إعادة لتطبيق لأسلوب التقرير العلمي ، لعل الله ينفع به
رسالة تفسير قوله تعالى :( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) النساء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
مقصود هذه الرسالة هو عدل الله ،بتمام رسالته ، وإرسال الرسل ،وتشهيدهم على خلقه
وهذه الآية معبرة عن شدة أمور وأهوال يوم القيامة ، وتشهيد الأنبياء على أممهم ، بالتصديق والتكذيب ،ومن عظم مافيها وهوله ، كانت إذا مرت بسمع رسول الله الكريم ،تعبر وذرفت عيناه .
المعنى العام لهذه الآية
والمعنى العام لهذه الآية ،أنه كيف يكون حال الكفار ،والله يأتي بالأنبياء شهداء على أممهم بالتكذيب أو التصديق ، فلايظْلِمون ولا يظْلمُون ،وهم شهداء على أنفسهم بالرسالة ودعوة محمد عليه الصلاة والسلام ، وإنكارهم لها وتكذيبهم بها ، فيكون وقع العذاب على كفار قريش أشد ، لعنادهم وإنكارهم المعجزات ، وماأظهره الله على يديه عليه الصلاة والسلام ، من المعجزات والخوارق .
والإشارة , بقوله (هؤلاء ،)عامة للكفار ، وقيل لكفار قريش خاصة .
والإستفهام بهذه الآية ،بقوله (فكيف )، هي للتوبيخ والتقريع ،ذكره القرطبي والشوكاني .
المقصود بالأمة بقوله ( من كل أمة بشهيد
ومقصود الأمة هي أمة محمد من آمن منهم ومن كفر ، ومن رآه ومن لم يره بل سمع به .
والشهيد هو من يقر بالحقيقة إذا شُهد بها ، وكل رسول ونبي أرسل لأمته فهو شهيد عليهم ، والرسول الكريم شهيد على الرسل من قبله وتكذيب قومهم ،بما بلغه الله عنهم وأنزله عليه من قصصهم في كتابه ..
وميز الله سبحانه أمة محمد عليه الصلاة والسلام بميزة الشهادة إلى أن تقوم الساعة ،فهذا فضل من الله ومنة عليهم ،ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيداً .
ذكر الألوسي في تفسير روح المعاني قوله : «فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة وعظم تلك الحالة، فماذا لعمري يصنع المشهود عليه؟! وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه.».
بتصرف بكل من:
من ظلال القرآن لسيد قطب
الألوسي روح المعاني
القرطبي تفسير الجامع لأحكام القرآن
الطبري جامع البيان لتفسير القرآن