إجابة أسئلة المجموعة الثانية
س1: بيّن دلالة سورة الفاتحة على أنواع التوحيد.
ج: تضمنت سورة الفاتحة أنواع التوحيد الثلاثة:
1- توحيد الربوبية؛ ويؤخذ من قوله تعالى: (رب العالمين), إذ أن الرب: هو المربي لجميع العالمين – وهم من سوى الله – و(العالمون): جمع العالم. وتربيته تعالى لخلقه نوعان:
- تربية عامة: وهي خلقه إياهم, ورزقهم, وإنعامه عليهم وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي يكون بقاؤهم في الدنيا بها.
- تربية خاصة: وهي تربية أوليائه, يربيهم بالإيمان الذي ارتضاه لهم, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويصرف عنهم ما يحول بينهم وبينه.
فقوله تعالى: (رب العالمين) يدل على انفراده سبحانه بالخلق والتدبير والإنعام, وغناه عن الخلق, وفقرهم إليه.
2-توحيد الألوهية؛ وهو إفراد الله تعالى بالعبادة, ويؤخذ من لفظ: (الله) ومن قوله سبحانه: (إياك نعبد).
3-توحيد الأسماء والصفات؛ ويراد به إثبات صفات الكمال لله تعالى التي أثبتها لنفسه, وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم, من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, ويؤخذ من لفظ (الحمد).
س2: ما الحكمة من تقديم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين{؟
ج: العبادة:هي كل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة, وهي الخوف والخضوع للمعبود مع كمال المحبة والتعظيم. ولا معبود بحق إلا الله تعالى. وشرطا العبادة الإخلاص والمتابعة.
و الاستعانة:هي الاعتماد على الله في جلب النفع ودفع الضرر, مع الثقة به سبحانه في فعل ذلك.
وقدم الله تعالى (العبادة) على (الاستعانة) من باب تقديم العام على الخاص, واهتماما" بتقديم حق المعبود على حق العبد.
وقد ذكر (الاستعانة) بعد (العبادة) رغم دخولها فيها, لحاجة العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله.
س3: بيّن الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة.
ج: سورة الفاتحة على الرغم من قصرها, إلا أنها تتضمن قواعد سلوكية جمة وعظيمة, لها التأثير البالغ في حياة المسلم وسيره إلى الله, ومنها:
(بسم الله الرحمن الرحيم)
-أن يبتديء كل طاعة باسم الله؛ لما في ذلك من حسن البدء, واستحضار النية, والدخول في معية الله سبحانه, فلا يزال رطبا" لسانه, مطمئنا" قلبه بذكر ربه.
(الحمد لله)
-الشكر على النعمة, وحفظ الفضل لأهله:
فأما شكر النعمة فلأن المنعم الجواد الكريم – سبحانه- قد أغدق نعمه على خلقه من غير حاجة منه إليهم, فهو الغني عنهم, وأمر الموحدين منهم بالشكر طاعة له وثمنا" لنيل جنات النعيم (اعملوا آل داود شكرا).
وأما حفظ الفضل لأهله؛ فالله صاحب الفضل العظيم, ونبيه صلى الله عليه وسلم له على أمته فضل, وللوالدين فضل, ولمعلمي الناس الخير فضل, فاحفظ لكل ذي فضل فضله, فإن ذلك من نفاسة المعدن, ونقاء السريرة, وشرف النفس.
(رب العالمين)
-خلق الخلق ورباهم, فكفل لك رزقك, وسخر لك ما تحتاجه لتستقيم حياتك, فلا يشغلنك جمع المال عن عبادة ربك, ولا تخش فوات الرزق أبدا, ولا يحملنك خوف الفقر على أن تمد للحرام يدا, أو أن تخشى من ذي العرش إقلالا.
و(رب العالمين) رب كل شيء ومليكه, قدر في كونه مقادير كل شيء, فلا يقع في ملكه إلا ما يريد, فلا يخيفنك صاحب سلطان ما دام سلطان ربك باقيا, فإنك تأوي إلى ركن شديد, (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف).
(الرحمن الرحيم)
-أن يكون العبد رحيما" بغيره, راجيا" بذلك رحمة (الرحمن الرحيم), إذ كيف يكون السفر بغير راحلة؟ أم كيف يكون الحج بغير إحرام؟ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
(مالك يوم الدين)
-اسلك طريق ربك مستقيما, ولا يحزنك ظلم الظالمين- وإن أسموه عدل المنصفين – فمن وراء ظلمهم يوم تعقد فيه محكمة السماء, ويقضي فيه من لا رآد لقضائه, ولا معقب لحكمه, فطب نفسا إذا حكم القضاء,(وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير), (ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا), (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة).
(إياك نعبد)
-لقد خلقنا لعبادة رب واحد لا شريك له, فأن أخلصناها له سبحانه, وقفونا أثر نبيه صلى الله عليه وسلم, وإلا فسدت, فما الدنيا كسوق عقد ثم انفض, ربح فيه من عبد ربه مخلصا متابعا, وخسر فيه حبط عمله.
(وإياك نستعين)
-استعن بالله في كل عبادة, فإنما تيسيرها بعون من الله, ولا تعتمد إلا على ربك, فإنه بكل جميل كفيل, وهو حسبنا ونعم الوكيل.
(اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم)
-أيها السائر على صراط الله المستقيم؛ احذر, فعليه أبواب مفتحة, وعلى الأبواب ستور مرخاه, ولا نجاة لك إلا بسنة الهادي محمد صلى الله عليه وسلم, عض عليها بالنواجذ.
(غير المغضوب عليهم ولا الضآلين)
-أيها العابد لله؛ إياك وموالاة اليهود, فإنها غضب الله, وإياك ومداهنة النصارى, فإنها الضلال.