المجموعة الرابعة:
س1: ما هي أهمّ مباحث علم فضائل القرآن؟
- بيان معاني أسماء القرآن وصفاته الواردة في القرآن، وهوأحسن المداخل لبيان فضائل القران لأنه مبني على تدبر ما وصف الله به كتابه، وتأمل معاني تلك الصفات وآثارها ومقتضياتها.
- جمع الأحاديث والآثار المروية في فضائل القرآن.
-بيان فضل تلاوة القرآن وفضل اتباع هداه.
- بيان فضل أهل القرآن، وهو فرع عن فضل القرآن.
- بيان فضل تعلم القرآن وتعليمه.
- فضائل بعض الآيات والسور.
- تفاضل آيات القرآن وسوره.
- بيان خواص القرآن.
س2: بيّن ثمرات التفكّر في صفات القرآن.
- أنها تبصر المؤمن بأوجه فضائل القرآن فيوقره ويعظمه.
- أنها تهب المؤمن اليقين بصحة منهجه،فيزداد تبصرة وثباتا كما قال الله تعالى: { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}، وقال: { إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77) إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)}
- أنها ترغّب المؤمن في الارتباط بالقران في كل حياته ؛ تعلما وتعليما وتدبرا وإيمانا له وتصديقا لأخباره.
-أنها تشد عزيمة العبد في تلاوته والانتفاع به، وتدحض كيد الشيطان وتثبيطه.
- أنها تحصن المؤمن من طلب منهل للعلم والمعرفة يخالف منهج القران.
- أنها سبب للعصمة من الضلالة والفتن.
- التفقه في فضائل القران على طريقة أهل العلم من أعظم أوجه إعداد العدة للدعوة إلى الله تعالى، والترغيب في تلاوة كتابه واتّباع هداه.
س3: اذكر أدلّة الصفات التالية للقرآن مع بيان معانيها بإيجاز.
أ - عليّ
أما وصفه بأنه عليٌّ فقد ورد في قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}وهذا الوصف يشمل علوَّ قدره ومنزلته، وعلو صفاته، وتنزهه عن الباطل والاختلاف والتناقض والضعف وسائر ما لا يليق بكلام الله تعالى من أوصاف النقص، وهذا الوصف له ما يقتضيه كما قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}، قال: بـين شرفه في الملأ الأعلى، ليشرِّفَه ويعظِّمَه ويطيعَه أهل الأرض).
ب - عزيز
وصفه بأنه عزيزلتضمنه عزة القدر وعزة الغلبة وعزَة الامتناع:
- فأما عزة القدر فلأنه أفضل الكلام وأحسنه،وهو عزيز القدر عند الله، وعند الملائكة، وعند المؤمنين.
قال الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}وفي مسند الإمام أحمد من حديث جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد )).
- وأما عزة غلبته فلأن حججه غالبة دامغة لكل باطل كما قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ}.
ومن عزة غلبته أنه غلب فصحاء العرب وأساطين البلاغة فلم يقدروا على أن يأتوا بمثله، ولا بمثل سورة واحدة منه.
- وأما عزة الامتناع فلأن الله تعالى أعزه وحفظه حفظا تاما من وقت نزوله إلى حين يقبضه في آخر الزمان كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
ج - مبارك
وأما وصفه بأنّه مبارك؛ فلأن الذي باركه هو الله تعالى، ومعنى باركه أي أودع فيه البركة، وهي الخير الكثير المتزايد ، في ألفاظه ، ومعانيه ،ودلائله ، ولمن آمن به واتبعه.
فمن بركاته: هداياته العظيمة التي يهدي بها للتي هي أقوم في كلّ شيء.
ومن بركاته: شفاؤه لما في الصدور، ولأدواء النفوس والأبدان.
ومن بركاته: كثرة ثواب تلاوته وتنوّعه.
ومن بركاته: ما يفيد من العلم والحكمة واليقين، والبصيرة في الدين.
ومن بركاته: ما يحصل به من جلاء الحزن، وذهاب الغم، ونور الصدر، وطمأنينة القلب، وسكينة النفس.
وأما بركاته في الآخرة فبركات عظيمة جليلة، فهو مبارك على المؤمن في قبره، وفي الموقف العظيم، وفي الحساب، وفي الميزان، وفي الصراط، وعند ارتقائه في درجات الجنة.
د- موعظة
مواعظ القرآن أحسن المواعظ وأنفعها، وأعظمها أثرا،وقد قال الله تعالى: {إنّ الله نعمّا يعظكم به}؛ ومن تأمّل مواعظ القرآن وجدها دالّة على الخير والرحمة والإصلاح والنهي عن السوء والفساد والمنكرات، ولذلك ما حلّت في قلب إلا أثمرت فيه هداية وصلاحا وخيرا عظيما.قال الله تعالى :{ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)}.
س4: تحدّث عن عظمة القرآن بإيجاز
وصف القرآن بأنه عظيم ، لعظمة قَدْرِهِ في الدنيا والآخرة، وَعَظَمَةَ صفاته.
فأما عظمة قدره في الدنيا فتتبين من وجوه كثيرة:
منها: أنه كلام الله تعالى.
ومنها: إقسام الله تعالى به.
ومنها: كثرة أسمائه وأوصافه الدالة على عظمة قدره.
ومنها: أنه حاكمٌ على ما قبله من الكتب، وناسخ لها، ومهيمن عليها.
ومنها: أنه فرقان بين الهدى والضلالة، والحقّ والباطل.
والأوجه الدالة على بيان عظمة قدْره كثيرة يتعذر حصرها.
وأما عظمة قدره في الآخرة فمن دلائلها:
- أنه يظل صاحبه في الموقف العظيم.
- وأنه شافع مشفّع وماحل مصدّق.
- وأنه يحاجّ عن صاحبه ويشهد له.
قال ابن القيّم رحمه الله: (القرآن كلام الله، وقد تجلى الله فيه لعباده بأسمائه وصفاته؛ فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال؛ فتخضع الأعناق وتنكسر النفوس وتخشع الأصوات ويذوب الكبر كما يذوب الملح في الماء.)
س5: ما هي اقتراحاتك للطرق المناسبة لنشر فضائل القرآن في هذا العصر؟ وكيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
- بسط أمثلة عملية تدل على بركة القرآن وفضله من خلال:
1- سير بعض القرأة المعاصرين من أهل زماننا، وبيان فضل القرآن عليهم ، فإن النفوس تعلقها بما هومنظور في عصرها ، أعظم أثرا ، وأعمق في التأثير .
2- بعض الوقائع والأحداث المدلهمة وأثر القرآن وأهله في بعض الأماكن من البسيطة ، في دفع محن تلك الأحداث ، والتخفيف من شدتها ، وتقوية عزائم الناس.
- استحضار تاريخ القرآن ، وفضله على الأمة في محطات كثيرة .
- عقد ندوات ودورات علمية خاصة بفضائل القرآن .
- اعتماد فضائل القرآن ضمن المنهاج المدرس في المعاهد والكليات .
- إنجاز مساهمات بحثية أكاديمية وغير أكاديمية تخص جانب فضائل القرآن.
وأما كيف يستفاد منها في الدعوة إلى الله تعالى؟
فمن خلال الاستمساك بمنهج القرآن الكريم وأصوله، ووسائله, وأساليبه وصفاته، لأنها وحي من الله تعالى وهو رب الناس وخالقهم كما شاء بما شاء, فهو أعلم ما هو أدعى للقبول عندهم, وهو منهج أول من دعا الناس إليه وإلى دار السلام.