مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة مسائل الإيمان بالقرآن
جواب السؤال الأول : بيّان وجوب الإيمان بالقرآن.
1 - الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان التي لا يصحّ الإيمان إلا بها لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ ( 136 ) النساء} و لقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل الطويل أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2 - ومن لم يؤمن بالقرآن فهو كافر مُتوعّد بالعذاب الشديد قال تعالى: { ............. وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (5) المجادلة }
3 - الإيمان بالقرآن يكون بالاعتقاد والقول والعمل. فمن جمع هذه الثلاث فهو مؤمن بالقرآن قد وعده الله فضلاً كبيراً قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) الإسراء }
• فالإيمان الاعتقادي بالقرآن : أن يصدّق و يعقد قلبه على أنّ القرآن كلام الله تعالى أنزله على رسوله وأنّ كل ما فيه حقّ و أنه محفوظ و يهدي إلى الحق و معجز و لا يخلق و لا يبلى و من الإيمان الإعتقادي اعتقاد وجوب ما أوجب و حُرمة ما حرَّم
• والإيمان القولي: أن يقول ما يدلّ على إيمانه بالقرآن كتلاوته تصديقاً و تعبداً
• والإيمان العملي: هو اتّباع هدى القرآن؛ بامتثال ما أمر الله به، واجتناب ما نهى الله عنه
جواب السؤال الثاني : بيّان أنواع مسائل الإيمان بالقرآن
مسائل الإيمان بالقرآن على نوعين كبيرين
النوع الأول: مسائل اعتقادية و هي كل ما يتعلق بالقرأن مما يجب عقد القلب عليه و التصديق به تصديقاً جازماً كنسبته إلى الله و أنه هادي و معجز و محفوظ و غير مخلوق و حق و متعبد بتلاوته و ما إلى ذلك و هذا يتطلب ثلاثة أمور الأول معرفة القول الحق الصحيح في المسألة و الثاني أدلته و الثالث القول المخالف للقول الصحيح و شبهته و طريقة الرد عليه
والنوع الثاني: مسائل سلوكيّة و هي كل مايتعلق بالإنتفاع بالقرأن و الطرق العملية لذلك كالتدير و التفكر و الذكر و التلاوة و الفهم و العمل بأوامره و اجتناب نواهيه و الإعتبار بمواعظه و قصصه و ما إلى ذلك و الإنتفاع بالقرأن يقوم على أصلين اثنين الأول البصائر و البينات و هو قائم على العلم و مثمر لليقين و الثاني اتباع الهدى و هو قائم على الإرادة و العزيمة و مثمر للتقوى و الإستقامة
جواب السؤال الثالث : بيان أقسام الأمثال في القرآن و كيفية عقل الأمثال للاهتداء بالقرآن.
جاءت الأمثال في القرآن على قسمين
• أمثال صريحة : و هي التي يصرّح فيها بلفظ المثل كقول الله تعالى: {واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}
• أمثال كامنة : و هي التي تفيد معنى المثل من غير تصريح بلفظه كالأخبار و القصص المشتملة على مقصد ووصف لعمل وبيان لجزائه و هي كثيرة في القرآن
أما عقل الأمثال الواردة في القرآن فيقوم
• على فهمها ( و هو استبيان معاني الألفاظ و التراكيب و الأساليب )
• و فقه مقاصدها ( و هو تدبر تلك المعاني و التفكّر بالحال و هو العمل المذكور في المثل و التفكّر بالمآل و هو العاقبة و الجزاء المذكور في المثل)
• و العمل بما ترشد إليه الأمثال و يحتاج إلى إرادة و عزيمة
فمن عقلها بما تقوم عليه فقد اهتدى بالقرأن أي ( فهم و فقه و عمل ) و صلُح حاله و حسنت عاقبته
و ضرب الأمثال من أحسن وسائل التعليم و للمثل أركان ثلاث
• وصف العمل
• بيان عاقبة و جزاء العمل
• المقصد و الغاية من المثل
جواب السؤال الرابع : التدليل على فضائل الإيمان بالقرآن .
للإيمان بالقرآن فضائل عظيمة و كثيرة
• منها أنه هدى للمؤمنين به يدلهم على الخير فيأتونه و يحذرهم من الشر فيجتنبونه قال تعالى: {وإنّه لهدى ورحمة للمؤمنين} و قال تعالى ( إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ( 9 ) )
• و منها أنه شفاء للمؤمنين به يشفيهم من أمراضهم و أسقامهم القلبية و البدنية قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)}
• ومنها أنه بشرى للمؤمنين به يبشرهم بالخير و الأجر في الدنيا و الأخرة قال تعالى: {تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)}
• و منها أنه موعظة و رحمة للمؤمنين به قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)
• و منها أنه يحل العبد على تلاوت القران فيحصل له من الأجر و الثواب الشيء الكثير قال تعالى ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُور (َ 29 ) لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ( 30 ) )
جواب السؤال الخامس : بيّان عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
تقوم عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى على الأسس التالية
• أنَّ الله تعالى يتكلّم بحرف وصوت يُسمعه من يشاء من خلقه
• و أنَّ صفة الكلام لله تعالى صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحادِ كلامه جلّ وعلا
• و أنَّ كلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي