مجلس مذاكرة القسم الأول من عشريات ابن القيم
(د)
1: اذكر عشرة أسباب معينة على الصبر على البلاء.
قال ابن القيم رحمه الله في (طريق الهجرتين): " والصبر على البلاء ينشأ عن أسباب عديدة؛
1- شهود جزائه وثوابه.
2- شهود تكفيره للذنوب.
3- شهود القدر السابق لتلك النازلة, وأنها مسجلة في اللوح المحفوظ من قبل أن يخلق هذا المبتلى, فليصبر فإن الجزع لا يزيده إلا بلاء".
4- شهود حق الله عليه في تلك البلوى, فهور مأمور بأداء هذا الحق, إما بالصبر, أو بالصبر والرضا, وإلا تضاعفت عليه.
5- شهود ترتبها عليه لوقوع الذنب منه, قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم), وقال الإمام على كرم الله وجهه: (ما نزل بلاء إلا بذنب, وما رفع إلا بتوبة).
1- أن يعلم أن الله ارتضاها واختارها له, وعلى العبد أن يرضى بما ارتضى له سيده, فإن لم يرض نزل إلى مقام الصبر, فإن لم يصبر نزل إلى مقام الظلم والتعدي.
2- أن يعلم أن هذه المصيبة إنما هي دواء نافع, ساقه العليم بحاله,الرحيم به, فليصبر حتى لا يذهب نفعه.
3- أن يعلم أن في عقبى هذا الدواء من العافية ما لم يحصل إلا به, فقد قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم).
4- أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه, وإنما جاءت لتبتليه, فيتبين عندها إن كان ممن يستعملهم الله, أم ممن يستبدلهم.
5- أن يعلم أن الله يربي عبده على السراء والضراء, والنعمة والشدة, فيعبد ربه في كل حال.
2: طريقان رئيسان إذا سلكهما المؤمن، حمى نفسه بإذن الله تعالى من الوقوع في الحب الفاسد، هما:
الأول: حسم مادته قبل حصولها, أي منع حدوثه بغض البصر وانشغال القلب بما يحول بينه وبين الوقوع في دركات هذا الداء.
الثاني:إقتلاعه بعد نزوله.
3: هل تخلف العمل بالعلم يعود دائما لذهاب العلم بمصلحة العمل؟
ج: لاشك أن ذهاب العلم بمصلحة العمل من الأسباب الرئسية الداعية إلى تخلف العمل بالعلم, ولكن هناك أسباب أخرى منها:
- 1-عدم الأهلية, فالقلب الحجري القاسي لا ينفعه العلم أبدا, تماما كالأرض الصلدة, لا تقبل أي ماء, ولا تنبت أي نبت. قال تعالى: (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله).
- 2- وجود مانع؛ وهو إما حسد أو كبر, وبه تخلف الشيطان, وأبو جهل, وعبد الله بن أبي, وأمية بن خلف, واليهود, فهو داء الأولين والآخرين إلا من عصم الله.
- 3-مانع الرياسة والملك؛ فلا يجتمع الانقياد والخضوع مع الملك والرئاسة, فهو داء ملوك الكفرة كهرقل وفرعون (أنؤمن لبشرين لنا وقومهما لنا عابدون).
- 4-مانع الشهوة والمال؛ وقد منع كثيرا من أهل الكتاب وكفار قريش.
- 5-محبة الأهل والأقارب والعشيرة, وخشية فراقهم إذا آمن الرجل أن يكون مصيره الطرد والإبعاد.
- 6-محبة الوطن, فيضن بوطنه وداره.
- 7-استعظام الآباء والأجداد أن يشهد وا عليهم بالكفرإذا آمنوا بالنبي ودينه, وهذا ما منع أبا طالب عن الإيمان بالإسلام, فقال آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب.
- 8-إيمان من هم أعداؤه؛ فذلك حمل كثيرا من الناس على عدم اتباع الهدى, كما حدث من اليهود مع النصارى؛ حيث كان اليهود يستعلون عليهم ويتوعدونهم بظهور النبي وأنهم سقاتلونهم معه, فلما جاء النبي سارع الأنصار إلى الإيمان, فحمل ذلك اليهود على البقاء على يهوديتهم.
- 9-العادة والمنشأ؛ فقد تكون التربية على عادة لا يعرف المرء غيرها, حتى تقوى وتصير طبيعة ثانية, فيصعب معها التحول إلى غيرها, ودخول الإيمان جملة واحدة مكانها.