دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 ربيع الأول 1443هـ/3-11-2021م, 01:41 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة البقرة من الآية 75 إلى الآية 86

مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة البقرة
الآيات (75 - 86)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.


السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{
أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.
2: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.

ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.



المجموعة الثانية:
1:
فسّر باختصار قول الله تعالى:
{
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)} البقرة.
2: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {وقالوا لن تمسّنا النار إلا أياما معدودة}.
ب: المراد بما يُسرّ وما يُعلن في قوله تعالى: {أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون}.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 ربيع الأول 1443هـ/5-11-2021م, 12:32 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.

قد ذمّ الله اليهود على الخصال، منها:
- قلة تذكر نعم الله تعالى.
- عدم شكر الله تعالى في مقابلة نعمه عليهم.
- عدم الوفاء بعهد الله تعالى إليهم.
- تلبيس الحق بالباطل.
- أمر غيرهم بالإيمان مع الإعراض عنه.
- تلاعب بالنصوص وتحريفها.
- عدم الندم والاعتراف بالذنب.
فقد بين الله تعالى في القرآن سبيل المجرمين، بما عرف العبد ما يسخط ربه ويبغضه. وعلى العبد تجنب كل هذه الخصال حتى لا يكون مثلهم، وعليه أيضا أن يتقرب إلى الله بما يحب ويرضى، ويعينه على ذلك التذكر بنعم الله تعالى، والشكر عليها، والإكثار من الاستغفار والتوبة من الذنوب.

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.

قد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أخبار بني إسرائيل فبين لنا ما يجب تجنبه من صفاتهم وأن رضاه في عكسه. فقال تعالى بعد إيراده قصة البقرة مخاطبا المؤمنين الذين يحرصون في إيمان اليهود: {أَفَتَطْمَعُونَ} أي: هل تحرصون {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} أن يؤمنوا كما آمنتم فلا يفرقوا بين أحد من الرسل؟ فبين عالم الغيب والشهادة أن الذين كفروا لا يؤمنون، وذلك لأنه تعالى قد أزاغ قلوبهم لما زاغوا.
ثم بين تعالى أنهم يتبعون في ذلك لآبائهم: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} وقد جاءهم موسى -عليه السلام- بالتوراة فيها بيان الحلال والحرام وبيان صفات محمد صلى الله عليه وسلم، وهم آمنوا بموسى وما جاء به {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} فجعل علماؤهم الحلال حراما، والحرام حلالا، وغيروا صفات خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، بما صاروا المغضوب عليهم، وذلك لأنهم لم يفعلوا ما فعلوا من تغيير الأحكام وصفات النبي صلى الله عليه وسلم جهلا بل فعلوه {مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} أي: فهموه فهما جيدا {وَهُمْ يَعْلَمُون} أن ما فعلوه ذنب وكفر.

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.

ورد في المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ} عدة أقوال:
الأول: جهلة بالتوراة من اليهود، وهو قول أبي العالية ومجاهد كما ذكر ابن عطية وذكره عن مجاهد ابن كثير.
قال ابن عطية: فالآية منبهة على عامتهم وأتباعهم، أي: إنهم ممن لا يطمع في إيمانهم لما غمرهم من الضلال.
الثاني: قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين، ذكره ابن عطية.
الثالث: هم نصارى العرب، قاله عكرمة والضحاك كما ذكر ابن عطية.
الرابع: هم المجوس، روي هذا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما ذكر ابن عطية.
الخامس: هم أهل الكتاب. ذكره ابن كثير عن مجاهد.
السادس: قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله، ولا كتابا أنزله الله، وهو قول ابن عباس رواه عنه ابن جرير كما ذكر ابن كثير.
وهذا ضعيف سندا ومتنا، أما السند فقد قال ابن كثير: ثمّ في صحّة هذا عن ابن عباس بهذا الإسناد نظر؛ وأما المتن فلأنه مخالف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم. قاله ابن جرير الطبري كما نقل عنه ابن كثير.
والراجح من هذه الأقوال هو القول الأول؛ لأنه أوفق للسياق، قال ابن عطية: وقول أبي العالية ومجاهد أوجه هذه الأقوال.

ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.
ورد في المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا} أقوال:
الأول: لا إله إلا الله، و هو قول ابن عباس كما ذكره ابن عطية.
الثاني: الإعلام بما في كتاب اليهود من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قول ابن جريج كما ذكره ابن عطية، وبه قال الزجاج.
الثالث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو قول الحسن البصري كما ذكره ابن كثير، وسفيان الثوري كما ذكر ابن عطية.
الرابع: هو السلام، وهو قول أسد بن وداعة وعطاءٍ الخراساني كما ذكره ابن كثير.
رواه عن أسد بن وداعة ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير واستغربه.
والصحيح أنه يشمل كل طيب من القول، فإن أعلاه كلمة "لا إله إلا الله"، والشهادة أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بالمعروف وإفشاء السلام. فإنما استغربه ابن كثير؛ لأن أسد بن وداعة "لا يلقى يهوديًّا ولا نصرانيًّا إلّا سلّم عليه" ما خالف لما ثبت في السّنّة أنّهم لا يبدؤون بالسّلام، أما إفشاء السلام فهو أمر مأمور به.
فالآية -وإن كانت في بني إسرائيل- تشمل كل خلق حسن؛ لأن العبرة بعموم اللفظ.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الثاني 1443هـ/6-11-2021م, 02:39 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الثانية
س1- عدد الخصال التي ذم الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و اذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد:
1- الكذب: و من مظاهره:
الكذب و الافتراء على الله ؛ بتأويل كلامه غير ما هو، و تبديل كلام الله؛ من ذلك تبديل صفة الرسول صلى الله عليه و سلم في التوراة، قال تعالى ( قد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه و هم يعلمون).
الفائدة: العلم حجة على من علم، و من علم عليه أن يلزم، و من الأمانة تحري التفسير الذي نبني عليه و اتباع قواعد التفسير عند تفسير الآيات حتى لا نتأول على غير مراد الله عز و جل.
2- الكبر؛ فهم مع علمهم أن تحريفهم كذب، و معرفتهم بالله، يصرون على الباطل الذي هم عليه ( من بعد ما عقلوه و هم يعلمون).
الفائدة: قلبك..قلبك، تعهد القلب بالتزكية حتى يغسله من الأمراض التي تصيبه، فالعالم يصيبه الكبر بعلمه إن غفل عن شكر المنعم و داخل قلبه العجب، و الكبر يمنع عن الفهم الصحيح و يقوي الأنا عند طالب العلم، فلا يقبل نصحًا و لا يرى غير علمه، نسأل الله العفو و العافية.
فليكن التعلم سبيل لهدايتك و لهداية غيرك و ليس للضلال.
تحريفهم التوراة يترتب عليه أن نتبع الضوابط في الأخذ عن بني إسرائيل.
3- كانوا لا يخشون الله بالغيب ، قال تعالى: ( و إذا خلا بعضهم إلى بعض )( أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}
الفائدة: خشية الله قائد قلبك، فالله يرى منك ما لا يراه الناس، بالعلم النافع تنمو الخشية في القلب و بالجهل تموت و يموت قلبك.
4- لا يعلمون من كتابهم إلا حروفه، و ما علموا حدوده و لا سعوا ليتعلموها، قال تعالى ( و منهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني).
الفائدة: تعلم معاني الكتاب و تفسير الآيات ليس رفاهية، فكيف لعبد أن يعبد ربه دون أن يتعلم ما يأمر به و ما ينهى، فليس بحفظ حروفه بل بفهمها و بالعمل بها.
5- لا يسعون للبحث عن اليقين ويبنون على الظن؛ فيما يسمعون من التوراة و في جحدهم النبوة ( و إن هم إلا يظنون).
الفائدة: هذا العلم دين فتبينوا ممن تأخذون دينكم؛ التحقق من مصادر العلم واجب على المتعلم، فكم من صاحب بدعة يدعو لبدعته يأخذ بلب من يسمع له، و كم من ضال يفسر بهواه و يلاقي هوى عند من يستمع إليه.
الظن لا يقيم حقًا و لا ينفع صاحبه، فلا نبني إلا على اليقين، باليقين يثبت الإنسان و يقوى دينه.
6- المجاهرة بالإثم (فويلٌ للّذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثمّ يقولون هذا من عند اللّه)، الشاهد ( بأيديهم).
الفائدة: الثقة في نشر الأكاذيب و البدع و الضلال و سرعة انتشارهم لا يلبسهم ثوب الحق، هذا من المجاهرة بالإثم و العدوان، و التي هي حجة على صاحبها في الدنيا و الآخرة، نسأل الله أن يكون ما نتعلمه حجة و ننشره حجة لنا لا علينا.
7- غايتهم الدنيا، حتى بالكذب و التقول على الله (ثمّ يقولون هذا من عند اللّه ليشتروا به ثمناً قليلاً).
الفائدة: الدنيا ثمن قليل و المؤمن إذا باع ،باع ليشتري ثمنًا كثيرًا، يبيع نفسه لله، يرجو الخلود فالدنيا، و لا يعلم حقيقة الدنيا إلا من عقل.
8- القول على الله بغير علم، و ادعاء ما ليس لهم فيه حق (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80).
الفائدة: نرجو ما عند الله و لا نتقول على الله، و لازال المؤمن في كبد الدنيا يرجوا رحمة ربه ، لا يوقن بأن له الجنة ،فلا يأمن عبد على نفسه فتنة ، كما في الأثر من عبد الله عمره كله و مات على الكفر و من عاش كافرًا و مات على الإيمان، نسأل الله حسن الخاتمة و نستغفره و نتوب إليه.
9- نقض الميثاق مع الله و الإعراض عن عهده( {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)
الفائدة: لكل منا عهد مع الله، الإيمان بالله عهد، و لوازم الإيمان من عبادات عهد،فعلى العبد أن يلزم عهده مع الله لينال موعود الله.
10- الأخذ ببعض الكتاب دون بعضه، تبعًا لمصلحتهم ، قال تعالى :(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ
و بيان ذلك في : أنهم يبدون المصلحة الدنيوية على ميثاق الله حتى لو قتلوا إخوانهم، و يقومون بالتعاون مع الغير طالما لهم مصلحة على اخوتهم في الدين.
الفائدة: المصلحة هي من هوى النفس، و النفس أمارة بالسوء، تحب زينة الحياة الدنيا، إن تعصي هواك تتبع الهدى، و إن اتبعت هواك حدت عنه، قدم حق الله على حق نفسك تنل رضاه.
11- مخالفة شرع الله و عدم القيام بما أمرهم الله مع علمهم به(وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ)
12- يحبون الدنيا العاجلة و يؤثروها على الآخرة سبب ما هم عليه (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}
الفائدة: التعلق بالدنيا و زينتها مهلكة، نعيش في الدنيا للآخرة، لا للدنيا، لا يمنع التعلق بالدنيا إلا حب لقاء الله في الآخرة.

المجموعة الثانية:
فسر باختصار قو الله تعالى( و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و إذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون )
كان المسلمين يطمعون في إيمان اليهود ممن حولهم و لكن الله بين لهم أنه لا طمع في إيمانهم، فأظهر حقيقتهم التي يخفونها، فهم كما كان من سبقهم من اليهود سمعوا كلام الله و بلغهم أوامره و نواهيه، فماذا فعلوا؟ تكبروا و عاندوا و حرفوا و بدلوا ، تبعًا لأهوائهم و مصالحهم.
غمت عليهم معصيتهم حتى أنهم نسوا الله، فأمعنوا في باطلهم، و قد منعهم رسول الله صلى الله عليه و سلم الحضور بين يديه، قال :لا يدخلن علينا قصبة المدينة إلا مؤمن، فقال كعب بن الأشرف ووهب بن يهوذا وأشباههما: اذهبوا وتحسسوا أخبار من آمن بمحمد وقولوا لهم آمنا واكفروا إذا رجعتم، فنزلت هذه الآية فيهم، تحايلوا فقالوا آمنا و ما هم بمؤمنين (و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا )قالوا بألسنتهم صدقنا بما جئت به يا محمد ( صلى الله عليه و سلم) ، و هذا نظير قوله اللّه تعالى في سورة آل عمران: ( وقالت طائفةٌ من أهل الكتاب آمنوا بالّذي أنزل على الّذين آمنوا وجه النّهار واكفروا آخره لعلّهم يرجعون(72)،و ما حوت قلوبهم كان بينًا عند الله ففضحهم و أظهر ما أسروه، و عندما رجع هؤلاء القوم لام كبراءهم و أحبارهم عليهم بسبب حديثهم الذي حدثوه عندما ذهبوا (و إذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله ) ؛ قيل في الحديث الذي فتح الله به عليهم قولان: إقرارهم أن محمدًا صلى الله عليه و سلم نبي من الله ،بينه لهم في كتابهم و لكنه ليس لليهود ، و قيل ذكرهم ما في التوراة من وصفه صلوات الله عليه و سلامه، و سبب لوهم معرفتهم أن هذا الإقرار هو حجة عليهم أمام الله يوم القيامة (ليحاجوكم به عند ربكم) فكيف تقرون أنه نبي و تعرفون وصفه ثم لا تؤمنوا به؟ .
و قيل أنهم حدثوهم بعذاب الله لهم سابقًا، و هو حكم الله و قضاءه فيهم الذي ذكر عندهم في التوراة، و هذا مما يؤكد ما جاء في القرآن و يقيم الحجة عليهم يوم القيامة.
و كل ما قيل جائز، فاليهود لا يعقلون الخير لهم، سبحان من أجرى الحق على ألسنتهم و جعلهم يقيموا الحجة على أنفسهم بألسنتهم، جهلًا منهم و كبرًا.
أفلا تعقلون؛ تساؤل فيه استنكار و توبيخ لفعلهم من أحبارهم و ممن لم يذهب معهم من اليهود،فكيف تخبرون المسلمين مثل هذه الأخبار؟
و قيل أنه خطاب من الله للمؤمنين في سبيل بيان أن طمعهم في إيمان اليهود لا يقوم على بينة، بل هذه حقيقتهم، وهو استفهام لشحذ الهمم لدى المؤمنين و دعوة للتفكر في أفعال اليهود التي بينها لهم الله، و ذلك حتى يقطع ما قام في قلوبهم من أمل في إيمانهم و يعلمون حقيقة عداوتهم لله قبل أن تكون لهم، و يكون ذلك لهم هدى؛ أي لا يكونوا أشباههم في أفعالهم، و إلا كان لهم مثل عذابهم و عقابهم.

2- اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ‌. سبب نزول ( و قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة)
رويت روايات في سبب النزول ، ذكر منها المفسرون :
1- ( خاصمت اليهود رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: لن ندخل النّار إلّا أربعين ليلةً، وسيخلفنا إليها قومٌ آخرون، يعنون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيده على رءوسهم: «بل أنتم خالدون مخلّدون لا يخلفكم إليها أحدٌ». فأنزل اللّه: {وقالوا لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدودةً} الآية: قاله عكرمة، ذكر ذلك عنه ابن كثير.
2- أن سببها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لليهود: «من أهل النار؟»، فقالوا: نحن ثم تخلفوننا أنتم، فقال لهم: «كذبتم، لقد علمتم أنا لا نخلفكم»، فنزلت هذه الآية، رواه ابن زيد وغيره، كما ذكر ابن عطية.
3- «إن السبب أن اليهود قالت: إن الله تعالى أقسم أن يدخلهم النار أربعين يوما عدد عبادتهم العجل»، قاله ابن عباس وقتادة وعطاء، ذكر ذلك عنهم ابن عطية.
4- «زعمت اليهود أنّهم وجدوا في التّوراة مكتوبًا: أنّ ما بين طرفي جهنّم مسيرة أربعين سنةً، إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزّقّوم، التي هي نابتةٌ في أصل الجحيم. وقال أعداء اللّه: إنّما نعذّب حتّى ننتهي إلى شجرة الزّقّوم فتذهب جهنّم وتهلك .فذلك قوله تعالى:{وقالوا لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدودةً}». قاله الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ، ذكر ذلك عنهم ابن كثير.
الضحاك لم يسمع من ابن عباس، و صيغة( فذلك قوله) ليست صريحة في سبب النزول.
5- أنّ اليهود كانوا يقولون: هذه الدّنيا سبعة آلاف سنةٍ، وإنّما نعذّب بكلّ ألف سنةٍ يومًا في النّار، وإنّما هي سبعة أيّامٍ معدودةٍ. فأنزل اللّه تعالى:{وقالوا لن تمسّنا النّار إلا أيّامًا معدودةً}إلى قوله: {خالدون.رواه محمّد بن إسحاق عن ابن عبّاسٍ من عدة طرق كما ذكر ابن كثير.
و هذه الأقوال ( إن صحت) ترجع إلى قولين :
1- القول الأول: أن اليهود ادعوا أنهم سيدخلون النار أربعين ليلة هي بعدد الأيام التي عبدوا بها العجل، ثم يخلفهم المسلمين.
2- و القول الثاني ادعاءهم أنهم سيعذبون سبعة أيام بعدد أيام السنة سبعة آلاف.
لم يرجح المفسرين أي القولين .
و يجوز أن يكون اليهود ادعوا الأمرين؛ لأن ما عندهم بالتوراة محرف، و هم كذبوا على الله، أفلا يكذبون في الأعداد و حسابها، أيًا ما قالوا فهو كذب، أراد الله بهذه الآية رد كذبهم و إدعائهم، فلم يبين لنا العدد ،لأن العبرة بإدعائهم و رده.
و ما ورد من آثار في سبب النزول يبين الحدث و إن اختلف العدد الذي ذكر فيها الذي يؤكد كذبهم و ادعائهم.

ب‌. المراد بما يُسر و ما يُعلن في قوله تعالى( أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون و ما يعلنون) .
القول الأول: أعلنوا الإيمان و أسروا الكفر، قاله ابو العالية و قتادة و الربيع ذكر ذلك عنهم ابن كثير و اختاره ، و ذكره ابن عطية و لم ينسبه، و عزاه إلى سائر اليهود.
هذا القول تؤيده الآية التي سبقتها من قولهم( آمنا)، فالقول يكون باللسان فقط، و في الآية أيضًا إشارة إلى إضمارهم الكفر.
و يؤيده أيضًا قول الله تعالى في سورة آل عمران: وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)
القول الثاني: أعلنوا الكفر و التكذيب لمحمد صلى الله عليه و سلم ،و أسروا معرفتهم بصفة الرسول صلى الله عليه و سلم التي عندهم بالتوراة، ذكره ابن عطية و لم ينسبه و قال أن هذا في فعل الأحبار.
و هذا القول مبني على تفسير الحديث الذي فتح الله به عليهم أنه ما بينه في التوراة من صفات النبي محمد صلى الله عليه و سلم، و لوم الأحبار اليهود الذين حدثوا بذلك المسلمين.
القول الثالث: أعلنوا الإيمان و أسروا تناهيهم عن ذكر ما في كتبهم من فتح الله عليهم : قاله الحسن ،ذكر ذلك عنه ابن كثير.
هذا القول مبني على تفسير الفتح بأنه ماذكر في كتابهم مما فتح( قضى) الله عليهم من عذاب.
و قد قال ابن عطية أن اللفظ يعم القول الأول و الثاني.
و لم يرجح ابن كثير قولًا منهم.
اللفظ يعم جميع الأقوال، فحذف متعلق الإعلان و الإسرار يفيد العموم، و سياق الكلام يحتمل جميع الأقوال، و لا يوجد مانع في ذلك، فعامة اليهود أظهروا الإيمان و أبطنوا الكفر، و أحبارهم أظهروا الكفر و أسروا ما في كتبهم عن محمد صلى الله عليه و سلم، و أسروا بينهم تناهيهم عن إخبار المسلمين عن العذاب الذي كتبه الله عليهم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الثاني 1443هـ/6-11-2021م, 05:47 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.

ذمت الآيات خلق اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم بذكر عدة خصال، منها:
1) من قوله تعالى: "وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ": نلحظ سوء أدبهم مع آيات الله بتحريفها عن مقصودها إما لفظا وإما تأويلا بما يوافق أهواءهم.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: تعظيم الله، وتعظيم كلامه، وتوقير أنبيائه، وتعظيم واحترام كل ما أمرنا الشارع بتعظيمه، مع التسليم والانقياد للشرع وإن خالف الهوى، فالحق أحق أن بتبع.
2) من قوله تعالى: "مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ": نلحظ جرأتهم على الامتثال لكتاب الله بعد أن فهموه وعرفوا الحق الذي فيه، لكنهم خالفوه على بصيرة.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن أعمل بالعلم الذي تعلمته وفهمته ووعيته، لا أخالفه ليكون حجة لي لا علي.
3) من قوله تعالى: "وَهُمْ يَعْلَمُونَ": نلحظ شدة عنادهم وقسوة قلوبهم وموت صوت الحق الذي في دواخلهم، فمع علمهم بخطأ ما اقترفوه من جرم إلا أنهم ماضون فيه غير نادمين ولا رجاعين للحق والصواب.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن مجرد علمي بخطأ أقترفه، فعلي عدم الاسترسال فيه، والإنابة والرجوع لئلا يقسو القلب فيختم ثم يطبع عليه فلا يرى المعروف معروفا ولا المنكر منكرا، بل يبرر للباطل ويصفق له، ويخطّئ الحق ويذمه.
4) من قوله تعالى: "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا": نلحظ نفاقهم وإظهارهم عكس ما يبطنون.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: الحذر من النفاق، وإظهار وادعاء الفضيلة وإبطان الرذيلة.
5) ومن قوله تعالى: " وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ": نلحظ جهلهم بالله المطلع على ما يبدون وما كانوا يكتمون، إذ كيف تسول لهم أنفسهم أن ربهم وخالقهم لا يعلم سرهم ونجواهم؟ بلى يعلم ورسله يكتبون.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: العلم بالله، وأنه مطلع على السرائر وما تخفيه الصدور، فلا أجعل فيه ما يمقته تعالى.
6) ومن قوله تعالى: "وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ": وعلى القول الآخر أنهم كانوا يتواصون فيما بينهم ألا يعلم العرب عما أصاب أسلافهم من عذاب عذبهم الله به حين مسخهم قردة وخنازير، وما ظنهم ذلك إلا لغبائهم وعدم تقديرهم للأمور على وجه العقل والمنطق. إذ مع علمهم بصحة نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإقرارهم بذلك إلا أنهم ظنوا أننا لن نعلم قصص أسلافهم مع نبي الله موسى إلا منهم. ألم يجزموا بأن القرآن سيخبرنا بأخبار الأولين والآخرين؟
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: حين أؤمن بصحة الشرع والدين، فيجب أن يظهر على لساني وجوارحي أثر ذاك العلم اليقيني، لا أواريه أو أخجل من إبدائه، بل أعتز به لأنه هو الحق.
7) ومن قوله تعالى: "وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ": نلحظ اتصافهم بالتحايل – وباللهجة الدارجة لفهم ودورانهم – حين آمنوا أن محمدا نبي حق ولكنه أرسل للعرب خاصة، وما ذلك إلا ليجدوا لهم مخرجا من الاضرار بالإيمان به.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: الحذر من التحايل، وما مسخ أسلافهم إلى قردة وخنازير إلا لتحايلهم في السبت.
8) ومن قوله تعالى: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ": نلحظ أنهم كانوا جهلة بالتوراة، لم يقدروا كتاب ربهم حق قدره، فلم يقبلوا عليه علما وفهما، ولم يتخذوه منهجا لحياتهم يصلون بها إلى مرضاة ربهم.
9) وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن أقبل على القرآن علما وفهما وتدبرا وعملا ودعوة ليكون سبيلي إلى مرضاة الله وإلى جنات النعيم، جعلنا الله وإياكم من أهلها.
10) ومن قوله تعالى: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ": نلحظ أن عوامهم وجهالهم لم يكن كثير منهم يعرفون آيات التوراة لأنهم لا يتلونها، فقد كانوا يعتمدون على ما تقوله له أحبارهم، فكانوا إذا سمعوا أكاذيب وقصص مختلقة من العرب، أو سمعوا من أحبارهم كلاما مختلقا ظنوه من التوراة، لجهلهم بكتابهم.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن أصاحب القرآن، وأجاهد نفسي لتحقيق صحبته، ليعصمني به ربي من الضلال والفتن، ما ظهر منها وما بطن، وألا أنتظر من يحملني على ذلك حملا، بل أعلم أن مصيري في الآخرة يتحدد بمدى مجاهدتي لنفسي بالدنيا، فلا أحد يحمل وزر أحد ولا تقصيره، فكل امرئ بما كسب رهين.
11) ومن قوله تعالى: "وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ": نلحظ أنهم كانوا أهل كذب وتزوير وخداع وتضليل.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أصدق، وأتحرى الصدق، لأكتب عند الله صديقة.
12) من قوله تعالى: "يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ": نلحظ أنهم أهل تحريف لكتاب الله، زادوا فيه ما أرادوا، وحذفوا منه ما كرهوا، بما يتناسب مع أهوائهم وشهواتهم.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن أؤمن بأن كل الكتب التي سبقت القرآن محرفة، وأن أعظم كتاب الله وأؤمن إيمانا يقينيا بأنه محفوظ من الزيادة والنقصان، فأطمئن لنقاء المصدر وأنه مازال غضا كما أنزل.
13) من قوله تعالى: "لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا": نلحظ أنهم كانت الدنيا أكبر همهم، ومبلغ علمهم، ولم تكن الآخرة على بالهم، بل باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: وصف الله متاع الدنيا ب "قليلا" لأعلم أن الدنيا كلها بجميع ملذاتها فانية ولا تعني شيئا مقابل الآخرة والأجور التي تنتظر أهل الإيمان فيها، فأحذر من إرادة الدنيا وألا أجعلها غايتي، والأخطر هو إرادة الدنيا بعمل الآخرة، أعاذنا الله وغياكم وهذه الحال، ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
14) من قوله تعالى: "وويلٌ لهم ممّا يكسبون": توعد الله بني إسرائيل على الأموال والهدايا التي تحصلوا عليها من وراء تجارتهم بالدين، وإضلالهم الخلق، وتبديلهم التوراة.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن أحذر من التكسب على حساب الدين، والتصدر للتعليم فقد لإرادة الدنيا، والعياذ بالله.
15) من قوله تعالى: "وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً": نلحظ افتراء اليهود على الله كذبا، وافتخارهم أمام العرب وأتباعهم أنهم ذوو مكانة عند الله، وذوو شأن، وأن الله قد أعطاهم وعودا وضمانات تنفعهم في آخرتهم.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن أتيقن بأن مقاييس الآخرة مختلفة تمام عن مقاييس الدنيا، فالفلاح في الآخرة للمتقين، فلا نسب ينفع، ولا مال يدفع نقم الله، إن عمل الإنسان أعمال أصحاب الجحيم. فديننا واضح بيّن، من اتبع هدى الله نجى، ومن اعرض عن ذكر ربه فإن له معيشة ضنكا، ويحشر في الآخرة أعمى.
16) من قوله تعالى: "قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ": نلحظ أنهم كانوا يتقولون على الله ما ليس لهم به علم.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: الحذر من التقول على الله بلا علم.
17) من قوله تعالى: "مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ": نلحظ أنهم كانوا أهل شرك وكفر، ومرتكبون للكبائر والجرائم العظام، لذلك استحقوا هذا الوعيد من الرب العظيم.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن أحتاط لديني، فلا أستسهل حتى الصغائر لأنها ستؤدي للكبائر، واستمرائها واستحلالها قد يودي إلى الشرك.
18) من قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ": نلحظ أنهم أهل نقض للمواثيق والعهود، تعمد أكثرهم الإعراض عما أمرهم به ربهم قصدا وعمدا، مع علمهم بأنه أمر من ربهم وعلى لسان نبيهم، إلا أنهم بارزوا ربهم بالكفر والمعاصي مع العلم الذي عندهم عنادا واستكبارا وظلما.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: الالتزام بالعهد الذي أخذه ربنا علينا حين كنا في ظهر أبينا آدم كأمثال الذر، وأشهدنا سبحانه على أنفسنا أنه ربنا الواحد الأحد، فألتزم التوحيد وأحمي جنابه، فلا أقحم نفسي في شبهات قد توردني المهالك، وأتبع أوامر ربي وأجتنب نواهيه، فأحسن في عبادة ربي وبمعاملتي للخلق. فأعمل بما أعلم، فمن عمل بما علم، رزقه الله علم ما لم يعلم.
19) من قوله تعالى: "ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ": نلحظ أن اليهود كانوا يقتل بعضهم بعضا، متحدين بذلك النهي الذي في التوراة بحرمة هذا الفعل.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: اتباع ما جاء في ديني من حرمة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
20) من قوله تعالى: "وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ": نلحظ أن اليهود كانوا يظاهرون أهل الشرك من الأوس والخزرج على إخوانهم اليهود من الفريق الآخر.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: تحقيق الولاء والبراء، فلا أظاهر أهل الشرك على أهل ملتي.
21) من قوله تعالى: "وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ": نلحظ أنهم كانوا يخرجون بني ملتهم من ديارهم، ويخربون بيوتهم، ظلما وعدوانا، فهم أهل نقض للعهود.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أن لا أثق بأن لليهود عهد، بل هم أهل الشر والدمار في العالم أجمع، فلا تطبيع ينفع معهم، ولا مواثيق تقينا شرهم، أراح الله العالم منهم ومن وجودهم ومكرهم ومكائدهم.
22) من قوله تعالى: "وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ": نلحظ أنهم يأخذون بالتوراة ما وافق الهوى، ويتركون ما خالف الهوى، ينتقون من الدين ما شاءوا، لا خشية من الله تنفعهم، ولا خوف منه يردعهم.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: أخذ الدين كافة، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"، فلا آخذ منه ما أشتهي، وأذر ما لا يوافق هواي.
23) من قوله تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ": نلحظ أنهم أهل دنيا عاجلة، أخذوا بها وآثروها على الآخرة، مع أن التمسك بالآخرة كان أحرى بهم لتضافر المقومات المعينة لهم على الظفر فيها، إلا أنهم استحبوا الدنيا على الآخرة. عليهم لعائن الله.
• وما استفدته لئلا أقع فيما وقعوا فيه: إيثار الآخرة على الدنيا، والعمل ليوم يتحقق فيه الفلاح والفوز الأبدي الذي لا شقاء بعده، وليس العمل للدنيا الفانية، ذات المتاع القليل، والفرح المؤقت.



المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)} البقرة.
بعد أن بين سبحانه حال بني إسرائيل مع نبيهم، وسوء طباعهم وقلة أدبهم مع ربهم، وتحريفهم لكتابه، وجرأتهم على مخالفة شرائعهم، كشف للمؤمنين هنا عن سرائرهم ومكنوناتهم. فقد كانوا "وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا" وادعوا الإيمان، حيث جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يدخلن علينا قصبة المدينة إلا مؤمن" فقال كعب بن الأشرف ووهب بن يهوذا وأشباههما: اذهبوا فتحسسوا أخبار من آمن بمحمد، وقولوا لهم آمنا، واكفروا إذا رجعتم، فكانوا يأتون المدينة بالبُكر ويرجعون إليهم بالعصر، فكانوا يقولون إذا دخلوا المدينة: نحن مسلمون ليعلموا خبر النبي وأمره، فإذا رجعوا رجعوا للكفر، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قطع عنهم ذلك فلم يكونوا يدخلونها. وقيل أنها نزلت في منافقي اليهود الذين آمنوا فعلا ثم ارتدوا. وقال بعض أهل التفسير أنها نزلت في اليهود الذين آمنوا بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم يدعون أنه مرسل للعرب خاصة وليس لهم. فكان إقرارهم هذا بنبوة النبي وتصديقهم لما وافق الإسلام في توراتهم سببا لنهي أحبارهم لهم وذلك" وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ" أي حين يختلون بهم بعيدا عن أعين المؤمنين، فنهوهم عن الاعتراف بنبوة النبي ولاموهم على ذلك، إذ كيف يقرون بأنه نبي وأنه مذكور بصفته في توراتهم ثم لا يتبعونه ولا يؤمنون به. ف " قَالُوا" لأتباعهم "أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" أي لا تخبروا المؤمنين بعلمكم اليقيني بأن نبيهم هو نبي حق، وأن الله قد أخذ عليكم الميثاق باتباعه، بل اجحدوه ولا تقروا لهم بذلك، لئلا "لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ"، أي لئلا تكون للمؤمنين عليكم حجة فيخصموكم ويحتجون بكلامكم عليكم في الآخرة، بأنكم تقرون بالحق ولا تتبعونه. وقال الأحبار لأتباعهم "أَفَلَا تَعْقِلُونَ" أنكم بذلك تجعلون الحجة يوم القيامة عليكم عند ربكم، إذ لم تؤمنوا بما تقرون به.
وقيل بأن قولهم "أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" أي لا تحدثوا المؤمنين بأن الله قد حكم على أسلافكم بالعذاب الذي عذبوا به وقضاه عليهم، لئلا "يُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ" فيحتجون به عليكم ويقولون نحن أكرم على الله منكم إذ لم يفعل بنا هذا كما فعل بأسلافكم في مسخهم قردة وخنازير، فقد روى مجاهد قول النبي صلى الله عليه وسلم لبني قريظة: "يا إخوة الخنازير والقردة"، فلام الأحبار أتباعهم على إفشاء ما في كتابهم للمؤمنين، بأن المؤمنون لم يعلموا ذلك عنكم وعن أسلافكم إلا منكم، فلا تشمتوهم بكم، فيظنون انهم أحق بربكم منهم. فقال الله للمؤمنين: " أَفَلَا تَعْقِلُونَ" طبيعة يهود، فهم قوم بهت مراوغون، لن يؤمنوا لكم ولا بنبيكم، فاقطعوا الأمل في انقيادهم إليكم وطاعتهم لكم.

2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {وقالوا لن تمسّنا النار إلا أياما معدودة}.

مما لا خلاف فيه أن الآية نزلت في اليهود، ولكن الخلاف وقع في سبب نزولها.
وقد جاء في ذكر أسباب النزول عند أهل العلم أربعة أقوال، هي:
القول الأول: أن اليهود خاصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: لن ندخل النار إلا أربعين ليلة، وسيخلفنا إليها قوما آخرون يعنون محمدا وأصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على رؤوسهم: (بل أنتم خالدون مخلدون لا يخلفكم إليها أحد). فأنزل الله هذه الآية.
قاله عكرمة وذكره ابن كثير، وروى مثله ابن زيد وذكره ابن عطية.

القول الثاني: أن اليهود قالت: إن الله تعالى أقسم أن يدخلهم النار أربعين يوما، عدد عبادتهم العجل. قاله ابن عباس وقتادة وعطاء وذكره ابن عطية. وذكر ابن كثير أن القرطبي حكاه عن ابن عباس وقتادة.

القول الثالث: قالت اليهود إن في التوراة أن طول جهنم مسيرة أربعين سنة، وإن الله تعالى يعذبهم بكل ألف سنة يوما. ذكره ابن عطية عن طائفة، وبلفظ مقارب ذكره ابن كثير عن ابن عباس.

القول الرابع: أن اليهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار، وإنما هي سبعة أيام معدودة. قاله ابن عباس ومجاهد وابن جريج، كما ذكره ابن كثير عن ابن عباس.
والله أعلم بالراجح من تلك الأقوال، حيث لم يرجح أحدها أحد من المفسرين. ولكن المتفق عليه أن اليهود أقروا بدخولهم النار ولكنهم جزموا لأنفسهم بالخروج منها ليخلفها بعدهم المسلمون، وكذبوا والله، فالنار لا يخلد بها المسلمون الموحدون، والكفار فيها خالدون على اختلاف مللهم.

ب: المراد بما يُسرّ وما يُعلن في قوله تعالى: {أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرّون وما يعلنون}.
جاء عن أهل التفسير عدة أقوال في المراد بما يسر وبما يعلن، يمكن اختصارها إلى ثلاثة أقوال، هي:
القول الأول: "ما يسرون": هو ما أسره اليهود من الكفر بالنبي صلى الله عليه وسلم، "وما يعلنون": هو ما أعلنوه بقولهم آمنا وادعائهم الإسلام واتباع النبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية، كما ذكره ابن كثير عن قتادة وأبي العالية.
القول الثاني: "ما يسرون": ما اسره أحبار اليهود بما في كتبهم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم، "وما يعلنون": ما أعلنه الأحبار من الجحد بالنبي صلى الله عليه وسلم. ذكره ابن عطية.
القول الثالث: "ما يسرون": هو إسرارهم لما جاء في كتبهم بما فتح الله عليهم لئلا يحاجهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بما فيه عند ربهم، "وما يعلنون": حين قالوا لأصحاب محمد آمنا. قاله الحسن وأبو العالية والربيع وقتادة وذكره ابن كثير.
وقد ذكر ابن عطية أن اللفظ يحتملهما جميعا. فلا راجح بينها.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ربيع الثاني 1443هـ/7-11-2021م, 01:48 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد
1- قول الله تعالى { وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه} هنا الذم على تحريف كلام الله إما بتبديل اللفظ أو التاويل على غير ما اراد الله أو كتم صفة النبي صلى الله عليه وسلم أو بإخفاء الأحكام التي كتبها الله عليهم كآية الرجم. ومن هذه الآية يتبين لنا خطورة التأويل في آي الله بغير علم أو بغير العلم الصحيح المستند إلى الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح لأنه مما يبعد عن الإيمان وتسبب قسوة القلب.
2- قلة مراقبتهم لله تعالى في اقوالهم وأفعالهم إذ اختلفت علانيتهم عن سريرتهم فهم يلقون المومنين بوجه الناصح المؤمن بينما يجتمعون فيما بينهم بوجوه الخبث والكفر. فهلا علموا أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون.. وفي هذا تنبيه لنا وتوجيه إلى مراقبة النفس في خلوتها وعلانيتها وألا يكون الله لنا اهون الناظرين والعياذ بالله.
3-عدم انتفاعهم بالعلم الذي أنزله الله في التوراة وعلى لسان موسى عليه السلام. حيث فضلهم الله على عالمي زمانهم بالرسل والكتب ولكنهم بدلا من الشكر والإقرار تكبروا وطغوا وجحدوا وأنكروا صفة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذا يدفعنا إلى ضرورة تثمين النعمة التي من الله علينا بها وهي تعلم العلم الشرعي وسؤال الله أن ينفعنا به وان نكون حاملين له مبلغين رافعين الجهل عن أنفسنا وعن غيرنا.
4- أن العالمين منهم أخفوا شرع ربهم واستغلوا جهل الناس ليبسطوا سيطرتهم عليهم ويحققوا من ورائهم المكاسب والرياسة وفي المقابل الأميين منهم لم يحاولوا رفع الجهل عن أنفسهم واكتفوا بمجرد سماع الأكاذيب من أحبارهم وتلاوة التوراة دونما فهم ووعي. { ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} والواجب علينا بعد تلاوة هذه الآية أن نتقي الله فيما ننقله من علم فلا نزيد فيه ولا نكتم منه اتباعا لهوى أو مداهنة لسلطان أو طلبا لدنيا. وكطالبي علم أن نبذل الجهد في تعلم القرآن ونقيمه حدودا لا حروفا فلا يستطيع أي متأول أن يمرر علينا شبهه وأكاذيبه بل يكون لنا علما يرد أي قول لا يكون على ما جاء في الكتاب والسنة
5- أنه كان منهم من يكتب كلام الله بيديه مغيرين ما فيها من احكام ثم يدعي أنها من عند الله طالبن عرض الدنيا من الأموال والرياسة ويؤثرونها على ما عند الله من الرزق والاجر العظيم لمن آمن وعمل صالحا. وفي هذا تحذير للمسلمين من تغيير أخكام الله أو تحريفها طلبا لدنيا دون الآخرة.
6- التمني على الله وادعاء نيل الأجور والجنان دون دليل شرعي من الله ودون بذل الطاعة التي يستحق عليها العبد الأجر. {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} وفي هذا إثم عظيم لما فيه من تقول على الله بغير علم من جهة ونفي الحكمة عن الله من جهة اخرى. في هذه الآية تأكيد لأهمية العمل وفق شرع الله حتى يستجق العبد الأجر فمن أطاع له الجنة ومن عصىى ثم لم يتب فله العذاب.
7- إعراض طائفة منهم عن الوفاء بعهد الله عليهم من الإيمان والعمل الصالح الذي امرهم الله به في التوراة وعدم القيام بحقوق الله وعباده. {ثم توليتم إلا قليلا منكم} وفي ذلك تعليم لنا وتوجيه للقيام بحق الله علينا من الإيمان به والإخلاص في عبادته ومن ثم القيام بحقوق العباد لا سيما الوالدين والاقربين.
8- الإيمان ببعض الكتاب والكفر بالبعض الآخر بعدم العمل به او العمل بضده.والانتقاء في الطاعات بحسب الهوى ولا يخفى ان هذا متحقق في كثير من الناس اليوم فهم لا يتورعون عن اكل الربا وهم يقيمون الصلاة. أو يتهاونون في العلاقات المحرمة وهم يصومون رمضان..فلا بد من بذل الجهد وفق الوسع والطاقة في طاعة الله والبعد عن المعاصي {فاتقوا الله ما استطعتم } وعدم جعل القرآن عضين.
9- عدم الحفاظ على النسيج الواحد للجماعة المؤمنة بمراعاة حقوق أفرادها من حفظ النفس والعرض والمال وعدم التعدي عليها بغير وجه حق فاليهود افترقوا فيما بينهم فمنهم من ناصر الأوس ومنهم من ناصر الخزرج فقتلوا بعضهم بعضا وتعدوا على بعضهم البعض. وفي توجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبعدنا عن هذا الخصلة الخطيرة فقال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد. وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: انصر أخاك ظالما أو مظلوما.
السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.
في هذه الآية الكريمة ييأس الله تعالى المؤمنين ويقطع طمعهم في إيمان طائفة من اليهود الذين قست قلوبهم بعد ما رأوا الآيات والدلائل الباهرة على قدرة الله وصدق الرسل فيما اأتوا به من عند الله فكفروا بها بدل الإيمان ؛ فلقد كان الأنصار حريصين على إيمان اليهود للحلف والجوار الذي كان بينهم. ولكنهم هؤلاء اليهود ومن سبق من اسلافهم الذين سمعوا كلام الله مع موسى وكل من حرف في التوراة من بعدهم قد تمادوا في كفرهم وضلالهم فحرفوا كلام الله إما بتغيير ألفاظه فقالوا عن صفة الرسول غير ما انزل الله فجعلوه أدما طويلا أو تأويله على غير ما اراد الله فيجعلون الحرام حلالا والحلال حراما طلبا لدنيا أو اتباعا لهوى أو بكتم حكم من أحكامه كانكار آية الرجم .وقد بين الله تعالى استحالة الاستجابة منهم لدعوة المؤمنين لهم بالإيمان لأنهم ما فعلوا ما فعلوه من تحريف وجحد لآيات الله إلا من بعد سماع تلك الآيات سماع علم وفقه بها وتعقل لمعانيها فلم يخف عليهم الحق ولم يتعذر لهم الوصول إليها ومن تحقق له ذلك ثم أنكر او بدل فلا يترجى منهم أي إيمان فهم دعاة ضلال وانحراف.
2: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.
الأمي لغة: هو المنسوب إلى ما عليه جبلة أمته فهو لا يكتب ولا يقرأ باقيا على ما خلق عليه. وقال ابن عطية أن الأمية هنا هي الجهل بالتوراة؛ فعلى ذلك تعددت أقوالهم بالمراد بالأميين:
فقال بعضهم:
1- هم عامة اليهود واتباعهم وهذا قول أو العالية ومجاهد.. وقد يتوجه لهذا القول بأنهم جهلوا بالتوراة لأنهم لا يعلمون منها إلا الأكاذيب التي يتلوها أحبارهم عليهم فهم لا يعلمون التوراة حقيقة بل ظنا وتخرصا.وهو ما رجحه القاضي أبو محمد ونقل ابن كثير عن مجاهد: أنهم أناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله ويقولون هو من الكتاب.
2- أنهم قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين ذكره ابن عطية وفصل هذا القول ابن كثير فنسبه إلى ابن عباس فقال إنهم قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله ولا كتابا انزله الله فكتبوا كتابا بأيديهم ثم قالوا لقوم سفلة: هذا من عند الله . ووجه تسمية ابن عباس لهم بالأميين هم جحدهم برسل الله وكتبه.. فهم وهذه الحالة لليس عندهم علم نافع صحيح..ولكن ابن كثير بين أن في نسبة هذا القول لابن عباس نظر.
3- أنهم نصارى العرب وهو قول عكرمة والضحاك فلم تصلهم التوراة إلا بعد ما حرفها أحبار اليهود الذين سمعوها من موسى وتطاول الأمد عليها وقد استحفظ عليها الأحبار فلم يحفظوها وحرفوها فلم يعلموا منها إلا ما تحرف منها وكتم منها ما كتم فهم بذلك تحقق جهلهم فيها.
4- أنهم المجوس وهو قول علي نقله ابن عطية
والضمير في منهم على هذه الأقوال هو للكفار جميعا
فمن السابق واللاحق لهذه الآية يترجح لنا أن الأمي المقصود هنا هو من جهل بالتوراة الحق التي نزلت من عند الله ولم يعلم منها إلا التحريفات والتاويلات الباطل التي سمعوها من أحبارهم.

ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}

أي قولا ذا حسن وهو:
1- اصدقوا يا علماء اليهود في صفة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قول الزجاج ونقل ابن عطية عن ابن جريج بمعناه قال:قولوا لهم حسنا في الاعلام بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم.
2- قولوا لا إله إلا الله ومروهم بهاوه قول ابن عباس ذكره ابن عطية
3- مروهم بالمعروف وانهوا عن المنكر وهو قول سفيان الثوري نقله ابن عطية
4- قولوا لهم الطيب من القول وحاوروهم بأحسن ما تحبون ان تحاوروا به وهذا حض على مكارم الأخلاق.وهو قول أبو العالية نقله ابن عطية
وقد جمع ابن كثير هذه الأقوال كلها بما نقله من قول الحسن البصري فقال عنه: الحسن من القول: "يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحلم ويعفو ويصفح ويقول للناس حسنا كما قال الله وهو كل خلق حسن رضيه الله"
والقول الحسن يشمل كل ما قيل فلا أعظم قولا من شهادة أن لا إله إلا الله وكل طيب من القول هو لازم هذه الشهادة ومقتضاها فلا يؤمر بمعروف ولا نهى عن منكر إلا تحقيقا للتوحيد ولا يلان الجانب ولا يتلطف بالعبارة إلا تأليفا للناس والدعوة بالحسنى

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ربيع الثاني 1443هـ/7-11-2021م, 09:27 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

⚪ مجلس مذاكرة القسم السادس من سورة البقرة ⚪


🔘 السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.


♦أولاً: خصال بني يهود المذمومة


🔻كانوا من أشد الناس حرباً وعدواةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم و للمسلمين ، كما قال سبحانه وتعالى : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ }
🔻كتمان العلم الذي أمرهم الله بتبليغه ، ومنه مبعثه وصفته صلى الله عليه وسلم :
{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ ميثاق ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }
🔻لم يألوا جهداً في أن يشعلوا الفتن والحروب ضد المسلمين ، ويتحزبوا مع أهل الشرك والكفر كما حدث في غزوة الأحزاب : { كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ في الأرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }
🔻ردوا دعوة التوحيد والحق وهم أعلم الناس بصدق رسولها صلى الله عليه وسلم
🔻وقفوا في صف الوثنية والشرك وهم أهل كتاب ، وَصَدُّوا عن سبيل الله
🔻الغدر والخيانة ونقض العهود والمواثيق ، وتاريخهم معه صلى الله عليه وسلم صحائفه سود ، لنكث عهودهم معه ، كما فعلت بنوقريضة والنضير
🔻حاولوا واجتهدوا في قتل نبي الله صلى الله عليه وسلم مراراً ، كان آخرها أن سموه في شاة أهدوها له ، كما جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في مرض موته :
( يا عائشة، ما أزال أجد أَلَمَ الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أَبْهُرِي من ذلك السُّم ) رواه البخاري
🔻دعموا النفاق وأهله في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل كانوا هم صورة جلية للنفاق ، ففي حين يبرمون مع رسول الله العهود والمواثيق . و يتعاملون معه في الظاهر بالتوقير والتبجيل ، تراهم في الخفاء يغدرون ويستهزئون .


♦ الفوائد


🔻 العلم لا يُزكي إلا أهل الصدق والإخلاص ، وحريٌ بمن هو في سبيل العلم وصراطه أن يتعاهد في ليله ونهاره هاتين الخصلتين ، حتى لا يكون العلم حجة ووبالاً عليه { وهم يعلمون }
🔻حال الناس عجيب في هذه الدنيا ، فهاهم الأنبياء وهم أكمل الخلق وأكرمهم يعادون. ويقتلون وما جاؤا إلا بخير الذي لا يخفى على كل ذي لُب ، فلتتعزى نفوس المصلحين والداعين للخير والبر في كل زمان ولينتظروا ثواب الله وجزيل صبره ،
🔻معرفة الله تعالى بكمالات صفاته وعلَىّ أسمائه ، باب عظيم للإيمان بالله ، ينبغي لنا ان نلجه وان نحرص على أن نتلمس آثاره فينا ، في يقيننا وسلوكنا
{ أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون }
🔻النفاق لايخافه الا مؤمن ولا يأمنه إلا منافق ، ندعو دائماً بالثبات والصدق ونحن مشفوع وجلون { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا أمنا وأذا خلا بعضهم الى بعض قالوا }
🔻معرفة الدين معرفة صحيحة بالعلم الصحيح اليقيني عن النبي المرسل ، من أهم قواعد الإيمان والتدين لله تعالى ، لا باتباع الخرافة والتضليل والعيش على الأمانيّ الكاذبة البراقة
{ وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة }
{ وقولوا للناس حسناً } كثيرا وكثيراً ما هزني جمال ورواء و عطاء هذه العبارة القرآنية البديعة
كيف لها ان تحقق لنا في واقع عيشنا. وتفاصيل حياتنا وتعاملنا مع الآخرين ، رخي العيش وعاليه
وأن تجنبنا أفراداً ومجتمعاً عواقب وخيمة حين نركب خلافها ونصادم هديها .
🔻 منذ أن منّ الله على بشهود وحضور مجالس علم التفسير ، والقرب من كتب التفاسير وخاصة تفاسير السلف الكرام وما فيها من علم على بصيرة ونور وهدى ، ادركت أن طريق الصالحين المصلحين لا يكون إلا بالسير بين شمسين ، العلاقة الصحيحة الوثيقة بكتاب الله ، وتحقيق معنى إقامة الصلاة { وأقيموا الصلاة }
🔻لعل أكبر عبرة وموعظة في هذه الآيات ، بالنسبة لي ، أن من يسلك طريق العلم يسير وهو مشفق على نفسه ، خائف من ان لا يكون نصيبه من العلم إلا إقامة الحجة عليه ، له أن يغتبط بما هو فيه من خير واجتباء ، ولكن يوازيه تلمس دائم لآثار العلم في قلبه يقيناً يزداد ، وفي خلقه سلوكاً
وتعاملاً يحكم علاقته بالآخرين . { وهم يعلمون }
( اللهم أتم علينا نعمتك بالعلم والعمل يَاذَا الفضل والإحسان )




🔘 السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
🔶المجموعة الأولى:


◽ 1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.


◽ التفسير ◽


تحدث القرآن عن بني إسرائيل في العديد من السور والآيات ، وجاء ذكرهم في القرآن المكي يصفهم وهم أهل كتاب كيف كذبوا وبدلوا وحرفّوا وتمادوا في محاربة رسل الله عليهم السلام والصّد عن سبيله ، لا يُستثنى من هذا النهج المعاند الضال أحبارهم ومقدموهم إلا ما شذ منهم وندر
{ وقليل ماهم } ، فكان حديث القرآن المكي. عنهم كالتمهيد. والتهيئة لأهل الإيمان والتوحيد ليكونوا على بينةٍ من أمرهم لأنهم يمثلون طبقةً من طبقات المجتمع في يثرِب ، ثم لما أذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة وإرساء قواعد المجتمع المؤمن الموحد ، تنزل القرآن المدني بمزيد من تجلية حالهم ووصف سوء فعالهم ، في ماضيهم العاثر وحاضرهم المعاند المستكبر ، فهذه الآيات من سورة مدينة هي سورة البقرة ، جاءت كاشفة ، فاضحة لما هم عليه من سوء الديانة ونقص الإيمان ، يقول. عز من قائل : { أفتطمعون أن يؤ منوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم
يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون } والخطاب لأهل الإيما ن ، للثلة المجاهدة ، للصحابة الكرام وبخاصة للأنصار منهم ، فقد كانوا شددوا الحرص على إسلام وهداية يهود ، لما كان بينهم من طول جوارٍ وأحلاف ، تستنكر الآية : أمثل هولاء يُرجى إيمانهم وتتطلع قلوبكم إلى أن يصدقوا بما جاء به رسولكم الكريم ؟ وقد بدل وحرّف أسلافهم من الأحبار والعلماء بعد أن شهد ت طائفة منهم ، التكليف الالهي لنبيهم موسى عليه السلام وسمعوه ، ووعوه ثم كان منهم ماكان ، فكيف يستجيبون. لكم ويصدقوها خبر نبيكم وهوالإيمان بالغيب الذي امتحنت به هذه الأمة ؟ ، كما يرى بعض المفسرين ، في حين قرّر البعض الأخر من أهل العلم أن المراد سماعهم التوراة من نبيهم وذلك بالتبليغ لهم ، مخطئاً القول الاول لان فيه ذهاب ما كان لموسى عليه السلام من منقبة التكليم والمناجاة، منهم ابن عطية رحمه الله تعالى ، وإنما هذا المعنى من قوله تعالى { يسمعون } كما في
قوله تعالى { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } ، ثم يمضي السياق ليبين لنا أنهم استمرؤا خصال السوء ومذمة الكذب ،حتى تجرؤا على وحي السماء فغيروه وبدلوه ، كما غيروا صفته صلى الله عليه وسلم التى جاءت في التوارة وكما أخفوا ومحوا بعض الاحكام والتشريعات ، هذا على ان معنى التحريف هنا ، هو الاستطالة على النصوص وتبديل لفظها في نفسه ، أو بتحريف مرادها بالتأويل وليّ أعناق الكلام حتى يوافق أهوائهم في كل حال ، فهم يُحلون الحرام ويٰحرمون الحلال تبعاً لما اشتروا من متاع الدنيا القليل ، فهذا حال أسلافهم مع كتابهم الذي هو عنوان شرفهم ، فلا تعجب من حال الخلف وشدة بهتم وردهم للحق الأبلج
ويأتي ختام هذه الآية ، بوسمهم بالعلم : { وهم يعلمون } ، والعلم فضيلة لأهله ، ولكن في حقهم صار مذمة لانه مازادهم إلا مزيداً من الدنايا والقبائح ، فهو يشهد عليهم أنهم يخالفون الحق ويعادونه وهم أعلم الخلق به ، وينصرون الباطل وهم لا يشكون ذرة في زيفه وسقوطه ، وإنما هو الاستكبار وحب الدنيا الذي ملك عليهم أقطار قلوبهم ، فنعوذ بالله ربنا من حالهم ومآلهم .




◽ 2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:


🔶 أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: { ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ }.
اختلفت أقوال أهل العلم في المراد بالأميين على أقوال :
🔸 القول الأول
الأمي : لغةً هو الذي لا يكتب ولا يقرأ ، - على الحال التى ولد عليها ( لا يحسّن الكتابة )
قال ابن جرير : نسب لأمه لان الكتابة ليس من شغل النساء وأمرهن ، بخلاف الآباء
وقيل لانه ظل بحال ولد عليها ولم ينتقل منها إلى غيرها
قال بهذا القول : أبو العالية والربيع وقتادة وإبراهيم وغيرهم
وقيل نسبةً إلى ( الأمة ) وهي القامة والخلقة وكأنه ليس له من الأدميين الإصورتهم ، ذكره ابن عطية
🔸 القول الثاني
نسبةً لأمة العرب لم كانت عليه من جهل قبل ان تتعرف على العلوم والمعارف ، كما في قوله تعالى :
{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
وكما جاء في الحديث : ( إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لا نَكْتُبُ ولَا نَحْسُبُ، ) رواه البخاري ومسلم
ذكر هذا القول ابن عطية في تفسيره
🔸القول الثالث
هو الجاهل بالتوارة ، ذكره ابن عطية ، و قاله أبو العالية ومجاهد وغيرهما
🔸القول الرابع
هم قوم أذنبوا فعوقبوا بذهاب كتابهم فصاروا أميين ، ذكره ابن عطية ولم ينسبه لأحد
🔸القول الخامس
هم نصارى العرب ، قاله عكرمة والضحاك
🔸القول السادس
هم المجوس ، أورد ابن عطية هذا القول عن على رضي الله عنه بلفظ قيل انه قال
🔸القول السابع
قوم لم يصدقوا الرسل ولم يؤمنوا بالكتب ، ينسب هذا القول لابن عباس رضي الله عنهما ، وتعقّب ابن جرير هذا القول بأنه يخالف ما تعارف عليه العرب في كلامهم ، واستبعد ابن كثير صحة نسبة هذا القول لترجمان القرآن ، ابن عباس رضي الله عنه
🔸القول الثامن
نسبة إلى ألأمة ، وهي القامة والخلقة ، اي وكأنه ليس له من الآدمية وسماتها إلا هذا ، ذكره ابن عطية
🔸القول التاسع
هو قول نسب ألى ابن عباس ولا دليل على صحة نسبته إليه كما قال ابن كثير ، بل هو يخالف ما عرف من كلام العرب كما قرّر ابن جرير :
وهو أن الأميين قوم لم يصدقوا المرسلين ولم يؤمنوا بالكتاب المنزل من رب العالمين ، بل ابتدعوا كتاباً كتبوه وادعوا أنه من عند الله .


🔶 الترجيح
القول بأن الأمي هو الذي لا يكتب ولا يقرأ ، ويدخل فيه بهذا المعنى أن المراد هم أمة العرب التى كانت أمة لا تحسن الكتابة كما جاء في الحديث الثابت ، أولى الاقوال بالقبول في معنى الامي ّ ، هاهو ابن كثير رحمه الله يقول : أن هذا المعنى ظاهر، يؤيده ما جاء بعده في سياق الآية من قوله تعالى : { لا يعلمون الكتاب أإله أمانيّ } اي جاهلون بما فيه لا يعلمونه ، وكان من وصفه صلى الله عليه وسلم انه أميّ ، وصفه ربه فقال سبحانه :
{وما كانت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ، إذا لارتكاب المبطلون } وكما جاء في الحديث السابق قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنا أمة أمية )


🔷 ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.
🔹القول الأول
و الخطاب موجه لبني إسرائيل ولعلمائهم :
- اصدقوا في صفة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
قاله ابن جريج ،ذكره عنه ابن عطية في تفسيره وأورده الزّجّاج ولم يذكر غيره
🔹القول الثاني
لا إله إلا الله والأمر بها - قول ابن عباس
🔹 القول الثالث
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - قول سفيان الثوري والحسن
🔹القول الرابع
الطيب من القول والمحاورة بأحسن خطاب - مثل قوله تعالى { وجادلهم بالتى هي أحسن }، وكل خلق حسن يرضاه الله
هو قول. أبو العالية ، و الحسن البصري ، في تفصيله للمراد *بالقول الحسن *
وهو اختيار ابن كثير ، مستبعداً معنىً ذكره ابن أبي حاتم بسنده عن أسد بن وداعة : ان القول الحسن هو السلام على أهل الكتاب من اليهود والنصارى عند لقياهم بدلالة ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لا يُبدؤون بالسلام .
🔷 الترجيح
لعل القول الجامع، بأن القول الحسن هو الكلام الطيب ولين الجانب وحسن المحاورة والمجادلة بالتى هي أحس وما اشتملت عليه الشريعة من محاسن ومكارم يحبها الله ويرضاها من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر وغيرها ، هو القول الصحيح في المراد ب * القول الحسن *
كما قرّر ابن كثير هذا واستدل عليه بأنه تعالى لما أمر بنى إسرائيل بأحسان العمل والفعال
أكمله بأمرهم بإحسان النطق واللفظ ، ليكتمل الإحسان من جانبيه في خلقهم وإيمانهم
على أن هذا الخطاب وإن توجه إلى بني إسرائيل حين نزوله إلا إنه موجه لكل من هو في حال الإيمان بربه والاهتداء بهداه والسير على صراطه القويم .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 ربيع الثاني 1443هـ/7-11-2021م, 11:07 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

تصحيح مجلس مذاكرة القسم السادس من تفسير سورة البقرة

أحسنتم، بارك الله فيكم ونفع بكم.




المجموعة الأولى:


فروخ الأكبروف: أ

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

السؤال العام: حين يُطلب منكم استنباط فوائد - على اختلاف أنواعها- فيُفضل بيان وجه الاستدلال عليها، وإن لم يُنص على ذلك في رأس السؤال.
س1. حبذا لو بينت الغرض من الاستفهام في قوله تعالى: {أفتطمعون}، ويتضح ذلك من خلال قول الزجاج: (وتجري في كثير من المواضع مجرى الإنكار والنهي إذا لم يكن معها نفي)

س2: أ: أحسنت التحرير وبيان الراجح من الأقوال، ويمكن تصنيف هذه الأقوال حسب الخلاف في مرجع الضمير (هم) في {ومنهم أميون} كما بين ابن عطية، ووجه الإشارة لهذا، هو بيان سبب الخلاف.

القول السادس مما ذكرت: راجع التعليق على الأخت سعاد بخصوص هذه العبارة: ( وأما المتن فلأنه مخالف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم)


هنادي الفحماوي: أ

أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.

السؤال العام:

النقطة الثالثة: لأن السؤال خاص باليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، قيدي عبارة "فضلهم الله على عالمي زمانهم بالرسل والكتب" بـ فضل آباءهم، أو أسلافهم.

وتفضيل بني إسرائيل على العالمين إما أن يقيد بالناس في زمانهم فيكون التفضيل عام، أو يكون التفضيل خاص بأن أكثر الرسل منهم فيكون هذا التفضيل على جميع الناس في زمانهم وغير زمانهم.

س1: راجعي التعليق على الأخ فروخ.
س2: من أين استفدتِ توجيه القول بأنهم نصارى العرب؟

الخلاف في هذه المسألة - كما ذكر ابن عطية - بحسب الخلاف في مرجع الضمير في قوله: {ومنهم أميون}

فعلى القول أنهم اليهود، فالأميون هم عامة أهل الكتاب الجهلة بالتوراة.
وعلى القول بأنهم جميع الكفار، تأتي بقية الأقوال.


سعاد مختار: ب+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

السؤال العام: أحسنتِ استنباطك للفوائد، لكن المطلوب استنباط خصال اليهود مما درستِ من آيات لا من غيرها، والسؤال خاص باليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا أسلافهم.

س1: راجعي التعليق على الأخ فروخ.

س2: أ : ما ذكرتيه ضمن القول الأول والثاني والثامن هو في معنى الأمي لغة، والسؤال عن المقصود بالأميين في الآية وليس عن معناها لغة.

والقول التاسع والسابع واحد، وما رده ابن جرير وتبعه عليه ابن كثير، أن هؤلاء القوم كتبوا كتابًا بأيديهم وقالوا هو من عند الله وجحدوا ما أنزله الله إليهم، فجعل الأمية هنا بمعنى الجحود وليس عدم القراءة والكتابة وهو مخالف لما عُرف في لغة العرب.

والراجح من الأقوال أنهم جهلة اليهود، وراجعي التعليقات السابقة.


المجموعة الثانية:
رولا بدوي: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

س2:ب: لا يوجد في نص ما نقله ابن كثير عن الحسن، ما يفيد تخصيص (ما فتح الله عليهم) بأنه ما قضى عليهم من العذاب.

إيمان جلال: أ+
أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.


نفع الله بي وبكم


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 ربيع الثاني 1443هـ/25-11-2021م, 09:39 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليهااليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.


1- الاعراض عن الحق مع معرفتهم ويقينهم به ، قال تعالى:(وَهُمْ يَعْلَمُونَ )، وذلك يحذر المرء ان يخالف علمه عمله .
2- تحريف الكلم من بعد مواضعه ، قال تعالى:(ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ)، لذلك يجب علينا معرفة وتقرير العلم كما قرره النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم ، ومن تبعهم من علماء الاسلام.
3- الجهل ،قال تعالى:{ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}، لذلك يسعى العبد ان يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره.

4-كتمان الحق ،قال تعالى:( قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)، لذلك على من علم أن يزكي علمه وينشر الخير في الأمة.


5-قول الباطل على الله والافتراء عليه ، (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً)
ولذلك على العبد ان يقرن أمنيته بالنجاة من النار بالعمل على منهاج النبوة .



السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.

يبين الله تعالى اليهود فقال: {أَفَتَطْمَعُونَ) أي ايها المؤمنون ، {أن يؤمنوا لكم} وذلك أن الأنصار كان لهم حرص على إسلام اليهود للحلف والجوار الذي كان بينهم
{وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه} أي: يتأوّلونه على غير تأويله {من بعد ما عقلوه} أي: فهموه ومع هذا يخالفونه على بصيرة {وهم يعلمون} أنّهم مخطئون فيما ذهبوا إليه من تحريفه وتأويله.



2: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.

1-الجهلة بالتوارة، كما قاله ابو العالية ومجاهد وغيرهما، ذكره ابن عطيه ورجحه .
2- قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين، ذكره ابن عطيه دون نسبة.
3- نصارى العرب،قاله عكرمة والضحاك، ذكره ابن عطيه.
4-المجوس، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكره ابن عطيه.
5- الرّجل الذي لا يحسن الكتابة، قاله أبو العالية، والرّبيع، وقتادة، وإبراهيم النّخعي وغيرهم، ذكره ابن كثير واستدل له بحديث:«إنّا أمّةٌ أمّيّةٌ، لا نكتب ولا نحسب، الشّهر هكذا وهكذا وهكذا» الحديث.





ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.


فيها ثلاثة أقوال:
(حسْنًا) بالتنوين وإسكان السين.
(حسَنًا) بالتنوين وفتح السين.
وروى الأخفش (حسنى) غير منون.

واما معنى الحسن:
1- قولا ذا حسن،ذكره ابن عطيه.
2- قولوا لهم: لا إله إلا الله ومروهم بها،ذكره ابن كثير عن ابن عباس.
3-قولوا لهم حسنا في الإعلام بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن كثير عن ابن جريج.
4- معناه: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ذكره ابن كثير عن سفيان الثوري والحسن .
5- قولوا لهم الطيب من القول وحاوروهم بأحسن ما تحبون أن تحاوروا به،ذكره ابن كثير عن ابي العالية.

والله اعلم.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 جمادى الأولى 1443هـ/13-12-2021م, 07:31 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفعة القحطاني مشاهدة المشاركة
السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليهااليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.


1- الاعراض عن الحق مع معرفتهم ويقينهم به ، قال تعالى:(وَهُمْ يَعْلَمُونَ )، وذلك يحذر المرء ان يخالف علمه عمله .
2- تحريف الكلم من بعد مواضعه ، قال تعالى:(ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ)، لذلك يجب علينا معرفة وتقرير العلم كما قرره النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم ، ومن تبعهم من علماء الاسلام.
3- الجهل ،قال تعالى:{ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}، لذلك يسعى العبد ان يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره.

4-كتمان الحق ،قال تعالى:( قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)، لذلك على من علم أن يزكي علمه وينشر الخير في الأمة.


5-قول الباطل على الله والافتراء عليه ، (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً)
ولذلك على العبد ان يقرن أمنيته بالنجاة من النار بالعمل على منهاج النبوة .

[أحسنتِ، واطلعي على الإجابات أعلاه للفائدة]

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.

يبين الله تعالى اليهود فقال: {أَفَتَطْمَعُونَ) أي ايها المؤمنون ، {أن يؤمنوا لكم} وذلك أن الأنصار كان لهم حرص على إسلام اليهود للحلف والجوار الذي كان بينهم
{وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه} أي: يتأوّلونه على غير تأويله {من بعد ما عقلوه} أي: فهموه ومع هذا يخالفونه على بصيرة {وهم يعلمون} أنّهم مخطئون فيما ذهبوا إليه من تحريفه وتأويله.



2: حرّر القول في المسائل التالية:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.

1-الجهلة بالتوارة، كما قاله ابو العالية ومجاهد وغيرهما، ذكره ابن عطيه ورجحه .
2- قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين، ذكره ابن عطيه دون نسبة.
3- نصارى العرب،قاله عكرمة والضحاك، ذكره ابن عطيه.
4-المجوس، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكره ابن عطيه.
5- الرّجل الذي لا يحسن الكتابة، قاله أبو العالية، والرّبيع، وقتادة، وإبراهيم النّخعي وغيرهم، ذكره ابن كثير واستدل له بحديث:«إنّا أمّةٌ أمّيّةٌ، لا نكتب ولا نحسب، الشّهر هكذا وهكذا وهكذا» الحديث.
[ ما وجه ترجيح القول الأول؟]




ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.


فيها ثلاثة أقوال:
(حسْنًا) بالتنوين وإسكان السين.
(حسَنًا) بالتنوين وفتح السين.
وروى الأخفش (حسنى) غير منون. [هذا ليس له علاقة بالمسألة المطلوبة]

واما معنى الحسن:
1- قولا ذا حسن،ذكره ابن عطيه. [هذا غير داخل في المراد بالقول الحسن أيضًا]
2- قولوا لهم: لا إله إلا الله ومروهم بها،ذكره ابن كثير عن ابن عباس.
3-قولوا لهم حسنا في الإعلام بما في كتابكم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن كثير عن ابن جريج.
4- معناه: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، ذكره ابن كثير عن سفيان الثوري والحسن .
5- قولوا لهم الطيب من القول وحاوروهم بأحسن ما تحبون أن تحاوروا به،ذكره ابن كثير عن ابي العالية.

والله اعلم.


التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير
بارك الله فيكِ وزادكِ توفيقًا وسدادا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir