الصنف الثاني :
أن يذكر من الإسم العام انواعاً منه من باب ضرب الأمثلة .
1/المثال الأول :
قولُه تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سابِقٌ بالخَيراتِ}
اقوال المفسرين :
أ~ منهم من اقتصر تفسيره على نوع من الطاعات ، فقال (السابق) الذي يصلي أول الوقت و(الممقتصد )الذي يصلي في أثناء وقتها ، و(الظالم )من يصلي آخر الوقت .
ب~ومنهم من قال أن السابق الذي يكثر ويحسن بأداء الواجبات والمستحبات ، ففسروا السابق بالذي يؤدي الزكاة ويزيد عليها صدقات ،والمقتصد الذي يؤدي الزكاة ولا يأكل الربا ، والظالم الذي يمنع الزكاة ويأكل الربا .
وهذا أيضاً ينطبق على أي نوع من أنواع العبادات كبر الوالدين وتلاوة القرآن .
2/المثال الثاني :
قوله تعالى :( وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)
أقوال المفسرين :
أ~ النعيم الأكل والشرب .
ب~النعيم الصحة والأمن .
ج~ النعيم الماء البارد في الليلة الحارة والماء الحار في الليلة الباردة .
-ماهو النعيم :
النعيم هو كل ما يتنعم به الإنسان ويلتذذ به .
نوع التفسير في الأية :
من باب ضرب الأمثلة وليس من باب التخصيص فيدخل مع الانواع المذكورة أنواع أخرى للنعيم .
فوائد هذا النوع من التفسير :
1- يقرب المعنى للذهن .
2- يشحذ الذهن للوصول الى أقرب معنى للمعنى المطلوب .
مسألة :
اذا وجدنا حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يفسر آية ،وكان معنى الآية أعم وأشمل مت الحديث ففي هذه الحالة يجوز الأخذ بالمعنى الأوسع ولا يرد قول النبي صلى الله عليه وسلم .
مثال :
قوله تعالى ( وأعدوالهم ما استطعتم من قوة)
أقوال المفسرين :
1- فسرها النبي صلى الله عليه وسلم ب (ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)،
2- فسرها بعضهم بذكور الخيل .
3- والبعض قال القوة هي السيوف والرماح .
-معنى قوة :
نكرة في سياق العموم ، وهي تشمل أي قوة ومن أنواعها الرمي
-الحكمة من اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للفظ الرمي :
فسَّرَهاصلى الله عليه وسلم بالرميِ لأنه أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ،
- الحكم في ذكر تفاسير أخرى مع تفسير النبي صلى الله عليه وسلم :
ينبغي أن يكون في حدود ضيقة ولا يتوسع فيه ، لأن تفسيره صلى الله عليه وسلم أكمل وأصح من تفسير غيره .
الاختلاف في أسباب النزول :
نوع الاختلاف في أسباب النزول :
يعد الاختلاف في أسباب النزول اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد مطلقاً .
قاعدة :
أسباب النزول تعتبر أمثلة على معنى عام شامل ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
مثال 1 :
قوله تعالى :( إن شانئك هو الأبتر )
معنى ( شانئك ) :
مبغضك
أقوال المفسرين في معنى ( الأبتر ) :
1-من المفسريين من عين الأبتر فقال هو العاص بن أمية ، وقيل الوليد بن المغيرة ، وقيل هو أبو جهل .
2- ومنهم من فسر المعنى بأنه المقطوع من كل خير .
فائدة :
يصح أن يقال أن كل مبغض للرسول صلى الله عليه وسلم فهو منقطع من كل خير .
نوع الاختلاف :
اختلاف أسباب النزول في هذه الآية اختلاف تنوع ،وهي من باب التمثيل .
مثال 2:
آية الظهار قيل نزلت في أوس بن الصامت وقيل نزلت في هلال بن أمية
لمٓ كانت العبرة بعموم اللفظ :
القرآن أتى مخاطباً البشرية جمعاءوهو صالح لكل زمان ومكان وليس مختصاً بجيل النبي صلى الله عليه وسلم ومن عاصره، فلو أن الاية فسرت بأنها مختصة بالوليد بن المغيرة مثلاً ، لتطاول على مقام النبي صلى الله عليه وسلم غيره من السفهاء .ولكن الله عز وجل أراد أن يبين لنا علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وشرف منزلته حياً وميتاً .
والله أعلم