فالذين أخطأوا في الدليل والمدلول مثل طوئف من أهل البدع اعتقدوا مذهباً يخالف الحق الذي عليه الأمة الوسط الذين لا يجتمعون على ضلالة كسلف الأمة وأئمتها وعمدوا إلى القرآن فتأولوه على آرائهم تارة يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها , وتارة يتأولون ما يخالف مذهبهم بما يحرفون به الكلم عن مواضعه , ومن هؤلاء فرق الخوارج والروافض".
الشيخ:
الفرق بين الأول والثاني يستدلون بآيات على مذهبهم ولا دلالة فيها , وتارة يحرفون يتأولون ما يخالف مذهبهم ويحرفون الكلم عن مواضعه , ونضرب مثلاً لذلك بالمعطلة مثلاً يقول: {ليس كمثله شيء} هذا يدل على أننا لا نثبت أي صفة تكون للمخلوق. هل هذا الصحيح أن الآية تدل على ماقالوا؟ لا. وتارة يحرفون الكلم فيقولون: المراد باليد القدرة أو النعمة , هم يثبتون هذا لكن يحرفونه , فتارة يحملون اللفظ مالا يحتمله وتارة يصرفونه عن معناه.
ومن هذا ما وقع أخيراً في أولئك الذين فسروا القرآن بما يسمى بالإعجاز العلمي حيث كانوا يحملون القرآن أحياناً مالا يتحمل , صحيح أن لهم استنباطات جيدة تدل على أن القرآن حق من الله عز وجل وتنفع في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام ممن يعتمدون على الأدلة الحسية في تصحيح ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لكنهم أحياناً يحملون القرآن مالا يتحمله مثل قولهم إن قوله تعالى: {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان} إن هذا يعنى به الوصول إلى القمر وإلى النجوم وما أشبه ذلك؛ لأن الله قال: {لا تنفذون إلا بسلطان} والسلطان عندهم: العلم.
نعم هذا لاشك أنه تحريف وأنه حرام أن يفسر كلام الله بهذا؛ لأن من تدبر الآية وجدها يوم القيامة , السياق كله يدل على هذا , ثم إنه يقول: {أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض} وهؤلاء ما نفذوا من أقطار السماوات بل ولا وصلوا إلى السماء , وأيضاً يقول:{يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس} وهؤلاء لم يرسل عليهم.
والمهم أن من الناس من يتجاوز ويغلو في إثبات أشياء من القرآن ما دل عليها القرآن , ومنهم من يفرط وينفي أشياء دل عليها القرآن لكن يقول هذا ما قالة العلماء السابقون ولا نقبله لا صرفاً ولا عدلاً وهذا خطأ أيضاً , فإذا دل القرآن على مادل عليه العلم الآن من دقائق المخلوقات فلا مانع من أن نقبله وأن نصدق به إذا كان اللفظ نعم يحتمله , أما إذا كان اللفظ لا يحتمله فلا يمكن أن نقول به. نعم.
إجابة على سؤال غير مسموع: لا , ما يدل على هذا؛ لأن السماء إذا انشقت فكانت وردة تكون في أثناء ذلك اليوم.
إجابة على سؤال غير مسموع:
لا بس هنا ما يستقيم؛ لأنه مما قال شيخ الإسلام: إن بعض الناس يفسر لفظ بما يدل عليه ظاهر اللفظ بقطع النظر عن السياق , والسياق يؤيد المراد. نعم.
القارئ:
"ومن هؤلاء فرق الخوارج والروافض والجهمية والمعتزلة والقدرية والمرجئة وغيرهم وهذا كالمعتزلة مثلاً فإنهم من أعظم الناس كلاماً وجدالاً , وقد صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم مثل تفسير عبد الرحمن بن سيسان".
الشيخ:
مثلاً الخوارج يأخذون بنصوص الوعيد وما ظاهره الكفر فيكفرون المسلمين بالكبائر , والرافضة يحرفون القرآن أيضاً كما يقولون في قوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان} المراد بذلك علي وفاطمة نعم {مرج البحرين يلتقيان} , ويقولون {والشجرة الملعونة في القرآن} المراد بها بنو أمية...
إجابة على سؤال غير مسموع:
نعم بنو أمية , لا المراد بها بنو أمية , ولهم تفاسير غريبة والعياذ بالله منكرة فهم يحرفون الكلم عن مواضعه في تفسير الآيات الدالة على الذم وتأويلها إلى خصومهم والآيات الدالة على المدح يجعلونها لمن ينتصرون له.
وكذلك الجهمية والعياذ بالله أصحاب جهم بن صفوان كل آيات الصفات يحرفونها؛ لأنهم يعتقدون أن الله ليس له صفة وأن أسماءه مجرد أعلام , ومنهم من يقول: إنه ليس له اسم ولا صفة , وأن هذه الأسماء أسماء لمخلوقاته ليست أسماء له.
وعلى كل حال الحمد لله هدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه.
وأما المعتزلة أصحاب واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد فهم كما قال شيخ الإسلام رحمه الله من أعظم الناس كلاماً وجدالاً؛ لأنهم دائماً يرجعون إلى العقل ولا يعبأون بالنصوص إطلاقاً , حتى فيما لا تدركه العقول يحكمون العقل , وقد مر علينا القاعدة عندهم في الصفات يقولون: إن ما أثبته العقل فهو ثابت سواء كان موجوداً في الكتاب والسنة أم لم يكن موجوداً , وما نفاه العقل فهو منفي سواء كان موجوداً في الكتاب والسنة أم لا , وما لا يقتضي العقل إثباته ولا نفيه فهم أكثرهم نفاه؛ لأنه قال لا نثبت إلا ما أثبته العقل , وبعضهم توقف فيه , فما دام العقل لا يدل على إثباته ولا نفيه نتوقف , وهم يجادلون في هذا جدالا عظيماً , وإذا رأيتهم تعجبك أقوالهم ولكنها أقوال باطلة كما قيل فيها:
حجج تهافت كالزجاج تخالها حقاً وكل كاسر مكسور
فهم يتناقضون تجد الواحد منهم يرى أن من الواجب أن يوصف الله بكذا والآخر يرى أنه من المستحيل أن يوصف الله بكذا , وتناقض الأقوال يدل على بطلانها. نعم.
القارئ:
"وقد صنفوا تفاسير على أصول منهجهم مثل تفسير عبد الرحمن بن سيسان الأصم شيخ إبراهيم بن إسماعيل بن عُلية الذي كان يناضل الشافعي , ومثل كتاب أبي علي الجبائي والتفسير الكبير للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني , والجامع لعلوم القرآن لعلي بن عيسى الرماني والكشاف لأبي القاسم الزمخشري , فهؤلاء وأمثالهم اعتقدوا مذاهب المعتزلة. وأصول المعتزلة خمسة..".
الشيخ:
الكشاف لأبي القاسم الزمخشري كتاب معروف متداول هو جيد في اللغة والبلاغة لكنه على أصول المعتزلة مثل ما قال الشيخ , ولا تكاد تعرف كلامه في ذلك إلا إذا كان عندك علم بمذهب المعتزلة ومذهب أهل السنة والجماعة؛ لأنه رجل جيد وبليغ يدخل عليك الشيء وأنت لا تشعر به حتى أنك تظن أن هذا هو الكلام الصحيح ( غير مسموع ) لكن فيه بلاء.
يقال إنه يقال {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} قال أي فوز أعظم من دخول الجنة والنجاة من النار , كلام طيب أو لا؟
إي لكنه يريد نفي رؤية الله عز وجل؛ لأن رؤية الله عز وجل أعلى شيء كما قال تعالى: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} أنت إذا قرأت ها الكلام قلت هذا صحيح؛ ما هناك فوز أعظم من دخول الجنة والنجاة من النار. (وإيش) يدريك أن هذا الرجل يشير إلى أنه لا رؤية أن الله لا يرى؛ لأن رؤية الله أعظم من دخول الجنة وأعظم في كل شيء , وله أشياء عجيبة يعني التصرف يعني يتلاعب بالعقول , إذا لم يكن عندك حذر منه ومعرفة بأصول المعتزلة وأصول أهل السنة والجماعة تضل , هذا إذا تكلم فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته وما يتعلق بمذهبهم أما إذا تكلم في البلاغة والعربية فهو جيد. أي نعم.
القارئ:
"فأصول المعتزلة خمسة يسمونها هم: التوحيد والعدل والمنزلة بين المنزلتين وإنفاذ الوعيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وتوحيدهم هي توحيد الجهمية الذي مضمونه نفي الصفات".
الشيخ:
طيب الآن (غير مسموع) أن من أصوله التوحيد هل ( غير مسموع )شيء (هه ) ( غير مسموع ) التوحيد لكن التوحيد أنهم يريدون له معنى آخر ( هه) كذلك أيضاً العدل , العدل هذا أصل عظيم {إن الله يأمر بالعدل والإحسان}.
طيب الثالث (إيش) المنزلة بين المنزلتين , هذه قد..و(إيش) معنى المنزلة بين المنزلتين؟ يقول لك طيب. أنا أعلمك المنزلة بين المنزلتين هذا رجل محافظ على الطاعات متجنب للمعاصي ورجل آخر يفعل الكبائر وهو مؤمن (وايش) تقول هل تجعلهم سواء؟ ورجل ثالث , رجل ثالث كافر تجعل الثلاثة سواء؟ (هه ) ما تجعلهم إذن هذا المؤمن (اللي) يفعل الكبائر يصير في منزلة بين منزلتين , ما نقول مؤمن ولا كافر (إي) نعم (طيب) ( غير مسموع )نبطل ها الأشياء (دي) ( غير مسموع )على القبول.
(طيب) إنفاذ الوعيد إنفاذ الوعيد , الله عز وجل يتوعد على فعل المعاصي التي لا تخرج من الإسلام مثل: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيه وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً} ومثل ((ثلاثة لايدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر )) ومثل الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة لاينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب يقول: نحن ننفذ هذا الوعيد؛ لأن الذي قال هذا الوعيد من؟ الله عز وجل وهو قادر فلابد من إنفاذه فهم يقولون ننفذ الوعيد.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا من أصولهم , ونعم الأصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا لا؟ ما فضلنا على الأمم إلا بهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , لكن سيأتينا (ويش) يريدون به , يريدوا به معنى فاضلاً ( فشوف كيف ) يلبسون على الناس.
الشيخ:
(غير مسموع) هذه الأصول إذا قرأتها تقول: هذه الأصول حق، لكن عندما تفسر تجد إنها باطل. المؤلف يقول: توحيدهم...
القارئ:
"وتوحيدهم هو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفي الصفات وغير ذلك، قالوا: إن الله لا يرى، وإن القرآن مخلوق, وإنه تعالى ليس فوق العالم، وإنه لا يقوم به علم ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا مشيئة ولا صفة من الصفات. وأما..".
الشيخ:
(غير مسموع) التوحيد، تجريد الله من صفاته، هذا التوحيد عندهم، وحد الله يعني جرده من صفاته؛ لأنك إذا أثبت له صفة مثلته بغيره وحينئذٍ لم تكن موحداً؛ لأن التوحيد مبناه على أمرين: على النفي والإثبات؛ لأنه من: وحد يوحد، فلا توحيد في إثبات فقط، ولا توحيد في نفي فقط؛ لأن النفي المجرد تعطيل، والإثبات المجرد لايمنع المشاركة، فلا توحيد إلا بنفي وإثبات, مفهوم؟
فإذا قلت: لا قائم. هذا نفي يسمى..إذاً نفيت القيام عن كل أحد، فهو تعطيل، وإذا قلت: زيد قائم، هذا إثبات، لكن هل يمنع المشاركة (هه) يمكن أيضاً: عمرو قائم، خالد قائم، بكر قائم، وإذا قلت: لا قائم إلا زيد، صار الآن توحيداً، جعلت القائم واحداً وهو زيد، ومثل: لا إله إلا الله، هؤلاء يقولون: إن التوحيد أن لا تثبت لله صفة أبداً _ نسأل الله العافية _ لا سمع ولا بصر ولا قدرة ولاحياة ولا علم ولا شيء أبداً. أي نعم.
القارئ:
"وأما عدلهم فمن مضمونه أن الله لم يشأ جميع الكائنات ولا خلَقها كلها، ولا هو قادر عليها كلها، بل عندهم أن أفعال العباد لم يخلقها الله، لا خيرها ولا شرها، ولم يرد إلا ما أمر به شرعاً، وما سوى ذلك فإنه يكون بغير مشيئة".
الشيخ:
بغير مشيئة (يوجد هنا سقط) هذا العدل وقلنا الله ما يشاء كل شيء، ما كل شيء يشاؤه الله، أفعال العباد لا يشاؤها، ولا خلق كل شيء (هه) أفعال العباد ما خلقها! يا جماعة اتقوا الله (غير مسموع) لو كان الله يشاء أفعال العباد ويخلقها ثم يعذبهم، هذا ظلم، فإذا قلنا:لم يشأها ولم يخلقها ويعذبهم؛ لأنهم هم الذين شاؤوها وأوجدوها، صار ذلك عدلا (شوف كيف) (غير مسموع) الله يشاء أفعالهم ويخلق أفعالهم ليعذبوا عليها، هذا ظلم، فهم قالوا: هذا ظلم، إذن فالله عز وجل لم يشأ أفعال العبد ولا خلقها.
ونقول لهم رداً على قولكم: هذا في الحقيقة التعطيل والتنقص للخالق أن يكون في ملكه ما لا يشاؤه ولا يريده، أو أن يكون هناك خلق لم يقم به، وليس الله هو الذي خلقه، مع إنه يقول: {الله خالق كل شيء}، ثم نقول: إن الظلم منتف بأمرين: معقول ومنقول.
أما المعقول: فلأن الله تعالى أعطى الإنسان عقلاً يدرك به ويعرف به ما يضره وينفعه، أليس كذلك؟ ليس كبهيمة. له عقل يتصرف، ولم يحجزه عن عقله أبداً.
وأما المنقول فقد أرسل إليه الرسل وبين له الحق من الباطل وأقام عليه الحجة {رسلاً مبشرين ومنذ رين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} الظلم الحقيقي أن نقول لك: افعل ثم تفعل ثم يعاقبك، أما أن يقول: لا تفعل ثم تفعل فيعاقبك فهل هذا ظلم؟ أبداً، لو أن رجلاً قال لولده: لا تفعل ثم فعل فعاقبه لعده الناس عدلاً (ولا) ظلماً؟ عدلاً وتقويماً لهذا الابن، فانظر إلى تلبيسهم والعياذ بالله ومجادلتهم وإلى باطلهم. نعم.
القارئ:
"وقد وافقهم على ذلك متأخروا الشيعة".
الشيخ:
طيب ويقولون: إن الله تعالى لا يريد إلا ما أمر به فقط، فجعلوا الإرادة بمعنى الأمر.. الأمر الشرعي، وهذا باطل، لو قلنا: لا يوجد إلا ما أمر به شرعاً، لكن أكثر الناس (هه)؟ يعملون بغير إرادته؛ لأن تسعماية وتسعة وتسعين بالألف كلهم لا ينفذون مراد الله الشرعي، ولا شك أن هناك فرقاً بين الرضا (اللي) هو التابع للأمر وبين المشيئة الشاملة لما أمر به وما لم يأمر به. طيب.
القارئ:
"وقد وافقهم على ذلك متأخروا الشيعة كمفيد وأبي جعفر الفوزي وأمثالهما".
الشيخ:
الشيخ رحمه الله عبر هنا بالشيعة، وفي الأول عبر بالروافض، فهم شيعة بحسب قولهم إنهم شيعة لعلي بن أبي طالب، وهم روافض؛ لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين رحمه الله حين اجتمعوا إليه وقالوا: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فأثنى عليهما خيراً, وقال: هما وزيرا جدي. من يعني بجده؟ الرسول عليه الصلاة والسلام، فلما قال ذلك رفضوه واعنزلوه، ومن ثم سموا رافضة.
والحقيقة أن أهل السنة والجماعة هم شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومَن آمن من آل البيت؛ لأن المؤمن، المؤمن هو ولي لكل مؤمن؛ قال الله تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} فكل من كان أكثر إيماناً بالله عز وجل فإنه أكثر ولاية للمؤمنين من آل البيت ولغيرهم، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بريء مما ينسب إليه من هذه الأقوال الباطلة، بل إنه رضي الله عنه حرق غاليتهم بالنار لما جاؤوا إليه وقالوا له: أنت الله – أعوذ بالله - ما صبر، أمر بالأخاديد فخدت وبالحطب فجمع، ثم ألقاهم في النار، شر قتلة والعياذ بالله؛ لأنهم جعلوه إلهاً، جعلوه إلهاً.
والذين لا يجعلونه إلها باللفظ قد يجعلونه إلهاً بالمعنى ويعتقدون أنه مدبر للكون وأنه ما من ذرة في الأرض ولا في السماء إلا هو الذي يديرها، علي بن أبي طالب قطب الأقطاب.
وعلى كل حال فنحن نقول: نشهد الله عز وجل على محبة المؤمنين من آل البيت، ونرى أن المؤمن آل البيت له حقان علينا:
الحق الأول: إيمانه.
والثاني: قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونرى أنهم ما شرفوا إلا لقربهم من الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس الرسول هو الذي شرف بهم بل هم شرفوا بقربه، ونرى أيضاً أنهم مراتب ومنازل، وأنهم وإن تميزوا بهذه الخصيصة وهي القرب من الرسول عليه الصلاة والسلام فلا يعني ذلك أن لهم الفضل المطلق على من فضلهم في العلم والإيمان، فأبو بكر وعمر عثمان رضي الله عنهم هؤلاء أفضل من علي بن أبي طالب الفضل المطلق، وإن كان علي بن أبي طالب يمتاز عنهم في بعض الخصوصيات، لكن هذا لا يلزم منه التفضيل المطلق، هذا لايلزم التفضيل المطلق؛ لأن هناك فرقاً بين الإطلاق وبين التقييد. أي نعم.
ردا على سؤال غير مسموع:
هو رضي الله عنه رأى إن هذا أعظم عقوبة مثل ما فعله أبو بكر رضي الله عنه في الأمر بتحريق اللوطي، وإن كان الإنسان قد يخفى عليه بعض الشيء أحياناً، ولهذا ابن عباس قال يعني: لو أنه في مقام علي بن أبي طالب لقتلهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه )) وما أحرقتهم بالنار؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يعذب بالنار. فقيل: إنه قال: ما أسقط من فضل على الهنات، يعني على العيب والخطأ.
القارئ:
"ولأبي جعفر هذا تفسير على هذه الطريقة، لكن يضم إلى ذلك قول الإمامية الاثني عشرية، فإن المعتزلة ليس فيهم من يقول بذلك ولا من ينكر خلافه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
ومن أصول المعتزله مع الخوارج إنفاذ الوعيد في الآخرة، وأن الله لا يقبل في أهل الكبائر شفاعة، ولا يخرج منهم أحد من النار. ولا ريب أنه قد رد عليهم طوائف من المرجئة والكرامية والكلابية وأتباعهم فأحسنوا تارة وأساؤوا أخرى حتى صاروا في طرفي نقيض، كما قد بسط في غير هذا الموضع".
الشيخ:
نعم، وهذا يكون أحياناً يرد بعض الناس على بعض البدع، ولكن يكون في طرف نقيض على آخرين، يأتي ببدعة, مثل ماذهب إليه البعض الناس من أنه ينبغي في عاشوراء التوسعة على الأهل وإدخال الفرح والسرور؛ ليقابلوا بذلك الرافضة الذين يجعلون يوم عاشوراء يوم غم وحزن، وهذا خطأ؛ لأن البدعة لا يجوز أن تقابل ببدعة، بل يكفي في البدعة منعها أن تقول: هذا غير مشروع، وكل بدعة ضلالة. وأما أن تحدث شيئاً يقابلها فلا يمكن هذا، لا ينفع، لا يذهب البدعة إلا السنة فقط، والله المستعان.
القارئ:
قال المؤلف رحمه الله تعالى: "والمقصود أن مثل هؤلاء اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه، وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المسلمين، لا في رأيهم ولا في تفسيرهم