استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}.
1- على الإنسان أن يبادر بالتوبة ولا يغره إمهال الله عزوجل له وكرمه ، ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) .
2- على الإنسان أن يشكر الله عز وجل على حسن الخلقة ، ( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ).
3- على الانسان ألا يذم غيرة على شكله فهو ليس له دخل فى ذلك ، ( فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ) .
4- على الإنسان أن يحاسب نفسه فالملائكة الموكلون بكتابة أعماله لا يغفلون عن مثقال ذرة ، { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}.
5- على الانسان أن يجل الملائكة ويكرمهم ويحترمهم ويستحى منهم ، فهم كرام كاتبين لا يفارقوننا ، (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ ) .
المجموعة الرابعة
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالعشار، ومعنى تعطيلها.
تعددت آراء المفسرين في المراد بالعشار إلى أقوال:
الأول: عشار الإبل ، وهو قول عكرمة ومجاهدٌ، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر ، ورجحه الامام القرطبى وابن كثير وقال لا يعرف عن السّلف والأئمّة سواه.
الثاني: السّحاب ، حكاه القرطبى، ذكره ابن كثير فى تفسيرة.
الثالث: الأرض ، حكاه القرطبى، ذكره ابن كثيرفى تفسيرة.
تعددت آراء المفسرين في المراد بعطلت إلى أقوال :
الأول: تركت وسيّبت، وهو قول ومجاهدٌ، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
الثاني: أهملها أهلها وهو قول أبيّ بن كعبٍ والضّحّاك ، ، ذكره ابن كثير.
الثالث: لم تحلب ولم تصرّ، تخلّى منها أربابها. ، وهو قول الرّبيع بن خثيمٍ ، ذكره ابن كثير.
الرابع: تركت لا راعي لها ، وهو قول الضحاك ، ذكره ابن كثير .
وبالنظر إلى الأقوال السابقة نخلص إلى أن المعنى كلّه متقاربٌ والمقصود أنّها العشار من الإبل وهي خيارها، قد اشتغل النّاس عنها وعن كفالتها والانتفاع بها، بعدما كانوا أرغب شيءٍ فيها، بما دهمهم من الأمر العظيم المفظع الهائل، وهو أمر القيامة ، لظهور الدلالة عليه ، وهو قول عكرمة ومجاهدٌ، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر ، ورجحه الامام القرطبى وابن كثير وقال لا يعرف عن السّلف والأئمّة سواه.
ب: المراد بتكوير الشمس.
تعددت آراء المفسرين في المراد بتكوير الشمس إلى أقوال:
الأول: أظلمت ، وهو قول ابن عباس ، ذكره ابن كثير .
الثاني: اضمحلّت وذهبت ، قاله مجاهدٌ و الضّحّاك ، ذكره ابن كثير فى تفسيرة.
الثالث: ذهب ضوؤها ، حكاه القرطبى، ذكره ابن كثيرفى تفسيرة.
الرابع : غوّرت ، قاله سعيد بن جبيرٍ .
الخامس : رمي بها ، قاله الرّبيع بن خثيمٍ.
السادس : ألقيت، قاله أبو صالحٍ.
السابع : نكّست، قول آخر لأبو صالحٍ.
والصّواب في ذلك أنّ التّكوير: جمع الشّيء بعضه على بعضٍ ، فمعنى قوله: {كوّرت}: جمع بعضها إلى بعضٍ ثمّ لفّت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك ذهب ضوؤها وهو قول ابن عباس ، وابن أبي مريم وهو ما رجحه ابن جرير وابن كثير والسعدى، والاشقر .
3. بيّن ما يلي:
أ: ما أعدّه الله من النعيم للمؤمنين.
1- يجلسون على السرر المزينة بالفرش الحسان ، وينظرون إلى ما أعده الله لهم من النعيم, وينظرون إلى وجه الكريم ، ( عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ) .
2- يرى على وجوههم بهاء النعيم ونضارته ورونقه، فإن توالي اللذة والسرور يكسب الوجه نورًا وحسنًا وبهجة، (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ) .
3- يسقون من أطيب ما يكون من الأشربة وألذها ، ( يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ) .
ب: ما يفيده قوله تعالى: {وما أرسلوا عليهم حافظين}.
أى وما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم، ولا كلّفوا بهم، وما هذا منْهم ألا تعنُّتٌ وعنادٌ وتلاعبٌ، ليسَ له مستندٌ ولا برهانٌ، ولهذا كانَ جزاؤُهم في الآخرةِ منْ جنسِ عملِهم.