دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > مختصر تفسير سورة الفاتحة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 ذو القعدة 1439هـ/10-08-2018م, 10:00 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الدرس الأول: مقدّمات في تفسير سورة الفاتحة

مقدّمات في تفسير سورة الفاتحة


تمهيد:
الحمد لله الذي جعل كتابه المبين، هدى ورحمة للمؤمنين، وحُجّة على المكلفين، وأقام فيه الدلائل الجلية على تفرّده بالربوبية والألوهية، وعلى بديع حُكمه وتشريعه، وباهر حكمته وتقديره، فجمع فيه لطالب الهداية ما يحتاج إليه من دلائل الهدى، وجعله هادياً للتي هي أقوم في كلّ ما يحتاج إلى الهدى فيه، وقصّ فيه من الأخبار وضرب من الأمثال وبيّن من الحقائق ما يورث اليقين والبصيرة في الدين، ورغّب فيه ورهّب، وبشّر وأنذر، واجتذب القلوب ببديع بيانه، وحسن نظامه، فكان بألفاظه ومعانيه وحسن دلائله أكمل الكتب وأفضلها، وأشرفها قدراً، وأعظمها دلالة على الهدى؛ فما أسعد من آمن به واتّبع هداه، وتلاه بقلب منيبٍ أوّاه، يطمئنّ فيه بذكر الله، فذلك الجدير بالتكريم والتشريف، الموعود بالهداية والتقريب، {قل إن الله يُضلّ من يشاء ويهدي إليه من أناب . الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب}.
ومن كريم فضل الله تعالى علينا أن جمع في سورة الفاتحة مقاصد ما فصّله في سائر سور القرآن الكريم، وسمّى الفاتحة بالسبع المثاني والقرآن العظيم، وأمّ القرآن، لما اشتملت عليه من أصول الهدايات العظيمة المفصّلة في سائر سوره؛ وجعل هذه السورة الكريمة دعاء مستجاباً، وشرفاً مُدَّخراً لهذه الأمة، من قبل ما فيها من البشارات واتبع ما فيها من الهدايات فاز فوزاً عظيماً، وسبق سبقاً كبيراً، ومن أعرض عنها ولم يرفع بها رأساً كانت حجة عليه
وجمع في هذه السورة الكريمة أصول الأسماء والصفات، وأصول أحكام الشريعة، وأسباب الهدى والضلال، وجزاء أعمال المكلفين، في بيان بديع موجز لا ينقضي منه العجب، ولا يُملّ على كثرة التكرار.
فكانت حاجة الأمة إلى الإيمان بهذه السورة العظيمة وتلاوتها آناء الليل والنهار، وتدبّرها، والاهتداء بهداياتها حاجة ماسّة.
وقد اشتملت هذه السورة على مسائل جليلة ولطائف بديعة وفوائد لا تُحصر، وما يزال أهل العلم يستنبطون من فوائدها ولطائفها ما يتعجّب منه اللبيب، ويندهش له البليغ.
وكنت قد درّست تفسير هذه السورة العظيمة في ثلاثة عشر درساً مطولاً لطلاب برنامج إعداد المفسر في شهر ذي القعدة من عام 1437هـ، حرصت فيه على تلخيص ما يحتاجه المفسّر في دراسة مسائل هذه السورة وتدريسها، وهو جزء من تفسير سمّيته "زاد المفسّر" ، أعان الله تعالى على إتمامه بإحسان كما يُحبّ ويرضى.
ثمّ إني رأيت الحاجة داعية لتلخيص هذا التفسير في دروس ميسّرة تقرّب للمبتدئ في علم التفسير ما يحتاج إلى معرفته من المسائل التي ذكرها المفسّرون في تفسير هذه السورة العظيمة وخلاصة القول في كلّ مسألة، من غير إملال بتطويل، ولا إخلال باختصار، فكان هذا التفسير في سبعة دروس متوسّطة تقارب ثلث أصله، وتشتمل على جلّ مسائله؛ فأسأل الله تعالى أن يتقبّل هذا العمل بقبول حسن، وأن يتجاوز عني ما كان من خطأ وتقصير، وأن يبارك فيه بركة من عنده إنه حميد مجيد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



المقدمة الأولى: بيان فضائل سورة الفاتحة
صحّ في فضل سورة الفاتحة أحاديث كثيرة دلَّت على أنّها أعظمُ سُوَرِ القرآن، وأنّها أفضل القرآن، وأنّها خير سورة في القرآن، وأنّها أمّ القرآن أي أصله وجامعة معانيه ومقدّمه، وأنّه ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، وأنّها نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يَقرأ بحرفٍ منها إلا أعطيه، وأنّها رقية نافعة، وأن الصلاة لا تتمّ إلا بها.
فهي سورة مباركةٌ كثيرة الفضائل، عظيمة القَدْر، جليلة المعاني، واسعة الهدايات؛ قد أحكمها الله تعالى غاية الإحكام، وجعلها أعظم سورة في القرآن، وفرضها على كلّ مسلم قادر على تلاوتها أن يقرأها في كلّ ركعة من صلاته، وعظّم ثواب تلاوتها، وفي ذلك من دلائل فضلها، وعظيم محبّة الله تعالى لها، والتنبيه على سعة معانيها وحاجة الناس إلى تلاوتها وتدبّرها ما لا يخفى.
ومن الأحاديث الصحيحة الصريحة في فضلها:
1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن» قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري.
3. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه {الحمد لله رب العالمين}). رواه النسائي في السنن الكبرى.
4. وحديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم" فنزل منه مَلَك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
وقوله: (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته) فسّر بعض العلماء الحرف بكلّ كلمة فيها طلب نحو "اهدنا" و"غفرانك"، و"اعف عنا"، ولعل الأظهر عموم حروفها؛ كما فسّره حديث أبي هريرة مرفوعاً: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي..) الحديث؛ فكلّ جملة طلبية عطاؤها الإجابة، وكلّ جملة خبرية عطاؤها ذِكْرُ الله وإثابته.
5. وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سَفْرَةٍ سافروها، حتى نزلوا على حيٍّ من أحياء العرب؛ فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلُدِغ سيّد ذلك الحيّ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعله أن يكون عند بعضهم شيء؛ فأتوهم، فقالوا: يا أيها الرهط إن سيّدنا لُدِغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟
فقال بعضهم: نعم، والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا؛ فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه، ويقرأ: {الحمد لله رب العالمين..}؛ فكأنما نُشِطَ من عِقَال؛ فانطلق يمشي وما به قَلَبَة، قال: فأوفوهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسموا؛ فقال الذي رَقَى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم؛ فنذكرَ له الذي كان؛ فننظرَ ما يأمرُنا؛ فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له؛ فقال: «وما يدريك أنها رقية؟!!»
ثم قال: «قد أصبتم، اقسموا، واضربوا لي معكم سهما» فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم). متفق عليه.
قال النووي: (أما قوله صلى الله عليه وسلم: « واضربوا لي بسهم» فإنما قاله تطييباً لقلوبهم ومبالغةً في تعريفهم أنه حلال لا شبهة فيه).

وقد اشتهر في فضل سورة الفاتحة أحاديث لا تصحّ منها:
1. حديث: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم ، وفي إسناده محمد بن خلاد الإسكندراني، وهو مختلف فيه، وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه، وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
فلعلّ ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.

2. وحديث: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن» رواه عبد بن حميد من طريق أبان عن شهر بن حوشب عن ابن عباس مرفوعاً، وشهر يُضعّف في الحديث، وأبان مختلف في تعيينه.

3. وحديثٌ فيه: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش)، رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس من طريق فضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعاً، وهو منقطع الإسناد، وقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
4. وحديث: «فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات» رواه الديلمي في مسند الفردوس، وفي إسناده يوسف بن عطية الصفار متروك الحديث.
5. وحديث: «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن عن الحسن البصري مرسلاً، ورواه البيهقي في شعب الإيمان والثعلبي في تفسيره موقوفاً على الحسن البصري بلفظ: «أنزل الله عز وجل مائة وأربعة كتب من السماء أودع علومها أربعة منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة».
زاد الثعلبي: «ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان»

6. وحديث: «إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب و {قل هو الله أحد} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت». رواه البزّار في مسنده، وفي إسناده غسان بن عبيد الموصلي ضعيف الحديث.
7. وحديث : «من قرأ {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم قال آمين لم يبق في السماء ملك مقرب إلا استغفر له» رواه الديلمي في الفردوس من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

وهذه أحاديث لا تصحّ، ومنها ما هو موضوع، وما صحّ من الأحاديث في فضل سورة الفاتحة فيه غُنية وكفاية في الترغيب في قراءتها وتدبّرها والاستشفاء بها.


  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1439هـ/10-08-2018م, 10:01 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

المقدمة الثانية: في بيان معاني أسماء سورة الفاتحة

سورة الفاتحة أكثر سور القرآن الكريم أسماءً وألقاباً، وذلك من دلائل فَضْلِها، وعَظَمَةِ شأْنها، وكَثرةِ ذِكْرِها، وقد تضمَّنت تلك الأسماء والألقاب أنواعاً من المعاني الجليلة التي من تأمّلها وتفكّر في دلائلها تبيّنت له عظمة هذه السورة الجليلة، وازداد يقيناً بفضلها، وحرصاً على الانتفاع بها.
ومن أسمائها الثابتة:
1: فاتحة الكتاب، سُميت بذلك لأنّها أوّل ما يُستفتح منه، أي يُبدأ به، وهو أكثر الأسماء وروداً في الأحاديث والآثار الصحيحة، ففي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)).
وفي هذا الاسم أحاديث أخرى في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري وأبي قتادة وعائشة رضي الله عنهم.
2. وفاتحة القرآن، باعتبار أنها أوّل ما يقرأ منه لمن أراد قراءة القرآن من أوّله، أو أوّل ما يقرأ من القرآن في الصلاة، وهذا الاسم روي عن بعض الصحابة والتابعين: منهم عبادة بن الصامت وأبو هريرة وابن عباس ومحمد بن كعب القرظي، وورد في أحاديث مرفوعة في إسنادها مقال.
3: والفاتحة، وهو اسم مختصر لما قبله، والتعريف فيه للعهد الذهني، وهو أكثر أسمائها شهرة واستعمالاً عند المسلمين، لاختصاره وظهور دلالته على المراد.
4. وأم القرآن، سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن؛ فهي أم القرآن باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سورِهِ؛ ففيها حمد الله تعالى والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤاله الهداية التي من وفّق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجّاه الله من سلوك سبل الأشقياء من المغضوب عليهم والضالين، وسائر سور القرآن الكريم تفصيل وبيان لهذه المعاني، واحتجاج لها بأنواع الحجج، وضرب الأمثال والقصص والعبر التي تبين هذه المعاني وتجليها، وهذا قول جمهور المفسرين.
وقيل: سمِّيت بذلك لتقدمها على سائر سور القرآن الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف، والعرب تسمِّي المقدم أمًّا لأنَّ ما ماخلفه يؤمُّه، فهي أمّ القرآن لأنها مقدّمة في التلاوة في الصلاة وفي الكتاب في المصحف؛ فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل، وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى في مجاز القرآن، والبخاري في صحيحه.
ودليل هذا الاسم ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )).
وفي موطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد وصحيح مسلم وغيرها من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام).
5. وأم الكتاب، وفي معناه قولان كالقولين في معنى اسم "أمّ القرآن"، والصواب الجمع بين المعنيين لصحّتهما، وصحّة الدلالة عليهما، وعدم تعارضهما.
ومن أدلة هذا الاسم: حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب.
6. و{الحمد لله رب العالمين}، وهو من باب تسمية السورة بأول آية فيها، ولهذا نظائر كثيرة في أسماء السور؛ كسورة {عمّ يتساؤلون}، وسورة {قد أفلح المؤمنون}.
ومن أدلّة هذا الاسم: حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه قال: مرَّ بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني؛ فلم آته حتى صليت ثم أتيت.
فقال: (( ما منعك أن تأتي؟ )).
فقلت: كنت أصلي.
فقال: (( ألم يقل الله: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} )) .
ثم قال: (( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟! )).
فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرتُه فقال ( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). رواه البخاري.

7. و{الحمد لله}، وهذا الاسم اختصار لما قبله، ومن أدلته حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ({الحمد لله} أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني).رواه أحمد والدارمي والترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
8. والحمد، وهو اختصار لما قبله، وقيل لأجل ذكر الحمد فيها، وهو من الأسماء المشتهرة لهذه السورة العظيمة.
وقد ورد هذا الاسم في بعض روايات حديث وائل بن حجر في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كما في مسند البزّار وفيه: (ثم افتتح القراءة، فجهر بالحمد، ثم فرغ من سورة الحمد، ثم قال: «آمين» حتى سمَّع من خلفه، ثم قرأ سورة أخرى).
وهو اسم متداول من قديم، وقد روي عن يحيى بن يعمر العدواني وهو من كبار قرّاء التابعين من أقران أبي عبد الرحمن السلمي.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: (كان إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كما يحفظ سورة الحَمْدِ). رواه الدارقطني.

9. والسبع المثاني، وقد استُدّل لهذا الاسم بقوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} ، وبتفسير النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم للمراد بالسبع المثاني في هذه الآية أنه سورة الفاتحة، كما تقدم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )). رواه البخاري، وصحّ نحوه من حديث أبي سعيد بن المعلّى وحديث أبيّ بن كعب.
و(السبع المثاني) اسم مشترك مع السبع الطوال، وقد فسّرت هذه الآية بها أيضاً، وهو قول ابن مسعود ورواية عن ابن عباس.
واشتراك الأسماء يقع كثيراً كما كان اسم "أمّ الكتاب" مشتركاً بين ثلاثة أشياء: سورة الفاتحة، واللوح المحفوظ، والآيات المحكمات.
والمراد بالسبع آياتها، ولذلك خالفت المعدود بالتذكير في اللفظ.

وفي معنى تسميتها بالمثاني أقوال لأهل العلم:
القول الأول: لأنّها تُثنى أي تعادُ في كلِّ ركعة، بل هي أكثر ما يُعاد ويكرر في القرآن، وهذا القول مرويّ عن عمر بن الخطاب والحسن البصري وقتادة، وهو رواية عن ابن عباس.
قال قتادة: (فاتحة الكتاب تُثنى في كلّ ركعة مكتوبة وتطوّع). رواه عبد الرزاق وابن جرير.
والقول الثاني: لأنّ الله تعالى استثناها لرسوله صلى الله عليه وسلَّم فلم يؤتها أحداً قبله، وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس، وحكاه جماعة من المفسّرين.
وقد روى ابن جرير بإسناده عن سعيد بن جبير أنه سأل ابنَ عبّاسٍ عن السّبع المثاني، فقال: (أمّ القرآن).
قال سعيدٌ: قلت لابن عبّاسٍ: فما المثاني؟
قال: (هي أمّ القرآن، استثناها اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فرفعها في أمّ الكتاب، فذخرها لهم حتّى أخرجها لهم، ولم يعطها لأحدٍ قبله).
والقول الثالث: لأنها مما يُثنى به على الله تعالى، وهذا القول ذكره الزجاج احتمالاً؛ قال: (ويجوز واللّه أعلم أن يكون من المثاني أي مما أثني به على اللّه، لأن فيها حمد اللّه، وتوحيده وذكر ملكه يوم الدّين).
والقول الرابع: المثاني ما دل على اثنين اثنين كأنه جمع مَثْنى أو مشتقّ من المُثنّى الدالّ على اثنين، واختلف في تفسير ذلك على أقوال من أشهرها أنه
لما فيها من ذكر المعاني المتقابلة كحق الله وحق العبد، والثواب والعقاب، والهدى والضلال، ونحو ذلك، وهذا القول مأخوذ من معنى وصف القرآن كلّه بأنّه مثاني في قوله تعالى: {كتاباً متشابهاً مثاني} على أحد الأقوال.
قال أبو المظفر السمعاني: ( وإنما سمى القرآن مثاني ؛ لاشتماله على علوم مثناة من الوعد والوعيد ، والأمر والنهى ، ونحوها).
والقول الأول هو قول جمهور العلماء.
10. والقرآن العظيم ، ودليل هذا الاسم ما تقدّم من أحاديث أبي هريرة وأبيّ بن كعب وأبي سعيد بن المعلّى: (( { الحمد لله رب العالمين } هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )). وبه فسّر قول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.وهذا راجع إلى أنّ العظيم في هذا الموضع صفة مقيدة لا كاشفة، وإطلاق لفظ القرآن على بعض آياته من باب إطلاق الكل على الجزء، كما لو سمعت رجلاً يقرأ سورةً ثمّ قلت: هو يقرأ القرآن، كان خبرُكَ عنه صادقاً؛ وإن لم يكن يقرأ القرآن كلّه.
وهذا القول هو قول جمهور المفسّرين، لما تقدّم من الأحاديث، ويكون عطف "القرآن العظيم" على "السبع المثاني" لأجل تغاير الصفات مع كون الموصوف واحداً، كما في قول الله تعالى: {تلك آيات الكتاب وقرآن مبين} ، وقوله تعالى: {غافر الذنب وقابل التوب}.

فهذه عشرة أسماء ثابتة بأدلتها لهذه السورة، ومنها ما هو أقرب إلى اللقب من الاسم،وقد ذكر عدد من المفسّرين أسماءً أخرى للفاتحة حتى أوصلوها إلى نحو ثلاثين اسماً عامّتها ألقاب وأوصاف أُخذت من بعض الأحاديث والآثار، وفي بعضها تكرار، وفي بعضها نظر من جهة عدم ظهور دلالة النصّ على إرادة التسمية.
ومما ذكر من تلك الأسماء: الشافية، والكافية، والوافية، والرقية، والصلاة، والدعاء، والسؤال، والشكر، والكنز، والأساس.


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1439هـ/10-08-2018م, 10:01 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

المقدمة الثالثة: شرح مسائل نزول سورة الفاتحة
في نزول سورة الفاتحة مسائل:

المسألة الأولى: الخلاف في مكيّة سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة مكية لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}، وقد صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
وقد صحَّ عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ما يوافق تفسير النبي صلى الله عليه وسلم، وروي ما يوافقه عن عمر وابن مسعود وأبي هريرة بأسانيد فيها مقال.
وصحّ هذا التفسير عن جماعة من التابعين.
وصحّ ما يفيد النصّ على أنها مكية عن أبي العالية الرياحي والربيع بن أنس البكري.
ولا يصحّ خلاف ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم، ولا عن أحد من التابعين إلا ما روي عن مجاهد رحمه الله أنه قال: (نزلت فاتحة الكتاب بالمدينة) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن ابي شيبة في مصنفه بلفظ مقارب.
قال الحسين بن الفضل البجلي: (لكل عالم هفوة، وهذه مُنكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي.
وقيل: نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة، وهذا القولُ نُسب إلى الحسين بن الفضل البجلي وفي النسبة إليه نظر، وقال به القشيري في تفسيره.
وقد حمل الشوكانيُّ هذا القول على إرادة الجمع بين القولين المتقدّمين، وهو جمع فيه نظر، والقول بتكرر النزول لا يصحّ إلا بدليل صحيح يُستند إليه.
وقيل: نزل نصفها بمكة، ونصفها الآخر بالمدينة، وهذا القول ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره، وهو قول باطل لا أصل له,
قال ابن كثير: (وهو غريب جداً).
وجمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.

المسألة الثانية: خبر نزول سورة الفاتحة
كان لنزول سورة الفاتحة شأن خاصٌّ يدلّ على فضلها وعظمتها، وفيه إشارة إلى ما ينبغي أن تُتلقَّى به هذه السورة من حسن التلقّي والقبول والتكريم.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم.
النقيض هو الصوت، ونقيض السقف تحرّك أجزائه حتى يُحدث صوتاً.
وفي هذا الحديث بشارة عظيمة للنبيّ صلى الله عليه وسلم ولأمّته بما اختصّهم الله به من إنزال سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة عليهم دون سائر الأمم.
وأنزلَ ملكاً كريماً إلى السماء لم ينزل من قبل، وما نزل إلا ليبلّغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هذه البشارات العظيمة، وما تضمّنته كلّ بشارة منها من كرامات جليلة للنبيّ صلى الله عليه وسلّم ولأمّته تستوجب شكر الله تعالى ومحبّته واتّباع رضوانه؛ فهي نور عظيم البركة واسع الهدايات جليل البصائر، وهي كرامة خاصّة لهذه الأمّة؛ لم تُعطها أمّة من الأمم، ودعاء الداعي بها مستجاب؛ وأكّد هذه البشارة بتأكيد جامع بين الحصر والاستغراق؛ (لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
فلا يُستثنى منهما حرف، والحرف هنا كلّ جملة طلبية كانت أو خبرية؛ فالجملة الطلبية عطاؤها الإجابة، والجملة الخبرية عطاؤها الذكرُ والإثابة.
وقوله: (لن تقرأ) القراءة المعتبرة هنا هي القراءة التي يحبّها الله تعالى ويرضاها، وهي القراءة التي اشتملت على شرطي القبول من الإخلاص والمتابعة؛ فإذا قرأ العبد الفاتحة قراءة مخلصاً فيها لله جلّ وعلا، ومتبعاً فيها النبي صلى الله عليه وسلم كانت قراءته متّقبَّلة نافعة.

المسألة الثالثة: ترتيب نزول سورة الفاتحة
لا يصحّ في ترتيب نزول سورة الفاتحة حديث ولا أثر مما وقفت عليه، ولا تحديد لتاريخ نزولها، وقد روي في ذلك حديث مرسل عن أبي ميسرة الهمداني، وآثار ضعيفة عن ابن عباس وجابر بن زيد وعطاء الخراساني وابن شهاب الزهري، وهي آثار ضعيفة جداً في ترتيب نزول سور القرآن، لا يصحّ منها شيء.
وأما مرسل أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل الهمداني فقد أخرجه البيهقي في دلائل النبوة والثعلبي والواحدي في تفاسيرهما، ورجاله ثقات، وأبو ميسرة تابعيٌّ ثقة من كبار التابعين وفضلائهم، لكن في حديثه المقصود حروف منكرة؛ فلا يحتجّ به لإرساله، ولما فيه من نكارة، ولمخالفته ما صحّ في الأحاديث الصحيحة من أنَّ أوَّل ما نزل من القرآن صدر سورة اقرأ.
قال ابن حجر في العجاب:(وهو مرسل ورجاله ثقات؛ فإن ثبت حُمل على أنَّ ذلك كان بعد قصة غار حراء، ولعله كان بعد فترة الوحي والعلم عند الله تعالى).
وقال ابن عاشور: (وقد حقّق بعض العلماء أنّها نزلت عند فرض الصّلاة فقرأ المسلمون بها في الصّلاة عند فرضها)ا.هـ.
وهذا القول يفتقر إلى نصّ، وحديث ابن عباس المتقدّم دالٌّ على أنّ سورة الفاتحة نزلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في الأرض، والصلاة فرضت عليه في السماء لمّا عُرج به.

المسألة الرابعة: هل نزلت سورة الفاتحة من كنز تحت العرش؟
رُوي في هذه المسألة حديثان ضعيفان:
أحدهما: حديث يُروى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:« إن الله عز وجل أعطاني فيما منَّ به علي؛ إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » رواه ابن الضريس في فضائل القرآن والعقيلي في الضعفاء والبيهقي في شعب الإيمان والديلمي في مسند الفردوس، وفي إسناده صالح بن بشير، وهو متروك الحديث.
والآخر: حديث يُروى علي بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه أنّه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: حدّثنا نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ تغيّر لونه، وردّدها ساعةً حين ذكر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: (أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش). رواه إسحاق بن راهويه كما في إتحاف الخيرة والديلمي في مسند الفردوس، وهو منقطع الإسناد.
وقد صحّ من حديث حذيفة بن اليمان وحديث أبي ذرٍّ رضي الله عنهما أنّ الذي نزل من تحت العرش خواتيم سورة البقرة.
ولذلك لا نجزم في هذه المسألة بنفي ولا إثبات.


  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1439هـ/10-08-2018م, 10:02 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

المقدمة الرابعة: عدد آيات سورة الفاتحة
سورة الفاتحة سبع آيات بإجماع القرَّاء والمفسّرين، وقد دلَّ على ذلك النصّ كما دلَّ الإجماع:
- فأما دلالة النصّ فقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} مع ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تفسيرها بسورة الفاتحة؛ فيكون العدد منصرفاً إلى آياتها.
قال أبو العالية الرياحي في قول اللّه تعالى: {ولقد آتيناك سبعًا من المثاني} قال: (فاتحة الكتاب سبع آياتٍ). رواه ابن جرير.
- وأمَّا الإجماع فقد حكاه جماعة من أهل العلم منهم: ابن جرير الطبري، وابن المنذر، وأبو عمرو الداني، والبغوي، والشاطبي، وابن تيمية،وغيرهم.
قال ابن جرير: (لا خلاف بين الجميع من القرَّاء والعلماء في ذلك).
وقد اتّفق علماءُ العدد على أنها سبع آيات.

واختلف العلماء في عدّ البسملة آية من سورة الفاتحة على قولين:
القول الأول: البسملة آية من الفاتحة، وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس، وهو المعتمد في العدّ المكي والعدّ الكوفي، واختاره الشافعي وأحمد في رواية عنه.
والقول الثاني: لا تعدّ البسملة من آيات سورة الفاتحة، وهو قول باقي أصحاب العدد، واختاره أبو حنيفة والأوزاعي ومالك وأحمد في رواية عنه.
وهؤلاء يعدّون {أنعمت عليهم} رأس آية.

والصواب أنّ الخلاف في عدّ البسملة آية من الفاتحة كالاختلاف في القراءات إذ كلا القولين متلقّيان عن القرّاء المعروفين بالأسانيد المشتهرة إلى قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومن اختار أحد القولين فهو كمن اختار إحدى القراءتين.
قال الحافظ ابن الجزري رحمه الله في النشر: (والذي نعتقده أن كليهما صحيح، وأنَّ كل ذلك حق، فيكون الاختلاف فيهما كاختلاف القراءات)ا.هـ.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir