المجموعة الأولى:
س1: ما معنى اسم الله عز وجل الحكيم؟
ج1: اسم الله عز وجل الحكيم له معنيان، المعنى الأول أنه الحاكم في الدنيا والآخرة بأمره الشرعي الديني، قال الله تعالى:" وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" وأمره الكوني القدري قال الله تعالى:" فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي"، و المعنى الثاني من الحكمة بمعنى المتقن للأشياء و الذي يضع الأشياء والأمور في مواضعها فله الحكمة التامة في خلقه وأمره، قال الله تعالى:" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون".
س2: كيف ترد على المعتزلة في قولهم: "إن الله عالم بلا علم"؟
ج2: يكون الرد عليهم بقوله سبحانه:" يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم" وقوله تعالى:" ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين"، ففي هذه الآيات وغيرها إثبات لصفة العلم لله سبحانه وتعالى كما يليق بجلاله وكماله، علما حقيقيا لا كما قالت المبتدعة من المعتزلة "عالم بل علم" تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وفي الآيات إثبات إحاطة علمه بكل شيء وأنه يعلم الكليات والجزئيات ويعلم ما كان وما يكون وما لم يكن إذا كان كيف يكون.
س3: اشرح حديث: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء...) مع بيان دلالته على صفة المحبة.
ج3: عن شداد ابن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" رواه مسلم، وفي الحديث حث على الإحسان في كل شيء من الأعمال كالقتل والذبح وغيرها، وفي الحديث دلالة على محبة الله للمحسنين في أعمالهم لأنه سبحانه هو الذي أوجبه عليهم وبدليل قوله تعالى:"وأحسنوا إن الله يحب المحسنين". فهذه أدلة على أن الله سبحانه يحب حقيقة كما يليق بجلاله وعظيم سلطانه. كما يجدر الإشارة إلى أن محبته سبحانه تتفاضل فيحب المحسنين أكثر من المؤمنين لأنهم أقرب إلى مرضاته سبحانه وتعالى وأن الجزاء من جنس العمل.
س4: هل مجيء الله عز وجل حقيقي أم مجازي؟ وكيف ترد على أهل البدع في صفة المجيء؟
ج4: مجيء الله عز وجل حقيقي لا مجازي فيجيء الرب سبحانه وتعالى بذاته مجيئا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته ليس كمثله شيء، قال الله تعالى: و"جاء ربك والملك صفا صفا"، وهذ الصفة من صفاته الفعلية فنثبتها كما أثبتها الله لنفسه في كتابه دون تأويل أو تعطيل أو تكييف أو تشبيه فنمرها كما جاءت كما قال سلفنا. أما إدعاء المبتدعة بمجيء أمره وأنه مجاز حذف فهذه تأويلات فاسدة لا تستند على دليل شرعي وإنما تستند على تشبيه المبتدعة لصفات الله سبحانه بصفات المخلوقين في مرحلة أولى ثم تعطيلهم إياها في مرحلة ثانية فكل معطل مشبه وكل مشبه معطل.
س5: في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهُ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ} إثبات للعلل والأسباب، وضح ذلك.
ج5: قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهُ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فأحبط أعمالهم}، بين الله في الآية الكريمة إثبات صفة العدل كما يليق بجلاله فهو العدل سبحانه تعالى ليس بظلام للعبيد، ومن مقتضى عدله أن جعل لحبوط الأعمال ودخول النار أسبابا وعللا ومن هذه العلل إتباع ما أسخط الله من الكفر والمعاصي وكره رضوانه. كما جعل الله عز وجل بمقتضى عدله أسباب وعللا لدخول الجنة كالعمل الصالح فقال تعالى:"تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون"، وهذه الآية دليل على تخيير العبد وأن له الحرية في العمل في الدنيا مع علم الله بما سيعمل ثم يجازى عليه في الآخرة خلافا للجبرية والقدرية.