تفسير قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون }
1- القراءات في قوله {ظلمات}
- قرأ الحسن بن أبي الحسن وأبو السمال «في ظلمات» بسكون اللام.
- وقرأ قوم «ظلمات» بفتح اللام.
- قال أبو الفتح: في ظلمات وكسرات ثلاث لغات: اتباع الضم الضم والكسر الكسر أو التخفيف بأن يعدل إلى الفتح في الثاني أو التخفيف بأن يسكن الثاني، وكل ذلك جائز حسن، فأما فعلة بالفتح فلا بد فيه من التثقيل اتباعا فتقول ثمرة وثمرات). [المحرر الوجيز: 1/ 132-136]. ذكر هذه القراءات ابن عطيه في تفسيره
1:لمن ضرب الله هذا المثل؟
هذا المثل ضربه الله للمنافقين كانوا يعتزون بالإسلام فيناكحهم المسلمون ويوارثونهم ويقاسمونهم الفيء فلما ماتوا سلبهم الله هذا العز كما يسلب صاحب النار ضوئها ثم صارو الى العذاب الأليم . نقله ايضا ابن كثير عن ابن جرير ، و الحسن ابن أبي الحسن ، وقتادة ، والضحاك وغيرهم ،وهي رواية لابن عباس وذكر نحوه الزجاج
وقالت فرقة : هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق ، فكان إيمانه بمنزلة النار عند ضيائها، وكان كفره بمنزلة إنطفاء تلك النار وذهاب نورها. وهو قول ابن عباس وابن مسعود، وقال عطاء الخرساني نحوه، وإليه ذهب ابن كثير ورجحه .
واحتج لهذا المعنى: وهو كونهم أنهم كان معهم إيمان حقيقي ثم ارتكسوا ، بقوله تعالى :{ ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لايفقهون} ، وأن الآية التي احتج بها ابن جرير على أنهم لم يؤمنوا في وقت من الأوقات وهي قوله تعالى { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين} إنما كانت في حال كفرهم ونفاقهم.
2: مرجع الضمير في قوله { مثلهم}
يرجع الضمير في قوله { مثلهم } إلى المنافقين ، أي مثل حالهم أو فعلهم. ذكره الزجاج
2: ما تعقل النفس وتتوهمه .وهو المقصود في الآية هنا فقوله تعالى: {مثلهم كمثل} معناه: أن الذي يتحصل في نفس الناظر في أمرهم كمثل الذي يتحصل في نفس الناظر في أمر المستوقد.وعلى هذا النحو تأتي الآيات{ مثل الجنة } و{ليس كمثله شيء}. ذكرهم ابن عطية.
4:هل يصح ضرب مثل الجماعة بالواحد في قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي } ؟
ذكر ابن كثير الأقوال التالية:
-قال ابن جرير : وصح ضرب مثل الجماعة بالواحد ، كما قال تعالى { رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت } ، أي كدوران عيني الذي يغشي عليه من الموت ، -وقال تعالى { ماخلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} .
-وقال بعضهم : أن تقدير الكلام هو : قصتهم كقصة الذي استوقد نارا.وذكره ايضا ابن عطية
-وقال بعضهم : أن المستوقد واحد لجماعة معه .
-وقال بعضهم : أن الذي هي بمعنى الذين هنا .وقاله ابن عطية ايضا
الأول: أوقد . على باب أفعل بمعنى استفعل
الثاني : استوقد : أي طلب من يوقد له النار . وهي على المشهور من باب استفعل .وهو المعنى المقصود في الآية كما يفهم من كلام ابن عطية وابن كثير.
6: وجه الشبه في فعل المنافقين بفعل {الذي استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم}
-من قال أن الآية هي فيمن آمن ثم كفر بالنفاق ، فيكون على هذا وجه الشبه أن إيمانه بمنزلة النار عند ضيائها، وكان كفره بمنزلة إنطفاء تلك النار وذهاب نورها . وهو قول ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد ين أسلم وعطاء الخرساني وعكرمة وسدي والحسن والربيع بن أنس.
وقالت فرقة : أن إظهارهم الإسلام ومعاشرتهم المسلمين ومناكحتهم وموارثتهم بمنزلة إضاءت النار حتى إذا ماتوا إنطفأ عنهم ذلك النور .وهو قول قتاده والحسن البصري
-وقالت فرقة : إن إقبال المنافقين على المسلمين وكلامهم معهم كالنار وذهابهم وارتكاسهم عند مردتهم كذهابها. وهو قول ابن جرير ومجاهد
-وقالت فرقة: أن المنافقين كانوا عند رسول الله والمؤمنين بمنزلة ظاهرهم فلما فضحهم الله بنفاقهم سقطت تلك المنزلة ، فكان ذلك كله بمنزلة النار وانطفائها.
-وقالت فرقة منهم قتادة : أن نطقهم ب ( لا إله الا الله ) والقران كإضاءة النار ، واعتقادعم الكفر كانطفائها .
هذه الأوجه ذكرها ابن عطية وابن كثير
6: مرجع الضمير في قوله تعالى{ نورهم}
الأول : يعود الضمير في (نورهم) على (الذي)
وهذا على قول من قال أن جواب(لما) هو (ذهب).
وعلى هذا القول يتم تمثيل المنافق بالمستوقد ، لأن بقاء المستوقد في ظلمات لايبصر، كبقاء المنافق على الإختلاف المتقدم .
الثاني: الضمير في (نورهم) على هذا للمنافقين .على القول أن جواب(لما) مضمر تقديره طفئت.
وعلى هذا القول يكون الإخبار عن حال تكون في الآخرة وهو قوله تعالى { فضرب بينهم بسور له باب} . وقال القاضي أبو محمد : وهذا القول غير قوي .
7:معنى قوله تعالى { ذهب الله بنورهم }
أي ذهب عنهم ماينفعهم وهو النور وأبقى لهم مايضرهم وهو الإحراق والدخان . ذكره ابن كثير .
8: معنى قوله: {تركهم في ظلمات }
قيل في عذاب إذا ماتوا ، وقيل : في ظلمات الشك والكفر والنفاق . على الخلاف المذكور آنفا .
قال ابن كثير: لا يهتدون إلى سبل خيرٍ ولا يعرفونها
شبه الله حال المنافقين كحال من استوقد نارا من غيره ولم تكن عنده معدة، وهذا يدل على شدة حوجته لها ، فلما أنتفع بهذه النار وأبصر بها ماحوله وعرف بها مايتقي واستأنس بها ، إذ طفيء ضوئها فأصبح في ظلمة ووحشة شديدة لايعرف مايتقي ولايبصر ما حوله . فذهب منها ما ينفعهم وهو النور والضياء وأبقى لهم مايضرهم وهو الإحراق والدخان. وهكذا هو حال المنافقين فبعد أن استضاءو بنور الإسلام وعرفوا هديه إذ سلبوا هذا النور فأصبحو في ظلمات الحيرة والشك والنفاق. مجمل ماذكره ابن عطيه وابن كثير
مثلُهُم: مرفوعة بالإبتداء والخبر الكاف في قوله كمثل، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا تقديره مثلهم مستقركمثل.ذكره ابن عطية
2:اعراب { أضاءت ما حوله }
قيل: أنها تتعدى لأنها نقل بالهمزة من ضاء ، وعلى هذا (ما) مفعوله .
وقيل : أنها لاتتعدى ، لأنه يقال ضاء وأضاء بمعنى واحد وعلى هذا (ما) زائدة ، وحوله ظرف.ذكرهما ابن عطية
قال جمهور النحاة : أن جواب (لما) ذهب ، ويعود الضمير في (نورهم) على هذا القول على الذي.
وقال قوم : جواب (لما) مضمر، وهو طفئت ، والضمير في (نورهم) على هذا للمنافقين .ذكرهما ابن عطية
قال ابن عطية: ويجوز حذف خبر الايتداء إذا كان الكلام دالا عليه.
3:يستخدم اسم الإشارة الذي للواحد والجمع
قال ابن عطية: قال النحويون: الذي اسم مبهم يقع للواحد والجميع. ذكره ابن عطية
4:مجيء الفعل أفعل بمعنى استفعل
قال ابن عطية: قد جاء استفعل بمعنى أفعل أجاب واستجاب ومنه قول الشاعر [كعب بن سعد الغنوي]
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى ....... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
وأخلف لأهل واستخلف إذا جلب لهم الماء، ومنه قول الشاعر:
ومستخلفات من بلاد تنوفة ....... لمصفرة الأشداق حمر الحواصل
ذكره ابن عطية
5:الإلتفات من الواحد إلى الجمع
قال ابن كثير : وقد التفت من الواحد الى الجمع أثناء المثل في قوله تعالى :{ فلما أضاءت ماحوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون صم بكم عمي فهم لايرجعون } وهذا أفصح في الكلام ، وأبلغ في النظام.
تفسير قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)}
القراءات :
1: القراءات في {صم بكم عمي}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه) : قرأ عبد الله بن مسعود وحفصة أم المؤمنين رضي الله عنهما. «صما، بكما، عميا» بالنصب ـ
الأصم: الذي لايسمع. ذكره ابن عطية
الأبكم : الذي لاينطق ، ولايفهم ، فإذا فهم فهو الأخرس ، وقيل الأبكم والأخرس بمعنى واحد. ذكره وابن عطية والزجاج
أي لايسمعون الهدى ولايبصرونه ولايعقلونه . ذكره ابن كثير
4:وجه الشبه بين حال المنافقين وقوله تعالى :{ صم بكم عمي}
قال ابن عطية : ووصفهم بهذه الصفات إذ أعمالهم من الخطأ وقلة الإجابة كأعمال من هذه صفته .
5:معنى قوله { فهم لايرجعون}
الأول : إخبار منه تعالى أنهم لايؤمنون بوجه . ذكره ابن عطية وضعفه .وهو مايفهم من كلام ابن كثير
الثاني : أي لا يرجعون على هدى مادام هذا حالهم .وهو مارجحه ابن عطية لأن الآية لم تذكر في معينيين ، وكل أحد معرض للرجوع ومدعو له
المسائل النحوية
الإعراب
1: اعراب قوله {صم بكم عمي}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546ه )ـ
- { صم بكم عمي } : رفع على خبر الإبتداء . كأنه قيل هؤلاء الذين قصتهم هذه القصة { صم بكم عمي} ، أو يكون ذلك على تقدير تكرار أولئك ، أو إضمار هم.
- من قرأ (صما بكما عميا ) فهي منصوبة على الحال أو على الذم وهو ضعيف.
تفسير قوله تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)}
1:القراءات في قوله {من الصواعق}
قرأ الحسن بن أبي الحسن «من الصواقع» بتقديم القاف ، ذكره ابن عطية وابن كثير
2: القراءات في قوله{ حذر الموت}
قرأ الخليل بن مزاحم {حذر الموت} (حذار الموت) ، بكسر الحاء وبألف .ذكره ابن كثير
المسائل التفسيرية
1:سبب ضرب المثل
- وروي عن ابن مسعود أنه قال: «إن رجلين من المنافقين هربا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأصابهما هذا المطر الذي ذكر الله وأيقنا بالهلاك، فقالا: ليتنا أصبحنا فنأتي محمدا ونضع أيدينا في يده، فأصبحا وأتياه وحسن إسلامهما، فضرب الله ما نزل بهما مثلا للمنافقين
- وقال أيضا ابن مسعود: «إن المنافقين في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجعلون أصابعهم في آذانهم لئلا يسمعوا القرآن، فضرب الله المثل لهم»
2: من المراد بهذا المثل ؟
الأول : أنه مثل آخر ضربه الله لضرب آخر من المنافقين .ذكره ابن كثير
الثاني :أنهم ضرب واحد من المنافقين وأن (أو) للتخير أي مثلوهم بهذا أو بهذا .ذكره ابن عطيه والزجاج
الصيب : المطر ، من صاب يصوب إذا انحط من علو إلى أسفل . وهو قول ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة ، وأبو العالية ومجاهد وعطاء وغيرهم. ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج
وقيل : الصيب السحاب . ذكره ابن عطية . وقال : الأشهر القول الأول .
ظلمات : هي ظلمة الليل وظلمة الدجن ، ومن حيث تتراكب ، وتتزايد جمعت . وكون الدجن مظلما هول وغم للنفس، بخلاف السحاب والمطر إذا انجلى دجنه، فإنه سارّ جميل ذكرها ابن عطية .
اختلف في معناه على أقوال ذكرها ابن عطية وهي :
1- الرعد : هو ملك يزجر السحاب بهذا الصوت المسموع ، كلما خالفت سحابة صاح بها ، فإذا اشتد غضبه طار النار من فيه فهي الصواعق ، واسم هذا الملك الرعد . قاله ابن عباسومجاهد وشهر بن حوشب وغيرهم .
2- الرعد : ملك ، وهذا الصوت تسبيحه.
3- الرعد : اسم الصوت المسموع. قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهو المعلوم في لغة العرب .
4-الرعد: ريح تختنق بين السحاب فتصوت ذلك الصوت . روي عن بن عباس.
5-الرعد :اصطكاك أجرام السماء.
وأكثر العلماء أن الرعد : ملك وذلك صوته يسبح ويزجر السحاب .
اختلف فيه على أقوال ذكرها ابن عطية وهي :
1-البرق : هو مخراق حديد بيد الملك يسوق به السحاب . قاله علي بن أبي طالب .
2-البرق : سوط نور بيد الملك يزجي به السحاب . قاله بن عباس .
3- البرق : ملك يتراءى . روي عن ابن عباس.
4-البرق : ماء . وهو قول ضعيف
الصاعقة : هي الواقعة الشديدة من صوت الرعد يكون معها احيانا نار ، يقال إنها من المخراق الذي بيد الملك ، وقيل في قطعة النار أنها ماء يخرج من فم الملك عند غضبه .
ذكره ابن عطية وذكر نحوه ابن كثر بدون ضغفة النار إلى الملك.
7: معنى { محيط بالكافرين}
أي بعقابه أخذه . ذكره ابن عطية
اختلف أهل التأويل في المقصد بهذا المثل
فقال جمهور المفسرين : مثل الله تعالى القرآن بالصيب لما فيه من الإشكال عليهم. والعمى: هو الظلمات، وما فيه من الوعيد والزجر هو الرعد، وما فيه من النور والحجج الباهرة التي تكاد أن تبهرهم هو البرق وتخوفهم وروعهم وحذرهم هو جعل أصابعهم في آذانهم، وفضح نفاقهم، واشتهار كفرهم، وتكاليف الشرع التي يكرهونها من الجهاد والزكاة ونحوه هي الصواعق . ذكره ابن عطية
- وعل القول بأن المثل مضروب لنوع آخر من المنافقين وهم من يظهر لهم الحق تارة ويشكون تارة، فقلوبهم في حال شكهم زكفرهم وترددهم {كصيب} ، { وارعد} هو مايزعج قلوب المنافقين من الخوف والفزع ، والبرق: هو ما يلمع في قلوب هؤلاء الضّرب من المنافقين في بعض الأحيان من نور الإيمان
1: قلب الواو إلى ياء في قوله {صيب}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :
- وأصل صيّب صيوب اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت، كما فعل في سيّد وميّت.
- وقال بعض الكوفيين: أصل صيّب صويب على مثال فعيل وكان يلزمه أن لا يعل كما لم يعل طويل، فبهذا يضعف هذا القول.
تفسير قوله تعالى: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
1:القراءات في { يخطف أبصارهم}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ)
-قرأ جمهور الناس: «يخطف أبصارهم» بفتح الياء والطاء وسكون الخاء . وهو أفصح اللغات
- وقرأ علي بن الحسين ويحيى بن وثاب: «يخطف» بفتح الياء وسكون الخاء وكسر الطاء
- قرأ الحسن وأبو رجاء وعاصم الجحدري وقتادة: «يخطّف» بفتح الياء وكسر الخاء والطاء وتشديد الطاء
- حكى ابن مجاهد قراءة لم ينسبها إلى أحد «يخطّف» بفتح الياء والخاء وتشديد الطاء المكسورة
- حكى أبو عمرو الداني عن الحسن أيضا، أنه قرأ «يخطّف» بفتح الياء والخاء والطاء وشدها
- قال عبد الوارث: «رأيتها في مصحف أبي بن كعب «يتخطّف» بالتاء بين الياء والخاء
- قال الفراء: «قرأ بعض أهل المدينة بفتح الياء وسكون الخاء وشد الطاء مكسورة
وقرأ ابن أبي عبلة: «أضا لهم» بغير همز، وهي لغة . ذكرها ابن عطية
- وفي مصحف أبي بن كعب: «مروا فيه. ذكرها ابن عطية».
-في قراءة ابن مسعود «مضوا فيه. ذكرها ابن عطية
-وقرأ الضحاك: «وإذا أظلم» بضم الهمزة وكسر اللام
5: القراءات في { لذهب بسمعهم وابصارهم}
- قرأ ابراهيم بن أبي عبلة: ولو شاء الله لأذهب أسماعهم وأبصارهم. ذكره ابن كثير
المسائل التفسيرية
1: معنى {يكاد}
فعل ينفي المعنى مع إيجابه ويوجبه مع النفي، فهنا لم يخطف البرق الأبصار. ذكره الزجاج
خطفت الشيء في اللغة واختطفته: أخذته بسرعة. ذكره الزجاج وابن عطية
3: معنى {يكاد البرق يخطف أبصارهم}
تكاد حجج القرآن وبراهينه وآياته الساطعة تبهرهم، ومن جعل البرق في المثل الزجر والوعيد قال يكاد ذلك يصيبهم.ذكره ابن عطية وذكر نحوه ابن كثير
5: معنى قوله { كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا}
الأول: كلما سمع المنافقون القرآن وظهرت لهم الحجج أنسوا ومشوا معه، فإذا نزل من القرآن ما يعمون فيه ويضلون به أو يكلفونه قاموا أي ثبتوا على نفاقهم
الثاني: كلما صلحت أحوالهم في زروعهم ومواشيهم وتوالت عليهم النعم قالوا دين محمد دين مبارك. وإذا نزلت بهم مصيبة أو أصابتهم شدة سخطوه وثبتوا في نفاقهم.ذكرهم ابن عطية وابن كثير
6: معنى { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم}
أي لو شاء الله لأوقع بهم مايتخوفونه من الزجر والوعيد أو لفضحهم عند المؤمنين ولسط المؤمنين عليهم.ذكره ابن عطية
7: معنى {على كل شيء قدير}
لفظه العموم ومعناه عند المتكلمين على كل شيء يجوز وصفه تعالى بالقدرة عليه و{قديرٌ} بمعنى قادر، وفيه مبالغة، وخص هنا صفته التي هي القدرة بالذكر لأنه قد تقدم ذكر فعل مضمنه الوعيد والإخافة، فكان ذكر القدرة مناسبا لذلك . ذكره ابن عطية
8: الحكمة من ختم الآية بصفة القدرة
إنّما وصف اللّه تعالى نفسه بالقدرة على كلّ شيءٍ في هذا الموضع؛ لأنّه حذّر المنافقين بأسه وسطوته وأخبرهم أنّه بهم محيطٌ، و [أنّه] على إذهاب أسماعهم وأبصارهم قديرٌ، ومعنى {قديرٌ} قادرٌ. ذكره ابن كثير عن ابن جرير.
المسائل النحوية
الإعراب
1: اعراب {كلما}
وكلّما ظرف، والعامل فيه مشوا وهو أيضا جواب كلّما، ابن عطية
وأضاء صلة ما. ابن عطية
المسائل اللغوية
الأولى : يقال: خَطِفَ يخطَفُ ، وهي التي عليها القراءة لأنها اللغة العالية
الثانية : خطَف يخْطِفُ . قال بهما الزجاج
- و"أضاء يضيء"، وهذه اللغة الثانية هي المختارة.قالهما الزجاج