المجموعة الأولى:
1. فصّل القول في تفسير قول الله تعالى:
{ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدّ الخصام}.
(ومن الناس) قيل نزلت في رجل من ثقيف كان يعب النبي صلى الله عليه وسلم كلامه ويظهر له من الجميل خلاف ما في نفسه، وقيل نزلت في قوم من المنافقين تكلموا في من قتل في غزوة الرجيع فقالوا ويح هؤلاء القوم لا هم قعدوا في بيتهم ولا أدوا رسالة صاحبهم.
وقال قتادة ومجاهد وجماعة من أهل التأويل نزلت في كل مبطن للكفر أو النفاق أو الكذب أو الاضرار.
(من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) يحتالون على الدنيا بالدين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر ، يلبسون للناس مسوك الضأن وقلوبهم قلوب الذئاب.
(ويشهد الله على ما في قلبه) أي أن هذا الانسان يشهد الله أمام الناس على الخير الذي في قلبه ، أو على أن ما في قلبه موافق لما يظهره.
(وهو ألدّ الخصام) أي شديد الخصومة في أي وجه أخذ غلبه فيه.
2. حرّر القول في تفسير قوله تعالى:
{كان الناس أمّة واحدة}.
ورد فيها عدة أقوال منها:
1- أن المراد بالناس آدم، ذكره مجاهد، أو أدم وحواء كانوا أمة واحدة على الإيمان، ذكره ابن عطية
2- أن المراد ذرية آدم لما اخذ الله ميثاقهم في عالم الذر، وكانوا حينها أمة واحدة على الفطرة. قاله أبي بن كعب وابن زيد،وذكره ابن عطية
3- أن المراد القرون من آدم إلى نوح عليه السلام، قاله ابن عباس وقتادة ، ذكره الزجاج وقال أمة واحدة على الكفر وضعف القول أنهم كانوا على الكفر ابن كثير، وذكر ابن عطية أنهم أمة واحدة على الإيمان ورجح ذلك ابن كثير
4- أن المراد القوم في زمن نوح وكانوا أمة واحدة على الكفر،قاله بن عباس، وذكره ابن عطية
5- أن المراد من نجى مع نوح على السفينة، وكانوا أمة واحدة على الإيمان
6- وقيل كل قوم ما نزل فيهم نبيهم إلا وهم على الكفر، ذكره الزجاج وابن عطية.
7- جنس الناس، كانوا أمة واحدة في جهلهم وخلوهم عن الشرائع، ذكره ابن عطية
3. اكتب رسالة مختصرة بالأسلوب الوعظي في تفسير قوله تعالى:
{زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب}.
(زيّن للذين كفروا الحياة الدنيا)زين الله تعالى الدنيا وما فيها من شهوات للناس ليختبرهم أيهم أحسن عملا ، وأيضا الشيطان يزينها بوسوسته وإغوائه، فالمؤمنون لم تفتنهم الزينة فلم توقعهم فيما حرم الله عليهم، والكفار تملكتهم لأنهم لا يعتقدون غيرها، فأوقعهم حرصهم عليها في المعاصي والكفر.
(ويسخرون من الذين آمنوا) لما كان كفار قريش يعظمون حالهم من الدنيا ويغتبطون بها ويسخرون من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا وأعرضوا عنها، وأنفقوا ما حصل لهم منها في طاعة الله، وبذلوا ابتغاء وجهه، وضح الله حقيقة مآلهم فقال:
(والذين اتّقوا فوقهم يوم القيامة) فازوا بالمقام الأسعد والحظ الأوفر يوم معادهم، فكانوا فوق أولئك في محشرهم ومنشرهم، فاستقروا في درجات الجنة في أعلى عليين، وخلد الكفار في الدركات في أسفل السافلين.
(والله يرزق من يشاء بغير حساب) يرزق من يشاء من خلقه، ويعطيه عطاء جزيلا بلا حصر ولا تعداد في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: (ويرزقه من حيث لا يحتسب)