المجموعة الثانية:
1- حرّر القول في مرجع الضمير "هو" في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)} التكوير.
اقتباس:
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقوله: {وما هو بقول شيطانٍ رجيمٍ}. أي: وما هذا القرآن بقول شيطانٍ رجيمٍ، أي: لا يقدر على حمله ولا يريده ولا ينبغي له، كما قال: {وما تنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/339]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}لمَّا ذكرَ جلالةَ كتابِهِ وفضله بذكرِ الرسولينِ الكريمينِ، اللذين وصلَ إلى الناسِ على أيديهمَا، وأثنى اللهُ عليهما بما أثنَى، دفعَ عنهُ كلَّ آفةٍ ونقصٍ مما يقدحُ في صدقهِ، فقالَ: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}أي: في غايةِ البعدِ عن اللهِ وعن قربِهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 913]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(25-{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}؛ أَيْ: وَمَا الْقُرْآنُ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ مِن الشَّيَاطِينِ المُسْتَرِقَةِ للسَّمْعِ المَرْجُومَةِ بالشُّهُبِ، فالقُرْآنُ لَيْسَ بِشِعْرٍ وَلا كَهَانَةٍ كَمَا قَالَتْ قُرَيْشٌ). [زبدة التفسير: 586]
- تحرير القول في مرجع الضمير "هو" في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)} التكوير:
الأقوال الواردة في مرجع الضمير "هو" في الآية:
1- ما ورد في تفسير ابن كثير: أنه القرآن، و استدل بقوله تعالى:{وما تنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}.
2- ما ورد في تفسير السعدي: أنه كتاب الله.
3- ما ورد في تفسير الأشقر: أنه القرآن
الأقوال متفقة
الصورة النهائية لتحرير المسألة:
- تحرير القول في مرجع الضمير "هو" في قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)} التكوير
- مرجع الضمير في الآية هو القرآن، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- واستدلّ له ابن كثير بقوله تعالى: {وما تنزّلت به الشّياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنّهم عن السّمع لمعزولون}.
2: حرّر القول في المراد بالإخبات في قوله تعالى: {وأخبتوا إلى ربّهم}
اقتباس:
قال الحسين بن مسعود البغوي (ت:516هـ): ({ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا } قال ابن عباس: خافوا. قال قتادة: أنابوا. وقال مجاهد: اطمأنوا. وقيل: خشعوا). [معالم التنزيل]
قال محمد بن أحمد القرطبي (ت: 671هـ): (قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} "الذين" اسم "إن" و"آمنوا" صلة، أي صدقوا. {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} عطف على الصلة. قال ابن عباس: "أخبتوا أنابوا". مجاهد: أطاعوا. قتادة: خشعوا وخضعوا. مقاتل: أخلصوا. الحسن: الإخبات الخشوع للمخافة الثابتة في القلب.
وأصل الإخبات الاستواء، من الخبت وهو الأرض المستوية الواسعة، فالإخبات الخشوع والاطمئنان، أو الإنابة إلى الله عز وجل المستمرة ذلك على استواء. "إلى ربهم" قال الفراء: إلى ربهم ولربهم واحد، وقد يكون المعنى: وجهوا إخباتهم إلى ربهم. {أُولَئِكَ} خبر "إن"). [الجامع لأحكام القرآن
]
ويكون تحرير الأقوال في المسألة كالتالي:
تحرير القول في المراد بالإخبات في قوله تعالى: {وأخبتوا إلى ربّهم}:
1- القول الأول: خافوا، أورده البغوي عن ابن عباس.
2- القول الثاني: أنابوا، أورده البغوي عن قتادة، و أورده القرطبي عن ابن عباس.
3- القول الثالث: اطمأنوا، أورده البغوي عن مجاهد.
4- القول الرابع: خشعوا، أورده البغوي بدون اسناد.
5- القول الخامس: أطاعوا، ذكره القرطبي عن مجاهد.
6- القول السادس: أخلصوا، ذكره القرطبي عن مقاتل.
7- القول السابع: الخشوع للمخافة الثابتة في القلب، أورده القرطبي عن الحسن.
8- القول الثامن: خشعوا و خضعوا، ذكره القرطبي عن قتادة.
9- القول التاسع: الخشوع والاطمئنان، أو الإنابة إلى الله عز وجل المستمرة ذلك على استواء وهذا قول القرطبي، و استدل عليه بأن أصل الإخبات الاستواء، من الخبت وهو الأرض المستوية الواسعة.
و بالنظر إلى هذه الأقوال المتقاربة، يكون المراد بالإخبات: هو الخشوع للمخافة الثابتة في القلب و الخضوع و الإنابة المستمرة و الطاعة و الاطمئنان و الإخلاص، وهو حاصل أقوال ابن عباس و قتادة و مجاهد و مقاتل و الحسن البصري و القرطبي التي أوردها البغوي و القرطبي في تفسيريهما.
.