السلام عليكم ورحمة الله.
السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
عدّد الخصال التي ذمّ الله عليها اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، واذكر ما استفدته من معرفتك بها من فوائد.
قد ذمّ الله اليهود على الخصال، منها:
- قلة تذكر نعم الله تعالى.
- عدم شكر الله تعالى في مقابلة نعمه عليهم.
- عدم الوفاء بعهد الله تعالى إليهم.
- تلبيس الحق بالباطل.
- أمر غيرهم بالإيمان مع الإعراض عنه.
- تلاعب بالنصوص وتحريفها.
- عدم الندم والاعتراف بالذنب.
فقد بين الله تعالى في القرآن سبيل المجرمين، بما عرف العبد ما يسخط ربه ويبغضه. وعلى العبد تجنب كل هذه الخصال حتى لا يكون مثلهم، وعليه أيضا أن يتقرب إلى الله بما يحب ويرضى، ويعينه على ذلك التذكر بنعم الله تعالى، والشكر عليها، والإكثار من الاستغفار والتوبة من الذنوب.
السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}البقرة.
قد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أخبار بني إسرائيل فبين لنا ما يجب تجنبه من صفاتهم وأن رضاه في عكسه. فقال تعالى بعد إيراده قصة البقرة مخاطبا المؤمنين الذين يحرصون في إيمان اليهود: {أَفَتَطْمَعُونَ} أي: هل تحرصون {أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ} أن يؤمنوا كما آمنتم فلا يفرقوا بين أحد من الرسل؟ فبين عالم الغيب والشهادة أن الذين كفروا لا يؤمنون، وذلك لأنه تعالى قد أزاغ قلوبهم لما زاغوا.
ثم بين تعالى أنهم يتبعون في ذلك لآبائهم: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} وقد جاءهم موسى -عليه السلام- بالتوراة فيها بيان الحلال والحرام وبيان صفات محمد صلى الله عليه وسلم، وهم آمنوا بموسى وما جاء به {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} فجعل علماؤهم الحلال حراما، والحرام حلالا، وغيروا صفات خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، بما صاروا المغضوب عليهم، وذلك لأنهم لم يفعلوا ما فعلوا من تغيير الأحكام وصفات النبي صلى الله عليه وسلم جهلا بل فعلوه {مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} أي: فهموه فهما جيدا {وَهُمْ يَعْلَمُون} أن ما فعلوه ذنب وكفر.
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ}.
ورد في المراد بالأميّين قوله تعالى: {ومنهم أميّون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ} عدة أقوال:
الأول: جهلة بالتوراة من اليهود، وهو قول أبي العالية ومجاهد كما ذكر ابن عطية وذكره عن مجاهد ابن كثير.
قال ابن عطية: فالآية منبهة على عامتهم وأتباعهم، أي: إنهم ممن لا يطمع في إيمانهم لما غمرهم من الضلال.
الثاني: قوم ذهب كتابهم لذنوب ركبوها فبقوا أميين، ذكره ابن عطية.
الثالث: هم نصارى العرب، قاله عكرمة والضحاك كما ذكر ابن عطية.
الرابع: هم المجوس، روي هذا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما ذكر ابن عطية.
الخامس: هم أهل الكتاب. ذكره ابن كثير عن مجاهد.
السادس: قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله، ولا كتابا أنزله الله، وهو قول ابن عباس رواه عنه ابن جرير كما ذكر ابن كثير.
وهذا ضعيف سندا ومتنا، أما السند فقد قال ابن كثير: ثمّ في صحّة هذا عن ابن عباس بهذا الإسناد نظر؛ وأما المتن فلأنه مخالف ما يعرف من كلام العرب المستفيض بينهم. قاله ابن جرير الطبري كما نقل عنه ابن كثير.
والراجح من هذه الأقوال هو القول الأول؛ لأنه أوفق للسياق، قال ابن عطية: وقول أبي العالية ومجاهد أوجه هذه الأقوال.
ب: المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا}.
ورد في المراد بالقول الحسن في قوله تعالى: {وقولوا للناس حسنا} أقوال:
الأول: لا إله إلا الله، و هو قول ابن عباس كما ذكره ابن عطية.
الثاني: الإعلام بما في كتاب اليهود من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قول ابن جريج كما ذكره ابن عطية، وبه قال الزجاج.
الثالث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو قول الحسن البصري كما ذكره ابن كثير، وسفيان الثوري كما ذكر ابن عطية.
الرابع: هو السلام، وهو قول أسد بن وداعة وعطاءٍ الخراساني كما ذكره ابن كثير.
رواه عن أسد بن وداعة ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير واستغربه.
والصحيح أنه يشمل كل طيب من القول، فإن أعلاه كلمة "لا إله إلا الله"، والشهادة أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- عبده ورسوله، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر بالمعروف وإفشاء السلام. فإنما استغربه ابن كثير؛ لأن أسد بن وداعة "لا يلقى يهوديًّا ولا نصرانيًّا إلّا سلّم عليه" ما خالف لما ثبت في السّنّة أنّهم لا يبدؤون بالسّلام، أما إفشاء السلام فهو أمر مأمور به.
فالآية -وإن كانت في بني إسرائيل- تشمل كل خلق حسن؛ لأن العبرة بعموم اللفظ.