مجلس مذاكرة تفسير سور الأعلى والغاشية والفجر
أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الرابعة:
1. بيّن ما يلي:
1: لم سميّت الغاشية بهذا الاسم؟
سميت الغاشية بهذا الاسم لأنها تغشى الناس وتعمهم بأهوالها وشدائدها (مجموع أقوال ابن كثير والسعدي والأشقر).
2: المراد بالحياة ودلالة تسميتها بذلك في قوله: {يقول يا ليتني قدّمت لحياتي}.
المراد بالحياة في هذه الآية : الحياة الآخرة، ودلالة تسميتها بذلك أنها الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها وتتميم لذتها لأنها الحياة الباقية الدائمة في دار الخلد والبقاء، ذكر ذلك السعدي.
2. حرّر القول في المسائل التالية:
1: المراد بالليالي العشر.
المراد بالليالي العشر: جاء فيها أربعة أقوال:
القول الأول: أنها عشر ذي الحجة: قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف، ذكر ذلك ابن كثير ورجحه وقاله السعدي والأشقر. وقد استدل لهذا القول ابن كثير بما روي في البخاري عن ابن عباس مرفوعا "ما من أيام العمل الصالح أحب فيهن إلى الله من هذه الأيام) يعني عشر ذي الحجة...الحديث.
القول الثاني: أنها العشر الأول من محرم، حكاه ابن جرير ولم يعزه إلى أحد ذكر ذلك ابن كثير.
القول الثالث: أنها العشر الأول من رمضان، روان ابن ظبيان عن أبيه عن ابن عباس، ذكر ذلك ابن كثير.
القول الرابع: أنها العشر الأواخر من رمضان، قاله السعدي واحتج بأن لياليها فيها ليلة القدر ونهارها فيه صوم آخر يوم من رمضان وهو ركن من أركان الإسلام.
2: المراد بالأوتاد
المراد بالأوتاد: جاء في تأويلها أربعة أقوال:
القول الأول: الجنود الذين يشدون له أمره، رواه العوفي عن ابن عباس، ذكر ذلك ابن كثير، وقال به السعدي وبين وجه الوصف بأن الجنود يثبتون ملكه كما يثبت الوتد ما يربط به، وقاله الأشقر وعلل التسمية بأن الجنود لهم خيام يشدونها بالأوتاد.
القول الثاني: أوتاد يوتد بها الناس لتعذيبهم وقتلهم وكذلك فعل بزوجته، قال بذلك سعيد ابن جبير والحسن والسدي ورواه ثابت البناني عن أبي رافع، ذكر ذلك ابن كثير.
القول الثالث: أوتاد وحبال يلعب له بها في الملاعب على سبيل اللهو ويطل عليها، ذكره ابن كثير عن قتادة.
القول الرابع: هي الأهرامات التي بناها الفراعنة لتكون لهم قبورا ذكر ذلك الأشقر.
وتخلص هذه الأقوال إلى ثلاثة أقوال: الجنود الذين يشدون ملكه، نقله ابن كثير عن ابن عباس وقاله السعدي والأشقر، أو هي الأوتاد والحبال يعذب بها الناس أو يلعب له بها وهو ما ذكره ابن كثير عن سعيد ابن جبير والسدي والحسن وقتادة وأبي رافع أو هي الأهرامات كما قال الأشقر.( لا داع للتكرار هنا، ولو شئتِ الجمع فليكن من البداية )
3. فسّر بإيجاز قوله تعالى:
{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) }
تفسير قوله تعالى:" أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)".
يوجه الله تعالى جميع الخلق إلى النظر والتأمل في خلق الإبل كيف جعلها الله بهذه الضخامة والتناسق في الخلق وكيف وضع فيها القوة والقدرة على تحمل المشقة، وكيف ذللها الله عز وجل وأخضعها للإنسان يوجهها ويقودها ويرتحلها ويحمل عليها الأثقال، وكيف جعل فيها الله عز وجل أيضا المنافع العظيمة مع ركوبها والحمل عليها، ينتفع الإنسان بألبانها وأوبارها ولحمها. وقد نبه الله على الإبل خاصة لأنها كانت غالب دواب العرب.
تفسير قوله تعالى:" وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18)".
يوجه الله تعالى إلى النظر والتأمل في السماء كيف رفعها الله عن الأرض هذا الرفع العظيم بغير عمد على وجه لا يناله الفهم ولا يدركه العقل.
تفسير قوله تعالى:" وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19)".
أي جعلها قائمة راسخة ثابتة لئلا تميل الأرض بأهلها وجعل فيها المنافع العظيمة من المعادن وغيرها من الخيرات.
تفسير قوله تعالى:" وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)".
أي إلى الأرض كيف بسطت ومدت مدا واسعا وسهلت غاية التسهيل ليستقر عليها الخلائق ويتمكنوا من حرتها والبناء فيها ويتنقلون في طرقها بيسر وسهولة، وهذا التسطيح لا يتنافى مع ما ثبت بالحس والمشاهدة من كرويتها؛ فالتستطيح يتعارض مع استدارة الكرة الصغيرة، أما الأجرام الهائلة كالأرض فلا تعارض بين تسطيحها واستدارتها.
وهذا التوجيه من الله عز وجل للبدوي كي يتأمل ماحوله من إبل وأرض وسماء وجبال إنما ليستدل بها على عظمة الخالق سبحانه فيخلص له التوحيد، عن أنسٍ قال: كنّا نهينا أن نسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن شيءٍ، فكان يعجبنا أن يجيء الرّجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجلٌ من أهل البادية فقال: يا محمّد، إنّه أتانا رسولك فزعم لنا أنّك تزعم أنّ اللّه أرسلك. قال: ((صدق)). قال: فمن خلق السّماء؟ قال: ((اللّه)). قال: فمن خلق الأرض؟ قال: ((اللّه)). قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: ((اللّه)). قال: فبالذي خلق السّماء والأرض ونصب هذه الجبال آللّه أرسلك؟ قال: ((نعم)). قال: وزعم رسولك أنّ علينا خمس صلواتٍ في يومنا وليلتنا. قال: ((صدق)). قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: ((نعم)). قال: وزعم رسولك أنّ علينا زكاةً في أموالنا. قال: ((صدق)). قال: فبالذي أرسلك آللّه أمرك بهذا؟ قال: ((نعم)). قال: وزعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال: ((صدق)). قال: ثمّ ولّى فقال: والذي بعثك بالحقّ لا أزيد عليهنّ شيئاً ولا أنقص منهنّ شيئاً؛ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ((إن صدق ليدخلنّ الجنّة)).