استخلص الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير صدر سورة عبس.
أن عتاب الله تعالى لنبيه في موقف عظيم كان حينها النبي عليه السلام منصبا لإقناع أحدهم بالإسلام ويطمع أن يهديه الله على يده في حين أعرضعن المؤمن المشتاق لذكر الله فالله عز وجل يريدلنبيه أصول التواصل الصحيح مع العباد بحيث يعطي الاهتمام لمن يستحق ويترك من لا يستحق بحضور من يستحق لذلك أراد الله عز وجل أن يبين لرسوله الكريم مكانة المؤمن وواجبه نحوه حين حضوره فالله يرفع من يعظم شعائره .
حرص الرسول على الدعوة للإسلام بشتى الطرق
• قد أخبر الله تعالى عن النبي بأنه “حريصٌ عليكم” حيث أنه يفعل كل ما في وسعه من أجل هداية الناس إلى الإسلام، ولقد تكرر عتاب الله تعالى لرسوله بسبب شدة حرصه على دعوة الناس لدرجة أنه قال عنه في أكثر من موضع من القرآن أن نفس الرسول تكاد تذهب عليهم من فرط الحزن والأسى لعدم إيمانهم به.
• وجّه الله تعالى في نهاية الآية إلى أن النبي تتوقف مهمته على التبليغ وألا يهتم بما إذا آمنوا أم لم يؤمنوا.
العمى الحقيقي هو عمى البصيرة
• جاءت سورة عبس لتوضّح أن عبد الله بن مكتوم الضرير أفضل بكثير من كبار وسادة قريش الذين يعرضون عن الدعوة بسبب عمى بصيرتهم.
• يجب علينا ألا ننشغل بالمظاهر ونبحث عن جوهر الأشخاص وإيمانهم، فإذا كانوا أقوى إيمانًا وأنقى جوهرًا كانوا هم أولى بالقرب من الأشخاص ذوي المظهر البرّاق ولكنهم في حقيقة الأمر لا يستحقون عناء التقرب منهم أو محاولة نفعهم لأنهم لا يريدون الصلاح لأنفسهم بسبب فساد بصيرتهم.
ضرورة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة
• يحتاج ذوي الاحتياجات الخاصة إلى العناية بهم، وعبّر الله تعالى بلفظ الأعمى على وجه الخصوص دون ذكر اسم الشخص ليدل على أن النفس البشرية لا تُعطي لهذه الفئة من الناس حقهم من الرعاية.
• يدل هذا الأمر على عدل الإسلام حيث أنه يُسوي تمامًا بين الفقراء وبين الأغنياء وبين أصحاب العاهات وبين سادات القوم دون تفريق بينهم، بل على العكس ربما يكون الفقير أو المُعاق أفضل إذا كان أكثر تقوى وحرصًا على الإسلام من غيره.
المجموعة الأولى:
1. فسّر بإيجاز قوله تعالى:
{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ()}.
{ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } أي: موجفة ومنزعجة من شدة ما ترى وتسمع.
{ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } أي: ذليلة حقيرة، قد ملك قلوبهم الخوف، وأذهل أفئدتهم الفزع، وغلب عليهم التأسف [واستولت عليهم] الحسرة.
يقولون أي: الكفار في الدنيا، على وجه التكذيب: { أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً } أي: بالية فتاتا.
{ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } أي: استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة، جهلا [منهم] بقدرة الله، وتجرؤا عليه.
قال الله في بيان سهولة هذا الأمر عليه: { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } ينفخ فيها في الصور.
فإذا الخلائق كلهم { بِالسَّاهِرَةِ } أي: على وجه الأرض، قيام ينظرون، فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم.
2. حرّر القول في:
المراد بـالنازعات في قوله تعالى: {والنازعات غرقا}.
قال ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ ومسروقٌ وسعيد بن جبيرٍ وأبو صالحٍ وأبو الضّحى والسّدّيّ: {والنّازعات غرقاً}: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعسرٍ فتغرق في نزعها.
3. بيّن ما يلي:
أ: صفات الملائكة التي أقسم الله بها في أول سورة النازعات.
" والنازعات غرقا "
أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا
" والناشطات نشطا "
والملائكة التي تجذب أرواح المؤمنين بنشاط ورفق
" والسابحات سبحا "
والملائكة التي تسبح في نزولها من السماء وصعودها إليها,
" فالسابقات سبقا "
فالملائكة التي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء; لئلا تسرقه ,
" فالمدبرات أمرا "
فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه , فإن فعل فقد أشرك- لتبعثن الخلائق وتحاسب,
ب: دلائل حفظ الله تعالى لكتابه.
إن الله تعالى جعل كتابه في اللوح المحفوظ ثم انزله بيد ملائكة كرام لا يعصون الله ما أمرهم يتنفسون ذكره ، ثم يحفظه في صدور المؤمنين الذين يعظمون كتاب الله تعالى ، يقول تعالى : فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)