1- قول ابن عباس في قوله عز وجل: {ولله المثل الأعلى} قال: (يقول: ليس كمثله شيء
التخريج:
أخرجه ابن جرير من طريق عليّ، وابن أبي حاتم، والبيهقي في كتاب الاعتقاد وفي كتاب الأسماء والصفات. ونقله السيوطي في الدر المنثور
وقال ابن جرير: وقوله ( ولله المثل الأعلى)
يقول : ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض ، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له ، ليس كمثله شيء ، فذلك المثل الأعلى ، تعالى ربنا وتقدس .
التوجيه:
من اللغة:
المعنى الأول: الصفة، وهذا المعنى كثير في الاستعمال، وله شواهد كثيرة، منها قوله تعالى: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غيرآسن....}
المعنى الثاني: الآية ، ومنه قوله تعالى: {وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل} أي آية لهم.
المعنى الثالث: العبرة والعظة، ومنه قوله تعالى: {فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين}
المعنى الرابع: القول السائر، وفيه يقال: (فأرسلها مثلاً) أي جعل كلمته قولاً سائراً يتمثل الناس به في نظائره.
المعنى الخامس: المثل المضروب ، ومنه قوله تعالى: {ضرب مثل فاستمعوا له}
وهذه المعاني الخمسة بينها تناسب واشتراك في قدر من المعنى، ولذلك تنوعت عبارات المفسرين في تفسير ما ورد فيه هذا اللفظ بما يدل على تقارب بين هذه المعاني.
قال ابن فارس: (والمَثَل: المِثْل أيضاً، كشَبَه وشِبْه. والمثَلُ المضروبُ مأخوذٌ من هذا، لأنَّه يُذكَر مورَّىً به عن مِثلِه في المعنى).
قال النحاس:وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى أي هو الواحد الصمد. الْحَكِيمُ القدير الذي لم يلد ولم يولد.
وفي معنى الآية:
وهذا تفسير بعض المعنى باللازم؛ فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء، قال ابن القيم – –في كتابه الصواعق المرسلة: (يستحيل أن يشترك في المثل الأعلى اثنان لأنهما إن تكافآ لم يكن أحدهما أعلى من الآخر، وإن لم يتكافآ فالموصوف بالمثل الأعلى أحدهما وحدَه، يستحيل أن يكون لمن له المثل الأعلى مثل أو نظير).
وقد استدل بهذه الآية على تفرد الله تعالى بصفات الكمال.
2: قول ابن عباس في تفسير قول الله تعالى: {وادّكر بعد أمه} قال: بعد نسيان.
التخريج:
رواه ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرؤها: بعد أمهٍ ويفسّرها: بعد نسيانٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا بهز بن أسدٍ، عن همّامٍ، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّه قرأ: بعد أمهٍ يقول: بعد نسيانٍ.
ورواه ابن أبي حاتم، وذكره يحي بن سلام، ، وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
التوجيه:
وهو قول مبني على القراءة التي ذكرها، وهو معناها في اللغة.
3-قول سالم الأفطس في قوله تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} قال: (يخوفكم بأوليائه).
التخريج:
رواه ابن جرير من طريق عتّاب بن بشيرٍ، مولى قريشٍ، عن سالمٍ الأفطس، في قوله: {إنّما ذلكم الشّيطان يخوّف أولياءه} قال: يخوّفكم بأوليائه،
التوجيه
قال ابن عطية:فقال قوم المعنى: يخوفكم أيها المؤمنون أولياءه الذين هم كفار قريش، فحذف المفعول الأول.- لأن يخوف يأخذ مفعولين-
قال القرطبي:المعنى يخوفكم أولياءه ; أي بأوليائه ، أو من أوليائه ; فحذف حرف الجر ووصل الفعل إلى الاسم فنصب
والقول تخريجه لغوي.
4- قول سعيد بن جبير في قول الله تعالى: {يحفظونه من أمر اللّه}: (الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه)
التخريج:
رواه ابن جرير من طريق عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ: {يحفظونه من أمر اللّه} قال: الملائكة: الحفظة، وحفظهم إيّاه من أمر اللّه
التوجيه
قال السمين الحلبي:
قوله {يَحْفَظُونَهُ} يجوز أن يكونَ صفةً ل» مُعَقِّبات «، ويجوز أن يكونَ حالاً من الضميرِ المستكنِّ في الجارِّ الواقعِ خبراً. و {مِنْ أَمْرِ الله} متعلقٌ به، و» مِنْ «: إمَّا للسبب، أي: بسبب أمرِ الله، -ويدلُّ له قراءة علي بن أبي طالب وابن عباس وزيد بن علي وعكرمة» بأَمْرِ الله
قال ابن عطية:وقرأ ابن عباس : "ورقيبا من خلفه"، وذكر عنه أبو حاتم أنه قرأ: "معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله". :
وذكر عنه أبو حاتم أنه قرأ: "معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله
ذكر من قال: الّذين يحفظونه هم الملائكة ووجه قوله: ( بأمر اللّه ) إلى معنى أنّ حفظها إيّاه من أمر اللّه
وقوله: مِنْ أَمْرِ اللَّهِ من جعل يَحْفَظُونَهُ بمعنى يحرسونه كان معنى قوله: مِنْ أَمْرِ اللَّهِ يراد به «المعقبات» ، فيكون في الآية تقديم وتأخير، أي «له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه» قال أبو الفتح: ف مِنْ أَمْرِ اللَّهِ في موضع رفع لأنه صفة لمرفوع وهي «المعقبات» .
وعليه فإن هذا القول من اللغة أن تكون (من) بمعنى ( الباء) للسببيه ، وهذا ما جاءت به القراءة الشاذة عن ابن عباس ("معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله)"
5-قول ابن عباس رضي الله عنهما في الكوثر: (هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه).
التخريج
رواه مجاهد في تفسيره، والبخاري وابن جرير من طريق أبي يشر
والتوجيه:
قال الزجاج: الكوثر فوعل من الكثرة ومعناه الخير الكثير
قال ابن عطية:كوثر" بناء مبالغة من الكثرة، ولا محالة أن الذي أعطى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم من النبوة والحكمة والعلم بربه تعالى والفوز برضوانه والشرف على عباده هو أكثر الأشياء وأعظمها، فكأنه يقال في هذه الآية: إنا أعطيناك الحظ الأعظم،
ونقل ابو حيان عن كيسان:وينبغي حمل هذه الأقوال على التمثيل ، لا أن الكوثر منحصر في واحد منها ، والكوثر فوعل من الكثرة
فالمعنى يعود لأصله اللغوي.