واجب التفسير الثاني
تلخيص مطلع سورة عبس
تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
مسائل علوم الآية:
سبب نزول الآية. ك س ش
المسائل التفسيرية:
معنى: {عبس} ش
أركان الجملة في قوله: {عبس وتولى} ك س ش
معنى: {أن} س ش
من هو {الأعمى}؟ ك ش
متعلق الخطاب في {وما يدريك لعله يزكى} س ش
معنى: {يزكى}
المعنى الإجمالي لقوله: {أو يذكر فتنفعه الذكرى} ك س ش
عظم قدر هذه الآية. س
دلالة الآية على قاعدة من القواعد الأصولية. س
الأقوال الواردة في معنى: {استغنى}
معنى: {تصدى}
المراد من قوله تعالى لنبيه: {وما عليك ألا يزكى} ك ش
دلالة التعبير بالسعي في قوله: {جاءك يسعى} ك ش
معنى الخشية. ش
معنى التلهي في الآية. ك ش
ما تضمنه الآيات من أمر. ك
التلخيص:
مسائل علوم الآية:
سبب نزول الآية:
عن عروة، عن عائشة قالت: أنزلت: {عبس وتولّى} في ابن أمّ مكتومٍ الأعمى، أتى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فجعل يقول: أرشدني. قالت: وعند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من عظماء المشركين. قالت: فجعل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يعرض عنه ويقبل على الآخر ويقول: ((أترى بما أقول بأساً؟)). فيقول: لا. ففي هذا أنزلت: {عبس وتولّى}. رواه الترمذي ومالك وأبو يعلى والطبري بمثل سنده أو بغيره، وذكره عنهم مع روايات أخرى ابن كثير رحمه الله، وبنحوه ذكر السعدي والأشقر، غير أن السعدي لم يسمه.
المسائل التفسيرية:
معنى {عبس}: كلح. وقاله الأشقر
[ لعل من المناسب أن نبدأ بالحديث عن المخاطب بالآيات ]
أركان الجملة في قوله: {عبس وتولى}: [ ثم نبين معنى كلمات هذه الآية ]
الفاعل هو رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام كما سبق في سبب النزول، وهذا قولهم جميعا.
أما الفعل وأداته فكما قال السعدي: (عبس في وجهه، وتولى [أي:أعرض] في بدنه) وبنحوه قال الآخرين.
معنى {أن}: السببية، أي أنه فعل ما سبق لأجل مجيء الأعمى.
من هو {الأعمى}؟
هو ابن أم مكتوم رضي الله عنه. ذكره ابن كثير والأشقر، وحديث ابن عمر في الأذان فيه قال ابن عمر، من بعد قول رسول الله: "فكلوا واشربوا حتّى تسمعوا أذان ابن أمّ مكتومٍ"، قال ابن عمر: (وهو الأعمى الذي أنزل اللّه تعالى فيه: {عبس وتولّى أن جاءه الأعمى}.)
واسمه: عبد الله أو عمرو كما نقل ذلك ابن كثير.
متعلق الخطاب في {وما يدريك لعله يزكى}:
المخاطب ب {يدريك} : رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره صراحة الأشقر.
ومرجع الضمير في {لعله}: على الأعمى، ذكره صراحة السعدي وكذا الأشقر.
وهو أيضا فاعل {يزكى}.
معنى {يزكى}: يتطهر في نفسه من الذنوب بالعمل الصالح ومن الرذيلة بالفضيلة. مجموع ما ذكروه.
[ وفي هذه الآية التفات من الغيبة إلى الخطاب ، واستفهام ومن المهم تخصيص مسألة لغرض الاستفهام في الآية وقد نص عليه السعدي في تفسيره ]
المعنى الإجمالي لقوله: {أو يذكر فتنفعه الذكرى}: يذكر بما ينفعه فيتعظ ويعمل بمقتضى الموعظة، ومنها انزجاره عن المحارم. مجموع أقوالهم أيضا، ويفهم من ابن كثير والأشقر أنهما جعلا الذكرى والتذكر بمعنى الموعظة والاتعاظ.
عظم قدر هذه الآية:
أنها مقصد بعثة الرسل ومن بعدهم العمالين بعمل الرسل في الوعظ والدعوة والتذكير:
فمقصدهم: تذكير الناس ورجاء نفعهم بالذكرى، مع سلوك الأسلوب المناسب لتحقيق ذلك بما يوافق الشرع.
وهــديـهـم: الإقبال على المفتقر والسائل والمستفتي، والاهتمام بحاجته ما دام مقبلا على الذكرى راغبا فيها، وعدم الانشغال عنه بمنى يرتجى من تذكره نفع أعظم.
وهذا حاصل ما ذكره السعدي رحمه الله.
دلالة الآية على قاعدة من القواعد الأصولية: وهي: لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققه لمصلحة موهومة.
الأقوال الواردة في معنى: {استغنى}
القول الأول: استغنى بماله.
القول الثاني: استغنى عن الإيمان والعلم.
ذكرهما الأشقر رحمه الله، ولا تعارض ويفهم من ابن كثير تأيده للمعنى الأول لقوله (أي: أما الغني) هكذا دون قيد.
معنى {تصدى}: تتعرض له وتقبل عليه. مجموع قولي ابن كثير والأشقر.
المراد من قوله تعالى لنبيه: {وما عليك ألا يزكى}
الكاف في الخطاب: للنبي، وفاعل {ألا يزكى}: {من استغنى}.
والمراد: إما قريب من قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت}، أو قريب من قوله تعالى: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا}
فالأول: رأي ابن كثير من قوله: (ما أنت بمطالبٍ به إذا لم يحصل له زكاةٌ)، والثاني: رأي الأشقر من قوله: (أَيُّ شَيْءٍ عَلَيْكَ فِي أَلاَّ يُسْلِمَ وَلا يَهْتَدِيَ)
[ لم لجأتِ إلى تلخيص ما ورد في الآيات دون صياغة المسائل كما اعتدنا في السابق ، ويحسن تسمية المسألة بـ ( معنى " ما " في الآية ) ]
دلالة التعبير بالسعي في قوله: {جاءك يسعى}: فيه معنى الإسراع والقصد طلبا للإرشاد بنية الاهتداء وحصول الذكرى. حاصل ما قالاه (ابن كثير والأشقر).
معنى الخشية: الخوف. قاله الأشقر.
معنى التلهي في الآية: التشاغل، قاله ابن كثير وزاد الأشقر: الإعراض والتغافل.
ما تضمنه الآيات من أمر:
قال ابن كثير رحمه الله: (أمر اللّه عزّ وجلّ رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يخصّ بالإنذار أحداً، بل يساوي فيه بين الشّريف والضّعيف، والفقير والغنيّ، والسّادة والعبيد، والرّجال والنّساء، والصّغار والكبار، ثمّ اللّه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ، وله الحكمة البالغة والحجّة الدّامغة)