بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية :
السؤال الأول : بين معنى اسم ( الرحمن ) .
الرحمن , اسم من أسماء الله – سبحانه - , وهو على وزن فعلان الذي يدل على معنى السعة وبلوغ الغاية , فالمعنى يكون أي : ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء , وهي مختصة بالله – سبحانه – لان وزنه يدل على ما فيه مبالغة , فالرحمة التي وسعت كل شيء لا تجوز إلا للحق – سبحانه - .
***************************
السؤال الثاني : اذكر الخلاف في عد البسملة اية أول كل سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح .
اختلف العلماء في عد البسملة اية اول كل سورة عدا براءة والفاتحة على أقوال :
أولا : لا تعد اية , وهذا قول أبي حنيفة ومالك والأوزاعي وحكي عن سفيان الثوري – رحمهم الله- .
ثانيا : اية في اول كل سورة عدا براءة , وقال ذلك سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك , وأصح الروايات عن الشافعي ورواية عن أحمد ورجحه النووي
ثالثا : جزء من الاية الأولى من كل سورة عدا براءة , قال به شيخ الإسلام وابن كثير وابن الجزري ورواية عن الشافعي
رابعا: اية مستقلة في اول كل سورة وليست من السور , فلا تعد اية من ايات السور , وهذا القول رواية عن احمد وقول لبعض الحنفية واختيار شيخ الإسلام
ما استقرت عليه المذاهب عدم عدها اية في غير سورة النمل التي فيها جزء من اية :" وانه بسم الله الرحمن الرحيم " , وعدا سورة الفاتحة التي فيها مذهبان وعدا سورة براءة التي لا بسملة في بدايتها , وايضاهي يفصل بها بين السور وهي من كلام الله –تعالى- فوردت جزء من اية مستقلة في سورة النمل .
******************
السؤال الثالث : ما الفرق بين الحمد والمدح ؟
تارة يكون الحمد أعم وأخرى المدح اعم :
- المدح أعم من الحمد وذلك باعتبار , ان الحمد يكون عن رضا ومحبة ولا يقتضي ذلك من المدح فقد يكون لسؤال خير او كف شر , فالمدح قد يكون لاصل باطل , والحمد يكون كما قلنا عن رضا ومحبة لاعتقاد حسن صفات المحمود
- الحمد اعم من المدح , وذلك لان المدح يكون باللسان , والحمد باللسان والقلب .
**************************
السؤال الرابع : ما معنى قوله تعالى :" إياك نعبد " ؟
إياك نعبد : أي نخلص لك العبادة , فنطيع أوامرك محبة وخوفا ورجاء بخضوع لك واستكانة لك وحدك لا شريك لك .
فالعبادة لغة : هي الذلة والطاعة
وشرعا : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة , فكل عبادة يتخلف فيها الشروط من غير ما يحبه الله ويرضاه كالعبادة البدعية والشركية لا تقع تحت مسمى العبادة شرعا وان كانت لغة عبادة .
فالعبادة لا بد ان تكون عن محبة وانقياد وتعظيم
***********************
السؤال الخامس : ما الحكمة من حذف متعلق الاستعانة ؟
متعلق الاستعانة : هو ما يستعان الله – سبحانه – عليه , فورد في الاية الاستعانة والمستعان به وحذف المستعان عليه وهذا يرجع إلى معنيين :
- أي نستعينك على عبادتك ( لتقدم ذكرها ) حيث العبادة سبقت الاستعانة بالذكر
- أي نستعينك على قضاء حوائجنا وجميع شؤوننا وأمورنا , فلبيان عموم الاستعانة
والصواب كلا المعنيين صحيح وحق .
*******************
السؤال السادس :ما الحكمة من تقديم " إياك نعبد " على " إياك نستعين " ؟
هذه المسالة من مسائل التفسير البياني وهي هنا نذكر منها ستة أقوال :
- مراعاة فوواصل الايات في السورة , ذكره البيضاوي والنسفي وابن عاشور وغيرهم
- انه لا فرق هناك بين تقديم العبادة على الاستعانة او العكس , ذكره ابن جرير
- أن العبادة أعم من الاستعانة , فقدم الاعم على الأخص الذي هو الاستعانة وهي نوع من العبادة , قاله البغوي
- العبادة المقصودة والاستعانة الوسيلة , قاله ابن كثير وشيخ الإسلام
- ذلك لبيان ان العبادة لا تكون الا باعانة الله – تعالى – للعبد , ذكره البيضاوي وألمح اليه أبو السعود
- ان العبادة فيها تقرب فاجدر تقديمها بالمناجاة والاستعانة تعود بالنفع على العبد , والاستعانة كونه معبودا للمستعين , ذكره ابن عاشور
وهناك اقوال أخرى حول الحكمة من التقديم , فاوصلها الالوسي الى احدى عشر وجها وهناك نظر في بعضها
وذكر محمد امين الشنقيطي قولا , انه لا ينبغي ان يتوكل الا على من يستحق العبدة , وذكر ابن القيم – رحمه الله – أيضا تفسير للتقديم ومنها :
-" اياك نعبد" متعلق بالاوهية وهي قسم للرب و" اياك نستعين " متعلق بالربوبية وهي قسم للعبد
-الاستعانة طلب منه والعبادة طلب له
-العبادة لا تكون الا من مخلص والاستعانة من مخلص وغيره .
فالقاعدة في المسائل البيانية :
ان يقبل :
- ما يحتمله السياق
- ترتيب الكلام
- مقصد الايات
وذلك بشرطين :
1- ان يكون القول في نفسه صحيحا
2- أن يكون لنظم الاية دلالة معتبرة عليه .