المجموعة الثالثة:
1. حرّر القول في:
القراءات في قوله تعالى: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}، وبيّن معنى الآية على كل قراءة.
فيها قرآتان مشهورتان
1- بفتح الياء وتخفيف الذال: بمعني أنهم كاذبون في ادعائهم الإيمان فهو إخبار عن حالهم وهي قراءة الجمهور
2- بضم الياء وتشديد الذال: علي أنهم يكذبون النبي صلي الله عليه وسلم وهي وصف لفعلهم وهي قراءة ابن كثير المكي ونافع المدني وابوعمرو البصري وابن عامر الدمشقي ورحج أن عطيه قراءة التثقيل
2. بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}.
معني قوله تعالي ( مرض ):
اختلفت عبارات المفسرين في معني المرض علي أقوال منها
هو الشك وهو قول ابن مسعود وابن عباس من الصحابة
هو النفاق حكاه الضحاك عن ابن عباس
وعن عكرمة وطاووس هو الرياء
ونقل ابن عطيه عن قوم لم يسمهم أن المرض هو غم المنافقين بظهور أمر النبي صلي الله عليه وسلم.
وهي أقوال صحيحة متلازمة, فإن المنافقين في قلوبهم شك من ظهور أمر النبي صلي الله عليه وفي نفس الوقت لا يريدون أمره أن يظهر لن معني ذلك التزامهم بالأوامر والنواهي, وهم ما يعملون من أعمال البر إنما هي رياء لحفظ دمائهم وأموالهم لا رغبة في الثواب والجزاء أو خوفا من العقاب.
ومعني قوله تعالي ( فزادهم الله مرضا): أن الله عز وجل اقتضت حكمته أن الجزاء من جنس العمل, فمن كان مؤمنا ويحرص علي زيادة إيمانه فإن الله يزيده إيمانا ومن كان في قلبه شك ومرض فإن الله يزيده شكاً ومرضا كقوله تعالي (فأمّا الّذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون (124) وأمّا الّذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم).
وعلي هذا يكون زيادة مرضهم
1- إما بكفرهم وزيادتهم في الكفر بأن يطبع الله علي قلوبهم فلا يؤمنون
2- زيادة شكهم في القرآن بما ينزل الله من الآيات والبراهين القاطعة فكلما كذبوا كلما زادهم مرضاً.
وقال أبن عطيه في قوله (فزادهم الله مرضاً) هي إما دعاء عليهم أو هي علي الخبرية بأن الله فعل بهم ذلك عقوبة لهم علي شكهم.
ب: سبب عدم ظهور النفاق في السور المكية.
وذلك لأنه لم يكن في مكة نفاق, إنما هو كفر وإيمان, فناسب في السور المكية أن يذكر فيها احوال المؤمنين وثوابهم وعقاب الكافرين وجزائهم.