(المجموعة الأولى)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
- اذكر أصناف أصحاب النفاق الأكبر.
أصحاب النفاق الأكبر على صنفين"
الأول: من لم يدخل في الإسلام أصلا, فبقي على كفره الباطن, لكنه أظهر الإسلام ليحفظ دمه, ويحفظ ماله, فيكون بإظهاره هذا محسوبا على المسلمين في الدنيا, له ما لهم وعليه ما عليهم, فيتمكن بهذه التورية من الكيد للإسلام والمسلمين, ومحاولة هدم الدين وجلب المصائب على المسلمين, ونشر الفساد في الأرض, وهؤلاء كما قال الله تعالى فيهم في سورة المنافقين:"اتخذوا إيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله", وقوله تعالى:"ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين".
الثاني: من كان من المسلمين لكنه وقع في ناقض من نواقض الإسلام, فخرج من الملة, سواء كان يعلم بكونه مرتدا أم كان من الذين يحسنون أنهم يحسنون صنعا, وهؤلاء كما وصفهم الله تعالى في كتابه:"مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء", فهذه من صفاتهم, كونهم دائمي الشك والتردد, لا يميز من يرى حالهم إلى إي الفريقين ينتمون, فأعمالهم تارة نروح إلى جهة المسلمين, وتارة إلى الكفر وأهله, فيقون في ما يوقعهم في الكفر لمحاكاتهم الكفر وأهله والعياذ بالله.
- أعمال المنافقين تصنّف لقسمين اذكرهما، مع التمثيل لكل قسم منها بمثال.
القسم الأول: أعمال كفرية تخرج فاعلها من دائرة الإسلام والملة, ومثاله: الإستهزاء بالله أو آياته أو رسوله, فهذا كفر أكبر, يحبط جميع أعمال صاحبه, فلا ينفعه عمله الصالح ولو أصر على كونه مسلما, قال تعالى:"قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا فد كفرتم بعد إسلامكم".
ويسمي بعض العلماء ها النوع بالنفاق الإعتقادي, لأنها لا تصدر إلا من صاحب عقيدة فاسدة, ولأن أفعاله حاكت باطنه, وليس المراد حصر الردة بالإعتقاد, فالمسلم صاحب العقيدة السليمة, والذي وافق ظاهره باطنه, لا يتصور صدور مثل هذه الأفعال منه.
القسم الثاني: هي أفعال من جنس الكبائر, ومع عظمها إلا إنها لا تخرج فاعلها من الملة لكن يكون فاعلها فيه خصلة من خصال النفاق إن وقع في واحدة منها, ويكون منافقا خالصا إن اجتمعت فيه جميعها واعتادها ودوام عليها, كما وصفه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث:"أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خَلَّةٌ منهنَّ كانتْ فيه خَلَّةٌ من نفاقٍ حتى يَدَعَها: إذا حدَّثَ كَذَبَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ", فمثلا المؤمن لا يكون كذابا, وليس المراد من وقع فيه نادرا, لكن المراد من اعتاده حتى كتب عند الله كذابا, كما جاء في الحديث.
السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- من نواقض الإسلام:
1: الإلحاد, وهو إنكار وجود الخالق بالكلية, مثل من ينسب الخلق للطبيعة الأم, قال تعالى:"وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر".
2: الشرك الأكير, وهو جعل ندا لله, كما وصف عليه الصلاة والسلام أعظم الظلم بأنه:"أن تجعل لله ندا وهو خلقك", سواء كان الشرك في توحيد الأولهية, بأن يصرف عبادة لغير الله, كالذبح أو النذر أو دعاء غير الله, حتى لو كان هذا لنبي مرسل أو ملك مقرب أو ولي صالح, ومن دونهم من باب أولى,
أو كان شرك في الربوبية, كمن يعتقد إن الأولياء لهم تصرف في الكون, ويعلمون الغيب وبنفعون ويضرون استقلالا, أو كمن جعل للكون خالقين: النور والظلمة.
أو كان شركا في الطاعة, مثل طاعة معبود أو متبوع او مطاع في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحله, أو الحكم بغير ما انزل.
3: إدعاء مالا يختص به إلا الله سبحانه, سواء من خصائص الربوبية أو الأولوهية أو الأسماء والصفات, كمن دعا إلى عبادته, أو ادعي علم الغيب, أو القدرة على النفع والضر استقلالا, كما قال فرعون لقومه:"أنا ربكم الأعلى".
4: إدعاء النبوة, أو إدعاء القدرة على الإتيان بمثل ما أنزل الله من القرآن, قال تعالى:"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ".
5: تكذيب الله أو تكذيب الرسول عليه الصلاة والسلام, مثل من رد السنة النبوية, ومن ادعى إن القران ناقص أو محرف, أو من أنكر البعث, أو من أنكر شيئا من القرآن, أو من جحد ما هو معلوم من الدين بالضرورة, أو من صدق مدغي النبوة, وغيره مما يكون فيه تكذيبا لله او للرسول عليه الصلاة والسلام.
السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- العبد قد يكفر بكلمة يقولها.
قال تعالى:"يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ", فأخبر الله تعالى بأنهم قالوا كلمة واحدة, لكنها كانت السبب في إخراجهم من الملة, فبعد ان كانوا مؤمنين, أصبحوا بكلمتهم كافرين, وكماقال عليه الصلاة والسلام:"إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوَانِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العبدَ لَيَتكَلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ", فأخبر عليه الصلاة والسلام إنه قال كلمة, لم يفكر بها ولم يشغل باله بأثرها, فكان عاقبتها أن هوت به في النار.
- المنافقون من أشَدِّ أهلِ النارِ عَذابًا.
قال تعالى:"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا", فهم اشد عذابا من الكفار, فهم لم يكفروا فحسب, بل اظهروا الإيمان إستخفافا وخداعا, ولنشر الفساد بين المسلمين, وتلبيس الحق بالباطل عليهم, وهدم الدين, قكان بهذا خطرهم على المسلمين أشد من خطر الكفار, وفسادهم اخطر واعم.
السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- صاحب النفاق الأكبر كافر بالله تعالى وإن صلّى وصام وزعم أنه مسلم (صح )
- الردة لا تكون إلا بالاعتقاد ( خطأ)
تكون الردة بكل قول أو عمل أو إعتقاد, يناقض شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله, فمن وقع في ناقض يخالف شروط تحقيق الشهادتين, وقع في الكفر الأكبر المخرج من الملة, وكان بقوله أو عمله او اعتقاده مرتدا عن دين الله ولو صلى وصام وأتى بجميع الواجبات وانتهى عن جميع المنهيات.