المجموعة الثانية:
س1: ما المراد بتكفّل الله بحفظ القرآن؟
المراد بتكفل الله بحفظ القرآن بأن بجمع القرآن في صدر النبى -صلى الله عليه وسلم- جمعاً تاماً محفوظاً بضمان الله تعالى لا يتفلَّت ولا يختلف، ولا يخشى عليه ضياعاً ولا نسياناً إلا ما شاء الله مما اقتضت حكمته أن تُنسخ تلاوته، وأن يقرأه كما أنزله تعالى، كما قال تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه}، {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله}، وهذه أُولى مراتب جمع القرآن، وأصلها.
ويشمل حفظه الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمة عن ظهور قلوبها من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستقر بين الأمة بالتواتر بمسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهيَّأ الله أسباب جمعه، وتدوينه، وروايته بتواتر قطعي الثبوت؛ فلا يمكن لأحد مهما بلغ كيده أن يغيّر منه شيئاً أو يحرّف فيه.
س2: بيّن مقاصد التأليف في جمع القرآن
مقاصد التأليف في جمع القرآن:
1- تبصير طلاب العلم بتاريخ جمع القرآن ومراحل تدوينه، وتقريب هذه المسائل وتلخيصها لهم.
2- دراسة المرويات في هذا الباب من الأحاديث والآثار وتخريجها وبيان أحكامها، والجواب عما يشكل من ذلك.
3- الردّ على شبهات الطاعنين في جمع القرآن وثبوته ألفاظه.
س3: ما سبب عدم جمع المصحف بين دفتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
أسباب عدم جمع المصحف بين دفتين فى عهد النبى –صلى الله عليه وسلم-:
1- تكفل الله تعالى بحفظه فى صدر النبى -صلى الله عليه وسلم-، كما قال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله}.
2- استمرار الوحى فى حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان يُزاد في القرآن ويُنسخ منه حتى وفاته -صلى الله عليه وسلم-.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
من كتاب الوحى:
1-عثمان بن عفان
اسمه: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي،
لقبه: ذو النورين.
فضائله:
-ثالث الخلفاء الراشدين.
-أحد العشرة المبشرين بالجنّة، بشَّره النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة.
مناقبه:
-كان كثير التلاوة ربما قرأ القرآن في ليلة.
-كان يحسن الكتابة، ورُوي أنّه أوّل من كتب المفصّل، ذكر ابن كثير في البداية والنهاية في خبر مقتله أنه ضُرب بالسيف وهو ناشر المصحف بين يديه، فاتّقى الضربة بيده فقُطعت يده؛ فقال: والله إنها أول يدٍ كتبتِ المفصَّل، فكان أوَّل قطرة دم منها سقطت على هذه الآية {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}.
وفاته: كان استشهاده يوم الجمعة لثمان عشرة خلت من شهر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين للهجرة.
2-علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
قضائله:
-رابع الخلفاء الراشدين.
- من السابقين الأولين إلى الإسلام.
- أحد العشرة المبشرين بالجنة.
مناقبه:
-من قراء الصحابة وفقهائهم ومن أعلمهم بالتفسير ونزول القرآن، وكان يخطب ويقول: "سلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار وأم في سهل، أم في جبل".
- كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي وغيره، وهو الذي كتب صلح الحديبية.
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية عن المدائني عن أشياخه أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما جعل الخلافة من بعده شورى بين الستة قال: "ما أظن الناس يعدلون بعثمان وعلي أحداً، إنهما كانا يكتبان الوحي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما ينزل به جبريل عليه".
3- زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري،
قضائله: -من أشهر كتّاب الوحي.
سبب شهرته بكتابة الوحى:
-قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ وهو ابن إحدى عشرة سنة، وكان غلاماً ذكيا فَهماً فطناً، حسن التعلم، ماهراً بالكتابة؛ فكان النبي -صلى الله عليه السلام- يعلّمه القرآن، ويأمره بكتابة الوحي.
- كان جاراً للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فلزمه وتعلّم منه، وشاهد نزول الوحي عليه -صلى الله عليه وسلم-، وعرض عليه القرآن مراراً.
مناقبه:
لمّا عزم أبو بكر على جمع القرآن قال له: "إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فتتبع القرآن فاجمعه" رواه البخاري.
س5: ما المقصود بمعارضة القرآن؟ وما أدلة ثبوتها؟
المقصود بمعرضة القرآن: أن جبريل -عليه السلام- كان يُعارِضُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن في رمضان من كلّ عام، حتى كان العام الذي توفّي فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- فعارضه به مرتين، وقد فهم النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذلك دنوّ أجله.
فكان يعارضه في كلّ عام بما نزل من القرآن إلى ذلك الوقت على الترتيب الذي أراده الله للآيات في كلّ سورة مما لم تُنسخ تلاوته.
فمعارضة القرآن رويت بألفاظ صحيحة المعنى لا تعارض بينها:
- منها ما يفيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان هو الذي يعرض القرآن على جبريل.
- ومنها ما يفيد أن جبريل عليه السلام كان هو الذي يعرض القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- ومنهاما هو نصّ على المعارضة التي تفيد المفاعلة من الطرفين.
- ومنها لفظ المدارسة، وهو أعمّ من المعارضة؛ إذ المعارضة مختصة بالألفاظ، والمدارسة تشمل الألفاظ والمعاني.
أدلة ثبوتها:
1-عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان، لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة» متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: "فيدارسُه القرآن".
2- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كان يُعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه".رواه أحمد والبخاري والدارمي وأبو داوود وابن ماجه والنسائي.
3- عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إنا كنا أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عنده جميعا، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة -عليها السلام- تمشي، لا والله ما تخطى مشيتها من مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئاً، فلما رآها رحَّب قال: "مرحبا بابنتي"ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارَّها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارَّها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصَّكِ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بالسرِّ من بيننا، ثم أنت تبكين؟!!، فلما قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألتُها: عمَّا سارَّك؟، قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- سرَّه.
فلما توفي قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارَّني في الأمر الأول، فإنَّه أخبرني: "أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نِعْمَ السلَفُ أنا لك"، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيتِ، فلما رأى جزعي سارَّني الثانية، قال: "يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين "متفق عليه.