درجات الإحسان
وهذا يبيّن أن الإحسان على درجتين من حيث حكمه:
الدرجة الأولى: الإحسان الواجب، وهو أداء العبادة على القدر الواجب بإخلاص واتباع بلا غلوّ ولا تفريط.
فمن أدى العبادة على هذا الوجه فهو محسن الإحسان الواجب فيها.
والذي لا يؤدي هذا الإحسان ظالم لنفسه كما قسم الله تعالى الناس إلى فريقين لا ثالث لهما، محسن وظالم لنفسه مبين، كما قال تعالى في خليله إبراهيم: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ}
وكل من المشرك والمبتدع والغالي والمفرّط قد وقعوا في ظلم أنفسهم.
الدرجة الثانية: الإحسان المستحب، وهو أداء العبادة بتكميل واجباتها ومستحباتها وتعظيم النية فيها لله جل وعلا، فيكون في العبادة قوة إخلاص ومتابعة فيؤديها كأنه يرى الله عز وجل، فمن أدى العبادة على هذا الوجه فهو محسن ، وهذا هو الإحسان المراد هنا.
واعلم أن الإحسان في كل عبادة يكون بحسبها ، ويجمع ذلك أمران:
الأمر الأول: الإخلاص لله تعالى، وهذا الأمر يتفاضل فيه المؤمنون تفاضلاً عظيماَ، فالإخلاص عمل من أعمال القلوب التي يتفاضل الناس فيها كالمحبة والخوف والرجاء وغيرها.
الأمر الثاني: اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تلك العبادة بأدائها بلا غلو ولا تفريط.