مجلس مذاكرة تفسير سورتي: الملك والقلم.
1. (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لقصّة أصحاب الجنة، مع الاستدلال لما تقول.
1- الإبتلاء سنة كونية
وجه الدلالة: قوله تعالى: "إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة"
2- الإبتلاء يكون بالعطاء كما يكون بالمنع.
وجه الدلالة: قوله تعالى: "إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة"
3- الجزاء من جنس العمل
وجه الدلالة: لما عزموا على حرمان المساكين عُوقبوا بحرمانهم من جنتهم.
4- من شكر النعمة أداء حق الله فيها.
وجه الدلالة: مفهوم المخالفة -من عدم أداء حق الله -عز وجل- فى جنتهم-.
5- من أسباب التوفيق للتوبة إستشعار الذنب.
وجه الدلالة: قوله تعالى: " فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون"
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)}.
تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )
يمجّد تعالى نفسه الكريمة ويخبر أنه تعاظم وتعالى، وكثر خيره وعم إحسانه، ومن عظمته أنّه بيده الملك، فهو المالك المتصرّف في جميع مخلوقات العالم العلوى والسفلى فى الدنيا والآخرة بما يشاء من الأحكام القدرية -من إنعام وانتقام، ورفع ووضع، وإعطاء ومنع،- والأحكام الدينية التابعة لحكمته لا معقّب لحكمه.
ومن عظمته أنه لا يعجزه شىء لكمال قدرته التى يقدر بها على كل ملكه، وبها أوجد ما أوجد من المخلوقات العظيمة كالسماوات والأرض، ولا يُسأل عمّا يفعل لقهره وحكمته وعدله.
تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) )
الذى فدر وأوجد الخلائق من العدم أى: الحال الأولى ، وأحياهم أى: هذه النشأة بخَلْقَه إنسَاناً وخلْق الرُّوحِ فيه كما قال: {كيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتًا فأحياكم}، وكما قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلم- : "إنّ اللّه أذلّ بني آدم بالموت، وجعل الدّنيا دار حياةٍ ثمّ دار موتٍ، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثمّ دار بقاءٍ".
فإن الله خلق عباده، وأخرجهم لهذه الدار، وجَعَلهم أُناسًا عقلاء، وابتلاهم بالأوامر والنواهى وبالشهوات المعارضة لأمره، ليبلوهم ويختبرهم أيّهم أحسن عملًا؟ أى: أخلصه وأصوبه، ولذا لم يقل أكثر عملًا، فالْمقصِدُ الأصليُّ مِن الابتلاءِ هو ظُهورُ كمالِ إحسانِ الْمحسنين، وأخبرهم أنه سينفلون منها ليجازيهم على ذلك،فمن انقاد لأمر الله وأحسن العمل أحسن الله له الجزاء فى الدارين، ومن مال مع الشهوات، ونبذ أمر الله فله شر الجزاء.
واستدلّ بهذه الآية {الّذي خلق الموت والحياة} من قال: إنّ الموت أمرٌ وجوديٌّ لأنّه مخلوقٌ.{وهو العزيز الغفور} أي: هو العزيز الذى له العزة كلها، التى قهر بها جميع الأشياء، وانقادت له المخلوقات، المنيع الجناب الغالب الذى لا يُغالب، وإن كان تعالى عزيزًا، هو مع ذلك يغفر ويرحم ويصفح ويتجاوز عمن تاب إليه وأناب من المسيئين والمقصرين والمذنبين ، بعدما عصوه وخالفوا أمره، ولو بلَغت ذنوبهم عَنانَ السماءِ، ويسترُ عيوبَهم ولو كانَتْ مِلْءَ الدنيا
تفسير قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) )
{الّذي خلق سبع سماواتٍ طباقًا} أي: طبقةً بعد طبقةٍ، كلَّ واحدةٍ فوقَ الأُخْرَى بينهنّ خلاءٌ ، ولَسْنَ طَبَقةً واحدةً، {ما ترى في خلق الرّحمن من تفاوتٍ} أي: بل هو مصطحبٌ مستوٍ، ليس فيه اختلافٌ ولا تنافرٌ ولا تناقض ولا اعوجاج، ولا نقصٌ ولا عيبٌ ولا خللٌ؛ وإذَا انْتَفَى النَّقْصُ مِن كلِّ وَجهٍ، صارَتْ حَسنةً كاملةً، مُتناسِبَةً مِن كلِّ وَجهٍ؛ في لَوْنِها وهَيئتِها وارتفاعِها، وما فيها مِن الشمْسِ والقمَرِ والكواكبِ النَّيِّرَاتِ الثوابِتِ مِنهنَّ والسيَّاراتِ، ولَمَّا كانَ كَمالُها مَعلوماً دلت على خالقها، فأمَرَ اللَّهُ تعالى بتَكرارِ النظَرِ إليها والتأمُّلِ في أَرجائِها؛ ناظِراً مُعْتَبِراً، هَلْ تَرَى فيها ـ على عَظَمَتِها واتِّسَاعِها ـ مِن تَشَقُّقٍ أو تَصَدُّعٍ أو نقْصٍ واختلالٍ؟.
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) )
أى: إنّك لو كرّرت البصر مرارا، مهما كرّرت -فيكونُ ذلك أبْلَغَ في إقامةِ الْحُجَّةِ، وأَقطَعَ للمَعذِرَةِ- لرجع إليك البصر، صاغرا ذليلا عاجزاعن أن يرى عيبًا أو خللًا فى خلق السماء ولو حرص غاية الحرص فسينقطع من الإعياء من كثرة التّكرّر، ولا يرى نقصًا.
2: حرّر القول في كل من:
أ: معنى قوله تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
القول الأول: على أن الموصول عبارة عن الخالق، ويكون المعنى على ذلك: ألا يعلمُ الخالقُ؟ ذكره ابن كثير
دليله: قوله: {وهو اللّطيف الخبير}
القول الثانى: على أن الموصول عبارة عن المخلوق، ويكون المعنى على ذلك: ألا يعلمُ اللّهُ مخلوقًه؟ ذكره ابن كثير، والسعدى والأشقر.
دليله: أن الله ذكر دليل عقلى على علمه سبحانه، فمَن خَلَقَ الخلْقَ وأَتْقَنَه وأَحْسَنَه، كيف لا يَعْلَمُه؟، وأَعْلَمُ شيءٍ بالمصنوعِ صانِعُه.
ورجح ابن كثير القول الأول
ب: المراد بالتسبيح في قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون}.
الأقوال فى المراد باتسبيح:
القول الأول: : لولا تستثنون، قول مجاهد والسدّى وابن جريج، قال السّدّيّ: وكان استثناؤهم في ذلك الزمان تسبيحًا، وقال ابن جريج هو قول القائل: إن شاء الله، ذكره ابن كثير.
القول الثانى: تسبّحون اللّه وتشكرونه على ما أعطاكم وأنعم به عليكم، ذكره ابن كثير.
القول الثالث: تُنَزِّهُونَ اللَّهَ عمَّا لا يَلِيقُ به، ومِن ذلكَ ظَنُّكُم أنَّ قُدرَتَكم مُستَقِلَّةٌ، فلولا اسْتَثْنَيْتُم فقُلْتُمْ: إنْ شاءَ اللَّهُ. وجَعَلْتُم مَشيئَتَكم تابعةً لِمَشيئةِ اللَّهِ، جَرَى عليكم ما جَرَى، ذكره السعدى.
القول الرابع: تُسَبّحون اللهَ الآنَ بعدَ أنْ تَيَقَّنتُمْ أنه بالْمِرصادِ للظالمينَ، وتستغفِرونَ اللهَ مِن فِعْلِكم وتَتوبونَ إليه مِن هذه النِّية التي عزمتُم عليها، ذكره الأشقر.
الأقوال كلها متفقة فى معنى التسبيح على أنه التنزيه، ولكن أختلفوا فى سبب ذلك على قولين:
الأول: تستثنون فتُنَزِّهُونَ اللَّهَ عمَّا لا يَلِيقُ به، ومِن ذلكَ ظَنُّكُم أنَّ قُدرَتَكم مُستَقِلَّةٌ، ومَشيئَتَكم غير تابعةً لِمَشيئةِ اللَّهِ، وأنه تعالى غير مطلع عليكم وعلى نياتكم وعزمكم، حاصل ما ذكره ابن كثير والسعدى والأشقر.
الثانى: عدم شكره على ما أعطاكم وأنعم به عليكم، ذكره ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بذات الصدور.
مُضْمَرَاتُ القلوبِ وما خطر فيها من النيات والإرادات.
ب: المراد بالحكم ومعنى الصبر له في قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك}.
المراد بالحكم: لِمَا حَكَمَ به شَرْعاً وقَدَراً.
معنى الصبر:
الْحكم القدرِي يصبر على الْمؤذِي منه ولا يتلقى بالسخظ والجزعِ.
الحكم الشرعي يقابَل بالقبول والتسليمِ والانقيادِ التامِّ لأَمْرِه.
والله تعالى أعلى وأعلم