لمجموعة الأولى:
س1: وضح مع الاستدلال فضائل القراءة.
يكفي في فضل القراءة وشرفها ودلالتها على العلم والحكمة أنَّ أولَّ ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
ومن أعظم فضائلها: أنها من أهم أسباب تحصيل العلم، والتفقه في أحكام الدين، ومعرفة الهدى فيما يأتي ويذر.
ومن فضائلها: أنها توسّع المدارك وتغذّي العقل وتنمّيه، وتسمو بالهمّة وتقوّي العزيمة إذا أحسن القارئ اختيار ما يقرأ.
ومن فضائلها: أنها تزكّي النفس وتهذبها وتقوّيها، فللقراءة تأثير روحيّ لا ينكر؛ لأنها من غذاء الروح، وإذا تغذّت الروح قويت ،وفي اشتغال المرء بالقراءة انصراف عن كثير من اللغو وما يفسد النفس والعقل؛ وإذا اجتمع للنفس غذاء وحماية زكت ونمَت وقويت.
ففي القراءة أنس وسرور وراحة وحبور ، وما أحسن ما قال الثعالبي في كتابه التمثيل والمحاضرة: (الكتب بساتين العقلاء).
فهي لهم كالبساتين اليانعة التي فيها من كل الثمرات، وفيها الرَّوح والبهجة وتنوّع الحقول؛ فيقرأ القارئ لكلّ حالة ما يناسبها من الكتب والفصول:
- إن وجد في نفسه عزيمة للتفقّه في الدين وتفهّم المسائل قرأ في كتب أهل العلم من المفسرين والمحدّثين والفقهاء.
- وإن أراد معرفة أخبار الماضين واستلهام العبر والدروس منها قرأ في كتب التاريخ.
- وإن أراد الاسترواح إلى اللطائف والأمثال والحكم والأشعار قرأ في كتب الأدب والأشعار وطرائف الأخبار.
فهو كالمتنقّل بين البساتين؛ يجتني من ثمراتها، وينعم بتنوّع حقولها.
ومن فضائلها: أنها تختصر الوقت والجهد على طالب العلم إذا أحسن سلوك المنهج الصحيح للقراءة النافعة؛ فالطالب الذي يقرأ قراءة علمية صحيحة يحصّل في مدّة وجيزة أضعاف ما يحصّله غيره في سنوات طويلة.
ومن فضائلها: أنها تضيف إلى علم القارئ علم غيره وتجاريبهم ووصاياهم فينتفع بها انتفاعاً كبيراً، ويتجنّب الوقوع فيما حذّروا منه من الأخطاء والمزالق، ويسترشد بما دلّوا عليه من كنوز العلم والمعرفة فيرتقي بذلك.
ونظم بعضهم في فضل القراءة أشعاراً حسنة، من أجودها قول ابن الأعرابي:
لنا جلساء ما نمل حديثهم ... ألبّاء مأمونون غيباً ومشهدا
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى ... وعقلاً وتأديباً ورأياً مسددا
بلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة ... ولا نتقي منهم لساناً ولا يدا
فإن قلتَ أموات فما أنت كاذباً ... وإن قلتَ أحياء فلستَ مفندا
وقول المتنبّي:
أعز مكان في الدنيا سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب
س2: ما هو السبب الحامل على الصدق؟
السبب الحاملِ عليه هو اليقين؛ وكلما عظم اليقين في قلب العبد ارتفعت درجته في الصدق، وقوي تحرّيه إيّاه حتى يكون من الصدّيقين.
ومما يدلّ لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( أثقلُ صلاة على المنافقين : صلاةُ العِشاء وصلاةُ الفجرِ، ولو يعْلَمُونَ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوا )) متفق عليه من حديث أبي هريرة .
فلمَّا غاب عنهم اليقين بالوعد والوعيد والثواب والعقاب هان عليهم ترك هاتين الصلاتين، ولو كان هذا العلم يقينا في قلوبهم لأتوهما ولو حبواً.
س3: تحدث بإيجاز عن أهمية العناية بالأصول العلمية.
الأصول العلمية هي التي تعين طالب العلم على بنائه العلمي وتزيد من معرفته وانتفاعه به والمداومة على طلبه ، وتبين لنا ذلك من سير العلماء رحمهم الله ،فلكل عالم أصل علمي خاص به يداوم على مطالعته وتحريره والإضافة إليه ،فكان لهذه الأصول أثر كبير في بنائهم العلمي وثرائهم المعرفي ،ومن الأمثلة على ذلك :
أ-أن الإمام أحمد انتقى أحاديث مسنده من أصله الذي تضمّن سبعمائة ألف حديث وخمسين ألف حديث.
ب: وقال إسحاق بن راهويه: (كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي).
ج: وقال الإمام مسلم: (صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة).
د: وقال أبو داوود: (كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمّنته كتاب السنن).
ماهي مراتب الاطلاع عند المؤلفين ؟
مراتب الاطلاع لدى المؤلفين أربع مراتب:
المرتبة الأولى: من لديه اطلاع واسع متميز ومخزون معرفي كبير، وهذه أعلى مراتب التحصيل العلمي لمادة الكتاب، وقلَّ من يحققها على الدرجات العالية.
المرتبة الثانية: من لديه اطلاع متميز غير واسع؛ فهذا مؤلفاته مفيدة أيضاً، وقد تكون أكثر مناسبة للمبتدئ؛ لأنه غالباً ما يذكر الفائدة ملخّصة مركّزة بأسلوب يناسب المبتدئ.
المرتبة الثالثة: من لديه اطلاع واسع غير متميز، وهؤلاء يَنتفع بكتبهم مَن لديه تحصيل علمي جيد يتمكّن به من تمييز ما يصحّ مما لا يصحّ؛ فيجد في كتبهم من الجمع ما يختصر عليه كثيراً من الجهد والوقت.
والمرتبة الرابعة: من ليس لديه اطلاع واسع ولا متميز، فهؤلاء مادتهم المصدرية ضعيفة غالباً، لكن هذا لا يقتضي سقوط المؤلف والإعراض عن كتبه، فقد يكون لدى بعضهم تميّز في المعالجة العلمية لفرط ذكاء أو توفيق في جوانب يأتون فيها على سدّ حاجة طلاب العلم؛ فيكون في كتاباتهم ما ينفع طلاب العلم على ضعف استمدادهم المعرفي.
س5: ما هي الطرق العلمية الصحيحة لتسريع القراءة؟
الطرق العلمية لتسريع القراءة هي:
1.التدرج في دراسة مختصرات في علم من العلوم؛ حتى يكون على معرفة حسنة بعامّة مسائله؛ ثمّ ينظّم قراءته في كتب ذلك العلم؛ فسيجد من نفسه قدرة على تسريع القراءة مع حسن الفهم بإذن الله تعالى.
2. تحصيل الخبرة في كتب عالم من العلماء تعين على تسريع القراءة في كتبه وما يتعلق بها.
وذلك بأن يقرأ مَن كان له تحصيلٌ علمي لا بأس به كتباً متعددة لعالمٍ من العلماء؛ ولا سيما المكثرين منهم؛ ومن كان له عناية بعلم من العلوم؛ فيجد أن مؤلفاته تتكامل، ويعتاد لغته العلمية وأسلوبه في عرض المعلومات، فيختصر ذلك عليه كثيراً من الأعمال الذهنية في القراءة لما يقع بين تلك الكتب من التشارك في المادة العلمية وموارد الاستمداد وأساليب المعالجة وطرق العرض، ولذلك ترى من له عناية بكتب عالم من العلماء يميّز بين ما يصحّ عنه وما هو منحول عليه؛ لخبرته بتلك الأمور في كتبه.
3. أن يقرأ قراءة منظمة يعتني فيها بتصحيح سلوكه في القراءة؛ من حيث جمع النفس على القراءة، واختيار ما يناسب مستواه العلمي، والعناية بالمقاصد، وتكامل المعارف، فإنه إذا رُزق مع هذا فطنة وذكاء تمرّنت نفسه على سرعة القراءة بمهارة يراعي فيها حسن الفهم والاستيعاب.
فيصل إلى مرتبة القراءة السريعة المتقنة بعد سنوات من المداومة على القراءة الصحيحة، وثراء المخزون المعرفي.
4. أن يكرر قراءة الكتاب الذي فهمه لغرض تعاهد مسائله حتى لا ينساها.
س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة القراءة العلمية؟
من الفوائد المستفادة من هذه الدورة المباركة :
1- تصحيح النية في المراد من القراءة واحتساب الأجر والمثوبة من الله عز وجل .
2- تحديد الهدف من القراءة في العموم وتحديد الهدف من قراءة كل مقروء على وجه الخصوص.
3-طريقة القراءة وكيفية الاستفادة من كل كتاب بأكبر قدر ممكن
4-اختيار الطريقة المناسبة لي في القراءة والتركيز على الكتب التي تناسب تخصصي وتوجهي.
4-أهمية المداومة على القراءة حتى لو قل المقروء ،(فأحب الأعمال إلى الله أدومها ولو قل ).
5-الإطلاع على سير العلماء في طرقهم للقراءة وشحذ الهمة من سيرهم .