[شرح قوله: (فلما استقر بالمدينة...) ]
قال: (فلما استقر في المدينة أُمر ببقية شرائع الإسلام، مثل الزكاة) الزكاة فُرضت في السنة الثانية من الهجرة، والصوم فُرض في المدينة.
أريدُ بالزكاة التي فرضت في السنة الثانية من الهجرة: الزكاة على هذا النحو المقدر، الزكاة بشروطها، وبأنصبائها، وقدر المخرج، وأوعية الزكاة ونحو ذلك، هذا فرض في السنة الثانية من الهجرة.
أما جنس الزكاة فقد فرض في مكة، يعني: غير مقدر، مثل الصلاة التي كانت في مكة، وهذا جاء في آخر سورة المزمل، قال - جل وعلا - في آخرها وهي مكية: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} فأمر بإيتاء الزكاة، قال: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}.
والصواب من أقوال أهل العلم ، أن الزكاة أوجبت في مكة، ومنها بذل الماعون الذي جاء النهي عنه في قوله: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} ومنها الصدقة، منها إعطاء الفقير، ونحو ذلك، وهذه الزكاة غير محدودة، لا بقدر، ولا بصفة، وإنما يصدق عليها اسم الزكاة، أما الزكاة على هذا النحو المقدر الذي استقر فهذا فرض في السنة الثانية من الهجرة.
قال: (والصوم) والصوم كذلك، هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم: ((لم تصومون هذا اليوم)) قالوا: يوم نجى الله فيه موسى فصامه موسى شكراً فنحن نصومه كما صامه موسى، فقال عليه الصلاة والسلام: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأمر بصيامه، يعني كان صوم يوم عاشوراء فرضاً، ثم لما فرض صوم رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وهي السنة التي كانت فيها وقعة بدر صار صيام يوم عاشوراء - على الصحيح - مستحباً، والفرض هو صيام شهر رمضان، كما قال - جل وعلا - في سورة البقرة: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} وبها كان صيام رمضان واجباً.
قال: (والحج) الحج من أهل العلم من يقول: إنه فُرِضَ في السنة السادسة، وهي السنة التي نزل فيها قول الله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}
ومنهم من قال: إنه لم يفرض إلا في السنة التاسعة، وهذا هو الصحيح، فإن الحج فرض متأخراً، وذلك بعد فتح مكة، فَأُمِرَ النبي صلى الله عليه وسلم بالحج في سورة آل عمران، وهي إنما نزلت في سنة الوفود، أو في عام الوفود، وهي السنة التاسعة، والنبي - عليه الصلاة والسلام - ترك الحج تلك السنة، وأمر أبا بكر أن يحج بالناس، وبعث معه علياً رضي الله عنهم أجمعين، ثم حج - عليه الصلاة والسلام - بعد ذلك في السنة العاشرة حجة يتيمة لم يحج بعدها.
قال: (والأذان) كذلك فرض الأذان في أول العهد المدني.
(والجهاد) الجهاد كان هناك تدرج في فرضه.
(والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من شرائع الإسلام) يعني: أن شرائع الإسلام الظاهرة إنما فرضت في المدينة، وأما في مكة فمكث - عليه الصلاة والسلام - يدعو إلى التوحيد وينهى عن الشرك في عشر سنين.
ثم فرضت الصلاة في السنة العاشرة، وأما بقية الشعائر - شعائر الإسلام الظاهرة - فإنما كانت في المدينة، حتى تحريم المحرمات، من الزنا، والخمر، والربا، ونحو ذلك إنما كان في المدينة، وهذا يدلك على عظم شأن التوحيد في هذا الدين، وأن هذه الرسالة رسالة النبي - عليه الصلاة والسلام - حيث بلغها للناس، مكث يدعو إلى التوحيد في عشر سنين، والتوحيد من حيث هو أمر واحد، الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك أمرٌ واحد.
وتلك الأوامر التي فرضت فيما بعد، والمناهي التي نُهي عنها فيما بعد كثيرة جداً، عددها كثير، مئات من الأشياء، من أمور الإسلام الظاهرة، وأمور المعاملات، والصلات الاجتماعية، والنكاح، وتلك الأحوال، تلك بالمئات، فكان العهد المدني - وهو عشر سنين - متسعاً لتلك الأمور جميعاً.
وأما التوحيد فمع أنه أمر واحد، وهو الدعوة إلى توحيد الله والنهي والنذارة عن الشرك، فقد مكث فيه - عليه الصلاة والسلام - عشر سنين، وهذا من أعظم الأدلة على أن شأن التوحيد في هذا الدين هو أعظم شيء، وأن غيره من أمور الإسلام الظاهرة أنه يليه بكثير في الاهتمام به في هذا الشرع، فالدعوة إنما تكون لتوحيد الله؛ لأن القلب إذا وحد الله - جل وعلا - أحب الله، أحب رسوله، أطاع الله بعد ذلك، وأطاع رسوله رغبة.
ترك الشرك، أبغض الشرك: سيبغض كل ما لا يحبه الله - جل وعلا - ولا يرضاه، وهذا من مقتضيات التوحيد
[شرح قوله: (أخذ على هذا عشر سنين...) ]
قال: (أخذ على هذا عشر سنين وتوفي صلاة الله وسلامه عليه) صلاة الله: الصلاة من الله - جل وعلا - على نبيه أو على المؤمنين هي ثناؤه عليهم في الملأ الأعلى، هذا هو الصحيح، أن الصلاة من الله - جل وعلا - هي الثناء؛ لأن حقيقة الصلاة في اللغة: هي الدعاء، والثناء.
وأما من قال: إن الصلاة بمعنى الرحمة هذا ليس بصحيح، قال - جل وعلا -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} الملائكة لا يمكنهم أن يرحموه، لكن يمكن أن يثنوا عليه، أو أن يدعوا له، والله - جل وعلا - في حقه الثناء، فمعنى صلاة الله جل وعلا على نبيه هو ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، لهذا جاء في الحديث الصحيح: ((من صلى عليَّ صلاةً واحدة صلى الله عليه بها عشرا)) يعني: من أثنى عليَّ، من قال: "اللهم صل على محمد" ، سأل الله - جل وعلا - أن يثني على نبيه في الملأ الأعلى فإن الله - جل وعلا - يجزيه من جنس دعائه، وهو أنه يثني عليه في ذلك عشر مرات في ملأه الأعلى، نسأل الله الكريم من فضله، صلى الله على نبينا محمد، اللهم صل وسلم على نبينا محمد.
قال: (ودينه باقٍ) هو - عليه الصلاة والسلام - توفي ودفن في حجرة عائشة، ودينة باقٍ إلى قيام الساعة، لا يقبل الله - جل وعلا - من أحدٍ ديناً إلا هذا الدين.
[شرح وقوله: (وهذا دينه) ]
قال: (وهذا دينه) الضمير يرجع إلى أي شيء ؟
إلى ما سبق إيضاحه في هذه الرسالة، هذا الذي وصف لك في ما قبل هو دينه، معرفة العبد ربه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، ومعرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم، هذا دينه - عليه الصلاة والسلام -.
[شرح قوله: (لا خير إلا دل الأمة عليه) ]
(لا خير) - هذا من صفاته عليه الصلاة والسلام أنه - (لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه، والخير الذي دلها عليها التوحيد، وجميع ما يحبه الله ويرضاه، والشر الذي حذرها منه الشرك، وجميع ما يكرهه الله ويأباه) هو - عليه الصلاة والسلام - بالمؤمنين رؤوف رحيم، ومن رأفته بالمؤمنين ورحمته بهم أنه اجتهد أن يؤدي الأمانة كاملة.
لا خير يُقرب إلى الله ويكون محبوباً إلى الله إلا بينه عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة، وأعلى ذلك التوحيد، ويتبع ذلك جميع الأمور من الفرائض والواجبات والمستحبات، ومن المناهي التي اجتنابها فرض ونحو ذلك، المسنونات، حتى قال رجلٌ لسلمان: (لقد علمكم رسولكم كل شيء حتى الخراءة؟) قال: (نعم).يعني: حتى هيئة الجلوس أثناء قضاء الحاجة، فإنه علمنا - عليه الصلاة والسلام - كيف يكون ذلك ؟ استقبال، واستدبار، وما ينبغي أن يكون، إذا ذهب المرء أين يذهب، كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره: كان - عليه الصلاة والسلام - إذا ذهب المذهب أبعد، يعني لقضاء حاجته ونحو ذلك، علمنا - عليه الصلاة والسلام - كل شيء من أعلى أمرٍ وهو التوحيد بينه بياناً شافياً مفصلاً إلى أقل الأمور، كلها بينها - عليه الصلاة والسلام - فالحجة قائمة على أمته وأنه - عليه الصلاة والسلام - سيكون شهيداً على هذه الأمة، وأنه بلغهم الرسالة، ودلهم على كل خير يحبه الله ويرضاه.
[شرح قوله: (ولا شر إلا حذرها منه) ]
كذلك لا شر إلا حذرها منه، لا شر كان، أو لا شر سيكون في هذه الأمة إلا وحذرها منه، فحذر - عليه الصلاة والسلام - أمته من الشرور التي كانت في وقته، من الشرك بالله بأنواعه، ومن أنواع المعاصي، وأنواع الأثام، وأنواع المعاملات الباطلة، وكذلك ما سيحدث في المستقبل فإن الله - جل وعلا - أطلع نبيه على ما سيكون، فحذر النبي - عليه الصلاة والسلام - أمته من ذلك، مثلاً كما جاء في الحديث: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) قالوا يا رسول الله، فارس والروم؟ قال: ((فمن الناس إلا أولئك)) أو كما جاء في غير هذه الرواية، لها ألفاظ كثيرة.
فحذرها من تقليد فارس والروم، حذر النبي - عليه الصلاة والسلام - أمته من الفتن التي ستظهر بأنواعها، ومنها فتنة الخوارج الذين خرجوا على الصحابة وخرجوا على ولاة أمر المسلمين، حذر من البدع بأنواعها، كما جاء في تفسير قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}، وكما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((وإن هذه الأمة ستفترق إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)) ونحو ذلك من أنواع ما أخبر به - عليه الصلاة والسلام - أمته محذراً، فهو - عليه الصلاة والسلام - بهذه الأمة رحيم رؤوف، لا خير إلا دلها عليه وأرشد، ولا شر إلا حذر منه ونهى، سواءٌ في ذلك ما حدث في وقته أو ما سيحدث بعد موته - عليه الصلاة والسلام - بقليل أو ما سيكون إلى قيام الساعة، حتى إنه حذر أمته وشدد التحذير في أمر المسيح الدجال،حتى إنه قال - عليه الصلاة والسلام -: ((إن خرج فيكم وأنا حي فأنا حجيجه دونكم، وإن خرج عليكم بعدُ - يعني: بعد وفاته عليه الصلاة والسلام - فامرؤٌ حجيج نفسه)).
وهذا يدل على عظم ما دل النبي - عليه الصلاة والسلام -هذه الأمة عليه.
[شرح قوله: (وافترض طاعته... ) ]
قال - رحمه الله - بعد ذلك: (وافترض طاعته على جميع الثقلين الجن والإنس، والدليل قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}) طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فرض على الجن، والإنس لأن النبي - عليه الصلاة والسلام - بُعث إلى الناس جميعاً، قال - جل وعلا -: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}، وقال - جل وعلا -: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}؛ لأنهم اتبعوا هذا الرسول بعد أن سمعوا القرآن.
(وكمل الله به الدين) الدين كمل، و(الدين) هو ما يدين به المرء، يعني: ما يكون عادة له في عبادته، يألفه، ويعتاده؛ لأن أصل الدين هو العادة، كما قال الشاعر:
تقول وقد دَرَأتُ لها وضيني = أهـذا دينــه أبـداً وديـنـي
هذا عادته وهذه عادتي، وسمي الدين ديناً؛ لأنه يلتزمه الإنسان، وما كان من الاعتقادات، وما كان من العبادات: يفعله بتكرر حتى يصبح له عادة، نعم، الدين ليس عادة، لكن أصل تسمية الدين سمي به؛ لأنه له شَبَه بالعادة من حيث لزومها وكثرة فعلها وترداد صاحبها لها.
كمل الله به الدين، إذاً فليس في الدين نقصان، ليس فيه مجال للزيادة، فمن أراد التقرب إلى الله - جل وعلا - فإنما يكون ذلك بالتقرب عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم، يعني: أن يكون متبعاً لسنته - عليه الصلاة والسلام - لأن الدين كمل فلا سبيل إلا هذا السبيل، كما قال ابن القيم:
فلواحدٍ كن واحداً في واحــد = أعني سبيــــل الحق والإيمان
من الهجرة:
الهجرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بطاعته، واتباع سنته، وامتثال أمره، والانتهاء عن نهيه، والاهتداء بهديه، وألا يعبد الله إلا بما شرع، ينسلخ القلب، ويترك كل ما سوى الله - جل وعلا - وسوى رسوله من الذين يطاعون ويتجه بطاعته إلى الله - جل وعلا - ورسوله.
قال: (والدليل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}).
[شرح قوله: (والدليل على موته صلى الله عليه وسلم...) ]
(والدليل على موته صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}) مات عليه الصلاة والسلام، فالذين يدعون أنه - عليه الصلاة والسلام - حي لم يمت، وأنه يَحضُر، روحه تحضر وهو يحضر وينتقل ونحو ذلك هؤلاء مكذبون للقرآن، كفرةٌ بالله جل وعلا؛ لأن الله جل وعلا قال لنبيه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ} يعني: ستموت {وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وإنهم سيموتون {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إنكم جميعاً - أنت وهم - {عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}.
وقال - جل وعلا - في الآية الأخرى:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} ومن المعلوم ما حصل من قيام أبي بكر في الناس بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم خطيباً قائلاً فيما يروى: (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} ) قال عمر: (فكأني لم أسمع الآية إلا حين تلاها أبو بكر ـ رضي الله عنه) لكن هو بعد موته في حياة برزخية هي أكمل أنواع الحياة البرزخية، فهو حي، حياته أكمل من حياة الشهداء، وهو قد مات، توفاه الله جل وعلا، مات انقطع عن هذه الدنيا، وحياته البرزخية أكمل من حياة الشهداء، فهو - عليه الصلاة والسلام - قد توفي، وانقضى أجله، وهو في الرفيق الأعلى في الجنة وعند الله - جل وعلا - في أعلى المقامات عليه الصلاة والسلام.