ ولا يستقيم معه، بل يفتري ويفجر، كما ثبت في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر".
وقال البخاريّ: حدّثنا قبيصة، حدّثنا سفيان، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة ترفعه قال: "أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم".