س1: بيّن وجوب الإيمان بالقرآن.
الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان, ولا يصح إيمان العبد إلا به.
والأدلة على وجوب الإيمان بالقرآن كثيرة, منها:
-قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله), وقوله سبحانه: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا), أي الكتاب الذي أنزلنا وهو القرآن كما قال ابن جرير.
-وقال النبي صلى الله عليه وسلم, في إجابته جبريل عليه السلام في حديث جبريل الطويل: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, وأن تؤمن بالقدر خيره وشره".
-ومن لم يؤمن بالقرآن كان كافرا متوعدا بالعذاب؛ قال تعالى: (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون).
-والشاك في القرآن غير مؤمن به, ومتوعد بالعذاب الشديد؛ قال تعالى: (أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب).
-وأهل الكتاب كذلك, إذا لم يؤمنوا بالقرآن بعدما عرفوا ما أنزل الله من قبل, فهم متوعدون بالعذاب والوعيد؛ قال تعالى: (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا).
فيجب على المؤمن أن يؤمن بالقرآن اعتقادا,وقولا, وعملا؛ فيصدق بأنه كلام الله, منزل غير مخلوق, ويصدق بكل ما جاء فيه, وأن يقول ما يدل على إيمانه به, فيتلوه ويتدبره تعبدا لله, وأن يتبع هداه, ويعقل مثله, ويأتمر بأمره, ويجتنب نواهيه.
س2: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان بالقرآن نوعان:
1-مسائل اعتقادية: ويعني بها العلماء الباحثون ما يجب اعتقاده في القرآن, ومدار ذلك على:
-أن القرآن هو كلام الله تعالى منزل غير مخلوق, أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم, هدى للعالمين, وناسخ لما قبله من الكتب, وأنه بدأ من الله وإليه يعود.
-وأن يؤمن العبد بما أخبر به الله تعالى ورسوله في القرآن.
-وأن يعتقد وجوب الإيمان بالقرآن, ويعمل بأموامره ويجتنب نواهيه, ويكل مالا يعلمه إلى عالمه.
وهذه المسائل الاعتقادية تقسم إلى أحكام, وآداب؛
والأحكام: يراد بها الأحكام العقدية؛ مثل ما يجب اعتقاده, والبدع وأنواعها, وحكم مرتكب الكبيرة, وغير ذلك.
والآداب: يراد بها منهج أهل السنة والجماعة في التعليم والاستدلال, ومناظرة المخالفين, ونحو ذلك.
وينبغي لطالب العلم أن يعتني بثلاثة أمور:معرفة القول الحق بدليله في مسائل الاعتقاد, وتقرير الاستدلال لهذه المسائل, ومعرفة أقوال المخالفين لأهل السنة وحججهم, وحجج أهل السنة ومنهجهم في الرد عليهم.
2-والنوع الثاني هو المسائل السلوكية المتعلقة بالقرآن: ومدار ذلك على أصلين كبيرين؛
الأول: البصائر والبينات, وهو أصل علمي, يحتاج إلى التفقه وعقل الأمثال, ويثمر اليقين في قلب العبد.
والثاني: اتباع الهدى, وهو أصل عملي, قائم على الإرادة والعزيمة, ويثمر الاستقامة والتقوى.
ولابد من الجمع بين هذين الأصلين الكبيرين.
س3: قسّم العلماء الأمثال في القرآن إلى قسمين؛ اذكرهما ووضّح كيف يكون عقل الأمثال أصلَا للاهتداء بالقرآن.
قال تعالى: (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل), وقد قسم العلماء الأمثال في القرآن إلى نوعين:
-أمثال صريحة؛ وهي التي يصرح فيها بلفظ المثل؛ كما قال تعالى: (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية...)
-وأمثال كامنة: وهي التي تفيد معنى المثل ولم يصرح فيها بلفظه؛ قال تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون).
-وعقل الأمثال لا يقتصر على فهمها فقط؛ فالفهم المجرد لمعاني الأمثال إذا لم يقترن بفقه المقاصد منها والعمل بما أرشدت إليه, لا يعد عقلا للأمثال, بل لابد من الجمع بين التبصلر بها واتباع الهدى الذي بينه الله تعالى بها.
والأمثال أصل من أصول الاهتداء بالقرآن, ساقها الله تعالى لترشد المؤمن بأنواع من البصائر والبينات, وتهديه لأحسن السبل, وتبصره بالعواقب, وما من أمر يحتاجه المؤمن في دينه, إلا وضرب الله له في القرآن مثلا, فمستقل ومستكثر.
وهي من أحسن الوسائل التعليمية وأوضحها في تقريب المعنى وتصويره.
س4: دلّل مما درست على فضائل الإيمان بالقرآن .
للإيمان بالقرآن فضائل عظيمة, تؤثر في المؤمن علميا وعمليا, ومن ذلك:
-أن القرآن يهدي إلى الله تعالى, ويعرف المؤمن بربه, وكيف ينجو من العذاب ويفوز بالثواب؛ قال تعالى: (يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم).
-والقرآن يهدي المؤمن إلى التي هي أقوم في كل شيء؛ قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين).
-ومن فضائل الإيمان بالقرآن: أنه يحمل المؤمن على تلاوته, فينتفع بثواب الذكر, ويطمئن به قلبه, ويزداد بتدبره يقينا وهدى, ولا ينتفع بتلاوته إلى المؤمن؛ قال تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى).
-والقرآن هو الموعظة الجليلة, والشفاء لما في الصدور, وهو الهدى والرحمة للمؤمنين؛ قال تعالى: (قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين).
س5: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة كلام الله تعالى: أن الله تعالى يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء من عباده, وهو سبحانه المتكلم بالقرآن والإنجيل والتوراة وغير ذلك من كلامه سبحانه, والله جل وعلا لم يزل متكلما كيف شاء وبما شاء, وصفة الكلام صفة ذاتية لله تعالى باعتبار نوعها, وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه, وكلامه سبحانه لا يشبه كلام البشر.
والأدلة على ذلك كثيرة, منها:
-قول الله تعالى: (وكلم الله موسى تكليما), وقوله تعالى: (ومن أصدق من الله قيلا), وقوله تعالى: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين).
-وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه, ليس بينه وبينه ترجمان", وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله أن يتكلم بالوحي...".