إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) سورة الحجرات
سورة الأخلاق ، سورة الحجرات ، نزلت السورة في المدينة بعد الهجرة و بعد أن استقر الحال ، فكان و لا بد من تنظيم المجتمع داخلياً و تهيئته ليقوم بناؤه على أسس قوية ، فحملت السورة بين آياتها أوامر و نواهي و مفاهيم هي من أركان الحفاظ على كيان المجتمع المسلم القوي ، الذي وصفه النبي صلى الله عليه و سلم ( كالجسد الواحد ) ،.
في هذه الآية تقرير لأمر هو عماد المجتمع المسلم ، أن المؤمنين المصدقين بالله و رسوله و بالدين الذي أرسل به هم إخوة ، و الأخوة هنا في الدين و مثلها مثل الأخوة الحقيقة فيما يلزم منها ، إلا أنها الأصل ، فعُرى الإيمان إذا انفصمت قطعت وصل الأخوة بالرحم ، كما جاء في سورة هود عندما نفى الله عز و جل عن بن نوح أنه من أهله (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ ) و كقول إبراهيم و من اتبعه لقومهم (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) ، المؤمنون الذين اتبعوا الصراط المستقيم ؛إخوة ،أي أنه من لازم اتباع الصراط أنهم إخوة ، حقيقة من يسمعها يقبلها و يلمس حقيقتها فيما حوله .
و الأخوة تلزم المؤمنين بينهم بناموس من الأخلاق و المعاملات ، فللمؤمن حق على أخيه المؤمن ، و حق هنا مفرد و لكن هي مجموعة من الحقوق ، بينها الرسول صلى الله عليه و سلم في عدد من الأحاديث منها ؛ في الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
و قال صلى الله عليه و سلم ( لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ ولا يَخْذُلُهُ، ولا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هاهُنا ويُشِيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ بحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ ) رواه أبو هريرة.
و قال صلى الله عليه و سلم في رواية عن بن عمر ( المُسلِمُ أخو المُسلِمِ، لا يَظْلِمُه، ولا يَخْذُلُه. ويقولُ: والَّذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، ما تَوادَّ اثنانِ ففُرِّقَ بيْنهُما، إلَّا بذَنْبٍ يُحْدِثُه أحَدُهُما. وكان يقولُ: للمَرءِ المُسلِمِ على أَخيهِ مِنَ المعروفِ سِتٌّ: يُشَمِّتُه إذا عَطَس، ويَعُودُه إذا مَرِض، ويَنصَحُه إذا غابَ، ويَشْهَدُه ويُسَلِّمُ علَيهِ إذا لَقِيَه، ويُجيبُه إذا دَعاهُ، ويَتْبَعُه إذا مات. ونَهَى عن هِجرةِ المُسلِمِ أَخاهُ فَوْقَ ثلاثٍ.
هذه حقوق الأخوة في الدين التي وصى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ،و باتباعها الخير الكثير ، بها يكون المجتمع كما وصفه رسول الله كالبنيان المرصوص ، و ما يربطه أوثق عرى ، هي عرى الإيمان ، التي هي حبل الله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) ، فتتوحد القلوب و العقول ، و تنهض الأمة .
و الأخوة لتتحقق يلزمها الإتيان بما يحافظ عليها ، بتأمل سورة الحجرات نجد الآيات تتابعت في وضع أسس المجتمع القوي الذي يقوم على أخوة الإيمان و التي هي أسباب الحفاظ على وحدته ، قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ، عدم قبول الخبر دون التـأكد منه ، فقد يكون وشاية تنشر الفرقة و هذا شبيه بما نهى الله عز و جل عنه ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) ، فنشر الأخبار دون التـأكد منها من أسباب الضعف ، فكم من إشاعة هُزِمت بها دول ، و كم من إشاعة نشرت الفزع بين الناس و الخف ، فكانت سبباً للإنهزام النفسي .
و بعد هذه الآيات نجد مزيد تفصيل للأسباب التي قد يغفل عنها الإنسان أنها من أسباب انتشار الحقد و البغض و النفور بين أفراد المجتمع ، فيصبح ضعيفاً ، منشغلاً بالقيل و القال و ينتشر بين أفراده العداوة و البغضاء ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ(12)
جاء بالأمر والنهي و جاء بالتشبيه المنفر ، كل ذلك حتى يدفع عن المجتمع هذه الأمراض التي إذا سرت به أصبحت ثغورا للأعداء يقفون عليها ، يترصدون المسلمين .
و الآيات في سورة الحجرات لبنة من لبنات بناء المجتمع المتماسك الخالي من الأمراض التي تودي به ، و اللبنات بين آي القرآن كثيرة .
ما نراه من اهتمام في القرآن و في السنة ، بتأكيد الأخوة في الدين، و ما يلزمها ، و ما تقوم به، هو دليل على أن هذا الجانب هو ركن متين لا يجب أن يغفل عنه المسلمين ، و لا يجب أن يُهمل ، و هو جانب إلى جوانب أخرى هي من أسباب صلاح المجتمع المسلم ،في اجتماع الأخذ بها قوة للمجتمع المسلم ، القرآن منهج للحياة ، فيه الهدى القويم ، لذا جاء بمنظومة متكاملة وضع من القواعد هي لبنات ، تقوي بعضها بعضاً ، و هي كلها تحقق الوصول للطريق المستقيم الذي ندعو به في سورة الفاتحة ( إهدنا الصراط المستقيم )
نطلب الهداية للتي أقوم في كل شيء و مما يهدي له الأخلاق أو الصفات أو السلوك، و كل ما يصلح النفس أولاً، و المجتمع تباعاً ، وإصلاح المجتمع مما يقويه و يحفظه من الأمراض الاجتماعية ؛ الحقد و البغض و الكره ، و غيرذلك من الأمراض التي إذا تفشت في مجتمع أضعفت أسسه، و كانت شروخاً فيه تفتك به من الداخل ، فلا تقوم له قائمة و يتقذفه الأعداء و يناله من الذلة و المهانة ما يناله .
وبالنظر لهذه الآية ، نجد أن تقرير الأخوة جاء لأجل السعي للإصلاح بين المؤمنين (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) ، و هذه هي الغاية و الهدف من جميع الأحكام و الأوامر و النواهي ، نبذ الفرقة و التصالح ، و هذا ما نحتاجه اليوم و ما أشد حاجتنا اليوم للرجوع إلى القرآن ، و استعادة معاني الأخوة الإيمانية الحقة ، التي هي من أهم أسباب نصرة المسلمين سابقاً و الآن ، قال تعالى ({وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46 وأكد سبحانه النهي عن التنازع بذكر مفاسده وأضراره وأخطرها الفشل وذهاب الريح، قال الرازي رحمه الله (وفيه مسائل: المسألة الأولى: بين تعالى أن النزاع يوجب أمرين، أحدهما: أنه يوجب حصول الفشل والضعف، والثاني: قوله {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وفيه قولان، و القول الذي يناسب السياق : المراد بالريح الدولة، شبهت الدولة وقت نفاذها وتمشية أمرها بالريح وهبوبها، يقال هبت رياح فلان إذا دانت له الدولة ونفد أمره و قوة هذا القول ؛ لأنه تعالى جعل تنازعهم مؤثراً في ذهاب الريح .
وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)
و حرص القرآن الكريم على وحدة هذه الأمة ظاهر بين في التشريعات ،و الأحكام التي تهدف لنشر الرحمة و المحبة بين أبنائه ، من أول الحرص على الكيان الصغير و هو الأسرة أن يكون بناؤه سليم ، قوي ، اختيار الزوجة الصالحة و الزوج الصالح ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ) ، و الحرص على أن يكون بناء أفرادها سليم ، قال تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) ، و حرص على العلاقة بين الزوجين فجاءت الآيات تحث على أن يكون الأمر بينهما بالمعروف في جميع الأوقات ، قال تعالى (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ ) و قال (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ) خص وقت الشدة ، و هو الطلاق بهذا الأمر ، فمن باب أولى أن يكون ذلك في أوقات الرخاء ، فتكون الأسرة حتى مع الفرقة في حالة إتزان ، و قوة ، و لا ينال الأطفال سوء من الطلاق ، فينمون أقوياء أصحاء ، بلا أمراض نفسية .
و من تحديد المعاملات بين الناس بما يزيل البغضاء بينهم ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)و هذا بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد المجتمع ، و أجمع آية للبر والفضل ومكارم الأخلاق التي تصلح المجتمعات قوله عز وجل: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين} [آل عمران: 134
مدح الله تعالى أفعال الأنصار التي كانت عن محبة ، محبة لله و محبة لإخوانهم قال تعالى ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ )
وصف الله عز و جل المجتمع الإسلامي في عهد رسول الله ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ)
آيات كثيرة تحمل في جميعها دعوات للمحبة و الإحسان بين المسلمين ، قواعد وضعها الله عز و جل وغيرها كثير ، جميعها تصب في جانب المحافظة على كيان المجتمع المسلم من الفرقة و من الشقاق ، و تهدف لإصلاح المجتمع المسلم من الجانب الاجتماعي ، فيسوده الحب و التعاون و الإيثار و الإحسان ،و التكافل و التعاون ، و تتحقق العزة ونستحق النصرة من الله عز و جل ، و كل ذلك نفتقده اليوم ، ففي القلب غصة من حال المسلمين ، انشغلوا بكل سبب من أسباب الفرقة و تركوا هدي القرآن ، فنالهم الذل و المهانة و قصر ذات اليد ، و لو عادوا ، لعاد لهم ما فقدوا.
(و اتقوا الله لعلكم ترحمون) ، هذا ختام الآية و الذي يعني أن استجابتكم لأوامر الله هي من تقوى القلوب ، لأجل ، و رجاء أن تنالوا رحمة الله ، فالقيام بحق الأخوة في الدين على وجهها من التراحم الذي يحبه الله ، فيكون الجزاء من جنس العمل ، فيشملكم برحمته ،قال تعالى (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)) ،قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ . ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ ، الرَّحمُ شُجْنةٌ منَ الرَّحمنِ فمن وصلَها وصلَهُ اللَّهُ ومن قطعَها قطعَهُ اللَّهُ ) .
و من رحمة الله أن يعز المسلمين بعد ضعف أصابهم ، فإذا أخذنا بالأسباب و كنا بنياناً مرصوصاً ، نلنا نصرة الله عز و جل قال عز وجل: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ [الحج:40، 41] ا.
من رحمة الله أن كان القرآن لنا هدياً و منهجاً ، من رحمة الله أن بين لنا فيه ما يُصلحنا ، فهو أعلم بنا منا ، من رحمة الله أن جعل الأخوة في الدين هي الأصل ، رحمات الله تتنزل علينا تترى ، و لا ننفك نراها في كل هدي يهدينا به ، فسبحان الله الحكيم العليم , و الحمد لله رب العالمين .
المصادر
تم الإطلاع على ما جاء من رسائل مع الدرس بالإضافة إلى :
الاطلاع على مقاصد بن عاشور
الإطلاع سريعا على بعض أبواب من موافقات الشاطبي
الإطلاع على رسالة تقارن بين المقاصد بين المفسرين
تفسير الطبري
تفسير بن كثير
تفسير السعدي