المصادر والمراجع
هذه المسألة تفسيرية لغوية تتعلق ببيان معنى مفردة من مفردات القرآن، ولذلك فإنّ البحث في كتب المرتبة الخامسة سيكون في معاجم اللغة.
المرتبة الأولى** التفاسير التي تنقل أقوال السلف
:
جامع البيان لابن جرير. (310)
والكشف والبيان للثعلبي.(427)
والهداية لمكي بن أبي طالب. (437)
والنكت والعيون للماوردي.(450)
والمحرر الوجيز لابن عطية.(542)
وزاد المسير لابن الجوزي. (579)
وأحكام القرآن للقرطبي.(671)
وتفسير ابن كثير. (774)
المرتبة الأولى: كتب معاني القرآن.
- ومجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى(210)
- وتأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة(276 )
- ومعاني القرآن وإعرابه، لأبي إسحاق الزجاج.( 311)
- ومعاني القرآن، لأبي جعفر النحاس(338)
المرتبة الثانية:كتب غريب القرآن.)
- وغريب القرآن وتفسيره، لليزيدي (:237ـ)(
- تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة (276)
- ونزهة القلوب، لابن عزيز السجستاني ( 330)
- وتفسير المشكل من غريب القرآن، لمكي بن أبي طالب (437)
- والعمدة في غريب القرآن له أيضاً. (437)
-مفردات غريب القران الاصبهاني (502)
المرتبة الثالثة
-الكامل للمبرد ( 285ـ)
-شرح المفضليات محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (: 328 ـ)
-مجمل اللغة لابن فارس (359)
المرتبة الرابعة..: التفاسير التي يعنى أصحابها بالمسائل اللغوية،
-الكشّاف للزمخشري (538)
-مفاتيح الغيب للرازي (606ـ).
-والبحر المحيط لأبي حيّان ( 745)
-والدرّ المصون للسمين الحلبي.756
والتحرير والتنوير لابن عاشور ( 1393)
المرتبة الخامسة
كتب المعاجم
-جمهرة اللغةابن دريد الأزدي (321)
-تهذيب اللغة محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي(370)
-الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي(393)
-معجم مقاييس اللغة ابن فارس (395)
-مختار الصحاحزين الدين أبو عبد الله محمد .الحنفي الرازي (666)
-مصباح المنير الفيومي(770)
-لسان العرب ابن منظور (711)
-قاموس المحيط الفيروزآبادى (817)
-تاج العروس الزَّبيدي(1205)
كتب إضافية
-المغازي للواقدي (207)
-كتاب الخيل أبي عبيد معمر بن المثنى(210)
-سيرة ابن هشام (213)
-غريب الحديث الخطابي (338)
-غريب الحديث والآثار ابن الأثير (606)
-عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين (751)
-المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم د. محمد حسن حسن جبل
كتب التخريج
- الجامع في علوم القرآن لعبد الله بن وهب المصري ت ( 197 )
- تفسير عبد الرزاق (211)
-تفسير سفيان الثوري برواية أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ):
-- صحيح البخاري (256)
-جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي رواية قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ: (295))
-تفسير ابن المنذر . (:319)
- تفسير مجاهد بن جبر،من رواية عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (352هـ)
- تفسير القرآن العظيم ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (327هـ)
- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (516هـ).
- تفسير السيوطي ،جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت911هـ)
- فتح الباري لابن حجر: ت ( 852ه)
- عمدة القاري لمحمود بن أحمد بن موسى العيني ت :( 855)
- إرشاد الساري لأحمد بن محمد القسطلاني ت ( 923)
عرض الأقوال
اختلف أهل العلم في معنى المسومة على أقوال:
القول الأول: الخيل المسومة أي المعلمة
القائلون به:. ومِمَّنْ قالَ به منَ السَّلفِ:.ابن عباس(68) والحسن البصري(110) ؛ومكحول( 113ه) وقتادة(117) وأبو عبيدة ومطر الوراق (229هـ) والبخاري (256) وعبد الله اليزيدي(237)
وقال به من اللُّغويِّين: أبو عبيدة معمر بن المثنى (220) والزجاج (311) ومكي القيسي (ت:437هـ)
قال البخاريُّ (256هـ) : (المسوّم: الّذي له سيماءٌ بعلامةٍ، أو بصوفةٍ أو بما كان
التخريج:
-أما قول قتادة فقد رواه عبد الرزاق الصنعاني عن معمر عنه و أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الرزاق وأخرجه ابن جرير عن يزيد عنه سعيد عنه
حدث عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى والخيل المسومة قال شية الخيل في وجوهها.
-.حدث ابن جرير قالحدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: {والخيل المسوّمة} قال: شية الخيل في وجوهها
- حدث ابن جرير قالحدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {والخيل المسوّمة} وسيماها شيتها
حدث ابن المنذر قال: حدثنا النجار ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله عز وجل : { والخيل المسومة } قال : شية في الخيل في وجوهها .
- حدث ابن أبي حاتم قالحدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق عن معمرٍ، عن قتادة والخيل المسوّمة قال: شية الخيل في وجوهها.
-أما قول ابن عباسفقد رواه ابن جرير في تفسيره من طريق الوابلي عنه
- حدث ابن جرير قال حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: {والخيل المسوّمة} يعني المعلّمة.
- أما قول أبي عبيدة فقدر واه ابن المنذي من طريق الاثرم عنه
حدث ابن المنذر قال : أخبرنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا الأثرم ، عن أبي عبيدة : { المسومة } : المعلمة ..
- أما قول الحسن البصري فقد رواه ابن أبي حاتم من طريق عباد عن بن منصور عنه
-حدث ابن أبي حاتم قال:حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ، عن الحسن في قوله: والخيل المسوّمة قال: تسوّم المسلمون سيمًا والمشركون سيماهم وكان سيماهم الصّوف وقلّ ما التقت فئتان إلّا تسوموا أخيلهم.
-أما قول مطرفقد رواه ابن أبي حاتم قال حدثنا أبى يحيى بن عثمان بن كثير بن دينارٍ، ثنا ضمرة عن ابن شوذبٍ، عن مطرٍ: في قول اللّه: المسوّمة منطقةٌ بحمرةٍ.
- أما قول مكحول فقد رواه ابن أبي حاتم قال حدّثنا أبي ثنا محمود بن خالدٍ، ثنا الوليد، ثنا بعض شيوخنا، عن مكحولٍ في قوله: والخيل المسوّمة قال: الغرّة والتّحجيل.
توجيه الأقوال.
-هذا المعنى مأخوذ من السُومة وهي العلامة تجعل على الشيء
قال الجوهري" العلامة تجعل على الشاة أي في الحرب.
وقال ابن الأعرابي: السيَّم على الصوف
والسيمة والسيماء والسيمياء العلامة ومنه يقال عليه سيمة حسنة أي علامة
والقصر لغة يقال "السيمى " و "السيميا" وهو بمعنى أي العلامة
ويقال :سَوّم الفرس تسويما ؛ جعل عليه علامة يعرف بها من غيره
قال الليث: أي أعلم عليه بحريرة أو شيء يعرف به
وقيل وإنّما يجعلون لها ذلك تنويهاً بكرمها وحسن بلائها في الحرب .
قال العَتَّابي :
ولَوْلاَهُنّ قد سَوّمْتُ مُهري *** وفي الرحمان للضعفاء كاف
يريد جعلت له سُومة أفراسِ الجهاد أي علامتَها
ومما يشهد لهذا المعنى
من القران
والسيما بمعنى العلامة أكثر ما ورد في كتاب الله عزوجل
منه قول الله تعالى:{ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ} ؛ وقوله تعالى ": :{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}.. وقال عز وجل:{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}.. كلها بمعنى العلامة
. قال اللّه تعالى :{ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ } أي معلمين
وقوله تعالى «حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ. مُسَوَّمَةً»
مُعْلَمَة. أنها من عند الله ليست من حجارة الدنيا أو أنها من حجارة العذاب
.
وقد ورد هذا المعنى أيضا في السنة "السيما" بمعنى العلامة
روى الواقدي قال حَدّثَنَا مُحَمّدٌ قَالَ: حَدّثَنَا الْوَاقِدِيّ قَالَ، فَحَدّثَنِي مُحَمّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلّى عَلَيْهِ وَسَلّمَ: إنّ الْمَلَائِكَةَ قَدْ سَوّمَتْ فَسَوّمُوا....
والمعنى اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا
فَأَعْلَمُوا بِالصّوفِ فِي مَغَافِرِهِمْ وَقَلَانِسِهِمْ.و كانت الملائكة على خيل بلق عليها عمائم بيض قد أرسلوها بين أكتافهم
وحدث الواقدي ّ قَالَ: وَحَدّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:كَانَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يُعْلِمُونَ فِي الزّحُوفِ:
حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المطلب معلم يوم بدر بِرِيشَةِ نَعَامَةٍ، وَكَانَ عَلِيّ عَلَيْهِ السّلَامُ مُعْلِمًا بِصُوفَةٍ بَيْضَاءَ، وَكَانَ الزّبَيْرُ مُعْلِمًا بِعِصَابَةٍ صَفْرَاءَ. وَكَانَ الزّبَيْرُ يُحَدّثُ: إنّ الْمَلَائِكَةَ نَزَلَتْ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ.فَكَانَ عَلَى الزّبَيْرِ يَوْمَئِذٍ عِصَابَةٌ صَفْرَاءُ، وَكَانَ أَبُو دُجَانَةَ يُعْلِمُ بِعِصَابَةٍ حَمْرَاءَ.
من لغة العرب:
قال النابغة في صفة الخيل :.
بسمر كالقداح مسوَّمات *** عليها معشر أشبها جنَّ
وقال الأعشى :
وفرسان الحفاظ بكل ثغر *** يقودون المسوَّمة العرابا
وقال . لبيد :
وَغَدَاةَ قَاعِ القُرْنَتَيْنِ أتَيْنَهُمْ *** زُجَلاً يَلُوحُ خِلالَها التّسْويمُ
وقال عبدة بن الطبيب
ثمت قمنا إلى جرد مسومة *** أعـرافـهــن لأيـديـنــا مـنــاديــل
الجرد: الخيل القصار الشعرة وذلك مدح لها، والمسومة: المعلمة
الاشتقاق
أن "السِيما، والسُومة " ؛ العلامة هي من ومشتقاتها من تركيب "وسم
"وسم؛ وسمْت؛ أسم" . و الوَسْم بمعنى السمة أي العلامة
فالأصل في "سيما " ؛ "وسمي" فحولت الواو من موضع الفاء إلى موضع العين فصار" سِوْمى" ثم انقلبت الواو ياء فصار "سيمى ".
وَوَسَمْتُ الشَّيْءَ وَسْمًا: أَثَّرْتُ فِيهِ بِسِمَةٍ.
يقال وسَم المرءَ أو الدّابّةَ : جَعَل له علامة يُعرف بها
فالخيل المسومة: المعلمة ؛حصل لها قلب مكاني إذ الأصل "موسّمة".
ثم اختلف أصحاب هذا القول أي شيء كان تعليمها
أحدها : أنها معلمة بالشية ، وهو اللون الذي يخالف سائر لونها .كما روي عن قتادة
والثاني : بالكي روي عن المؤرج .
والثالث : أنها البلق ، روى عن ابن كيسان .والأصم
الرابع :أنها منطقةٌ بحمرةٍ. روي قاله مطر
الخامس:أنها الغرّة والتّحجيل روى عن مكحول
أكثر هذه الأقوال لم أجد لها تخريجا-حسب ما بحثت-
أما من قال " الكي" قد يكون ذلك راجع إلى أن" المسومة" من "الوسم"
والوسم أثر الكي ؛ والميسم: المكواة.
وقيل في قوله تعالى " {سَنَسِمُهُ عَلَى الخرطوم} ؛ الكي على أكرم مواضعه علامة على غاية الإذلال والإهانة
أما باقي الأقوال ؛ من قال أن التي فيها نقط حمراء أو هي البلق بمعنى أن في لونها سواد وبياض أو من قال هي الغر المحجلة فكل هذه تدخل في معنى المعلمة بالشية.
لأن الشية كل لون يخالف معظم لون الفرس فإذا لم يكن فيه شية فهو بهيم.وهو مصمت من أي الألوان كان؛. كما قال تعالى "{ لا شية فيها} أي : لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم.
فمن الشية الغرة والقرح؛ والرثم، والتحجيل، والسعف، والنبط، والسبغ، والشعل، واللمظ واليعسوب؛ والتعميم؛ والبلق.
قال الرازي: الإشارة في هذه الآية إلى شرائف الأموال ، وذلك هو أن يكون الفرس أغر محجلا ، وأما سائر الوجوه التي ذكروها فإنها لا تفيد شرفا في الفرس.
**
القول الثاني : الخيل الراعية
القائلون به.
وممن قال به من السلف .. ابن عباس(68) عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى؛ (74.) و سعيد بن جبير (95) ومجاهد (104) و الحسن البصري (110) والرَّبيعُ بن أنس البكريُّ (139). و مقاتل بن سلميان (150) وابن هشام صاحب السيرة (213ه) وهو اختيار أبي قاسم الاصفهانى (502) في تفسيره
والضحاك كما ذكر لك ابن المنذر وقول السّدّيّ ، وأبي سنانٍ كما قال ابن أبي حاتم
ومن اللغويين :وابن قتيبة (276ه) ابن عاشور (1393)
وقال الحسن : المسومة : الممرجة ، يريد الراعية في المروج .
.التخريج:
-أما قول سعيد بن جبيرفقد رواه سفيان الثورى في تفسيره عن حبيب عنه. وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني والطبري وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان
-حدث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن سعيد بن جبيرٍ قال: هي الراتعة.
-وحدث عبد الرزاق الصنعاني قال :نا الثوري عن حبيب عن أبي ثابت عن مجاهد في قوله تعالى والخيل المسومة قال هي المطهمة الحسان قال حبيب وقال سعيد بن جبير هي الراعية يعني السائمة.
- وحدث ابن جرير الطبري : قال حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: الخيل المسوّمة، قال: الرّاعية الّتي ترعى
-وحدث ابن جرير قال حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: هي الرّاعية، يعني السّائمة
-حدث ابن المنذر قالحدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الله بن الوليد العدني ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير في قوله جل وعز : { والخيل المسومة } قال : المسومة الراعية
-حدث ابن أبي حاتم قال حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ وأبو نعيمٍ، عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: والخيل المسوّمة قال:الرّاعية.
-أما قول مجاهد فقد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن طريق
حدث ابن جرير قال حدّثت عن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، أنّه كان يقول: الخيل الرّاعية
أما قول ابن عباس فقدفقد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن طريق
ورواه أبو ابن المنذر و داود السجستاني في كتابه الزهد و ابن أبي حاتم من طريق خصيف عن عكرمة عنه
- حدث ابن جرير قال حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {والخيل المسوّمة} قال: الرّاعية
-حدث أبو داود السجستاني قال حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: نا شَرِيكٌ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ} قَالَ: الرَّاعِيَةُ، ثُمَّ قَرَأَ: {شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ}
-حدث ابن المنذر قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا قيس ، عن خصيف ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : { المسومة } : قال : الراعية.
-حدث ابن أبي حاتم قالحدّثنا محمّد بن عمّار بن الحارث، ثنا الوليد يعني ابن صالحٍ، ثنا شريكٌ، عن خصيفٍ عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال الخيل المسوّمة الرّاعية والمطهّمة الحسان، ثمّ قرأ شجرٌ فيه تسيمون.
-أما قول الحسن البصري فقد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن طريق قتادة عنه
-حدث ابن جرير قال حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن: {والخيل المسوّمة} المسرّحة في الرّعي
-أما قول الربيعفقد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن طريق ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عنه
-حدث ابن جرير قال حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، قوله: {والخيل المسوّمة} قال: الخيل الرّاعية.
-أما قول ابن أبي أبزىفقد رواه ابن جرير الطبري بسنده قال حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن طلحة القنّاد، قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، يقول: الرّاعية.
- .أما قول الضحاك وأبي سنان لم أجد لهما سندا حسب ما توصلت إليه من مراجع
التوجيه
-هذا المعنى مأخوذ من " سام؛ يسوم؛ سوما " من باب قال
يقال سامت الخيل أي رعت بنفسها ..والسوْم الرعي
ويتعدى بالهمزة والتضعيف ؛ يقال أسام الإبل و أسمتُها أي أرعاها أو أخرجها إلى المرعى
وسوّم الخيل و سومتُها إذا أخرجها إلى المرعى ترعى حيث تشاء
قال ثعلب : سمت الخيل إذا خليتها ترعي
والسائم والسائمة المال المرعى وتجمع سوائم.
قال الأصمعي: السوام والسائمة كل إبل ترسل ترعى ولا تعلف في الأصل
- ومنه قوله تعالى : "ومنه تسيمون"
قال ابن قتيبة"" فِيهِ تُسِيمُونَ أي ترعون. يقال: أسمت إبلى فسامت. ومنه قيل لكل ما رعي من الأنعام: سائمة، كما يقال: راعية.
-ومن كلام العرب:
قول الْكُمَيْت من زَيْدٍ:
رَاعِيًا كَانَ مُسْجِحًا فَفَقَدْنَاهُ ... وَفَقْدُ الْمُسِيمِ هُلْكُ السَّوَامِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: مُسْجِحًا: سَلِسُ السِّيَاسَةِ مُحْسِنٌ (إلَى الْغَنَمِ) .
وقول الأخطل :
مثلِ ابن بَزْعَةَ أو كآخَرَ مِثْلِهِ *** أوْلى لكَ ابنَ مُسِيمَةِ الأجْمالِ
يعني بذلك راعية الأجمال
وجاء في الحديث:
قول النبي صلى الله عليه وسلم: «في سائمة الغنم الزكاة»
لا تجب الزكاةفي بهيمة الغنم إلا إذا كانت سائمة ؛ أي ترعى النباتات ، ولا يعلفها صاحبها ، فإن كانت تُعلف فلا زكاة فيها.
و في الحديث الآخر:
فِيحَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ السَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ. أخرجه ابن ماجه في التجارات 2/ 744.
في الحديث نهي عن رعي الماشية قبل طلوع الفجر
وعلة ذلك ما ذكره ابْنُ الأَعْرَابِيِّ قَالَ: قَالَ الْمُفَضَّلُ أصْلُ هذا أَنَّ داءً يقعُ عَلَى النَّباتِ فلا ينْحلُّ حتى تَطْلُعَ الشَّمسُ فَيذُوب فإن أكل منه المَالُ قبْل ذَلِكَ هلك قَالَ فرُبّما ندَّ البعيرُ فأكل منه قبل طلُوع الشَمْس فَماتَ فأي كَلْبٍ أكل مِنْ لحمه كلب.
فالخيل المسومة الخيل الراعية في المروج والمسارح التي أخذت سومها من الرعي غاية جهدها ولم تقصر عن حال دون حال»،
القول الثالث: الخيل المسومة أي الحسان
القائلون به: هو قول ومجاهد (104) وعكرمة(105) والسدي(127)
والنحاس (338ه)
قال عكرمة قال: تسويمها حسنها.
التخريج:
-أما قول مجاهد فقد رواه سفيان الثوري عن حبيب عن أبي ثاب عنه و أخرجه عبد الرّزّاق وابن جرير وابن ابي حاتم عن الثّوريّ.
ورواه الرملي (ت:295هـ)كما في جزء تفسير الزنجي والطبري في تفسيره وعبد الرحمان الهمذاني وابن أبي حاتم من طريق أبي نجيح عنه
و ورواه ابن المنذر من طريق ابن ثور عن ابن جريج عنه
-حدث سفيان الثورى عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن مجاهد قال: {الخيل المسومة} المطهمة
وحدث الصنعاني قال(نا الثوري عن حبيب عن أبي ثابت عن مجاهد في قوله تعالى والخيل المسومة قال هي المطهمة الحسان ..
وحدث ابن جرير قالحدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، قال: قال مجاهدٌ: المسوّمة: المطهمة.
- حدث الرملي قال حدثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {والخيل المسومة} قال: المصوّرة حسنًا). [
- حدث الطبري قال حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {والخيل المسوّمة} قال: المطهمة حسنًا
-حدث ابن المنذر قال حدثنا علي بن المبارك ، قال : حدثنا زيد ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، في قوله : { والخيل المسومة } قال : المطهمة المشوبة حسنا
حدث عبد الرحمان الهمذاني قال :نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد المسومة قال المصورة حسنا.
حدث ابن أبي حاتم قال حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن نجيح عن مجاهد
قوله: الخيل المسوّمة المصوّرة حسنًا.
حدث ابن أبي حاتم قالحدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ وأبو نعيمٍ عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابتٍ عن مجاهدٍ في قوله: والخيل المسوّمة قال: هي المطهّمة الحسان
-أما قول عكرمة فقد أخرجه عبد الرزاق الصنعاني من طريق سعيد ابن أبي أيوب عن بشير بن أبي عمرو الخولاني عنه
حدث الصنعاني قال :وأخبرني سعيد عن بشير بن أبي عمرو الخولاني قال: سمعت عكرمة يقول: {والخيل المسومة}، قال: تسويمها للحسن).
-حدث ابن جرير قال حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، قال حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، عن بشير بن أبي عمرٍو الخولانيّ، قال: سألت عكرمة عن الخيل المسوّمة، قال: تسويمها حسنها.
-حدث ابن جرير قال - حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني سعيد بن أبي أيّوب، عن بشير بن أبي عمرٍو الخولانيّ، قال: سمعت عكرمة، يقول: {الخيل المسوّمة} قال: تسويمها الحسن
-أما قول السديفقد رواه ابن جرير في تفسيره من طريق أسباط عنه
حدث الطبري قال حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {والخيل المسوّمة والأنعام} الرّائعة
التوجيه
-هذا المعنى مأخوذ الوسامة أي الجمال
يقال رجل وسيم إذا كان ذا جمال.. وَفُلَانَةُ ذَاتُ مِيسَمٍ، إِذَا كَانَ عَلَيْهَا أَثَرُ الْجَمَالِ. .
ويقال درع موسومة أي مزينة بالشية من أسفلها
وَقَالَ أَبُو عبيد: الوَسَامة والمِيسَم: الحُسْن
وقيل بل هو من . "السيما" بمعنى الحسن
واستدل له صاحب مقاييس اللغة بقول الشاعر
حِيَاضُ عِرَاكٍ هَدَّمَتْهَا الْمَوَاسِمُ.
قال قد يقال أَرَادَ أَهْلَ الْمَوَاسِمِ، وَيُقَالُ أَرَادَ إِبِلًا مَوْسُومَةً. وَوَسَّمَ النَّاسُ: شَهِدُوا اهـ
-.و" المطهمة".بضم الميم وفتح الطاء وتشديد الهاء البالغ في الحسن
قال الأصمعي المطهم التّام كل شيء منه على حدته فهو رباع الجمال، يقال: رجل مطهم وفرس مطهم.
وقال القفال : المطهمة المرأة الجميلة
ومادة هذا المعنى "وسم" .فهو من الاشتقاق الكبير.فحصل قلب مكاني
ف " سيما " مقلوبة ، قدِّمت عينها على فائها ؛ لأنها مشتقة من الوسم.
القول الرابع: المسومة المعدة للجهاد
القائلون به: وهو قول ابن زيد(182) وأبان بن ثعلب كما ذكر ذلك الثعلبي
التخريج:
أما قول ابن زيدفقد رواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن وهب عنه
حدث ابن جرير قال حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ {والخيل المسوّمة} قال: المعدّة للجهاد
-أما قول أبان فلم أجد له سند
التوجيه
هذا القول قليل الذكر في كتب التفسير ويظهر من صنيع بعضهم أنه قول مستبعد
وقد حاول ابن عطية أن يستدل له فقال..":وقد فسر الناس قوله تعالى : { مسومة عند ربك } بمعنى معدة ، وقال ابن زيد في قوله تعالى : { والخيل المسومة } معناه : المعدة للجهاد .
ثم قال رحمه الله تعقيبا على ذلك : قوله : للجهاد ليس من تفسير اللفظة .
وقد بحثت فيمن فسر الآية بالمعدة فوجدت أنه قول أبو بكر الهزلي ذكره ابن الجوزي في معنى قوله" عند ربك" أما في معنى كلمة مسومين فلم يذكر فيها خلاف في كون معناها العلامة
وقال رشيد رضا: وقال بعض المفسرين : إن المسومة هنا هي التي ترصد للجهاد وهو قول لا يفيده اللفظ ولا يرضاه السياق .
لكن الثعلبي استدل لهذا المعنى من كلام العرب بقول لبيد
قول لبيد :
ولعمري لقد بلي كليب *** كلَّ قرن مسوَّم القتال
أي معدة للقتال
- وقد يكون قول ابن زيد من قولهم " المسومة" المرسلة.
يقال :.سوّم الخيل أي أرسلها
و أيضا يقال سوّم على القوم: إذا أغار عليهم فعثى فيهم..
قال الليث: السوم أن تجشم إنسانا مشقة أو سوء أو ظلما
ومنه قوله تعالى :{ يسومونكم سوء العذاب} أي يجشمونكم أشد العذاب
و السام : الموت.
فالخيل المسومة على هذا المعنى : التي ترسل للغارة على الأعداء والإلحاق بهم سوء العذاب وأشده أو تفضي بهم إلى القتل و الموت
وقد أقسم عزوجل بالخيل الجاريات في سبيله نحو العدوحين يظهر صوتها من سرعة عَدْوِها
فقالي تعالي (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً{1} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً{2} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً{3} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً{4} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً{5})
وفي ذلك ثناء عليها وحث على اقتناءها لأجل ذلك
والخيل مما تعد للجهاد وقتال أعداء الله قال تعالى :{أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ* وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ«.
وجاء في الحدث
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( الْخَيْلُ لِثَلَاثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ.فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ مِنْ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ ، كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ ، وَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ.وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلَا ظُهُورِهَا ، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ) رواه البخاري
فعلى هذا يكون قول زيد له ما يشهد له من لغة العرب ونصوص الوحيين
لكن يكون من لازم المعنى وليس من دلالة اللفظ مطابقة
-والله أعلم-
المناقشة:
وبعد عرض لأقوال وأدلتهم يظهر والله أعلم أن الأقوال الثلاثة الأولى لا تعارض بينها ..فلغة العرب تدل عليها وكذا القران و السنة و الآية تتحملها .فلفظ مسومين له عدة معاني
ومعنى ذلك أن لهذه الخيل مراعى تأكل منها كما تريد ،على قدر ما تشتهي وليست خيلاً مربوطة تأكل ما يُقدم لها فقط .
ومسوّمة أيضاً تعنى أن لهذا الخيل علامات ، فهذا حصان أغرّ ، و الآخر محجل وذلك أدهم وذاك أشقر ..
وأيضا هي بهية المنظر جميلة الهيئة المطهمة الحسان مزينة مرموقة محببة مرغوبةمشتهاة .فهذه المعاني كلها تكمل بعضها بعضا فلا تنافر بينها ولا تعارض.فحسنها وجمالها كائن من وشيها و رعيها فبهما ازدادت حسن منظر وجمالا وبهاء
يجد الناظر إليها متعة وجمالا وفتوة وانطلاق وقوة ورونقا ليس له مثال في سائر الحيوان.. وفيها ذكاء وألفة ومودة.
ويبقى قول ابن زيد هل يدخل في معنى الآية مع باق المعاني الأخرى؟
-فلابد للنظر في الآية وسياقها ومقصدها للإجابة عليه..ولنطرح سؤالا
-هل ذكر هذه المشتهيات للذم ولبيان خستها أم هو مجرد الإخبار عما فطر عليه الإنسان..... ثم ما هو سبب تخصيص هذه الشهوات دون غيرها؟
.الذي يظهر والله أعلم أن ذكر هذه المشتهيات للأخبار بما فطر عليه الإنسان وجبل عليه وليس للذم وبيان خستها؛ لأنها من حيث الأصل مطلوبة شرعا وقد ورد من نصوص الشريعة ما يدل على ذلك ولولا خشية الإطالة لسردتها..فبها يحصل دوام استمرار الجنس البشري
..و إنما تذم إذا خرجت عن أصلها وقدرها وتجاوزت الحد الشرعي الذي شرعه الله لها وطغى بها الإنسان واستعملها في غير ما خلقها الله من أجله.
أما وجه تخصيص هذه المشتهيات..فالآية نبهت على أمهات الشهوات التي هي أصول الفتن...شهوة الفرج وشهوة البقاء الجنس الإنساني وشهوة المال وشهوة الغلبة والعزة والملك والسلطان وشهوة البطن
قال ابن القيم.:."النساء اللاتي هن أعظم زينتها وشهواتها وأعظمها فتنة والبنين الذين بهم كمال الرجل وفخره وكرمه وعزه والذهب والفضة اللذين هما مادة الشهوات على اختلاف أجناسها وأنواعها والخيل المسومة التي هي عز أصحابها وفخرهم وحصونهم وآلة قهرهم لأعدائهم في طلبهم وهربهم والأنعام التي منها ركوبهم وطعامهم ولباسهم وأثاثهم وأمتعتهم وغير ذلك من مصالحهم والحرث الذي هو مادة قوتهم وقوت أنعامهم ودوابهم وفاكهتهم وأدويتهم وغير ذلك..اهـ
فذكر الخيل المسومة فيه إشارة فتن الغلبة والنصر وقهر الأعداء ؛ وهذا الذي كان عليه العرب يعتنون بالخيل و يهتمون بها أكثر من أبنائهم أعدادا للحرب و القتال فكانت لهم منعة وحصن قوة وجمال ومتعة
وقد يكون قتالهم بالحق كما هو في الكفاح في نصرة الحق ،والجهاد في سبيل الله ،وانه لا يحمى الجماعة إلا قوة مسلحة.وقد يكون في غير ذلك كما كان حال أكثر العرب.
قال أبو عبيدة:........ فلم تزل العرب على ذلك من تثمير الخيل والرغبة في اتخاذها وصيانتها والصبر على مقاساة مؤنتها مع جدوبة بلادهم وشدة حالهم في معيشتهم لما كان لهم فيها من العز والمنعة والجمال. حتى جاء الله به بالإسلام فأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم باتخاذها وارتباطها لجهاد عدوه.اهـ
وبهذا -والله أعلم -يضاف قول ابن زيد للمعاني السابقة و يكون مما تدل عليه الآية.
-والله أعلم بمراده-