1- . (عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول
{قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) }
1- الابلاغ بالقول والتوضيح والبيان والإنذار البين الواضح.
2- توضيح ما أمر بتيليغه من الأوامر؛ وهي إفراد الله بالعبادة؛ تعظيما وتذللا وحبا، وعدم الشرك به، والبعد عن معاصيه اتقاء غضبه، وطاعة الرسول المرسل.
{يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) }
3- الترغيب في ما أعده الله لمن أطاعه من غفران الذنوب، وتأجيل العذاب وإطالة عمر أمتكم في الدنيا بما أعده الله لهم، ما دامت مقيمة على الطاعة.
4- الترهيب ببيان عاقبة الإعراض وعدم الانقياد، وذلك لإقامة الحجة عليهم.
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) }
5- الصبر على الدعوة، وعدم التضجر والملل، بل المداومة والاستمرار بالليل والنهار مع تخير الأوقات التي يرجى فيها استعدادهم للاستجابة.
{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ...}
6- الاستمرار على الدعوة وعدم اليأس من القوم وإن فروا وأعرضوا وأصروا، رجاء استجابتهم وأن يغفر الله لهم.
{...جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}
7- لا يمنع الداعية إعراض وجهل وإصرار قومه، من الاستمرار في الدعوة والصبر على ذلك كله.
{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا(9) }
8- الجهر بالدعوة للناس جميعا هو أحد الطرق، وكذلك الإسرار بها، للأفراد، فالتنوع في أساليب الدعوة مطلوب، حرصا عليهم ونصحا لهم رجاء أن يستجيبوا.
{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) }
9- التعريف بالرب وصفاته، وأنه كثير الغفران لمن تاب واستغفر، والترغيب في خير الآخرة،وإحياء الأمل في القبول وغفران الذنوب وإن كان مسرفا فيها، ودفع العقاب، وعدم الفنوط من رحمة الله، بل وحصول الثواب، ولذلك جاء بعدها:
{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) }
10- الترغيب في خير الدنيا العاجل أيضا، والتذكير بتربيته لهم بنعمه، وبيان أنه يغفر ما قد سلف، بل ويغدق على من ينيب إليه، من غنى وأولاد وبساتين فيها من أنواع الثمار والأنهار الجارية، وهو أبلغ ما يكون من لذات الدنيا ومطالبها.
{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) }
11- الانتقال إلى الترهيب، بالتذكير بعظمة الله وقوة بأسه وانتقامه ممن عصاه.
12- التنبيه على قدرة الله ونعمه على الخلق، من بدء خلق الإنسان وتطوره، وما خلق الله له من المنافع السماوية والأرضية، وتوجيه نظرهم إلى ما اعتادوه من عظمة وكثرة النعم حولهم، والتفكير في الذي خلقها وسخرها لهم، وأنه وحده المستحق للعبادة، ومنها:
{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)
- بدء الخلق وأطوار الإنسان في الدعوة؛ تذكير بقدرة الله وانفراده في الخلق والإبداع، وقدرته على إعادة الخلق، وأنه المستحق للإفراد في العبادة، وأيضا تذكير وإشارة إلى ضعف الإنسان وأصله الحقير، وأنه ضعيف مفتقر دائما إلى نعمة الله وعونه.
{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) }
- توجيه النظر إلى دلائل قدرة الله في خلقه من الآيات المرئية، وهي خلق السماء على عظمها، فهي أعظم من الإنسان.
{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) }
- التذكير بنعم الله التي اعتادها الإنسان، كالشمس ودفؤها والقمر ونوره، وهما مما يحتاجه الناس للتصرف في معايشهم، وبيان عظم هذه المخلوقات، وكثرة فوائدها للإنسان، مما يدل على رحمة الله بخلقه وسعة إحسانه.
{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17)ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) }
- التذكير بأصل الإنسان وبنعمة الله عليه من بدء خلقه من أديم الأرض، ثم أنباته ونسله مما تنبت الأرض وتتغذى عليها من نبات وحيوان، فمن قدر على هذا كله، قادر على إعادة الخلق للحساب، وهو من يستحق الإفراد بالعبادة.
2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32)}.
قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) )
بعد أن اخبر الله سبحانه وتعالى عن الناس يوم القيامة وأنهم ينقسمون إلى قسمين، وأخبر عن القسم الذي يعطى كتابه بيمينه فرحا بما ينتظره من نعيم، يخبر هنا عن القسم الثاني من الناس، وهم من يعطون كتاب أعمالهم بشمالهم، فيصيح من الندم والخزي والهم والغم، ويتمنى لو أنه لم يعط كتابه، لأنه عرف أنه من أهل الشقاء الأبدي.
قوله تعالى: (وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) )
ويتمنى لو أنه لم يعرف شيئا عن حسابه، لأنه يعلم ما قدم في الدنيا وأن أعماله كلها عليه وليست له منها شيء.
قوله تعالى: (يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) )
ويتمنى لو كانت ميتته في الدنيا كانت ميتة قاضية لا بعث بعدها، بعد أن كان في الدنيا يكره الموت ويتمنى الخلود فيها، لما علم ما ينتظره من الخلود في العذاب.
قوله تعالى: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) )
ثم يتذكر ماله وجاهه وسلطانه في الدنيا، والذي لم يقدم منه شيئا لآخرته، فيعلم أنه لن ينفعه ولن يغني عنه شيئا من العذال، ولن يستطيع أن يفتدي نفسه به ليدفع عنه العذاب، بل سيعذب به في نار جهنم حيث كان يكنزه ولا يؤدي حق الله فيه، كما ورد في الحديث.
قوله تعالى: (هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) )
ذهب سلطاني وملكي وكل ما كنت اترفع به وأفتخر في الدنيا من جاه وسلطان وقوة، فلم تنفعني ولم تدفع عني من العذاب شيئا.
قوله تعالى: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) )
حينئذ يأمر الله تعالى الزّبانية وهم ملائكة العذاب أن تأخذه عنفًا من المحشر، فتأخذ يديه وتجمعهما إلى عنقه بالأغلال.
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) )
ثم يأمرهم سبحانه أن يوردوه في جحيم جهنم ونارها فتغمره وتصليه فيها.
قوله تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) )
ثم أدخلوا في دبره سلسلة عظيمة من حلقات منتظمة، كل حلقة فيها قدر حديد الدنيا، بطول سبعين ذراع في غاية الحرارة، ، حتىّ تخرج من فيه، ثمّ ينظمون فيها كما ينظم الشواء في العود، فيعلق فلا يزال مغمورا في جهنم يصلى نارها وحرها ويقاسيه خالدا مخلدا.
2: حرّر القول في كل من:
أ: القراءات في قوله: {وجاء فرعون ومن قبله} ومعناه على كل قراءة.
وجاء فرعون ومن قِبَلِهِ: بكسر القاف: أي جاء فرعون ومن عنده في زمانه من أتباع من جند ومن كفّار القبط.
وجاء فرعون ومن قَبْلَهُ: بفتح القاف: أي جاء فرعون ومن قبله من الأمم الكافرة المشابهين له، كقوم عاد وثمود.
ب: المراد بالنفخة في قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة}، وسبب نعتها بالواحدة.
المراد بالنفخة الواحدة: فيها قولان
- نفخة الفزع الأولى، ولهذا قال: {وحملت الأرض والجبال فدكّتا دكّةً واحدةً} رجحه ابن كثير وذكره الأشقر
- النفخة الثانية للقيام لربّ العالمين والبعث والنّشور، قول الربيع فيما ذكر ابن كثير ولم يرجحه وذكره السعدي
نعتها بأنها واحدةٌ: للتأكيد وذلك لأنّ أمر اللّه لا يخالف ولا يمانع، ولا يحتاج إلى تكرارٍ وتأكيدٍ.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالرسول في قوله تعالى: {فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية}.
المراد بالرسول هو جنس الرسول، فكل أمة من هؤلاء المكذبين جاءهم رسول فكذبوه، فكأنهم كذبوا بالرسل جميعا، كما في قوله تعالى: {كل كذب الرسل فحق وعيد}، وكما في قوله: {كذبت عاد المرسلين}، وقال: {كذبت ثمود المرسلين}.
ب: سبب دعاء نوح عليه السلام على قومه.
أنه يأس من استجابتهم لدعوته لهم إلى توحيد الله وعبادته ونبذ عبادة الأصنام، بعد أن أوحى الله إليه:{أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ}، فعلم أن بقائهم مفسدة محضة، فهم يضلون عباد الله ولن يكون من أبنائهم من يعبد الله، فقد فجروا بترك طاعة الله، وكفروا بنعم الله، وذلك من واقع خبرته بهم وطول مكثه بينهم ودعوته لهم بجميع الأساليب، لذلك قال: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) }
ج: الدليل على حرمة نكاح المتعة.
قوله تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31)}
ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الصفات على سبيل المدح، فهم المستثنين من صفات الإنسان العامة، وأنه هلوع؛ فإذا مسه الشر كان كثير الجزع، واذا مسه الخير كان شحيحا كثير المنع والإمساك، فهم الذين يحفظون فروجهم عن الحرام، وفي غير ما أذن الله؛ ثم ذكر ما أحله الله وأذن به من ذلك؛ وهم الزوجات والأزواج بنكاح شرعي، وما ملكت اليمين من الإماء والسرايا، وهذا يدل على حرمة نكاح المتعة، لكونها ليست زوجة مقصودة بنكاح شرعي ولا ملك يمين.