قال:
(فَصْلٌ فِي التَّحْقِيقِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ)
وَذَاتُ مَعْنًى ثَابِتٍ بِحِسٍّ اوْ = عَقْلٍ فَتَحْقِيقِيَّةٌ كَذَا رَأَوْا
كَأَشْرَقَتْ بَصَائِرُ الصُّوفِيَّهْ = بِشَمْسِ نُورِ الْحَضْرَةِ الْقُدْسِيَّهْ
أقول: قسم الاستعارة إلى (تحقيقية) وتخييلية فمراده (بالعقلية) التخييلية بدليل المقابلة فالإستعارة إن (تحقق) معناها حسا نحو رأيت أسدا في الحمام أو (عقلا) نحو اهدنا الصراط المستقيم فإن المستعار له قواعد الدين وهي (محققة عقلا) فالإستعارة (تحقيقية) وإن لم (يتحقق لا حسا ولا عقلا) بل كان أمرا متوهما فالإستعارة تخييلية كالأظفار في أنشبت المنية أظفارها كما سيأتي آنفا في كلامه فقوله (كأشرقت) الخ مثال للإستعارة (التحقيقية المتحقق) معناها (عقلا) إذ المستعار منه الاستنارة (بالنور المحسوس) والمستعار له إنشراح الصدر وإتساعه وهو أمر (محقق عقلا) وكذا الشمس فإن المستعار له المعارف الربانية.