فَصْلٌ: في أَحْكَامِ المُضَافِ لليَاءِ
يَجِبُ كَسْرُ آخِرِه([1]) كغُلامِي، ويَجُوزُ فَتْحُ اليَاءِ وإِسْكَانُهَا([2]).
ويُسْتَثْنَى مِن هذين الحُكْمَيْنِ أَرْبَعُ مَسَائِلَ، وهي: المَقْصُورُ كفَتًى وقَذًى، والمَنْقُوصُ كرَامٍ وقَاضٍ، والمُثَنَّى كابْنَيْنِ وغُلامَيْنِ، وجَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمُ كزَيْدِينَ ومُسْلِمِينَ.
فهذه الأربَعَةُ آخِرُهَا وَاجِبُ السُّكُونِ، واليَاءُ مَعَهَا وَاجِبَةُ الفَتْحِ([3]) ، ونَدَرَ إِسْكَانُهَا بَعْدَ الألفِ فِي قِرَاءَةِ نَافِعٍ (وَمَحْيَايْ)([4]) ، وكَسْرُهَا بَعْدَهَا في قِرَاءَةِ الأَعْمَشِ والحَسَنِ (هِيَ عَصَايِ)([5]) ، وهو مُطَّرِدٌ في لُغَةِ بَنِي يَرْبُوعٍ في اليَاءِ المُضَافِ إليها جَمْعُ المُذَكَّرِ السَّالِمُ، وعليه قِرَاءَةُ حَمْزَةَ (بِمُصْرِخِيِّ إِنِّي)([6]).
وتُدْغَمُ يَاءُ المَنْقُوصِ والمُثَنَّى والمَجْمُوعِ في يَاءِ الإضافَةِ كقَاضِيَّ، ورَأَيْتُ ابْنَيَّ وزَيْدِيَّ، وتُقْلَبُ وَاوُ الجَمْعِ يَاءً ثُمَّ تُدْغَمُ([7]) ، كقَوْلِهِ:
363- أَوْدَى بَنِيَّ وَأَعْقَبُونِي حَسْرَةً([8])
وإنْ كَانَ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ قُلِبَت كَسْرَةً، كما في بَنِيَّ ومُسْلِمِيَّ، أو فَتْحَةٌ أُبْقِيَت كمُصْطَفَيَّ، وتَسْلَمُ أَلِفُ التَّثْنِيَةِ كمُسْلِمَايَ، وأَجَازَت هُذَيْلٌ في أَلِفِ المَقْصُورِ قَلْبَهَا يَاءً، كقَوْلِهِ:
364- سَبَقُوا هَوَيَّ وَأُعْنَقُوا لِهَوَاهُمُ([9])
واتَّفَقَ الجَمِيعُ على ذلك في عَلَيَّ ولَدَيَّ، ولا يَخْتَصُّ بيَاءِ المُتَكَلِّمِ، بَلْ هُو عَامٌّ في كُلِّ ضَمِيرٍ، نَحْوُ عَلَيْهِ ولَدَيْهِ وعلَيْنَا ولَدَيْنَا، وكذَا الحُكْمُ فِي إِلَيَّ.
([1]) المُرَادُ آخِرُ المُضَافِ إلى ياءِ المُتَكَلِّمِ، سواءٌ أكانَ صَحِيحاً كغُلامٍ وكِتَابٍ أم كانَ شَبِيهاً بالصَّحِيحِ وهو ما آخرُه واوٌ أو ياءٌ قَبْلَهَا حَرْفٌ سَاكِنٌ، نَحْوُ دَلْو وجَرْو، ونَحْوُ ظَبْي وثَدْي.
([2]) والإِسْكَانُ هو الأصلُ الأوَّلُ؛ لأنَّ الأَصْلَ في كُلِّ مَبْنِيٍّ أنْ يَكُونَ بِنَاؤُه على السُّكُونِ، والفَتْحُ هو الأَصْلُ الثَّانِي؛ لأنَّ الأصلَ في المَبْنِيِّ الذي وُضِعَ على حَرْفٍ وَاحِدٍ أن يكونَ مُتَحَرِّكاً, والفَتْحَةُ أَخَفُّ الحَرَكَاتِ، ومعَ جَوَازِ الإسكانِ والفَتْحِ في ياءِ المتكلِّمِ فالإسكانُ أَكْثَرُ وأَشْهَرُ.
([3]) إنَّمَا وَجَبَ سكونُ هذه الأربعَةِ؛ لأنَّ آخِرَهَا لا يَقْبَلُ الحَرَكَةَ، ألا ترى أنَّ آخِرَ المَقْصُورِ والمُثَنَّى المَرْفُوعِ أَلِفٌ، والألِفُ لا تَقْبَلُ الحَرَكَةَ بحالٍ، وآخِرَ المَنْقُوصِ والمُثَنَّى المَجْرُورِ والمَنْصُوبِ وجَمْعِ المُذَكَّرِ السَّالِمِ يَاءٌ وَاجِبَةُ الإدغَامِ في ياءِ المُتَكَلِّمِ، والحَرْفُ المُدْغَمُ في مِثْلِه لا يَقْبَلُ الحَرَكَةَ؟.
([4]) سورة الأنعام، الآية: 162.
([5]) سورة طه، الآية: 18.
([6]) سورة إبراهيم، الآية: 22، وهي أَيْضاً قِرَاءَةُ الأَعْمَشِ ويَحْيَى بنِ وَثَّابٍ، وقد حَكَى هذهِ اللُّغَةَ الفَرَّاءُ وقُطْرُبٌ، وأَجَازَهَا أَبُو عَمْرِو بنِ العَلاءِ، ووَجْهُهَا أنَّ أَصْلَ ياءِ المُتَكَلِّمِ السُّكُونُ، فكُسِرَت للتَّخَلُّصِ مِن التِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
([7]) تقولُ: جَاءَ زَيْدِيَّ – بكَسْرِ الدَّالِ وتَشْديدِ الياءِ –، وتقولُ: جاءَ مُسْلِمِيَّ – بكسرِ الميمِ وتشديدِ الياءِ –، والأصلُ الأصيلُ فيهِمَا: جاءَ زَيْدُونَ لِي ومُسْلِمُونَ لِي، فلَمَّا أَرَدْتَ الإضَافَةَ حَذَفْتَ اللاَّمَ والنُّونَ فصَارَا: زَيْدُويَ ومُسْلِمُويَ، فاجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ في كلمةٍ واحدةٍ وسُبِقَت إِحْدَاهُمَا بالسُّكُونِ، فوَجَبَ قَلْبُ الواوِ يَاءً، وإِدْغَامُ الياءِ المُنْقَلِبَةِ عَن الواوِ في ياءِ المُتَكَلِّمِ، ثم تُقْلَبُ الضَّمَّةُ التي كانَت على الحَرْفِ الذي قَبْلَ الواوِ كَسْرَةً لأجلِ مُنَاسَبَةِ الياءِ.
([8]) -هذا الشَّاهِدُ مِن كلامِ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ – واسمُهُ خُوَيْلِدِ بنِ خَالِدِ بنِ مَحْرَثٍ – وكانَ له أبناءٌ خَمْسَةٌ هَلَكُوا جَمِيعاً بالطَّاعُونِ في عامٍ واحدٍ، فقالَ فيهِم مَرْثِيَّةً يَعُدُّهَا بعضُ العُلَمَاءِ في الذِّرْوَةِ العُلْيَا مِن شِعْرِ الرِّثَاءِ، وما ذَكَرَهُ المُؤَلِّفُ صدرُ بَيْتٍ مِنْهَا, وعَجُزُه قَوْلُه:
*عِنْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً لاَ تُقْلِعُ*
والشَّاهِدُ الآتِي بعدَ هذا (رَقْمُ 364) أَحَدُ أَبْيَاتِهَا أَيْضاً.
اللُّغَةُ: (أَوْدَى) هَلَكَ. (بَنِيَّ) أَصْلُه بعد الإضافَةِ (بَنُويَ) فاجتَمَعَت الواوُ والياءُ وسُبِقَت إِحْدَاهُمَا بالسُّكُونِ فقُلِبَت الواوُ ياءً وأُدْغِمَت الياءُ في الياءِ ثُمَّ كُسِرَت النُّونُ لمُنَاسَبَةِ اليَاءِ. (وَأَعْقَبُونِي) خَلَّفُوا لِي وأَوْرَثُونِي. (حَسْرَةً) حُزْناً في أَلَمٍ, ويُرْوَى في مَكَانِهِ. (غُصَّةً) وهي بضَمِّ الغَيْنِ المُعْجَمَةِ – الشَّجَا وما اعتَرَضَ في الحَلْقِ فأَشْرَقَ، وقَالُوا: غَصَّ فُلانٌ بالحُزْنِ، وبالغَيْظِ، على التَّشْبِيهِ، (الرُّقَادِ) النَّوْمِ، وإنَّمَا خَصَّ الحَسْرَةَ أو الغَصَّةَ بوَقْتِ الرُّقَادِ وهو اللَّيْلُ؛ لأنَّهُ عندَهُم مَثَارَ الهُمُومِ والأَشْجَانِ انظُرْ إلى قَوْلِ الشَّاعِرِ:
نَهَارِي نَهَارُ النَّاسِ، حَتَّى إِذَا بَدَا = لِيَ اللَّيْلُ هَزَّتْنِي إِلَيْكَ المَضَاجِعُ
لأنَّ الإنسانَ يَخْلُو بنَفْسِه ولا يَجِدُ له مُؤْنِساً، وحينئذٍ تَثُورُ أفكارُه، وتعودُ إليه أَشْجَانُه، (عَبْرَةً) دَمْعَةٌ. (لا تُقْلِعُ) لا تَنْقَطِعُ.
الإعرابُ: (أَوْدَى) فِعْلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ مُقَدَّرٍ على الألفِ مَنَعَ مِن ظُهُورِه التَّعَذُّرُ. (بَنِيَّ) فاعِلٌ مَرْفُوعٌ بالواوِ المُنْقَلِبَةِ يَاءً المُدْغَمَةِ في ياءِ المتكَلِّمِ نِيَابَةً عَن الضَّمَّةِ؛ لأنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سَالِمٌ، وياءُ المُتَكَلِّمِ مُضَافٌ إليه مَبْنِيٌّ على الفَتْحِ في مَحَلِّ جَرٍّ. (وَأَعْقَبُونِي) الواوُ حَرْفُ عَطْفٍ، أَعْقَبَ: فِعْلٌ مَاضٍ، وواوُ الجماعَةِ فاعِلُه، والنُّونُ للوِقَايَةِ, وياءُ المتكلِّمِ مفعولٌ به، مَبْنِيٌّ على السُّكُونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ. (حَسْرَةً) مفعولٌ ثَانٍ لأَعْقَبَ مَنْصُوبٌ بالفَتحَةِ الظَّاهرَةِ. (عِنْدَ) ظَرْفٌ مُتعَلِّقٌ بأَعْقَبَ منصوبٌ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ، وهو مضافٌ و(الرُّقَادِ) مضافٌ إليه مجرورٌ بالكَسرَةِ الظَّاهرَةِ. (وعَبْرَةً) الواوُ حرفُ عطفٍ مَبْنِيٌّ على الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ، عَبْرَةً: معطوفٌ على "حَسْرَةً" مَنْصُوبٌ بالفَتحَةِ الظَّاهرَةِ. (لا) حرفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ على السُّكُونِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ. (تُقْلِعُ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ لتَجَرُّدِه مِن النَّاصِبِ والجَازِمِ، وعلامَةُ رَفْعِه الضَّمَّةُ الظَّاهرَةِ، وفاعِلُه ضميرٌ مُستَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هي يعودُ إلى عَبْرَةٍ، والجُمْلَةُ في مَحَلِّ نَصْبٍ صِفَةٌ لعَبْرَةٍ.
الشَّاهِدُ فيه: قَوْلُه: (بَنِيَّ) حيثُ قُلِبَت واوُ الجمعِ ياءً عند إضافَةِ هذا الجمعِ لياءِ المُتَكَلِّمِ، للأسبابِ التي ذكرْنَاهَا في بيانِ لُغَةِ البَيْتِ.
([9]) -وهذا الشَّاهِدُ أيضاً مِن كلامِ أَبِي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ في مَصْرَعِ أَبْنَائِه، وهو مِن أَبْيَاتِ قَصِيَدَةِ الشَّاهِدِ السَّابِقِ على هذا (رَقْمِ 363) وهذا الذي ذكرَهُ المُؤَلِّفُ ههنا صَدْرُ البَيْتِ، وعَجُزُه قَوْلُه:
*فَتُخِرُّمُوا، وَلِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ*
اللُّغَةُ: (سَبَقُوا هَوَيَّ) مَعْنَى هذه العِبَارَةِ أنَّهُم مَاتُوا قَبْلِي، وقد كُنْتُ أُحِبُّ أن أموتَ قَبْلَهم؛ أي: سبقُوا وتَقَدَّمُوا ما كنتُ أَشْتَهِيهِ وأَهْوَاهُ، وهَوِيَّ – بتشديدِ الياءِ – هَوَايَ بلُغَةِ هُذَيْلٍ، وقولُه: (أُعْنِقُوا)؛ أي: سَارُوا السَّيْرَ العَنَقَ, وهو سَيْرٌ سَرِيعٌ, وأرادَ أنَّهُم قد تَبِعَ بَعْضُهم بَعْضاً. (تُخِرُّمُوا) – بالبناءِ للمَجْهُولِ –؛ أي: انتَقَصَتْهُم المَنِيَّةُ واستَأْصَلَتْهُم.
الإعرابُ: (سَبَقُوا) سَبَقَ: فِعْلٌ ماضٍ، وواوُ الجَمَاعَةِ فَاعِلُه. (هَوِيَّ) مفعولٌ به لسَبَقُوا منصوبٌ بفتحةٍ مقدرةٍ على الألفِ المُنْقَلِبَةِ يَاءً لإدغامِهَا في ياءِ المُتَكَلِّمِ على لُغَةِ هُذَيْلٍ منعَ مِن ظُهُورِهَا التَّعَذُّرُ، وياءُ المتكلِّمِ مضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفَتْحِ في مَحَلِّ جَرٍّ. (وَأُعْنِقُوا) الواوُ حَرْفُ عَطْفٍ، أُعْنِقَ: فِعْلٌ مَاضٍ، وواوُ الجَمَاعَةِ فَاعِلُه. (لِهَوَاهُمُ) اللامُ حرفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ على الكسرِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ، هَوَى: مَجْرُورٌ باللاَّمِ وعلامةُ جَرِّه كسرةٌ مُقَدَّرَةٌ على الألفِ منعَ مِن ظهورِهَا التَّعَذُّرُ، والجارُّ والمجرورُ متعَلِّقٌ بأُعْنِقَ، وهَوَى مُضَافٌ وضميرُ الغَائِبِينَ العائِدُ إلى البَنِينَ مضافٌ إليه مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ. (فَتُخُرِّمُوا) الفاءُ حرفُ عَطْفٍ، تُخِرِّمَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ, وواوُ الجماعَةِ نَائِبُ فَاعِلٍ. (وَلِكُلِّ) الواوُ واوُ الحالِ، لِكُلِّ: جَارٌّ ومَجرورٌ مُتعلِّقٌ بمحذوفٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ، وكُلِّ مضافٌ و(جَنْبٍ) مضافٌ إليه مجرورٌ بالكَسرَةِ الظَّاهرَةِ. (مَصْرَعُ) مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ، والجُمْلَةُ مِن المُبْتَدَأِ وخَبَرِه في مَحَلِّ نَصْبٍ حَالٌ.
الشَّاهِدُ فيه: قَولُه: (هَوَيَّ) وأصلُه (هَوَايَ) الألفُ أَلِفُ المَقْصُورِ، والياءُ يَاءُ المتكلِّمِ، والعَرَبُ كَافَّةً إذا أضافُوا المَقْصُورَ إلى ياءِ المتكَلِّمِ يُبْقُونَ أَلِفَه على حَالِهَا فيقُولُونَ: فَتَايَ، وعَصَايَ، ورَحَايَ، وهَوَايَ، قالَ شَاعِرُ الحَمَاسَةِ:
هَوَايَ مَعَ الرَّكْبِ اليَمَانِيِنَ مُصْعِدٌ = جَنِيبٌ, وَجُثْمَانِي بِمَكَّةَ مُوْثَقُ
إلا هُذَيْلاً؛ فإنَّهُم يَقْلِبُونَ الألفَ يَاءً ويُدْغِمُونَها في ياءِ المتكلِّمِ، فيقُولُونَ: فَتَيَّ، وعَصَيَّ، ورَحَيَّ، وهَوَيَّ, وعلى ذلك قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ الذي أنشدَهُ المُؤَلِّفُ, وحَكَى قَوْمٌ هذه اللُّغَةَ عَن طَيِّءٍ، وحكَاهَا آخَرُونَ عن قُرَيْشٍ، وبها قَرَأَ الجَحْدَرِيُّ في قَوْلِه تعَالَى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ} وهذا القَلْبُ عندَ مَن ذُكِرَ جَائِزٌ. وممَّا جاءَ على قَلْبِ ألفِ المَقْصُورِ يَاءً قَوْلُ المُنْتَخِلِ اليَشْكُرِيِّ:
يُطَوِّفُ بِي عِكَبٌّ فِي مَعَدٍّ = وَيَطْعَنُ بِالصُّمَلَّةِ فِي قَفَيَّا
الصُّمَلَّةُ: العَصَا أو الحَرْبَةُ، وأرادَ (فِي قَفَايَ) فقَلَبَ، وبَعْدَهُ:
فَإِنْ لَمْ تَثْأَرَا لِي مِن عِكَبٍّ = فَلاَ أَرْوَيْتُمَا أَبَداً صَدَيَّا
أرادَ (صَدَايَ) فقَلَبَ الألفَ ياءً وأَدْغَمَها في ياءِ المتكلِّمِ، والصَّدَى: العَطَشُ، وقالَ أَبُو دُوَادٍ الإِيَادِيُّ:
فَأْبْلَوْنِي بَلِيِّنْكُمْ لَعَلِّي = أُصَالِحُكُمْ وَأَسْتَدْرِجْ نَوَيَّا
أَبْلُونِي: أَحْسِنُوا إِلَيَّ، وأَسْتَدْرِجُ: أُعِيدُهُ أَدْرَاجَهُ وأَرَادَ: (نَوَايَ) وهو مَا كانَ يَنْوِيهِ مِن مُفَارَقَتِهِم.
وممَّا جاءَ على هذا القَلْبِ قَوْلُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، في أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ (مُخْتَصَرُ تَارِيخِ دِمِشْقَ 7/108):
أُحِبُّهُم لحُبِّ اللَّهِ، حتَّى أَجِيءَ – إذا بُعِثْتُ – على هَوَيَّا.