اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنشاد راجح
بسم الله الرحمن الرحيم
1.سؤال عامّ لجميع الطلاب
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1.الابتلاء بالنعمة أخفى من الابتلاء بالنقمة، فالمرء قد يظن أن النعم لكرامة له عند الله، وهى في الحقيقة قد تكون من الإستدراج الاستدراج [بهمزة وصل لأنه مصدر للفعل الماضي السداسي]، فواجب العبد الفطن الشكر، والمداومة على ذلك، فيحفظ النعمة، ويتقي سخط الله عليه.
وجه الدلالة قول الله تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ)
2. تقوى الله في السر والعلن، فالله عز وجل قد أحاط علمه كل شيء، فكما أضمر أصحاب الجنة إمساك الخير عن المساكين، وتهامسوا بذلك بينهم،
أظهر الله ما كان بينهم في كتابه العزيز، ليتعظ كل من مر بالآيات، فيصلح قلبه، وينقيه، ويطهره لأنه محل نظر الرب.
وجه الدلالة قول الله تعالى: (فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ) (23) (أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24)
3. ما أجمل الرجوع للحق، والإذعان له، والأجمل أن يكون قبل فوات الأوان، وقبل انقضاء زمان لا تصلح التوبة والرجعة بعده.
وجه الدلالة قول الله تعالى: (فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) (27)
وكذلك قول الله تعالى: (عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ)
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1))
(تَبَارَكَ) الملك، الذي عظمت مكانته، وجل قدره، وكثر خيره، وعم إحسانه، والذي من دلائل عظمته سبحانه أنه (بِيَدِهِ الْمُلْكُ ) فما من مخلوق في السماوات والأرض إلا وهو مالك له،
وما من نفس في الدنيا والآخرة إلا وهى تحت قهره، متصرف فيها بحكمته وعدله، فيقبض ويبسط، ويرفع ويخفض، ويعز ويذل، فهو الملك الذي يتجلى كمال ملكه يوم القيامة، للمؤمن والكافر على السواء،
فالملك له وحده. ومن كان كذلك فهو ( عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) فهو الذي أوجد الخلق من عدم، ووهبهم الحياة في هذه الدنيا،كما أخبر تعالى :( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)،
ثم بين عز وجل الحكمة من الخلق فقال: ( لِيَبْلُوَكُمْ ) أي ليختبركم بالأوامر، وبالشهوات المخالفة لهذه الأوامر، فيظهرُ بالاختبار (أَيُّكُمْ ) يخلص في عمله ويتحرى الصواب،
وما أمر الله بفعله، فيجازي المحسن على إحسانه، والمسيئ على إسائته، ( وَهُوَ الْعَزِيزُ) الذي لا يُغالب، العظيم القاهر لجميع خلقه بعزته، وهو (الْغَفُورُ) لمن خالف أمره، ثم تاب إليه، فيغفر ويستر،
ومهما بلغت الذنوب، فهو غفور لها مع قدرته سبحانه على معاقبة المسيئ، لكنه رحيم بخلقه، حليم بهم، لا يعاجل بالعقوبة.
تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3))
ثم يخبر المولى عن مظاهر عظمته وملكه، من خلال تأمل كمال خلقه وإبداعه، فهو (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا) أي: طبقة فوق طبقة مفصولٌ بين كل واحدة وبين التي فوقها،
فانظر!! (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) ولا اختلاف، ولاخلل، وتأمل السماء، (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) فيها أوشقوق أو خلل أوخروق على كبرها واتساعها ؟!
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4))
(ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ) أي: مرة بعد مرة، وكرر ما شئت حتى تتحقق بنفسك من كمال خلق الله، ف(يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا) ذليلا، صاغرا، عاجزا عن إيجاد عيب،
(وَهُوَ حَسِيرٌ) كليل، قد أعياه كمال الخلق فلا يجد خللا.
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).
فيها قولان:
الأول: استنكار نفي العلم عن الله، وهو الخالق، فكيف يخلق ولا يعلم، وهو الذي أوجد وأنشأ وأبدع ؟!
وتكون (من) بمعنى (الذي)، (أي: الفاعل ) والمراد بها الله عز وجل.
والذي يقوي هذا القول، استئناف الكلام، وذكر الضمير (هو) ومرجعه على مذكور فيما سبق.
ويكون معنى الآية الكريمة: ألا يعلم الله وهو الذي خلق المخلوقات، وهو سبحانه اللطيف الخبير. وهذه خلاصة ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: استنكار نفي علم الله بخلقه علانيتهم وسرهم، ظاهرهم وباطنهم، وهم الذين خلقهم.
وتكون (من) بمعنى (ما)،( أي: المفعول) والمراد بها: الخلق.
ويكون معنى الآية الكريمة: ألا يعلم الله بخلقه الذين خلقهم، وهو الذي أوجدهم وأنشأهم وصورهم، وعلم ما انطوت عليه قلوبهم وسرائرهم.
ذكره ابن كثير، والأشقر.
ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).
الأقوال كما ذكرها المفسرون:
1.الاستثناء، قاله مجاهد، والسدي، وقال ابن جريج: هو قول القائل : إن شاء الله، وقال السدي أن الاستثناء في زمان أصحاب الجنة كان التسبيح، ذكره ابن كثير.
2.تنزيه الله وشكره على ما أعطى، وهذا قول ذكره ابن كثير، ولم ينسبه.
3. تنزيه الله عما لا يليق به، فمشيئته نافذة وهى فوق مشيئة الخلق جميعا، ذكره السعدي.
4. تنزيه الله واستغفاره، وطلب التوبة منه، ذكره الأشقر.
بالنظر في معنى التسبيح نجد أنه تنزيه الله عما لا يليق به، كما في قول الله تعالى: (...سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ )، أى تنزه الله عن كل صفة نقص لا تليق به، وهو الخالق العظيم.
أما الاستثناء وهو قول ( إن شاء لله)، كما ورد في قول الله تعالى : (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ ...)
وقد ذكر السعدي إن من تنزيه الله سبحانه وتعالى أن يستثني المرء، فيجعل مشيئة الله مقدمة على مشيئته، فلا يقدم على فعل شيء إلا مع الاستثناء.
وما ذُكر من أن التسبيح هو شكر الله، فيكون الشكر من التسبيح لأنه اعتراف بفضل الله، وهذا حق الخالق على المخلوق، وهذا يكون حال وجود النعمة، وهذا ما يستوجب بقائها ، وزيادتها ( لئن شكرتم لأزيدنكم).
فيكون المراد بالتسبيح تنزيه الله عما لا يليق به، بتقديم الاستثناء عند القيام بالعمل، و شكر الله على فضله اعترافا بكمال إنعامه، وكذلك باستغفاره عن التقصير في حقه
فإن ما يقع من العبد من ذنوب وتقصير في حق الله يستوجب التوبة وتنزيه الله أن تكون معصيته إغفالا لقدره، ونسيانا لعظمته.
ولعل الأقرب لمعنى التسبيح هنا : الاستغفار، إذ أنهم لم يستثنوا عند العمل، ولم يشكروا الله فزالت عنهم النعمة، وأدركوا أن ما حل بهم بسبب ظلمهم،
فنزهوا الله أن يكون ما وقع ظلم من الله لهم، بل هو ظلمهم لأنفسهم، كما قال تعالى : ( وما ظلمهم الله ولكن كانوا هم الظالمين).
والله تعالى أعلم بمراده.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
يقول الله تعالى : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إنه عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
ومعنى الآية: أخفوا قولكم أيها الناس، فلا تخرجوه على ألسنتكم، أو أعلنوه وتلفظوا به، فإن الله قد أحاط علمه بكل شيء، يستوي عنده السر والعلن، فيعلم ما في ضمائركم،
وما انطوت عليه سرارئكم، وما اضمرتموه في قلوبكم من نيات وإرادات.
والمراد بذات الصدور: ما اضمرته القلوب، وما كان فيها من نيات وإرادات، وما انطوت عليه من خير وشر.
وقد قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
وذلك في أسرى المشركين، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما انطوت عليه القلوب وإن لم يظهر على الجوارح، فإن علم الله الخير في قلوب العباد يسرهم إليه، وإن علم الشر أزاغ القلوب.
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: (فاصبر لحكم ربك).
المراد بالحكم: قدر الله الشرعي والكوني، خلاصة ما ذكره ابن كثير، السعدي
وأما معنى الصبر فهو حبس النفس عن التسخط والجزع، وحبسها على طاعة الله، وحبسها عن معصيته،
والصبر على قدر الله الشرعي يكون بالتسليم لأوامره عز وجل، والانقياد التام لها،
أما الصبر على قدره الكوني فيكون بعدم الجزع والتسخط، والحلم على الناس وأذاهم ، واليقين التام بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن ما كان فهو لحكمة،
وأن لم يكن فهو لحكمة أيضا، وأن حكمة الله تقتضي أن يوفق العباد لما فيه خيرهم.
الحمد لله رب العالمين
معذرة على التأخير الطويل في أداء المجلس
|
زادكِ الله علما ونفعا للأمة .
الدرجة: أ