اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال محمد حسن
باب ما جاء فى منكرى القدر
*مناسبة هذا الباب:
_للباب الذى قبله أن إنكار القدر سوء ظن بالله؛ فهذا الباب تفصيل لما قبله.
_لكتاب التوحيد أن توحيد العبد لا يكمل إلا بإيمانه بالقدر كما قال ابن عباس :(القدر نظام التوحيد؛ فمن كذب بالقدر نقد تكذيبه توحيده).
*تعريف القدر:
_لغة: هو وضع الشىء على نحو ما يريده واضعه.
_شرعا: الإيمان بعلم الله السابق للأشياء، و كتابته لها فى اللوح المحفوظ، و عموم مشىئته جل و علا، و خلقه للأعيان و الصفات القائمة بها.
*الإيمان بالقدر أربع مراتب:
_مرتبتان تسبقان وقوع المقدر؛ و هما علم الله السابق للاشياء، و كتابته لها فى اللوح المحفوظ.
_مرتبتان تلحقان بوقوع المقدر؛ و هما عموم مشيئته، قال الله تعالى :" و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين"، و خلقه للأعيان و الصفات القائمة بها، قال الله تعالى :"و الله خلقكم و ما تعملون".
و من تمام الإيمان بالقدر الإيمان بأن الإنسان ليس مجبرا، و لكن الله خلقه و جعله مختارا للطاعات و المعاصى.
و الذين يقولون بأن الإنسان مجبر طائفتان:
_الغلاة؛ و هم القدرية الجبرية و غلاة الصوفية الذين يقولون أن الإنسان كالريشة فى مهب الريح.
_الطائفة التى تقول بأن للإنسان كسب.
*إنكار القدر على وجهين:
_مخرج من الملة؛ و هو إنكار علم الله السابق للأشياء، و كتابته لها فى اللوح المحفوظ مع العلم بالدليل.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"إن أول ما خلق الله القلم فقال: اكتب، قال: رب و ماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شىء حتى تقوم الساعة".
_منافى لكمال التوحيد؛ و إنكار عموم مشيئة الله و خلقه للأعيان.
*باب ما جاء فى منكرى القدر
أى من الوعيد الشديد، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لكل أمة مجوس، و مجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوه و من مرض فلا تعودوه، و هم شيعة الدجال، و حق على الله أن يلحقهم بالدجال".
*قال ابن عمر :(لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ثم أنفقه فى سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، ثم استدل بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :"الإيمان أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره").
_خير القدر و شره هذا بالنسبة للعبد؛ فما يقدره الله كله خير كما قال النبى صلى الله عليه و سلم :"و الشر ليس إليك".
_قال يحيى بن يعمر :(كان أول من تكلم بالقدر فى البصرة معبد الجهنى، فانطلقت أنا و صاحبى حاجين أو معتمرين فقلت: هلا لقينا أحدا من أصحاب رسول الله فنسأله عما يقول هؤلاء فى القدر، فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلا المسجد، فظننت أن صاحبى سيكل الكلام إلى، فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن و يتقفرون العلم يزعمون أن لاقدر، و الأمر أنف، قال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أنى برئ منهم، و أنهم براء منى، و الذى يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر،ثم قال: حدثنى أبى عمر بن الخطاب :(بينما نحن جلوس عند رسول الله إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبى فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، و وضع كفيه على فخذيه و قال: يا محمد أخبرنى عن الإسلام، قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله، و تقيم الصلاة، و تؤتى الزكاة، و تصوم رمضان، و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، قال: صدقت، فعجبنا له يسأله و يصدقه، قال: أخبرنى عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر،و تؤمن بالقدر خيره و شره، قال: أخبرنى عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: أخبرنى عن الساعة، قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرنى عن أماراتها، قال: أن تلد الأمة ربتها، و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون فى البنيان، ثم انطلق فلبثت مليا، قال: أتدرى من هذا؟، قلت: الله و رسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
_و هؤلاء القدرية أنكروا أصلا من أصول الإيمان، قال أهل العلم فيهم :(ناظروهم بالعلم؛ فإن أقروا به خصموا، و إن جحدوه كفروا).
*عن عبادة بن الصامت أنه قال :(يا بنى إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، و ما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم :"إن أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب، قال: رب، و ماذا أكتب؟، قال: اكتب مقادير كل شىء حتى تقوم الساعة"، يا بنى، سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :"من مات على غير هذا فليس منى")
*عن اين الديلمى أنه قال :(لو أن الله عذب أهل أرضه، و أهل سماواته؛ عذبهم و هو غير ظالم لهم، و لو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم، و لو أنفقت مثل أحد ذهبا ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، و تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، و ما أخطأك لم يكن ليصيبك)
قال: فلقيت عبد الله بن مسعود فقال مثل ذلك، و لقيت حذيفة بن اليمان فقال مثل هذا، و لقيت زيد بن ثابت فقال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل هذا.
|
وفقك الله وسددك
ما فعلتيه هو اختصار الدرس لا فهرسة مسائله, فلعلك تطلعين على محاضرة فهرسة المسائل العلمية وأثرها في البناء العلمي هنا
والخطوات باختصار:
ولاً: استخلاص عناصر الدرس.
ثانياً: استخلاص المسائل المندرجة تحت كلّ عنصر.
ثالثاً: ترتيب العناصر والمسائل ترتيباً موضوعياً، ولو كان على خلاف الترتيب الأصلي للكتاب.
وهناك أمثلة وضعها الشيخ-حفظه الله- لمزيد بيان لطريقة الفهرسة.
الدرجة: د+
مع التوصية بالإعادة.