المجموعة الثانية:
السؤال الأول:
اذكر خمس فوائد سلوكية من دراستك لتفسير سورة النصر، وبيّن وجه دلالة السورة عليها.
1- يقول الله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح) فالنصر من عند الله يرسله على من يستحقه فلا تطلبه إلا منه ولو جائك من غير الله فليس بنصر ولكنه إستدراج قد يؤدى بك للكفر بنعمة الله عليك
2- يقول الله (ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا) هذاوعد الله لرسوله وها قد حدث ما وعد الله به فقد دخلت الناس فى هذا الدين أفواجا وجماعات بعد أن كانوا يدخلونه فردا فردا ومتخفيين حتى لا يعلم بهم أقوامهم فمن صدق وعد الله فى ذلك فليصدق وعده بما أعده لعباده الصالحين يوم القيامة وما أعده للعصاة وليختر لنفسه ما يريد
3- قال الله لرسوله لما فتح عليه مكة (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) وهذه سنة فلنتبعها دائما بأنه إذا جاءنا من الله نصرأو نعمة أو فضل فلنسبح بحمد الله ونستغفره على تقصيرنا فى حقه وهو يعطينا كل هذا العطاء بلا مقابل منا
4- نعيت لرسول الله نفسه وأمر بالتسبيح والحمد والاستغفار وقد داوم رسول الله على ذلك فى آخر حياته (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) فهل لو علم أى منا قرب أجله سنفعل مثل ذلك أم سيلهينا الشيطان بين الأدوية والأطباء والبحث عما يؤجل هذا الأجل؟ اللهم أجعلنا ممن ترزقه قبل موته استغفارا كثيرا
5- فتحت مكة وفتح الله على المسلمين بعد ذلك الكثير والكثير وأنتشر دين الله فى كل مكان تقريبا (إذاجاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا) فقد كان أهل الإسلام وقتها على الدين الحق ولكننا اليوم قد تناذلنا عن كل ذلك بتهاوننا فى حق ربنا وفى ديننا فابتلانا الله بالفرقة والضياع ولولا حق هذا الدين على الله وأنه آخر الأديان لأتى الله بغيره ولكنه حفظه من الضياع على أيدى هؤلاء اللذين أختارهم الله لذلك
السؤال الثاني:
ضع قائمة بأهم المسائل التي اشتملت عليها سورة الناس، واذكر خلاصة كلام المفسّرين في كل مسألة.
أولا: قائمة المسائل التى أشتملت عليها سورة الناس:
أسم السورة س ش
تنزيل السورة ك س
ما اشتملت عليه السورة س
فضائل السورة ك
· تفسير قوله تعالى (قل أعوذ برب الناس)
- المخاطب فى الآية ك
- المراد برب الناس ك س ش
· تفسير قوله تعالى (ملك الناس)
- المراد بملك الناس ك س ش
· تفسير قوله تعالى (إله الناس)
- المراد بإله الناس ك س ش
· تفسير قوله تعالى (من شر الوسواس الخناس)
- المرادبالوسواس الخناس ك س ش
- معنى الوسواس ش
- معنى الخناس س ش
- فعله صلى الله عليه وسلم مع قرينه من الجن ك
· تفسير قوله تعالى (الذى يوسوس فى صدور الناس)
- إختصاص وسوسة الشياطين لبنى آدم ك س ش
- المراد بالوسوسة س ش
· تفسير قوله تعالى (من الجنة والناس)
- إختصاص الوسوسة من الشياطين ك س ش
- معنى الجنة ك س ش
ثانيا: خلاصة كلام المفسرين فى كل مسألة:
أسم السورة
سورة الناس ذكر ذلك السعدي والأشقر
تنزيل السورة
سورة مدنية ذكر ذلك بن كثير والسعدي
هل المعوزتين من القرآن
قال بن كثير أن المشهورٌ عند كثيرٍ من القرّاء والفقهاء، أنّ ابن مسعودٍ كان لا يكتب المعوّذتين في مصحفه، فلعلّه لم يسمعهما من النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يتواتر عنده، ثم لعلّه قد رجع عن قوله ذلك إلى قول الجماعة؛ فإنّ الصحابة رضي اللّه عنهم كتبوهما في المصاحف الأئمّة، ونفّذوها إلى سائر الآفاق كذلك، وللّه الحمد والمنّة.
وأستدل بما يلى من الأحاديث:
- قال الإمام أحمد: حدّثنا عفّان عن زرّ بن حبيشٍ قال: قلت لأبيّ بن كعبٍ: إنّ ابن مسعودٍ لا يكتب المعوّذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أخبرني أنّ جبريل عليه السلام قال له: (({قل أعوذ بربّ الفلق}. فقلتها، قال: {قل أعوذ بربّ النّاس}. فقلتها)). فنحن نقول ما قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وقال أحمد: حدّثنا وكيعٌ عن زرٍّ قال: سألت ابن مسعودٍ عن المعوّذتين، فقال: سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عنهما فقال: ((قيل لي، فقلت لكم؛ فقولوا)). قال أبيٌّ: فقال لنا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فنحن نقول.
- وقال البخاريّ: حدّثنا عليّ بن عبد اللّه عن زرٍّ قال: سألت أبيّ بن كعبٍ فقلت: أبا المنذر، إنّ أخاك ابن مسعودٍ يقول كذا وكذا؟ فقال: إنّي سألت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: ((قيل لي فقلت)). فنحن نقول كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
- ورواه البخاريّ أيضاً والنّسائيّ
- وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا الأزرق بن عليٍّ عن علقمة قال: كان عبد اللّه يحكّ المعوّذتين من المصحف ويقول: إنّما أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتعوّذ بهما. ولم يكن عبد اللّه يقرأ بهما.
- ورواه عبد اللّه بن أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد اللّه يحكّ المعوّذتين من مصاحفه ويقول: إنّهما ليستا من كتاب اللّه.
- قال الأعمش: وحدّثنا عاصمٌ عن أبيّ بن كعبٍ قال: سألنا عنهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((قيل لي؛ فقلت)).
ما اشتملت عليه السورة
قال السعدي أن سورة الناس أشتملت على:
الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم من الشيطان الذى هو أصل لكل شر فهو الذى يوسوس فى صدور الناس محسنا لهم الشر مقبحا لهم الخير ويظل على حتى يذكر العبد ربه فيخنس ويبتعد ولولا فضل الله على العبد ما تركه الشيطان حتى يكفر بربه
فضائل السورة
لهذه السورة فضائل كثيرة ذكرها بن كثير فى تفسيره ومن أهمها:
- قد قال مسلمٌ في صحيحه: حدّثنا قتيبة عن عقبة بن عامرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((ألم تر آياتٍ أنزلت هذه اللّيلة لم ير مثلهنّ قطّ: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})).
- ورواه أحمد ومسلمٌ أيضاً والتّرمذيّ والنّسائيّ من حديث إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس بن أبي حازمٍ، عن عقبة به، وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
- قال الإمام أحمد: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ عن عقبة بن عامرٍ قال: بينا أنا أقود برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في نقبٍ من تلك النّقاب، إذ قال لي: ((ياعقبة، ألا تركب؟)). قال: فأجللت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أركب مركبه. ثم قال: ((يا عقيب، ألا تركب؟)). فأشفقت أن تكون معصيةً. قال: فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وركبت هنيهةً، ثم ركب ثم قال: ((يا عقيب، ألا أعلّمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما النّاس؟)). قلت: بلى يا رسول اللّه. فأقرأني: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس}، ثم أقيمت الصلاة، فتقدّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقرأ بهما، ثم مرّ بي فقال: ((كيف رأيت يا عقيب اقرأ بهما كلّما نمت وكلّما قمت)).
- قال أحمد: حدّثنا أبو عبد الرحمن عن عقبة بن عامرٍ قال: أمرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن أقرأ بالمعوّذات في دبر كلّ صلاةٍ. ورواه أبو داود والتّرمذيّ والنّسائيّ، من طرقٍ، عن عليّ بن رباحٍ، وقال التّرمذيّ: غريبٌ.
- قال أحمد: حدّثنا يحيى بن إسحاق عن عقبة بن عامرٍ: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ بالمعوّذتين؛ فإنّك لن تقرأ بمثلهما)). تفرّد به أحمد.
- قال أحمد: حدّثنا حيوة بن شريحٍ عن عقبة بن عامرٍ، أنه قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أهديت له بغلةٌ شهباء فركبها، فأخذ عقبة يقودها له، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ: {قل أعوذ بربّ الفلق})) -فأعادها له حتّى قرأها- فعرف أنّي لم أفرح بها جدًّا؛ فقال: ((لعلّك تهاونت بها؟ فما قمت تصلّي بشيءٍ مثلها)).
- قال النّسائيّ: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى عن عقبة بن عامرٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ((إنّ النّاس لم يتعوّذوا بمثل هذين: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})).
- قال النّسائيّ: أخبرنا قتيبة عن عقبة بن عامرٍ قال: كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: ((يا عقيب، {قل})) فقلت: ماذا أقول؟ فسكت عنّي، ثمّ قال: (({قل})). فقلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ فسكت عنّي، فقلت: اللّهمّ اردده عليّ. فقال: ((يا عقبة، {قل})). قلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ فقال: (({قل أعوذ بربّ الفلق})). فقرأتها حتّى أتيت على آخرها.
ثم قال: (({قل})). فقلت: ماذا أقول يا رسول اللّه؟ قال: (({قل أعوذ بربّ النّاس})). فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عند ذلك: ((ما سأل سائلٌ بمثلها، ولا استعاذ مستعيذٌ بمثلها)).
- قال النّسائيّ: أخبرنا محمد بن بشّارٍ عن عقبة بن عامرٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ بهما في صلاة الصّبح.
- قال النّسائيّ: أخبرنا قتيبة عن عقبة بن عامرٍ قال: اتّبعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو راكبٌ، فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني سورة هودٍ، أو سورة يوسف. فقال: ((لن تقرأ شيئاً أنفع عند اللّه من: {قل أعوذ بربّ الفلق})).
- قال النّسائيّ: أخبرنا محمود بن خالدٍ عن ابن عابسٍ الجهنيّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال له: ((يابن عبّاسٍ، ألا أدلّك -أو: ألا أخبرك- بأفضل ما يتعوّذ به المتعوّذون؟)) قال: بلى يا رسول اللّه. قال: (({قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس}. هاتان السّورتان)).
- وقد تقدّم في رواية صديّ بن عجلان، وفروة بن مجاهدٍ عنه: ((ألا أعلّمك ثلاث سورٍ لم ينزل في التّوراة ولا في الإنجيل ولا في الزّبور ولا في الفرقان مثلهنّ؟ {قل هو اللّه أحدٌ}، و{قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})).
- قال الإمام أحمد: حدّثنا إسماعيل قال رجلٌ: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في سفرٍ، والناس يعتقبون، وفي الظّهر قلّةٌ، فحانت نزلة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونزلتي، فلحقني فضرب من بعدي منكبي، فقال: (({قل أعوذ بربّ الفلق})). فقلت: {قل أعوذ بربّ الفلق}. فقرأها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقرأتها معه، ثم قال: (({قل أعوذ بربّ النّاس})). فقرأها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقرأتها معه، فقال: ((إذا صلّيت فاقرأ بهما)).
- قال النّسائيّ: أخبرنا محمد بن المثنّى عن عبد اللّه الأسلميّ، هو ابن أنيسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضع يده على صدره ثمّ قال: (({قل})). فلم أدري ما أقول، ثم قال لي: (({قل})). قلت: {هو اللّه أحدٌ}. ثم قال لي: (({قل})). قلت: {أعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق}. حتّى فرغت منها، ثم قال لي: (({قل})). قلت: {أعوذ بربّ النّاس}. حتّى فرغت منها، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((هكذا فتعوّذ، ما تعوّذ المتعوّذون بمثلهنّ قطّ)).
- قال النّسائيّ: أخبرنا عمرو بن عليٍّ أبو حفصٍ، حدّثنا بدلٌ، حدّثنا شدّاد بن سعيدٍ أبو طلحة، عن سعيدٍ الجريريّ، حدّثنا أبو نضرة عن جابر بن عبد اللّه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((اقرأ يا جابر)). قلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمّي؟ قال: ((اقرأ: {قل أعوذ بربّ الفلق}، و{قل أعوذ بربّ النّاس})). فقرأتهما، فقال: ((اقرأ بهما، ولن تقرأ بمثلهما)).
- وتقدّم حديث عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ بهنّ، وينفث في كفّيه ويمسح بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده.
- وقال الإمام مالكٌ: عن ابن شهابٍ، عن عروة، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذتين وينفث، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده عليه رجاء بركتها.
- وتقدّم في آخر سورة (ن) من حديث أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يتعوّذ من أعين الجانّ وعين الإنسان، فلمّا نزلت المعوّذتان أخذ بهما وترك ما سواهما.
· تفسير قوله تعالى (قل أعوذ برب الناس)
- المخاطب فى الآية
المستعيذ ذكره بن كثير وهو مضمون كلام كلا من السعدي والأشقر
- المراد برب الناس
هو الله والرب صفة من صفات الله ذكر ذلك بن كثير والسعدى والأشقر
· تفسير قوله تعالى (ملك الناس)
- المراد بملك الناس
هو الله فهو المالك للناس ذكر ذلك بن كثير والسعدي والأشقر
· تفسير قوله تعالى (إله الناس)
- المراد بإله الناس
هو الله فهو الملك والإله فى نفس الوقت ذكر ذلك بن كثير والسعدي والأشقر
· تفسير قوله تعالى (من شر الوسواس الخناس)
- المراد بالوسواس الخناس
هو الشيطان ذكر ذلك بن كثير والسعدي والأشقر
- معنى الوسواس
الذى يدُّعَو إِلَى طَاعَتِهِ بِكلامٍ خَفِيٍّ يَصِلُ إِلَى الْقَلْبِ منْ غَيْرِ سَمَاعِ صَوْتٍ ذكره الأشقر
- معنى الخناس
كَثِيرِ الخَنْسِ، وَهُوَ التَّأَخُّرُ ذكره الأشقر
يبتعد ذكره السعدي
والمعنيان متفقان
- فعله صلى الله عليه وسلم مع قرينه من الجن
ثبت في الصحيح أنّه: ((ما منكم من أحدٍ إلاّ وقد وكّل به قرينه)). قالوا: وأنت يا رسول اللّه؟ قال: ((نعم، إلاّ أنّ اللّه أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلاّ بخيرٍ)). ذكره بن كثير
· تفسير قوله تعالى (الذى يوسوس فى صدور الناس)
- إختصاص وسوسة الشياطين لبنى آدم
قال بن كثير فيه قولان، ويكونون قد دخلوا في لفظ الناس تغليباً. وقال ابن جريرٍ: وقد استعمل فيهم {رجالٍ من الجنّ}. فلا بدع في إطلاق الناس عليهم
وقال الأشقر: قِيلَ: إِنَّ إِبْلِيسَ يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الْجِنِّ كَمَا يُوَسْوِسُ فِي صدورِ الإنسِ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ، فَإِذَا ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ، وَإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ ". نَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِن كَيْدِهِ وَوَسْوَسَتِهِ
فاتفق القولان على أن الوسوسة تكون للجن كما تكون للإنس
· تفسير قوله تعالى (من الجنة والناس)
- إختصاص الوسوسة من الشياطين
قال السعدي الوسواسُ كمَا يكونُ منَ الجنِّ يكونُ منَ الإنسِ، ولهذا قالَ: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
وقال بن كثير قوله: {من الجنّة والنّاس}. تفسيرٌ للذي يوسوس في صدور الناس من شياطين الإنس والجنّ، كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكلّ نبيٍّ عدوًّا شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً}
وقال الأشقر:بَيَّنَ سُبْحَانَهُ الَّذِي يُوَسْوِسُ بِأَنَّهُ ضَرْبَانِ: جِنِّيٌّ وَإِنْسِيٌّ، فَقَالَ (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)
فاتفقت التفاسير الثلاثة على أن الذى يوسوس كما يكون جنيا يكون إنسيا
- معنى الجنة
جمع جن وهم الشياطين وذلك مفاد قول بن كثير والسعدي والأشقر
السؤال الثالث:
لخّص أقوال العلماء مع الترجيح في المسائل التالية:
1: معنى اسم الصمد
قال بن كثير: الصمد يعني: الذى يصمد الخلائق إليه فى حوائجهم قاله عكرمه عن بن عباس
قال عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاسٍ: هو السّيّد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشّرف والسّؤدد، وهو اللّه سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلاّ له، ليس له كفءٌ، وليس كمثله شيءٌ، سبحان اللّه الواحد القهّار
وقال الأعمش: السّيّد الذي قد انتهى سؤدد
وقال الحسن وقتادة: هو الباقي بعد خلقه
وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: {الصّمد}: السّيّد
وقال الحسن أيضاً: {الصّمد}: الحيّ القيّوم، الذي لا زوال له
وقال عكرمة: {الصّمد} الذي لم يخرج منه شيءٌ ولا يطعم
وقال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وسعيد بن المسيّب ومجاهدٌ وعبد اللّه بن بريدة وعكرمة أيضاً وسعيد بن جبيرٍ وعطاء بن أبي رباحٍ وعطيّة العوفيّ والضّحّاك والسّدّيّ: {الصّمد}: الذي لا جوف له.
قال سفيان عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {الصّمد}: المصمت الذي لا جوف له
وقال الشّعبيّ: هو الذي لا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب
وقال عبد اللّه بن بريدة أيضاً: {الصّمد}: نورٌ يتلألأ. روى ذلك كلّه وحكاه ابن أبي حاتمٍ والبيهقيّ والطّبرانيّ، وكذا أبو جعفر بن جريرٍ، ساق أكثر ذلك بأسانيده
وقال: حدّثني العبّاس بن أبي طالبٍ، حدّثنا محمد بن عمرو بن روميٍّ، عن عبيد اللّه بن سعيدٍ قائد الأعمش، حدّثنا صالح بن حيّان، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، قال: لا أعلم إلاّ قد رفعه. قال: (({الصّمد}: الذي لا جوف له)). وهذا غريبٌ جدًّا، والصحيح أنّه موقوفٌ على عبد اللّه بن بريدة.
وقد قال الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ في كتاب السّنّة له، بعد إيراده كثيراً من هذه الأقوال في تفسير الصّمد: وكلّ هذه صحيحةٌ، وهي صفات ربّنا عزّ وجلّ، هو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصّمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه. وقال البيهقيّ نحو ذلك أيضاً
وقال السعدي: المقصودُ في جميعِ الحوائجِ، فأهلُ العالمِ العلوي والسفلي مفتقرونَ إليهِ غايةَ الافتقارِ، يسألونهُ حوائجهمْ، ويرغبونَ إليهِ في مهماتهمْ؛ لأنَّهُ الكاملُ في أوصافهِ، العليمُ الذي قدْ كَمُلَ في علمهِ، الحليمُ الذي قدْ كملَ في حلمهِ، الرحيمُ الذي [كملُ في رحمتهِ الذي] وسعتْ رحمتهُ كلَّ شيءٍ، وهكذا سائرُ أوصافهِ
وقال الأشقر: هُوَ الَّذِي يُصْمَدُ إِلَيْهِ فِي الحاجاتِ؛أَيْ: يُقْصَدُ؛ لِكَوْنِهِ قَادِراً عَلَى قَضَائِهَا.
فعَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي سُؤْدَدِهِ، وَالشَّرِيفُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي شَرَفِهِ، وَالعظيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عَظَمَتِهِ، والحليمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِلْمِهِ، وَالْغَنِيُّ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي غِنَاهُ، وَالْجَبَّارُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي جَبَرُوتِهِ، والعالِمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي عِلْمِهِ، والحكيمُ الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَتِهِ، وَهُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ، هَذِهِ صِفَةٌ لا تَنْبَغِي إِلاَّ لَهُ، لَيْسَ لَهُ كُفُوٌ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ: الصَّمَدُ: السَّيِّدُ الَّذِي انْتَهَى إِلَيْهِ السُّؤْدَدُ، فَلا سَيِّدَ فَوْقَهُ
ونرى أن هناك معاني كثيرة لاسم الله الصمد وظهر ذلك فى إختلاف المفسرين فى معاني هذا الإسم ويظهر إتفاقهم على أنه يحتمل أن يكون بهذه المعاني كلها فكلها معاني جلال وكمال ولا يتصف بها إلا الله
2: المراد بمنع الماعون
قال بن كثير: ما ينتفع به ويستعان به مع بقاء عينه
وقد قال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: على الماعون الزّكاة
وكذا رواه السّدّيّ عن أبي صالحٍ، عن عليٍّ. وكذا روي من غير وجهٍ عن ابن عمر، وبه يقول محمّد ابن الحنفيّة وسعيد بن جبيرٍ وعكرمة ومجاهدٌ وعطاءٌ وعطيّة العوفيّ والزّهريّ والحسن وقتادة والضّحّاك وابن زيدٍ.
وقال الحسن البصريّ: زكاة ماله، وفي لفظٍ: صدقة ماله
وقال زيد بن أسلم: الزّكاة
وقال الأعمش وشعبة، عن الحكم: أنّ أبا العبيدين سأل عبد اللّه بن مسعودٍ عن الماعون فقال: هو ما يتعاوره الناس بينهم من الفأس والقدر.
وقال المسعوديّ، عن سلمة بن كهيلٍ: أنّه سأل ابن مسعودٍ عن الماعون فقال: هو ما يتعاطاه الناس بينهم من الفأس والقدر والدّلو وأشباه ذلك.
وقال ابن جريرٍ، حدّثني محمد بن عبيدٍ المحاربيّ عن عبد اللّه قال: كنّا أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نتحدّث أنّ الماعون: الدّلو والفأس والقدر، لا يستغنى عنهنّ.
وحدّثنا خلاّد بن أسلم عن أبي إسحاق قال: سمعت سعد بن عياضٍ يحدّث عن أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله.
وقال الأعمش، عن إبراهيم عن عبد اللّه، أنّه سئل عن الماعون فقال: ما يتعاوره الناس بينهم؛ الفأس والدّلو وشبهه.
وقال ابن جريرٍ، حدّثنا عمرو بن عليٍّ الفلاّس عن عبد اللّه قال: كنّا مع نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن نقول: الماعون: منع الدّلو وأشباه ذلك.
ولفظ النّسائيّ: عن عبد اللّه قال: كلّ معروفٍ صدقةٌ، كنّا نعدّ الماعون على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عاريّة الدّلو والقدر.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي عن عبد اللّه قال: الماعون: العواريّ؛ القدر والميزان والدّلو.
وقال ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ويمنعون الماعون}. يعني: متاع البيت، وكذا قال مجاهدٌ وإبراهيم النّخعيّ وسعيد بن جبيرٍ وأبو مالكٍ وغير واحدٍ: أنّها العاريّة للأمتعة.
وقال ليث بن أبي سليمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ويمنعون الماعون}. قال: لم يجئ أهلها بعد.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ويمنعون الماعون}. قال: اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قال: يمنعون الزكاة. ومنهم من قال: يمنعون الطاعة. ومنهم من قال: يمنعون العاريّة. رواه ابن جريرٍ، ثم روى عن يعقوب بن إبراهيم، عن عليٍّ: الماعون: منع النّاس الفأس والقدر والدّلو.
وقال عكرمة: رأس الماعون زكاة المال، وأدناه المنخل والدّلو والإبرة، رواه ابن أبي حاتمٍ.
وهذا الذي قاله عكرمة حسنٌ؛ فإنّه يشمل الأقوال كلّها، ويرجع كلّها إلى شيءٍ واحدٍ وهو ترك المعاونة بمالٍ أو منفعةٍ، ولهذا قال محمد بن كعبٍ: {ويمنعون الماعون}. قال: المعروف؛ ولهذا جاء في الحديث: ((كلّ معروفٍ صدقةٌ)).
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن الزّهريّ: {ويمنعون الماعون}. قال: بلسان قريشٍ: المال.
وروى ههنا حديثاً غريباً في إسناده ومتنه؛ فقال: حدّثنا أبي، وأبو زرعة، قالا: حدّثنا قيس بن حفصٍ الدّارميّ، حدّثنا دلهم بن دهثمٍ العجليّ، حدّثنا عائذ بن ربيعة النّميريّ، حدّثني قرّة بن دعموصٍ النّميريّ، أنّهم وفدوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: يا رسول اللّه، ما تعهد إلينا؟ قال: ((لا تمنعوا الماعون)). قالوا: يا رسول اللّه، وما الماعون؟ قال: ((في الحجر وفي الحديدة وفي الماء)). قالوا: فأيّ الحديدة؟ قال: ((قدوركم النّحاس، وحديد الفأس الّذي تمتهنون به)). قالوا: ما الحجر؟ قال: ((قدوركم الحجارة)).
غريبٌ جدًّا، ورفعه منكرٌ، وفي إسناده من لا يعرف، واللّه أعلم.
وقد ذكر ابن الأثير في الصحابة ترجمة عليٍّ النّميريّ فقال: روى ابن قانعٍ بسنده إلى عائذ بن ربيعة بن قيسٍ النّميريّ، عن عليّ بن فلانٍ النّميريّ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((المسلم أخو المسلم، إذا لقيه حيّاه بالسّلام، ويردّ عليه ماهو خيرٌ منه، لا يمنع الماعون)). قلت: يا رسول اللّه، ما الماعون؟ قال: ((الحجر والحديد وأشباه ذلك
وقال السعدي: الشيءِ، الذي لا يضرُّ إعطاؤهُ على وجهِ العاريةِ،أو الهبةِ، كالإناءِ، والدلوِ، والفأسِ، ونحو ذلكَ، مما جرت العادةُ ببذلهَا والسماحةِ بهِ
وقال الأشقر: المَاعُونُ: اسْمٌ لِمَا يَتَعَاوَرُهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ مِنَ الدَّلْوِ والفَأْسِ وَالْقِدْرِ، وَمَا لا يُمْنَعُ كالماءِ والمِلْحِ، وَقِيلَ: الْمَاعُونُ هُوَ الزَّكَاةُ
ونرى هنا أنه رغم إختلاف الآراء فى معنى الماعون إلا أنهم أتفقوا أنه يحتمل كل هذه المعاني فهو الزكاة وهو الصدقة وهو ما يتعاوره الناس