المجموعة الأولى:
س1: اكتب عن سيرة اثنين من التابعين مبيّنا ما استفدته من دراستك لسيرتهما.
يزيد الربيع بن خثيم الثوري ت: 61هـ
من المخضرمين أدرك الجاهلية والإسلام، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم.
نزل الكوفة وصحب ابن مسعود؛ وتعلم منه
وهو ثقة جليل القدر عابد زاهد من العلماء الحكماء ، وله وصايا مأثورة أفرد لها ابن أبي شيبة باباً في مصنفه في كتاب الزهد
قال بكر بن ماعز: كان عبد الله بن مسعود إذا رأى الربيع بن خثيم مقبلا قال (وبشر المخبتين)، أما والله لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك
وقال ابن الكواء للربيع بن خثيم: ما نراك تذم أحدا ولا تعيبه
قال: (ويلك يا ابن الكواء! ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمي إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله على ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم)
وكان حريصاً على تحقيق الإخلاص معتنياً به، قالت سرّيته:كان الربيع يدخل عليه الداخل وفي حجره المصحف يقرأ فيه فيغطيه.
من وصاياه:
- ما رواه ابن أبي شيبة من طريق سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه عن بكر بن ماعز أن الربيع بن خثيم قال له:
(يا بكر، اخزن عليك لسانك إلا مما لك ولا عليك، فإني اتهمت الناس على ديني، أطع الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، ما خيركم اليوم بخيرٍ، ولكنه خيرٌ من آخر شر منه، ما تتبعون الخير كل اتباعه، ولا تفرون من الشر حق فراره، ما كل ما أنزل الله على محمدٍ أدركتم، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو، السرائر اللاتي يخفين على الناس هن لله بَوَادٍ، ابتغوا دواءها)ثم يقول لنفسه:(وما دواؤها؟ أن تتوب ثم لا تعود)
روى عن:ابن مسعود
روى عنه:الشعبي، وسعيد بن مسروق الثوري أبو سفيان، وبكر بن ماعز، وأبو رزين، ومنذر الثوري، ونسير بن ذعلوق، وغيرهم.
من مروياته في التفسير:
- عن الربيع بن خثيم في قوله: (وأحاطت به خطيئته)، قال:(هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب)رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
أبو عائشة مسروق بن الأجدع الهمْداني (ت:62هـ)
من المخضرمين أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه، وصلى خلف أبي بكر رضي الله عنه.
وهو امام عالم عابد فقيه من كبار التابعين وأجلائهم، كان والده من شعراء الجاهلية المعروفين، وأما هو فكان يكره الشعر، ويقول: أكره أن أجد في صحيفتي شعراً
- كان حريصاً على العلم وأخذ عن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
- قال الشعبي: (ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفقٍ من الآفاق من مسروقٍ).
- الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال:لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ فوجدتهم كالإخاذ. فالإخاذ يروي الرجل والإخاذ يروي الرجلين والإخاذ يروي العشرة والإخاذ يروي المائة والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم. فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ). رواه ابن سعد والبيهقي وابن عساكر.
- شهد مسروق القادسية، وفيها جرح، وأصابت جراحة في رأسه، وشلت يده، وشهد مع عليّ وقعة الخوارج، واعتزل القتال في الفتنة؛ حضر وقعة صفين وقام بين الصفّين فذكّر ووعظ وحذّر ثم انصرف.
من وصاياه:
روى الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال:(كفى بالمرء علما أن يخشى الله. وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله). رواه ابن سعد.
روى عن:علي وابن مسعود وعائشة وخباب بن الأرت،
وروى عنه:أبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي فأكثر، والشعبي، وعبد الله بن مرة، وسالم بن أبي الجعد، وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، ويحيى بن الجزار، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وغيرهم.
مما روي عنه في التفسير:
روى الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال:سئل عبد الله عن الكبائر، قال: ما بين فاتحة"سورة النساء" إلى رأس الثلاثين). رواه ابن جرير.
س2: كيف بدأ تدوين التفسير؟
لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتبون التفسير في حياته لنهيه صلى الله عليه وسلم عن كتابة غير القرآن خشية أن يختلط به، ثم أذن لعبد الله بن عمرو أن يكتب عنه، فكتب عبد الله بن عمرو في صحيفته التي سماها الصادقة حديثاً كثيرا
وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، كتب بعض الصحابة صحفاً يسيرة للحاجة، وكان لكبار التابعين صحف من أشهرها صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة، ولم يكن تصنيف المرويات قد اشتهر في زمانهم، وإنما كانت الكتابة لأجل ضبط العلم وحفظه من الضياع.
وأول من اعتنى بكتابة التفسير محضاً أصحاب ابن عباس رضي الله عنه مثل سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وأربدة التميمي، وأبو مالك الغفاري، وأبو صالح باذام.
وكان ممن له كتب عبيدة بن عمرو السلماني لكنه محاخا قبل موته، والحارث الأعور لكنه متروك الحديث لغلوه في التشيع
ثم في القرن الثاني الهجري دونت أقوال الصحابة والتابعين في التفسير في صحف تفسيرية مشتهرة فكانت البداية الحقيقية للتأليف في التفسير ومما كتب : تفسير الضحاك، وتفسير السدي الكبير، وجزء عمرو بن مالك النكري، وجزء عطاء الخرساني.
وهذه الكتابات وإن لم تصلنا كاملة إلا أنه نقل منها المفسرون بعدهم ودونوها مفرقة في تفاسيرهم مثل تفسير ابن جرير الطبري.
س3: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
لا ، لأن اذن النبي صلى الله عليه وسلم بالتحديث له قيود بينتها الأحاديث الأخرى وأقوال الصحابة مما فهموه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فما خالف دليلا صحيحا حكم ببطلانه ، ولا يصدق إلا ما قام عليه الدليل ، أما ما عرف خطأه وكذبه فلا يجوز التحديث به إلا على شبيل التشنيع وتوضيح خطأه.
س4: عدد أنواع ما بلغنا من الإسرائيليات على وجه الإجمال
1- ماقصه الله في كتابه الكريم وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع التصديق به واجب
مثل قصة طالوت وجالوت في سورة البقرة وقصة الغلام والراهب.
2- ما كان يحدث به بعض أهل الكتاب في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ثلاثة أقسام :
قسم يصدقه النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فهو من النوع الأول
كما في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: جاء حَبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد: أن الله يجعل السموات على إصبع والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون)).
قسم يكذبهم فيه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يرى إلا على سبيل التشنيع
كما في السنن الكبرى للنسائي عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن اليهود تقول: إذا جاء الرجل امرأته مجباة جاء الولد أحول، فقال (كذبت يهود)فنزلت (نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم).
قسم يتوقف فيه صلى الله عليه وسلم فلا يصدقهم ولا يكذبهم
كما روى عبد الرزاق وأحمد من طريق ابن شهاب، عن ابن أبي نملة، أن أبا نملة الأنصاري، أخبره أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود، فقال: يا محمد، هل تتكلم هذه الجنازة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم). قال اليهودي: أنا أشهد أنها تتكلم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم).
3- ما كان يحدث به بعض الصحابة الذين قرؤوا كتب أهل الكتاب مثل عبد الله بن سلام وهو قليل وليس فيه من النكارة ما كان بعد
4- ما كان يروى عن بعض الصحابة ممن لم يقرؤوا كتب أهل الكتاب مثل ابو هريرة وابن عباس وينظر فقه من ثلاث جهات
تصريحهم بالرواية عمن يحدث عن أهل الكتاب - نكارة المتن وعدمها – صحة الاسناد إليهم
5- ما رواه بعض التابعين ممن قرأ كتب أهل الكتاب مثل كعب الأحبار
6- ما كان يحدث به بعض ثقات التابعين عمن قرأ كتب أهل ااكتاب مثل سعيد من المسيب ومجاهد وعكرمة
7- ما يرويه بعض من لا يتثبت في التلقي مثل السدي الكبير والضحاك
8- ما يرويه بعض شديدي الضعف والمتهمين بالكذب مثل الكلبي ومقاتل
9- ما يرويه أصحاب كتب التفسير المشتهرة بأسانيدهم مثل تفسير بن جرير الطبري وعبد الرزاق الصنعاني
10- ما يذكره بعض المتأخرين من المفسرين مثل الثعلبي والماوردي والواحدي ونقل عنهم بن الجوزي والرازي والقرطبي والخازن.