. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)} البقرة
1) مجاهدة النفس في قبول الحق وعدم اتباع الهوى لأنه أكبر مانع من الإنقياد والإذعان
2) الإقبال على كتاب الله وأخذه بقوة وعدم التشبه باليهود
3) استشعار كمال ربوبية الله , فلم يخلق الناس ويتركم هملا بل أنزل لهم من الأرزاق ما تحيا به أرواحهم وأبدانهم
4) الدعوة لله وتوحيده هي وظيفة الرسل ومن تشبه بهم في الدعوة لله فقد اهتدى بهديهم
المجموعة الثانية:
1. فسّر بإيجاز قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
يقول الله تعالى مخاطباً لبني إسرائيل ( واذكروا أيضا تلك الحال التي منكم في نقضكم للمواثيق فالواو عاطفة هنا على ما سبق ذكره من فضائحهم ومقابلة نعم الله عليهم بالتمرد والعصيان , فهم لشدة نقضهم للمواثيق وتعنتهم لا تؤخذ عليهم إلا مواثيق غليظة , والميثاق هو العهد أو اليمين الغليظة حتى أنه رفع فوقهم الطور وهو الجبل حتى ارتفع عليهم كأنه سحابة وأخذ العهد عليهم أن يأخذوا التوراة بقوة وجد وعزم وامتثال وصبر على أوامرها , في أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً ويؤمنوا برسله ويتبعوهم , فقبلوه ,ثم كعادتهم هي في نبذ العهود ونقضها , فعادوا نبي الله الذي جاء مصدقا لما معهم وجحدوا نبوته مع العلم بصدقه وصدق ما جاء به , ( قالوا سمعنا وعصينا ) إما قالوه بلسان الحال أو المقال ونطقوا به تعنتا وعنادا ,(وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ) فيه كناية وتشبيه عن مدى تمكن حب العجل في قلوبهم حتى عبدوه واتخذوه إلها ,قال تعالى في سورة الأعراف : ( واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين ) .
( قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ) وهذه الآية في معرض الاحتجاج عليهم في ادعائهم الإيمان وكذبهم , أي بئس الإيمان الذي حملكم على عبادة العجل إن كنتم صادقين في دعواكم التي قد تبين بطلانها من الأساس حين قيل لهم (آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا) وقد كفرتم بما أنزل عليكم لأنكم جحدتم ما جاء فيه من صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , والكفر بالبعض كفر بالكل ,قال تعالى : ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرين عذاباً مهينا )
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بروح القدس.
القول الأول :هو أن روح القدس هو جبريل عليه السلام وهو أصح الأقوال وهو قول : " ابن مسعود ومحمد ابن كعب والسدي والضحاك وقتادة والربيع ,أورده الزجاج وابن عطيه وابن كثير وأيداهما .
واستدل كل من ابن عطية وابن كثير بأدلة على صحة هذا القول , فذكر ابن عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت : "اهج قريشاً وروح القدس معك "
وأورد ابن كثير عدة أدلة منها :
1) ما ذكره البخاري تعليقا على قوله تعالى : ( نزل به الروح الأمين *على قلبك لتكون من المنذرين *)
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع لحسان بن ثابت منبراً في المسجد , فكان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أيد حسان بروح القدس كما نافح عن نبيك ,"
2) - وقال محمّد بن إسحاق: حدّثني عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبي حسينٍ المكّيّ، عن شهر بن حوشبٍ الأشعريّ: أنّ نفرًا من اليهود سألوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: أخبرنا عن الرّوح. فقال:«أنشدكم باللّه وبأيّامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنّه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟»، قالوا: نعم.
-3) [وفي صحيح ابن حبّان أظنّه عن ابن مسعودٍ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ روح القدس نفخ في روعي: إنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل رزقها وأجلها فاتّقوا اللّه وأجملوا في الطّلب»].
4) وذكر أيضا ابن كثير عن ابن جرير:
" وأولى التّأويلات في ذلك بالصّواب قول من قال: الرّوح في هذا الموضع جبريل، لأنّ اللّه -عزّ وجلّ- أخبر أنّه أيّد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذ قال اللّه يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس تكلّم النّاس في المهد وكهلا وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} الآية [المائدة: 110]. فذكر أنّه أيّده به، فلو كان الرّوح الذي أيّده به هو الإنجيل، لكان قوله: {إذ أيّدتك بروح القدس}، {وإذ علّمتك الكتاب والحكمة والتّوراة والإنجيل} تكرير قولٍ لا معنى له، واللّه أعزّ أن يخاطب عباده بما لا يفيدهم به.
القول الثاني : أنه اسم الله الأعظم الذي كان يحي به عيسى الموتى , وهو قول ابن عباس أورده ابن عطية وابن كثير
القول الثالث : الإنجيل , وهو قول ابن زيد , ذكره عنه ابن عطية وابن كثير
القول الرابع : الطهارة , ذكره ابن كثير عن ابن عباس , وأورده الزجاج وابن عطية
القول الخامس : هو اسم من أسماء الله كالقدوس ,ذكره ابن عطية عن مجاهد والربيع و ذكره ابن كثير عن كعب .
القول السادس : القدس هو الله تعالى وروحه هو جبريل ,وهو قول كعب ومجاهد كما حكى ذلك ابن كثير عن القرطبي .
القول السابع : البركة , وهو قول السدي , ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير
ب: معنى قوله تعالى: {فباؤوا بغضب على غضب}.
معنى باؤوا : أي استحقوا واستوجبوا وتحملوا وهو اليهود ,
أما الغضب المتأخر الذي باؤوا به فقد اتفقت أقوال المفسرين أنه :" جحدهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكفرهم به " واختلفوا في السبب الذي استحقوا به الغضب المتقدم فذكروا فيه أقوال :
1) غضب الله عليهم بسبب كفرهم بعيسى عليه السلام والإنجيل ، وهو قول ابو العالية وقتادة وعكرمة ذكره ابن عطية وابن كثير
2) بسبب عبادتهم للعجل , وهو قول لابن عباس والسدي , ذكره ابن عطية وابن كثير .
3) بسبب ما ضيعوا من التوراة , وهو قول ابن عباس ذكره عنه ابن كثير
4) لقولهم عزير ابن الله , ذكره ابن عطية .
وذكر ابن الزجاج وابن عطية قول ثاني في المسألة : وهو أن المقصود تشديد الحال عليهم وبيان استحقاقهم للنار , لا تحديد ذلك بسببين منفصلين
3. بيّن ما يلي:
أ: دلالة استعمال فعل القتل في صيغة المضارع في قوله تعالى: {ففريقا كذّبتم وفريقا تقتلون}. لبيان ملازمة حالهم في ذلك واستمرارهم عليه , فهذا حالهم مع الأنبياء ولقد حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم بالسم والسحر , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته : " ما زالت أكلة خيبر تراودني فهذا أوان انقطاع ابهري "
ب: دليلا على حسد اليهود للنبيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى : ( بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده )