دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 رجب 1442هـ/24-02-2021م, 10:16 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة

مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة
(من أول السورة حتى الآية 10)



أجب على إحدى المجموعات التالية:

المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وما قيل في الحكمة من ورودها في القرآن.
2:
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى:
{أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
2. بيّن ما يلي:
أ:
لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين
.

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.

ب:
سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.

المجموعة الرابعة:

1. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.
2. بيّن ما يلي:
أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.
ب:
معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.


تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 رجب 1442هـ/25-02-2021م, 05:42 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الأولى:
1: حرّر القول في معنى الحروف المقطّعة الواردة في أول سورة البقرة، وما قيل في الحكمة من ورودها في القرآن.
الحروف المقطعة كما قال ابن كثير: مجموع الحروف المذكورة في أوائل السّور بحذف المكرّر منها أربعة عشر حرفًا، وهي: ال م ص ر ك ي ع ط س ح ق ن، يجمعها قولك: نصٌّ حكيمٌ قاطعٌ له سرٌّ. وهي نصف الحروف عددًا، والمذكور منها أشرف من المتروك، وبيان ذلك من صناعة التّصريف. (قال الزّمخشريّ: وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملةٌ على أنصاف أجناس الحروف يعني من المهموسة والمجهورة، ومن الرّخوة والشّديدة، ومن المطبقة والمفتوحة، ومن المستعلية والمنخفضة ومن حروف القلقلة. وقد سردها مفصّلةً ثمّ قال: فسبحان الّذي دقّت في كلّ شيءٍ حكمته، وهذه الأجناس المعدودة ثلاثون بالمذكورة منها، وقد علمت أنّ معظم الشّيء وجلّه ينزل منزلة كله).

ومما لا شك فيه أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه عبثا ولا سدى، ومن قال من الجهلة أن في القرآن تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطأ كبيرا، فتعين أن لها معنى في نفس الأمر، فإن صح لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به، وإلا وقفنا حيث وقفنا، وقلنا: (آمنا به كل من عند ربنا).
وعليه فإن العلماء لم يجمعوا فيها على شيء معين وإنما اختلفوا إلى قولين رئيسيين هما:

القول الأول: هي سر الله في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا يجب أن يتكلم فيها، ولكن يؤمن بها وتمر كما جاءت، وهي مما استأثر الله بعلمه، فردوا علمها إلى الله ولم يفسروها.
حكاه القرطبي في تفسيره عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم. وقاله الشعبي عامر بن شراحيل، والثوري، وجماعة من المحدثين واختاره أبو حاتم. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

القول الثاني: يجب أن يتكلم فيها وتلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها فهي مفسرة.
قاله الجمهور من العلماء ورجحه ابن عطية، وهو حاصل أقوال الزجاج وابن كثير.

الأدلة والشواهد:
تكلمت العرب بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها:
قال الشّاعر:
قلنا قفي لنا فقالت قاف ....... لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف
تعني: وقفت.
وقال الآخر:
ما للظّليم عال كيف لا يا ....... ينقدّ عنه جلده إذا يا
قال ابن جريرٍ: كأنّه أراد أن يقول: إذا يفعل كذا وكذا، فاكتفى بالياء من يفعل.
وقال الآخر:
بالخير خيراتٌ وإن شرًّا فا ....... ولا أريد الشّرّ إلّا أن تا
يقول: وإن شرًّا فشرٌّ، ولا أريد الشّرّ إلّا أن تشاء، فاكتفى بالفاء والتّاء من الكلمتين عن بقيّتهما، ولكنّ هذا ظاهرٌ من سياق الكلام.
ذكره ابن عطية وابن كثير.
واختلف فيها العلماء على اثنا عشرة قولا، هي:

القول الأول: الحروف المقطعة في القرآن هي اسم الله الأعظم، إلا أننا لا نعرف تأليفها.
قاله علي بن أبي طالب وابن عباس، رواه ابن أبي حاتم وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
الأدلة والشواهد:
- روى ابن جرير عن شعبة قوله: سألت السدي عن (حم) و (طس) و (الم) فقال: قال ابن عباس: "هي اسم الله الأعظم". ذكره ابن كثير.
- روى ابن أبي حاتم عن السدي عن ابن عباس قوله: (الم) اسم من أسماء الله الأعظم. ذكره ابن كثير. وروى مثله ابن جرير عن علي وابن عباس.

القول الثاني: هي أسماء الله أقسم الله بها.
قاله ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية، وابن كثير.
وقال الزجاج: ((الر) و (حم) و (نون): اسم للرحمن عزوجل مقطع في اللفظ موصول في المعنى).
الأدلة والشواهد:
- قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: (هو قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله تعالى). ذكره ابن كثير.
- روى ابن أبي حاتم وابن جرير عن عكرمة أنه قال: (الم) قسم.

القول الثالث: هي حروف كل واحد منها قد يكون من اسم من أسماء الله.
قاله ابن جبير عن ابن عباس وذكره ابن عطية وقد ضعفه ابن كثير قائلا: فأما دلالة الحرف الواحد على اسم يمكن أن يدل على اسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير والإضمار بوضع ولا بغيره، فهذا مما لا يفهم إلا بتوقيف والمسألة ليس فيها إجماع.
الأدلة والشواهد:
- قال سعيد بن جبير والسدي عن ابن عباس وعن مرة الهمذاني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم: أمّا {الم} فهي حروفٌ استفتحت من حروف هجاء أسماء اللّه تعالى. ذكره ابن كثير.
- روى الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى: "ألم" قال: هذه الأحرف الثّلاثة من التّسعة والعشرين حرفًا دارت فيها الألسن كلّها، ليس منها حرفٌ إلّا وهو مفتاح اسمٍ من أسمائه، وليس منها حرفٌ إلّا وهو من آلائه وبلائه. وقد ذكره ابن كثير.
- روى ابن أبي حاتم عن عيسى ابن مريم عليه السّلام، وعجب، فقال: (وأعجب أنّهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه، فكيف يكفرون به؛ فالألف مفتاح اسم اللّه، واللّام مفتاح اسمه لطيفٍ والميم مفتاح اسمه مجيدٍ فالألف آلاء اللّه، واللّام لطف اللّه، والميم مجد اللّه). ذكره ابن كثير.

القول الرابع: هي أسماء للسور.
قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه، ونقله الزمخشري عن سيبويه، وذكره ابن عطية وابن كثير.
وقال مجاهد عن ابن أبي نجيح أنه قال: ((ألم) اسم من أسماء القرآن)، ومثله قال قتادة وزيد بن أسلم، قال ابن كثير: ولعل هذا يرجع إلى معنى قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: أنه اسم من أسماء السور، فإن كل سورة يطلق عليها اسم القرآن، إذ يبعد أن يكون (المص) اسما للقرآن كله، بل هي سورة الأعراف لا لمجموع القرآن.
الأدلة والشواهد:
- عن أبي هريرة: "أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقرأ في صلاة الصّبح يوم الجمعة: "الم" السّجدة، و"هل أتى على الإنسان". ذكره ابن كثير.

القول الخامس: هي أسماء للقرآن كالفرقان والذكر.
قاله قتادة وذكره ابن عطية وابن كثير.

القول السادس: هي فواتح للسور تدل على أن الكلام الذي ذكر قبل السورة قد تم. ذكره ابن عطية وقد ضعف ابن كثير هذا القول قائلا: فالفصل حاصل بدونها فيما لم تذكر فيه وفيما ذكرت فيه البسملة تلاوة وكتابة.
الأدلة والشواهد:
- قال القاضي أبو محمد: كما يقولون في أول الإنشاد لشهير القصائد: (بل) و (لا بل). ذكره ابن عطية.
- قال الثوري عن ابن أبي نجيح عن مجاهدٍ: "الم" و "حم" و"المص" و "ص" فواتح افتتح اللّه بها القرآن. وكذا قال غيره: عن مجاهدٍ. قال ابن كثير: أنه اسم من أسماء السور، فإن كل سورة يطلق عليها اسم القرآن، إذ يبعد أن يكون (المص) اسما للقرآن كله، بل هي سورة الأعراف لا لمجموع القرآن.
القول السابع: هي حساب أبي جاد لتدل على المدد، كمعرفة مدة ملة محمد صلى الله عليه وسلم وأوقات الحوادث والفتن والملاحم. قاله أبو العالية وغيره. ذكره ابن عطية وقد ضعف ابن كثير هذا القول لعدم وجود دليل صحيح عليه.
الأدلة والشواهد:
- روى الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى: "ألم" هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفا دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو من آلائه وبلائه، وليس منها حرف إلا وهو في مدة أقوام وآجالهم. ذكره ابن كثير.
- روى ابن أبي حاتم ونحوه روى ابن جرير في قول عيسى عليه السلام حين قال: (والألف سنة، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة). ذكره ابن كثير.
- روى محمد بن إسحاق عن جابر بن عبد اللّه بن رئابٍ، قال: مرّ أبو ياسر بن أخطب، في رجالٍ من يهود، برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه [هدًى للمتّقين]}[البقرة: 1، 2] فأتى أخاه حييّ بن أخطب في رجالٍ من اليهود، فقال: تعلمون -واللّه-لقد سمعت محمّدًا يتلو فيما أنزل اللّه عليه: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه} فقال: أنت سمعته؟ قال: نعم. قال: فمشى حييّ بن أخطب في أولئك النّفر من اليهود إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: فقالوا: يا محمّد، ألم يذكر أنّك تتلو فيما أنزل اللّه عليك: {الم * ذلك الكتاب لا [ريب]} ؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بلى". فقالوا: جاءك بهذا جبريل من عند اللّه؟ فقال: "نعم". قالوا: لقد بعث اللّه قبلك أنبياء ما نعلمه بيّن لنبيٍّ منهم ما مدّة ملكه وما أجل أمّته غيرك. فقام حييّ بن أخطب، وأقبل على من كان معه، فقال لهم: الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنةً، أفتدخلون في دين نبيٍّ، إنّما مدّة ملكه وأجل أمّته إحدى وسبعون سنةً؟ ثمّ أقبل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: يا محمّد، هل مع هذا غيره؟ فقال: "نعم"، قال: ما ذاك؟ قال: "{المص}"، قال: هذا أثقل وأطول، الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والصّاد سبعون، فهذه إحدى وثلاثون ومائة سنةٍ. هل مع هذا يا محمّد غيره ؟ قال: "نعم" قال: ما ذاك ؟ قال: "{الر}". قال: هذا أثقل وأطول، الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والرّاء مائتان. فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنةٍ. فهل مع هذا يا محمّد غيره؟ قال: "نعم"، قال: ماذا؟ قال: "{المر}". قال: فهذه أثقل وأطول، الألف واحدةٌ، واللّام ثلاثون، والميم أربعون، والرّاء مائتان، فهذه إحدى وسبعون ومائتان، ثمّ قال: لقد لبّس علينا أمرك يا محمّد، حتّى ما ندري أقليلا أعطيت أم كثيرًا. ثمّ قال: قوموا عنه. ثمّ قال أبو ياسرٍ لأخيه حييّ بن أخطب، ولمن معه من الأحبار: ما يدريكم؟ لعلّه قد جمع هذا لمحمّدٍ كلّه إحدى وسبعون وإحدى وثلاثون ومائةٌ وإحدى وثلاثون ومائتان وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائةٍ وأربع سنين. فقالوا: لقد تشابه علينا أمره، فيزعمون أنّ هؤلاء الآيات نزلت فيهم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهاتٌ} [آل عمران: 7].
ضعفه ابن كثير لأن الكلبي لا يحتج بما انفرد به، وأن هذا المسلك إن كان صحيحا فيجب أن يحسب ما لكل حرف من الحروف الأربعة عشر المقطعة.
قد قام ابن جرير بالجمع بين كل الأقوال السابقة مستدلا بقول أبي العالية أعلاه فقال: ولا منافاة بين كل واحد منها وبين الآخر وأن الجمع ممكن، فهي أسماء السور، ومن أسماء الله تعالى يفتتح بها السور، فكل حرف منها دل على اسم من أسمائه وصفة من صفاته، كما افتتح سورا كثيرة بتحميده وتسبيحه وتعظيمه، ولا مانع من دلالة الكلمة الواحدة تطلق على معاني كثيرة، كلفظة الأمة التي هي من الألفاظ المشتركة في الاصطلاح، والتي تطلق في القرآن ويراد بها في كل موطن على معنى واحد يدل عليه سياق الكلام.
ولقد عارضه ابن كثير في قوله هذا بأن هذا التوجيه قد يكون صحيحا ولكن لا يحمل على قول أبي العالية الذي زعم فيه أن الحرف دل على هذا وعلى هذا وعلى هذا، أما لفظة الأمة وما أشبهها من الألفاظ المشتركة التي دل القرآن في كل موطن على معنى واحد دل عليه سياق الكلام، أما حمله على مجموع محامله إذا أمكن فمسألة مختلف فيها بين علماء الأصول. أما لفظة (أمة) فهي تدل على كل معانيها بحسب سياق الكلام. وأكمل ابن كثير قوله: فأما دلالة الحرف على اسم يمكن أن يدل على اسم آخر من غير أن يكون أحدهما أولى من الآخر في التقدير أو الاضمار بوضع ولا بغيره، فهذا لا يفهم إلا بتوقيف، والمسألة مختلف فيها وليس فيها إجماع حتى يحكم به.

القول الثامن: هي إشارة إلى حروف المعجم، كأنه يقول للعرب: إنما تحديتكم بنظم من هذه الحروف التي عرفتم، فقوله (الم) بمنزلة قولك: أ، ب، ت، ث، ... لتدل على التسعة والعشرين حرفا. قاله قطرب وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
قال بعض أهل العربية: هي حروف من حروف المعجم، استغنى بذكر ما ذكر منها في أوائل السور عن ذكر بواقيها، التي هي تتمة الثمانية والعشرين حرفا، فيستغني بذكر بعضها عن مجموعها.
رواه ابن جرير وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
ومعناه: أن هذا القرآن المؤلف من هذه الحروف المقطعة التي هي أ، ب، ت، ث، ... فجاء بعضها مقطعا وجاء تمامها مؤلفا، ليدل القوم الذين نزل عليهم القرآن أنه بحروفهم التي يعقلونها، فجاءت هذه الحروف في أوائل السور بيانا لإعجاز القرآن وأنّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنّه [تركّب] من هذه الحروف المقطّعة الّتي يتخاطبون بها.
الأدلة والشواهد:
- روي عن ابن عباس قوله: (أقسم الله بهذه الحروف أن هذا الكتاب الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم: هو الكتاب الذي عنده عزوجل لا شك فيه). ذكره الزجاج.
- ذكر ابن كثير أن كل سورة افتتحت بالحروف فلابد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته، وبالاستقراء نجد تسع وعشرون سورة، ولهذا قال سبحانه: "الم، ذلك الكتاب لا ريب فيه" ومثلها كثير في سور القرآن. وهو حاصل ما ذكره ابن عطية.

القول التاسع: هي أمارة قد جعلها الله لأهل الكتاب أنه سينزل على محمد كتاب في أول سور منه حروف مقطعة. قاله قوم وذكره ابن عطية.

القول العاشر: هي حروف كل واحد منها إما ان يكون من نعمة من نعمه، وإما من اسم ملك من ملائكته، أو نبي من أنبيائه. ذكره ابن عطية.

القول الحادي عشر: هي حروف (الم) أنا الله أعلم، (الر) أنا الله أرى، (المص) أنا الله أعلم وأفصل، (المر) أنا الله أعلم وأرى.
قاله ابن عباس وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

القول الثاني عشر: هي تنبيه ك (يا) في النداء، فقد روي أن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن بمكة، نزلت ليستغربوها فيفتحوا لها أسماعهم، فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة.
قاله قوم رواه ابن جرير وذكره ابن عطية وضعفه ابن كثير محتجا بالتالي:
- بأنه لو كان كذلك لكان ذلك في جميع السور لا يكون في بعضها بل غالبها ليس كذلك.
- ولو كان كذلك لانبغى أيضا الابتداء بها في أوائل الكلام معهم سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك.
- وأن البقرة وآل عمران مدنيتان ليستا خطابا للمشركين.
فانتقض ما ذكروه بهذه الوجوه.
وأرجح ما قيل في الحكمة من ورودها في فواتح السور هو: أن هذا القرآن المؤلف من هذه الحروف المقطعة التي هي أ، ب، ت، ث، ... فجاء بعضها مقطعا وجاء تمامها مؤلفا، ليدل القوم الذين نزل عليهم القرآن أنه بحروفهم التي يعقلونها، فجاءت هذه الحروف في أوائل السور بيانا لإعجاز القرآن وأنّ الخلق عاجزون عن معارضته بمثله، هذا مع أنّه [تركّب] من هذه الحروف المقطّعة الّتي يتخاطبون بها. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

2: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المنافقين بأعيانهم؟
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بعض أعيان المنافقين وذلك استنادا لحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه والذي سمى الرسول صلى الله عليه وسلم به أربعة عشر منافقا في غزوة تبوك الذين هموا أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في ظلماء الليل عند عقبة هناك، وذلك حين عزموا على أن ينفروا به الناقة ليسقط عنها، فأوحى الله إليه أمرهم فأطلع الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك حذيفة.
وعنهم قال تعالى: "وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم".
وقال تعالى: "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين، أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا".
أما غير هؤلاء فإن النبي لم يكن يعلمهم بأعيانهم، وإنما كانت تذكر له صفاتهم فيتوسمها في بعضهم، كما قال تعالى: "ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول".
وأشهرهم عبدالله بن أبي بن سلول رأس النفاق. ذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 رجب 1442هـ/25-02-2021م, 06:57 PM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.
المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
القول الأول: أنه يعود على جميع المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف محمودة في أول السورة. وهذا منقول عن مجاهد، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة كما ذكره ابن كثير، وذكر هذا القول أيضا ابن عطية.
واختاره الطبري راويا عن السدي عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ، وعن أناسٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمّا الّذين يؤمنون بالغيب، فهم المؤمنون من العرب، والّذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب. ثم جمع الفريقين فقال: {أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون})). ذكره ابن كثير.
القول الثاني: أنه يعود على مؤمني أهل الكتاب الموصوفين بقوله تعالى: {والّذين يؤمنون بما أنزل إليك} الآية.
وهذا القول مبني على أن المراد بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ...} هم أهل الكتاب.
ويترتب على هذا القول جواز وجهين من الإعراب في هذه الآية:
الأول: أن تكون منقطعة ممّا قبلها.
الثاني: أن تكون مرفوعة على الابتداء وخبرها {أولئك على هدًى من ربّهم وأولئك هم المفلحون}.
نقل هذا ابن كثير عن الطبري.

2. بيّن ما يلي:
أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
لأنه يرجع عليهم بالعذاب والعقاب والخلود في النار، وهم يعتقدون أنهم يخدعون الله، ويخدعون المؤمنين بإظهار الإيمان وإبطان الكفر حفظا لدمائهم وأموالهم. وما هذا إلا من جهلهم وسوء ظنهم بالله تعالى، فهو سبحانه يعلم كل شيئ.

ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.
• خشية إعراض الأعراب عن الدخول في الإسلام. فقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه))، رواه البخاري ومسلم كما ذكر ابن كثير.
• بيانا أن الحاكم لا يحكم بعلمه، وهذا قول مالك رحمه اله تعالى. فقد قال: ((إنّما كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه)). حكاه ابن كثير. وبه قال القرطبي.
• لأنه -صلى الله عليه وسلم- عاملهم بظاهرهم وهو الإسلام، قال الشافعي: ((إنّما منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل المنافقين ما كانوا يظهرونه من الإسلام مع العلم بنفاقهم؛ لأنّ ما يظهرونه يجبّ ما قبله. ويؤيّد هذا قوله، عليه الصّلاة والسّلام، في الحديث المجمع على صحّته في الصّحيحين وغيرهما: ((أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا الله، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على الله، عزّ وجل)). حكاه ابن كثير.
• لأنه -صلى الله عليه وسلم- لم يدرك على أعيان المنافقين وإنّما كانت تذكر له صفاتهم. وإنما أخبر عن بعضهم كما ثبت في حديث حذيفة بن اليمان في تسمية أولئك الأربعة عشر منافقًا في غزوة تبوك. والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 رجب 1442هـ/26-02-2021م, 09:23 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

المجموعة الثانية:
1. حرّر القول في:
مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
{أولئك} إشارة إلى المذكورين، وهو مبني على الكسر، وكان أصل البناء السكون فحرك لالتقاء الساكنين، والكاف للخطاب.
{وأولئك} الثاني ابتداء، والمفلحون خبره، وهم فصل، لأنه وقع بين معرفتين ويصح أن يكون هم ابتداء، والمفلحون خبره، والجملة خبر أولئك.

2. بيّن ما يلي:
أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.
هم يعتقدون بجهلهم انهم يخدعون الله والمومنون وان ذلك ينفعهم عند الله تعالى،قال تعالى: {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنّهم هم الكاذبون}[المجادلة: 18]؛ ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله: {وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} فهم لايغرّون بصنيعهم هذا ولا يخدعون إلّا أنفسهم، وما يشعرون بذلك من أنفسهم، كما قال تعالى: {إنّ المنافقين يخادعون اللّه وهو خادعهم}[النّساء: 142].


ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.

حكمة ذلك ما ثبت في الصّحيحين: أنّه قال لعمر: «أكره أن يتحدّث العرب أنّ محمّدًا يقتل أصحابه»،
ومعنى ذلك ان فيه صد لكثير من الاعراب عن الدخول في الاسلام دون ان يعلموا سبب قتله لهم،وقال مالك رحمه اللّه: إنّما كفّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن المنافقين ليبيّن لأمّته أنّ الحاكم لا يحكم بعلمه.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 رجب 1442هـ/27-02-2021م, 03:36 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
يكذبون فيها قراءتان بالتخفيف والتثقيل. ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير أما تفصيل القراء فقد ذكره ابن عطية الاندلسي
أما من قرأها بالتثقيل (يكذّبون): بضم الياء وتشديد الذال: ابن كثير ونافع وابو عمرو وابن عامر، وقرأها الباقون بفتح الياء وتخفيف الذال (يكذبون).
من قرأ بالتخفيف (يكذبون) فهم بقولهم أنهم مؤمنين فرد الله عليهم (وما هم بمؤمنين) ومن قرأ بالتثقيل فأنهم يكذّبون رسول الله صلى الله عليهم وسلم (ذكر هذا القول الزجاج)
ويؤيد هذا القول ابن عطية غير أنه زاد على الزجاج أن القراءة بالتخفيف يؤيدها ان سياق الآيات إنما هي إخبار بكذبهم والتوعد بالعذاب الاليم متوجه على الكذب في هذه النازلة إذ هو منطو على الكفر ورجح ابن عطية قراءة التثقيل.
وابن كثير اختار الجمع بين الوصفين فقال أن المنافقين متصفين بالكذب وتكراره منهم فهم كذبة يكذبون بالحق.
2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.
اي أن في قلوب هؤلاء المنافقين مرض وهو الشك في الإسلام وقيل النفاق وقيل الرياء وقيل ايضا أنه عبارة مستعارة للفساد في عقائد هؤلاء النافقين فإما يكون شكا وإما يكون حجدا بسبب حسدهم مع علمهم بصحة ما يجحدون
وقال قوم بل هو غمهم بظهور أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما زيادة ذلك المرض فقد تنوعت أقوال المؤولين له فقالوا أنه زادهم الله بكفرهم كما قال تعالى (بل طبع الله عليهم بكفرهم)
وقال بعض اهل اللغة فزادهم الله بما انزل من القرآن فشكوا فيه كما شكوا في الذي قبله ودليلهم قوله تعالى ( وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا غلى رجسهم) وذكر ابن عطية انه قد يكون دعاء عليهم وقد يكون خبرا بأن الله قد فعل ذلك بهم وأن هذه الزيادة بما ينزل من الوحي ويظهر من البراهين فهي على هؤلاء المنافقين عمى وانهم كلما كذبوا زاد المرض .وذكر ابن كثير عن عبد الرحمن بن أسلم أن مرضهم في الدين وليس في ال اجساد وهو الشك الذي دخلهم في الإسلام فزادهم الله مرضا اي زادهم رجسا غلى رجسهم واستدل بقوله تعالى { واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا غلى رجسهم} قال شرا غلى شرهم وضلالة إلى ضلالتهم وقد أعجب ابن كثير هذا القول وقال انه يدل على أن الجزاء من جنس العمل.
ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية
لان مكة لم يظهر فيها النفاق بل كان خلافه فمن الناس من كان يظهر الكفر مستكرها وهو في الباطن مؤمن كعمار بن ياسر فلما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم ايضا لم يظهر النفاق لأن الإسلام لم تكن شوكته قد ظهرت بعد ولكن لما انتصر المسلمون في غزوة بدر الكبرى وظهر الإسلام كقوة جديدة هنالك عمد بعض الالأوس والخزرج إلى الدخول في الإسلام ليأمنوا على انفسهم وأموالهم وذراريهم.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 رجب 1442هـ/27-02-2021م, 08:41 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.

معنى الختم لغة هو الطبع ، قاله مجاهد و السدي ، ذكر ذلك عنهم ابن كثير و قاله الزجاج ، و ابن عطية والقرطبي.
وذكر الزجاج أن معنى الطبع هو التغطية على الشئ و الاستيثاق من ألا يدخله شيء.
و بين ابن جرير وجه أن الختم نظير الطبع فقال : في قوله تعالى ( ختم اللّه على قلوبهم وعلى سمعهم) نظير الطّبع والختم على ما تدركه الأبصار من الأوعية والظّروف، الّتي لا يوصل إلى ما فيها إلّا بفضّ ذلك عنها ثمّ حلّها، فكذلك لا يصل الإيمان إلى قلوب من وصف اللّه أنّه ختم على قلوبهم وعلى سمعهم إلّا بعد فضّ خاتمه وحلّه رباطه [عنها] ذكر ذلك عنه ابن كثير.
وفسر المفسرون معنى الطبع في الآية على أقوال :
1- الطبع على الحقيقة ، و هو الران : قاله كلاً من مجاهد ذكر ذلك عنه ابن كثير ، و قاله الزجاج وابن عطية وقاله القرطبي و ابن جرير ؛ذكر ذلك عنهم ابن كثير .
و استشهد الجميع بالآية (كلا بل ران على قلوبهم) و قال الزجاج أن معنى الآية : غلب على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
و الطبع على الحقيقة له صور ؛ 1- أن القلب على هيئة كف اليد ، كلما ارتكب ذنباً أو معصية ، انقبض اصبع ، اصبع ؛ رواه الأعمش و ابن جرير عن مجاهد ، ذكر ذلك عنهم ابن كثير و قاله ابن عطية و نسبه لطائفة من المتأولين .
و ذكر ابن كثير رواية الأعمش عن مجاهد (وقال الأعمش: أرانا مجاهدٌ بيده فقال: «كانوا يرون أنّ القلب في مثل هذه -يعني: الكفّ-فإذا أذنب العبد ذنبًا ضمّ منه»، وقال بأصبعه الخنصر هكذا، «فإذا أذنب ضمّ»، وقال بأصبعٍ أخرى،«فإذا أذنب ضمّ»، وقال بأصبعٍ أخرى وهكذا، حتّى ضمّ أصابعه كلّها، ثمّ قال:«يطبع عليه بطابعٍ».
و روى شبهه بن جرير عن مجاهد باختلاف الألفاظ.
و2- قال القرطبي ( والحقّ عندي في ذلك ما صحّ بنظيره الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما روي عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستعتب صقل قلبه، وإن زاد زادت حتّى تعلو قلبه، فذلك الرّان الّذي قال اللّه تعالى:{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}[المطفّفين: 14] » ذكر ذلك عنه ابن كثير.
و قد ذكر ابن كثير قولاً لمجاهد رواه ابن جريج يفرق بين الران و الطبع و القفل
( الرّان أيسر من الطّبع، والطّبع أيسر من الأقفال، والأقفال أشدّ من ذلك كلّه» فيه نظر.
2- أن الطبع على المجاز؛ و أن ما كان في قلوبهم من كفر و ضلال و إعراض هو الختم ، قاله ابن عطية و نسبه إلى آخرون .
3- أن الطبع على المجاز ؛ و لكن فسروا الختم أنه نسب لله تعالى لما كفر و أعرض الكافرون ، كالقول أهلك المال فلاناً ، و إنما أهلكه سوء تصرفه ، ذكره ابن عطية و نسبه لآخرون و هو مفهوم ما حكاه ابن جرير و رده؛ذكر ذلك عنه ابن كثير ،و قال به الزمخشري أيضاً كما ذكر ابن كثير .
ذكر ابن كثير ما حكاه ابن جرير (وقال بعضهم: إنّما معنى قوله: (ختم اللّه على قلوبهم) إخبارٌ من اللّه عن تكبّرهم، وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحقّ، كما يقال: إنّ فلانًا لأصمّ عن هذا الكلام، إذا امتنع من سماعه، ورفع نفسه عن تفهّمه تكبّرًا.
و هو ما رده ابن جرير فقال ( وهذا لا يصحّ؛ لأنّ اللّه قد أخبر أنّه هو الّذي ختم على قلوبهم وأسماعهم) ذكر ذلك عنه بن كثير .
و عقب ابن كثير على ما جاء به الزمخشري من ضلال يوافق معتقده المنحرف، و أن الآيات جاءت تعضد بعضها بعضاً أن الله هو من يحكم عليهم و يطبع على قلوبهم و أسماعهم عقابا ً للكافرين على اعراضهم ابتداءً ؛ قال تعالى ( فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم)، وقوله: (ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ ونذرهم في طغيانهم يعمهون).
4- أن الطبع بالغشاوة :قاله قتادة ذكره عنه ابن كثير ، و حكاه ابن عطية و رده ، و قاله ابن جرير ذكر ذلك عنه ابن كثير .
و ذكر ابن كثير مقالة قتادة : استحوذ عليهم الشّيطان إذ أطاعوه؛ فختم اللّه على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ، فهم لا يبصرون هدًى ولا يسمعون ولا يفقهون ولا يعقلون».
وقال ابن عطية ( قال آخرون: «الختم في الجميع، والغشاوة هي الخاتم).
و هذا قول مبني على قراءة النصب ، و هو ما رده أبي يعلي كما ذكر ابن عطية عنه ذلك .
مما سبق يتبين أن الختم هو الطبع على الحقيقة بالذنوب ( الران ) ، و هو مفهوم كلام الزجاج وابن جرير و القرطبي و ابن كثير، و يكون المعنى ما قاله بن جرير ( فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّ الذّنوب إذا تتابعت على القلوب أغلقتها، وإذا أغلقتها أتاها حينئذٍ الختم من قبل اللّه تعالى والطّبع، فلا يكون للإيمان إليها مسلكٌ، ولا للكفر عنها مخلّصٌ )، فأصبح الختم على القلب و على السمع مانعاً لقبول الحق و اتباعه جزاء عملهم و اعراضهم .

. 2. بيّن ما يلي:
أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.

ذكر الزجاج و ابن عطية أن لها ثلاثة أوجه :
الوجه الأول أن السمع في معنى المصدرالذي يدل على القليل و الكثير ، لذا جاء مفرداً
الوجه الثاني : أنه لما أضاف السمع إليهم دل على معنى الجمع أسماعهم
الوجه الثالث : أن المراد على مواضع سمعهم فحذفت مواضع و أقام المضاف إليه الذي دل عليه .
ب: معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.
قال تعالى : { ومن النّاس من يقول آمنّا باللّه وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8) يخادعون اللّه والّذين آمنوا وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون (9)}
النفاق هو اظهار الخير و إسرار الشر
أنواعه :
1- اعتقادي ؛ و هم المنافقين ، من يُظهرون الإيمان قولاً و عملاً ، لكن يبطنون في قلوبهم ، و هؤلاء من يُخلدون في النار لحقيقة كفرهم التي يعلمها الله .
2- عملي : وهو من أكبر الذّنوب، قال ابن جريج في تعريفه : المنافق يخالف قله فعله، وسرّه علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه.
والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن ، فقد نزلت صفاتهم في سورة التوبة و سورة المنافقين و هي سور مدنية ، أحتيج لبيان صفاتهم للرسوبل صلى الله عليخه و سلم و للمسلمين حتى لا يغرهم أفعالهم و أقوالهم و ينتبهوا لخداعهم ، فلا يضعفهم ما يبثون من اشاعات و لا أفعال يقومون بها ، مثل بنائهم مسجد ضرار .
3- لم تنزل في مكة لأن المجتمع لم يكن فيه منافقين ، لم يكن يحتاج الفرد أن يخفي كفره ، بل كان ألأأمر أن من يؤمن يخفي إيمانه ن و لما قويت شوكة المؤمنين بغلبتهم في بدر بدأ المنافقون بالظهور ، و على رأسهم عبدالله بن أبي سلول ، أظهروا الإيمان تقية من القتل و حماية لأموالهم ، لكن قلوبهم جاحدة كافرة حاقدة ، تتابعت مؤامراتهم مرة مع اليهود و مرة مع مشركي مكة .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 رجب 1442هـ/28-02-2021م, 01:09 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ المجموعة الثانية ⚪


1. حرّر القول في:
▪مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
▫القول الأول : عودة اسم الإشارة إلى الذين وصفتهم سابق الآيات وامتدحهم ربهم بأنهم ، مؤمنون بالغيب مقيمون الصلاة ، ينفقون مما رزقهم الله ، مؤمنون بما أُنزِل إلى رسولهم ومن قبله من المرسلين ، موقنون بالآخرة ، عاملون لها ، ذكر هذا ، ابن عطية وابن كثير. وهو مفهوم كلام الزّجّاج


▫القول الثاني : عودة اسم الإشارة إلى مؤمني أهل الكتاب ، الذين وصفتهم الآيات بأنهم : { والذين يؤمنون بما
أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون } هذا القول ساقه ابن كثير قائلاً أن ابن جرير أورده عن بعضهم


▫القول الثالث : أن اسم الإشارة عائد على الجميع ممن تقدم ذكرهم من مؤمني العرب ومؤمني أهل الكتاب ،هذا القول هو اختيار ابن جرير واستدل له أن لما رُوِي عن ابن عباس وابن مسعود وأناس من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا : أما الذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب ، والذين يؤمنون بما أنزل من قبلك، هم المؤمنون من أهل الكتاب ، ونُقل هذا عن مجاهد وأبي العالية والربيع بن أنس .

2. بيّن ما يلي:
▪أ: لماذا كان النفاق في حقيقته خداعا لأهله وليس خداعا لله ولا للمؤمنين.


▫أ- كان النفاق خداعاً لأهله لوجوه عدة من المعاني أوردها العلماء من المفسرين ، منها أنهم لا يشعرون أن الله يكشف لنبيه صلى الله عليه وسلم ، سرهم ومخادعتهم في قولهم { آمَنَّا} ، ذكره ابن عطية ومنها ، أنهم اغتروا جهلاً وظَنُّوا أن نفاقهم يروج على الله تعالى (سبحانه عما يظنون ) كما يروج على المؤمنين ، فخدعوا بذلك أنفسهم وغرّو بها ، ذكره ابن كثير واستشهد عليه بقوله تعالى { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم } النساء (142 ومنها
أن نفاقهم وخداعهم يعود عليهم بسوء العاقبة والعذاب والمصير إلي النار ، ذكر هذا المعنى الزّجّاج وابن عطية .


▪ب: الحكمة من كفّ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال المنافقين.


▫ب- ذكر العلماء أقوالاً في الحكمة التى جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكفّ عن قتال المنافقين ويعرض عن عقوبتهم منها :
*القول الأول : ما جاء عنه في الصحيحين صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمر : ( أكره أن تقول العرب أن محمداً يقتل أصحابه ) ، وقوله هذا عليه الصلاة والسلام فيه أحتراز من صدّ كثير من الأعراب عن الإسلام لما يقع في قلوبهم من الشك في حقيقة قتلهم لما يخفى عليهم من سبب القتل وعلته ،وعقب على هذا القول القرطبي رحمه الله بقوله ، هذا كما كان عليه الصلاة والسلام يُعطي المؤلفة قلوبهم استمالة لهم مع علمه بشر اعتقادهم
*القول الثاني : قال الإمام مالك رحمه الله ، إنما كُفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنافقين ليبين لإمته أن الحاكم لا يحكم بعلمه .
*القول الثالث : قاله الشافعي رحمه الله تعالى : إن مايُظهرونه من الإسلام يجبّ ما قبله ، فليس لنا الإ الظواهر من الناس ، يتأيد هذا القول بحديثه عليه الصلاة والسلام :
: «أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا (بحقّها، وحسابهم على اللّه، عزّ وجلّ». مخرّج في الصحيحين
*القول الثالث : أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يخافهم ولا يخشى كيدهم وشرهم فهو بينهم رسول يُوحَى إليه تتنزل عليه الآيات بينات ، وهذا خلاف معاملتهم بعده صلى الله عليه وسلم متى أظهروا نفاقهم وأسفروا عن قبيح حقيقتهم فهم حينها زنادقة لهم أحكام وتشريع فيها تفصيل وتأصيل لأهل العلم .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 رجب 1442هـ/1-03-2021م, 05:55 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الأول من تفسير سورة البقرة
(من أول السورة حتى الآية 10)


أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم، ونشيد باجتهادكم وتميزكم في أول مقرّرات تلك السورة المباركة، ونسأل الله لكم مزيدا من التوفيق والسداد.
وإنه مما يعين الطالب على إحسان دراسته والصبر عليها معرفته بقدر وشرف ما يدرس، فيهون عليه كل تعب وكل مشقّة في سبيل تحصيل هذا الفضل وهذا الشرف بإذن الله.
ويجدر بنا ونحن في أول دراستنا لهذه السورة المباركة من هذه التفاسير الفاضلة أن ننبّه على أمور:
فأولها: أن ابن عطية الأندلسي -رحمه الله - كان أشعري العقيدة، ولعلكم تعرّفتم على شيء من عقيدة الأشاعرة خاصّة في باب الصفات، فيستفاد مما أحسن فيه في تفسيره القيّم -رحمه الله-، ويجتنب ما خالف فيه أهل السنة، وسنجتهد قدر المستطاع في بيان ما يقابلنا من ذلك في هذه المجالس إن شاء الله.
وثانيها: أنه قد تقابلنا في تفسير ابن عطية عبارة: "قال القاضي أبو محمد"، فنفيدكم أن القاضي أبو محمد هو نفسه ابن عطية الأندلسي، وهذه العبارة قد يضعها المؤلّف نفسه، أو يضعها محقّق الكتاب لتمييز كلام المؤلف عن كلام غيره، لذا تجدونها غالبا وسط نقول متعدّدة عن أهل العلم، وهذا أيضا تجدونه في غيره من التفاسير كتفسير الطبري فإننا قد نجده-رحمه الله- بعد أن يورد أقوال السلف ويبدأ في التعليق على هذه المرويات يقول: "قال أبو جعفر".
ثالثا: مسائل اللغة التي يذكرها المفسّرون في تفسير الآية كمسائل الإعراب ونحوها ومنهم الزجاج وابن عطية -رحمهما الله- إذا كانت لا تؤثّر في تفسير الآية فلا يشترط التعرّض لها في سؤال التفسير، وقد ينتقى منها ما يكون له أثر حسن في بيان المعنى وإن لم يكن متوقّفا عليه.
رابعا: مسائل القراءات كذلك، نأخذ منها ما له أثر في المعنى فقط ويتغير بتغيّرها معنى الآية، لأنكم ستلاحظون تعرّض الزجاج وابن عطية كذلك للقراءات، سواء ما كان منها له أثر على المعنى أو لا، بل كثيرا ما يذكرون قراءات لم يعد يقرأ به بعد الجمع العثماني، وهذا قد يفيد في توجيه بعض الأقوال والترجيح بينها كما سيتبيّن لكم لاحقا إن شاء الله.
وأخيرا: نوصيكم بالتزام ما تعلمتموه في دورة المهارات الأساسية في التفسير من طريقة استخلاص أقوال المفسّرين ونسبتها والاستدلال لها ومناقشتها وملاحظة ما بينها من أوجه التشابه أو الاختلاف أثناء دراسة التفسير في هذا المستوى وفيما يليه من المستويات المتقدّمة إن شاء الله، فإن التفاسير المقرّرة للدراسة مهما كثر عددها أو تشعّبت المسائل الواردة فيها فإنها في النهاية تسهل دراستها -إن شاء الله- لو اتّبعنا الطريقة العلمية في الدراسة والمذاكرة.
نسأل الله لكم الثبات والتوفيق والسداد.



المجموعة الأولى:
1: إيمان جلال أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
يفضل أن تفصلي بين الأقوال التي تكلمت في معنى الحروف المقطعة وبين الأقوال التي تكلمت في الحكمة من ورودها أيا كان معناها.


المجموعة الثانية:
2: فروخ الأكبروف أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

3: رفعة القحطاني د
بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: المطلوب بيان مرجع اسم الإشارة، وليس الإعراب.

4: سعاد مختار أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: لكي تتضح المسألة أكثر، فإنه يفضل بيان أقوال المفسّرين أولا في الموصوفين في الآيتين، ثم بيان مرجع اسم الإشارة.
فالقول الأول: أن الآيتين وصف لجميع المؤمنين عربهم وكتابيّهم.
الثاني: أن الآيتين وصف لمؤمني أهل الكتاب.
الثالث: أن الآية الأولى وصف لمؤمني العرب والثانية وصف لمؤمني أهل الكتاب.
أما الأقوال في مرجع اسم الإشارة فهي على قولين:
1: إما أن يعود للمذكورين جميعا في الآيتين، أيا كان تحديدهم.
2: أو يعود على مؤمني أهل الكتاب المذكورين في الآية الثانية، وذلك باعتبار القول الثالث.


المجموعة الثالثة:
5: هنادي القمحاوي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


المجموعة الرابعة:
6: رولا بدوي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 شوال 1442هـ/30-05-2021م, 11:39 AM
مؤمن عجلان مؤمن عجلان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 255
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
فيها قرآتان مشهورتان
1- بفتح الياء وتخفيف الذال: بمعني أنهم كاذبون في ادعائهم الإيمان فهو إخبار عن حالهم وهي قراءة الجمهور
2- بضم الياء وتشديد الذال: علي أنهم يكذبون النبي صلي الله عليه وسلم وهي وصف لفعلهم وهي قراءة ابن كثير المكي ونافع المدني وابوعمرو البصري وابن عامر الدمشقي ورحج أن عطيه قراءة التثقيل
2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.
معني قوله تعالي ( مرض ):
اختلفت عبارات المفسرين في معني المرض علي أقوال منها
هو الشك وهو قول ابن مسعود وابن عباس من الصحابة
هو النفاق حكاه الضحاك عن ابن عباس
وعن عكرمة وطاووس هو الرياء
ونقل ابن عطيه عن قوم لم يسمهم أن المرض هو غم المنافقين بظهور أمر النبي صلي الله عليه وسلم.
وهي أقوال صحيحة متلازمة, فإن المنافقين في قلوبهم شك من ظهور أمر النبي صلي الله عليه وفي نفس الوقت لا يريدون أمره أن يظهر لن معني ذلك التزامهم بالأوامر والنواهي, وهم ما يعملون من أعمال البر إنما هي رياء لحفظ دمائهم وأموالهم لا رغبة في الثواب والجزاء أو خوفا من العقاب.
ومعني قوله تعالي ( فزادهم الله مرضا): أن الله عز وجل اقتضت حكمته أن الجزاء من جنس العمل, فمن كان مؤمنا ويحرص علي زيادة إيمانه فإن الله يزيده إيمانا ومن كان في قلبه شك ومرض فإن الله يزيده شكاً ومرضا كقوله تعالي (فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم).
وعلي هذا يكون زيادة مرضهم
1- إما بكفرهم وزيادتهم في الكفر بأن يطبع الله علي قلوبهم فلا يؤمنون
2- زيادة شكهم في القرآن بما ينزل الله من الآيات والبراهين القاطعة فكلما كذبوا كلما زادهم مرضاً.
وقال أبن عطيه في قوله (فزادهم الله مرضاً) هي إما دعاء عليهم أو هي علي الخبرية بأن الله فعل بهم ذلك عقوبة لهم علي شكهم.

ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
وذلك لأنه لم يكن في مكة نفاق, إنما هو كفر وإيمان, فناسب في السور المكية أن يذكر فيها احوال المؤمنين وثوابهم وعقاب الكافرين وجزائهم.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 شوال 1442هـ/8-06-2021م, 06:47 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن عجلان مشاهدة المشاركة
المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
فيها قرآتان مشهورتان
1- بفتح الياء وتخفيف الذال: بمعني أنهم كاذبون في ادعائهم الإيمان فهو إخبار عن حالهم وهي قراءة الجمهور [من السبعة؛ فهي قراءة عاصم والكسائي وحمزة، أي وفقًا لقراءة السبعة فقد قرأ أكثرهم بالتثقيل]
2- بضم الياء وتشديد الذال: علي أنهم يكذبون النبي صلي الله عليه وسلم وهي وصف لفعلهم وهي قراءة ابن كثير المكي ونافع المدني وابوعمرو البصري وابن عامر الدمشقي ورحج أن عطيه قراءة التثقيل
[لا يصح الترجيح بين القراءات الصحيحة، بل يُحمل معنى الآية على معنى القراءتين، وراجع في ذلك تفسير ابن كثير رحمه الله]
2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.
معني قوله تعالي ( مرض ):
اختلفت عبارات المفسرين في معني المرض علي أقوال منها
هو الشك وهو قول ابن مسعود وابن عباس من الصحابة
هو النفاق حكاه الضحاك عن ابن عباس
وعن عكرمة وطاووس هو الرياء
ونقل ابن عطيه عن قوم لم يسمهم أن المرض هو غم المنافقين بظهور أمر النبي صلي الله عليه وسلم.
وهي أقوال صحيحة متلازمة, فإن المنافقين في قلوبهم شك من ظهور أمر النبي صلي الله عليه وفي نفس الوقت لا يريدون أمره أن يظهر لن معني ذلك التزامهم بالأوامر والنواهي, وهم ما يعملون من أعمال البر إنما هي رياء لحفظ دمائهم وأموالهم لا رغبة في الثواب والجزاء أو خوفا من العقاب.
ومعني قوله تعالي ( فزادهم الله مرضا): أن الله عز وجل اقتضت حكمته أن الجزاء من جنس العمل, فمن كان مؤمنا ويحرص علي زيادة إيمانه فإن الله يزيده إيمانا ومن كان في قلبه شك ومرض فإن الله يزيده شكاً ومرضا كقوله تعالي (فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم).
وعلي هذا يكون زيادة مرضهم
1- إما بكفرهم وزيادتهم في الكفر بأن يطبع الله علي قلوبهم فلا يؤمنون
2- زيادة شكهم في القرآن بما ينزل الله من الآيات والبراهين القاطعة فكلما كذبوا كلما زادهم مرضاً.
وقال أبن عطيه في قوله (فزادهم الله مرضاً) هي إما دعاء عليهم أو هي علي الخبرية بأن الله فعل بهم ذلك عقوبة لهم علي شكهم.

ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
وذلك لأنه لم يكن في مكة نفاق, إنما هو كفر وإيمان, فناسب في السور المكية أن يذكر فيها احوال المؤمنين وثوابهم وعقاب الكافرين وجزائهم.
التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
خُصمت نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir