المجموعة الأولى:
س1: اشرح معنى تكفّل الله بجمع القرآن وحفظه.
ما يستدل له على أن الله عزوجل تكفل بجمع القران وحفظه قوله تعالى
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) }
واتفق المفسرون أن المراد بالذكر هنا القرآن، واختلفوا في مرجع الضمير في قوله تعالى: {وإنا له لحافظون¨}..على قولين
الأول: راجع للقران لأنّه أقرب مذكور، وهو قول مجاهد وقتادة وثابت وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال به أكثر المفسّرين.
والآخر أن الضمير راجع للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول مقاتل بن سليمان، ولم ينسبه إلى أحد ابن جرير والفراء .
واستدلّ له بقول الله تعالى: {والله يعصمك من الناس}.
وقد ضعف أهل العلم هذاالقول لعلتين
أحدهما:أن سورة الحجر مكية، وسورة المائدة مدنية.
والآخر:أن الأصل أن يرجع الضمير إلى أقرب مذكور ما لم يصرفه صارف؛ ولا صارف هنا.
قال محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (بيّن تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي نزل القرآن العظيم، وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميدٍ } وقوله: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه}إلى قوله: {ثم إن علينا بيانه }وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله: {وإنا له لحافظون}راجع إلى الذكر الذي هو القرآن.
وقيل: الضمير راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كقوله: {والله يعصمك من الناس}والأول هو الحق كما يتبادر من ظاهر السياق)ا.هـ.
المراد بحفظ القرآن .
ورد في معنى ذلك أقوال
- أي محفوظ عند الله في اللوح المحفوظ ....هو قوله مجاهد رواه ابن جرير
-
وقيل المعنى انه محفوظ من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً أو يبطل منه حقا وهو قوله قتادة وثابت. رواه عبد الرزاق.
قال ابن عاشور: (وشمل حفظه الحفظ من التلاشي، والحفظ من الزيادة والنقصان، بأن يسّر تواتره وأسباب ذلك، وسلّمه من التبديل والتغيير حتى حفظته الأمّة عن ظهور قلوبها من حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرّ بين الأمّة بمسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وصار حفّاظه بالغين عدد التواتر في كلّ مصر)ا.هـ.
قال الشيخ السعدي:{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} أي:في حال إنزاله وبعد إنزاله، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه فيها ثم في قلوب أمته، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ....}
إذن الله تكفل بحفظ القران.الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من الزيادة والنقص، والتغيير والتبديل، والتحريف والمعارضة، والإفساد والإبطال..ومن حفظه أن يسر وهيأ له أسباب جمعه وتدوينه ..فلا يمكن أن يغير أو يبدل منه شيئا .
ومن أدلة حفظ الله لكتابه قوله تعالى :
قال تعالى: {إنَّ علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه . ثمّ إنَّ علينا بيانه}
ما ورد في سبب نزول الآية
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث موسى بن أبي عائشة، قال: حدثنا سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدةً، وكان مما يحرك شفتيه - فقال ابن عباسٍ: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، وقال سعيدٌ: أنا أحركهما كما رأيت ابن عباسٍ يحركهما فحرك شفتيه- فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه}
قال: جمعه لك في صدرك وتقرأه{فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}قال: فاستمع له وأنصت،{ثم إن علينا بيانه}ثم إن علينا أن تقرأه، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما قرأه).
معنى جمعه وقرآنه
..ورد عن ابن عباس تفسير ذلك بقوله " بقوله: (جمعه لك في صدرك، وتقرأه).
- وقال الفرّاء: ( {إنّ علينا جمعه}في قلبك{وقرآنه}وقراءته، أي أنّ جبريل سيعيده عليك).
- وقال البخاري في كتاب التفسير: ( {إن علينا جمعه وقرآنه}تأليف بعضه إلى بعض{فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه}فإذا جمعناه وألّفناه فاتّبع - قرآنه أي: ما جمع فيه فاعمل بما أمرك الله وانته عمّا نهاك الله).
وقال الشيخ السعدي : وقال هنا: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} ثم ضمن له تعالى أنه لا بد أن يحفظه ويقرأه، ويجمعه الله في صدره، فقال: {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} فالحرص الذي في خاطرك، إنما الداعي له حذر الفوات والنسيان، فإذا ضمنه الله لك فلا موجب لذلك.
فهذه الآية تدل على نوع من أنواع حفظ الله لكتابه وهو أنه تكفل أن يجمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينسى ولا يتفلت منه شيئا إلا ما شاء الله تعالى أن ينسخه
س2: تحدث بإيجاز عن مراحل التأليف في جمع القرآن
مراحل تأليف أو تدوين القران ثلاث
. المرحلة الاولى
وهى التي كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
فكان الاعتماد الأول في هذا المرحلة على جمع القران في الصدور
والمقصود أنّ القرآن كان مجموعاً في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على نوعين من الجمع:
-الجمع الفردي؛ والمراد به أن يجمعه الفرد من أوّله إلى آخره في صدره حفظاً واستظهاراً، وقد جمعه بهذا المعنى جماعة من قرّاء الصحابة رضي الله عنهم، ومنهم: عثمان بن عفان، وعليّ بن أبي طالب، وأبيّ بن كعب، وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء،وأبو زيد النجاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص،ومجمع بن جارية، وغيرهم.
-الجمع العام، وهو أن تكون كلّ آية من القرآن محفوظة في صدور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لا تبقى آية غير محفوظة في صدورهم، وهذا النوع مظاهر للنوع الأول؛ فإنّ الذين يحفظون بالمعنى الثاني عدد كثير يصعب حصرهم، وتحصل الطمأنينة بحفظهم وضبطهم.
قال بدر الدين الزركشي: (كل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة أقلُّهم بالغون حدَّ التواتر).
وكما كان محفوظا في الصدور كان أيضا محفوظا في السطور فقد تم كتابة القران بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم في العسب و اللخاف والأكتاف وغير انه لم يجمع في مصحف واحد بل كان مفرقا
المرحلة الثانية
جمعه كتابةً في مصحف واحد، وهو الجمع الذي تولاه أبو بكر بإشارة من عمر بن الخطّاب لمّا استحرّ القتل في القراء في وقعة اليمامة.
وسبب ذلك الجمع خوف ضياع القران بموت القراء
المرحلة الثالثة
جمعه على رَسْمٍ واحدٍ، ولغةٍ واحدةٍ هي لغة قريش، وهو الجمع الذي تولاه عثمان رضي الله عنه لما رأى اختلاف الناس في القراءات وخشي أن تحدث فتنة بسبب ذلك الاختلاف.
وسب الجمع قطع و حسم مادة الشقاق والنزاع في القران .
قال القاضي الباقلاني: لم يقصد عثمانُ قَصْدَ أبي بكرٍ في جمع نفس القرآن بين لوحين، وإنما قصد جمعَهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النَّبِيّ ، وإلغاء ما ليس كذلك، وأخْذَهُم بِمصحفٍ لا تقديم فيه ولا تأخير، ولا تأويل أُثبِت مع تنْزِيلٍ، ولا منسوخ تلاوته كُتِبَ مع مُثْبَت رسمه ومفروضٍ قراءتُه وحفظُه؛ خشية وقوع الفساد والشبهة على من يأتي بعد..
س3: ما المراد بتأليف القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟
المراد بتأليف القران أي جمعه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر كُتَّاب الوحي بتأليف القرآن أي جمع آيات كلّ سورة منه ووضع الآيات في مواضعها التي أرادها الله، ولم يكن الوحي قد انقطع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أوحي إليه بشيء من القرآن بعث إلى بعض الكتّاب من أصحابه فكتبوا له وعيّن لهم مواضع الآيات من كلّ سورة .
وقد ورد أثار كثير تدل على ذلك
فعن ابن عباس عن عثمان بن عفان أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا أنزل عليه الشىء دعا بعض من يكتب له فيقول: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ))، وإذا أنزلت عليه الآيات قال: (( ضعوا هذه الآيات فى السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ))، وإذا أنزلت عليه الآية قال: (( ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا)) ). رواه الإمام أحمد وأبو داوود والترمذي
وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال: (( طوبى للشام ))
...رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والترمذي
وقال النووي رحمها لله: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلَّفاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعاً في مصحف، بل كان محفوظاً في صدور الرجال؛فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كلَّه، وطوائف يحفظون أبعاضاً منه)ا.هـ.
والمقصود أن آيات القران كان يتراخى نزولها فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرشد كتاب الوحي إلى كتابة الآيات ....فيتم ترتيبها ووضعها في مكانها الخاص من سورها. فقد كانوا يكتبون القرآن على العسيب واللخاف والرقاع وعظام الأكتاف وغيرها.
ولم يجمع القرآن في مصحف واحد بين دفّتين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف بين أهل العلم.
وذلك لأسباب
- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان معصوماً من أن ينسى شيئاً من القرآن.
-لأنَّ القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان يزاد فيه وينسخ منه ؛ فكان جمعه في مصحف واحد في عهده مظنة لاختلاف المصاحف، وفي ذلك مشقة بالغة.
قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو، ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم)ا.هـ
و قال الخطابي: «إنما لم يجمع -صلى الله عليه وسلم - القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة».
وقال الزركشي: «وإنما تُرك جمعه في مصحف واحد؛ لأن النسخ كان يرد على بعض، فلو جمعه ثم رفعت تلاوة بعض لأدى إلى الاختلاف واختلاط الدين، فحفظه الله في القلوب إلى انقضاء زمان النسخ، ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين».
خلاصة الكلام
أن القران في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
كما كان محفوظا في الصدور؛ فهو أيضا محفوظ في السطور،
غير أنه لم يجمع في مصحف واحد بل كان مفرقا بين الصحابة ولم يكن مكتوبا على الأوراق لندرتها ..بل كان مكتوبا على العسب واللخاف والرقاع والكرانيف والأقتاب والأكتاف و كانمتفرّقاً في صحائف الصحابة رضي الله عنهم، لهذا قال زيد لما أمر بجمع القرآن في عهد أبي بكر -رضي الله عنه-: «فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال».
.
س4: عرّف بثلاثة من كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم
أبو المنذر أبيّ بن كعب بن قيس النجاري الخزرجي الأنصاري.
شهد بيعة العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها، وكان من علماء الصحابة وقرائهم الكبار.
قال ابن سعد في الطبقات: (وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم).
وقال ابن عبد البر: (وكان أبيّ بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل).
وقد ذكر أهل العلم أن أبي هو أول من كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وكان إذا لم يحضر دعا زيد ابن ثابت ليكتب له؛ فكان أبيّ وزيد يكتبان الوحي بين يديه).
-زيد بن ثابت بن الضحاك النجاري الأنصاري، من أشهر كتّاب الوحي،
كان زيد ابن ثابت قد بلغ من العمر إحدى عشرة سنة لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة..وقد حباه الله بالذكاء و الفهم والفطنة وكان ماهرا بالكتابة ؛ وبمجاورة النبي صلى الله سلم بالمسكن فقد كان جارا له فلزم النبي صلى الله عليه السلام و تعلم منه وكان يكتب الوحى للنبي صلى الله عليه السلام...قال زيد ابن ثابت : كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان «إذا نزل عليه أخذته برحاء شديدة، وعرق عرقا شديدا مثل الجمان، ثم سري عنه» ، فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة، فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن، وحتى أقول: لا أمشي على رجلي أبدا، فإذا فرغت قال: «اقرأه» ، فأقرؤه، فإن كان فيه سقط أقامه، ثم أخرج به إلى الناس). رواه الطبراني في الكبير والأوسط.
وقد شاهد نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض عليه القرآن مراراً.
وقد أثنى عليه أبو بكر الصديق ثناء جميلا عطرا لما اختاره لجمع القران فقال له: « إنك رجل شاب عاقل، ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه».رواه البخاري.
فكان جامعا للقران في عهد أبى بكر الصديق وهو الذي اختاره عثمان لكتابة القران الذى تم كتابته في عهده
فاجتمع لزيد ابن ثابت خصيصة لم تجتمع لغيره فهو الذي نال شرف كتابة و جمع القران في مراحله الثلاثة
-
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية القرشيّ.
من السابقين الأولين إلى الإسلام أسلم بعد أبي بكر، فكان ممن أوذي في الله فصبر مع من صبر فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر مع جعفر بن أبي طالب، وقدم معه عام خيبر،
ولزم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، وشهد معه المشاهد، وكان فصيحاً جميلاً شجاعاً أميناً حصيفاً، واستعمله النبيّ صلى الله عليه وسلم على صدقات اليمن، وكان من كتّابه.
. وهو صاحب أوّل لواء عقده أبو بكر لحرب المرتدين، وقاتل الروم في الشام تحت إمرة خالد بن الوليد، واستشهد في وقعة مرج الصفر سنة ثلاث عشرة للهجرة. .
قالت ابنته أم خالد وهي صحابية رضي الله عنها: (كان أبي خامساً في الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنا بها).ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: (أبي أوَّل من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
فإن ثبت هذا فهو أوّل من كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم بمكّة.
س5: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟
قد ورد بعض الآثار ما يثبت أن بعض الصحابة كان يعارض النبي صلى الله عليه وسلم بالقران..
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعارَض بالقرآن في كلّ رمضان، وإني عَرضْتُ في العام الذي قبض فيه مرتين، فأنبأني أني محسن). رواه الإمام أحمد وسيأتي بطوله إن شاء الله.
وقال: (قال أبو عبد الرحمن السلمي: قرأ زيد بن ثابت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفاه الله فيه مرتين.
فكان قراء الصحابة يعرضون قراءتهم على النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فيقوّمهم ويجيزهم بالإقراء والتعليم
وربما كان العرض بطريقة التلقي – كما هو مصطلح المتأخرين - يعنى النبي صلى الله عليه وسلم؛ هو الذي يعرض القران عليهم فيتعلموا و يحفظوا عنه
عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: سمعت أبي بن كعب، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرتُ أن أعرض عليك القرآن»، قلت: سماني لك، قال: «نعم»، فقال أبيّ: {بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}).رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وغيرهما.
.