سؤال من درس السحر في كتاب التوحيد ورد التالي:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفيدة بني عامر
وأمَّا في الشرعِ فإنَّهُ ينْقَسِمُ إلى قسميْنِ:
الأوَّلُ: عُقَدٌ ورُقًى، أيْ: قراءاتٌ وطلاسمُ يَتَوَصَّلُ بها الساحرُ إلى استخدامِ الشياطينِ فيما يُرِيدُ بهِ ضررَ مسحورٍ، لكنْ قدْ قالَ تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلاَّ بِإِذْنِ اللهِ}.
الثاني: أدويةٌ وعقاقيرُ تُؤَثِّرُ على بَدَنِ المسحورِ وعقلِهِ وإرادتِهِ وميلِهِ، فتجدُهُ ينصرفُ ويميلُ، وهو ما يُسَمَّى عنْدَهُم بالصَّرْفِ والعَطْفِ، فيجعلونَ الإنسانَ ينْعَطِفُ على زوْجَتِهِ أو امرأةٍ أخرى، حتَّى يكونَ كالبهيمةِ تقودُهُ كما تشاءُ، والصرفُ بالعكسِ منْ ذلكَ، فَيُؤَثِّرُ في بدنِ المسحورِ بإضعافِهِ شيئًا فشيئًا حتَّى يَهْلِكَ، وفي تصوُّرِهِ بأنْ يتخيَّلَ الأشياءَ على خلافِ ما هيَ عليهِ، وفي عقلِهِ فرُبَّما يصِلُ إلى الجنونِ، والعياذُ باللهِ.
فالسحرُ قسمانِ:
الأول: شِرْكٌ، وهوَ الأوَّلُ الذي يكُونُ بواسطةِ الشياطينِ؛ يعْبُدُهُم ويتقرَّبُ إليهم ليُسَلِّطَهُم على المسحورِ.
الثاني: عدوانٌ وفسقٌ، وهو الثاني الذي يكونُ بواسطةِ الأدويةِ والعقاقيرِ ونحْوِها.
وبهذا التقسيمِ الذي ذكَرْنَاهُ نتَوَصَّلُ بهِ إلى مسألةٍ مُهِمَّةٍ وهيَ: هلْ يكْفُرُ الساحرُ أوْ لا يكْفُرُ؟
اختلفَ في هذا أهلُ العلمِ، فمِنْهُم مَنْ قالَ: إنَّهُ يكفرُ، ومنهم منْ قالَ: إنَّهُ لا يكفرُ.
ولكنَّ التقسيمَ السابقَ الذي ذكَرْنَاهُ يتبَيَّنُ بهِ حُكْمُ هذهِ المسألةِ، فمَنْ كانَ سحْرُهُ بواسطةِ الشياطينِ فإنَّهُ يكفرُ؛ لأنَّهُ لا يتأتَّى ذلكَ إلاَّ بالشركِ غالبًا؛ لقوْلِهِ تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ...} إلى قوْلِهِ: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ).
ومَنْ كانَ سحرُهُ بالأدويةِ والعقاقيرِ ونحوِها فلا يكفْرُ، ولكنْ يُعْتَبَرُ عاصيًا معتديًا.
|
سؤالي حول ما يتعلق في القسم الثاني:
اقتباس:
(أدويةٌ وعقاقيرُ تُؤَثِّرُ على بَدَنِ المسحورِ وعقلِهِ وإرادتِهِ وميلِهِ، فتجدُهُ ينصرفُ ويميلُ، وهو ما يُسَمَّى عنْدَهُم بالصَّرْفِ والعَطْفِ، فيجعلونَ الإنسانَ ينْعَطِفُ على زوْجَتِهِ أو امرأةٍ أخرى، حتَّى يكونَ كالبهيمةِ تقودُهُ كما تشاءُ، والصرفُ بالعكسِ منْ ذلكَ، فَيُؤَثِّرُ في بدنِ المسحورِ بإضعافِهِ شيئًا فشيئًا حتَّى يَهْلِكَ، وفي تصوُّرِهِ بأنْ يتخيَّلَ الأشياءَ على خلافِ ما هيَ عليهِ، وفي عقلِهِ فرُبَّما يصِلُ إلى الجنونِ، والعياذُ باللهِ).
|
فهمت من شرح الشيخ، بأنه سحر عن طريق أدوية فقط، دون الاستعانة بالشياطين، وهو يقول:
اقتباس:
(فيجعلونَ الإنسانَ ينْعَطِفُ على زوْجَتِهِ أو امرأةٍ أخرى، حتَّى يكونَ كالبهيمةِ تقودُهُ كما تشاءُ).
|
هل يمكن لمجرد دواء أن يفعل هذا؟!
أليس عطف رجل على امرأة بعينها دون غيرها لا يمكن أن يصل إليه السحرة إلا بواسطة الشياطين؟
وعليه يكون حكمه حكم القسم الأول من السحر؟